صدور العدد 67 من جريدة المناضل-ة: الافتتاحية والمحتويات

الافتتاحية معدة للطبع

إفتتاحية العدد 67: النصْرُ لكَادحي الريف عَلى درب التغيير الجذري الشاملْ

مُسلسل الإعتقالات المُستمر منذ شهرين [أفواج معتقلين تلو أخرى، وإثقال بتهم إضافية]، ورغم فرض حالة حصار حقيقية بعسكرة كثيفة، وممارسة أشكال تضييق على الصحافة، المحلية والأجنبية، ورغم سعي قوي إلى الترهيب و الإذلال بكل سبل ممكنة، ورغم مناورات عديدة [مناظرات، تلويح بوساطات، محاولة دفع العائلات إلى استجداء عفو،…]، يتواصل صمود الريف الأبي.
وقد أبان إصرار الجماهير على التعبير بطرق متنوعة على رفض ما تسعى الدولة إلى فرضه، وأن خطة نظام الإستبداد فاشلة كليا في سعيها إلى إسكات الريف المنتفض.
ضغطت الدولة لتبرز كفاح كادحي الريف كمجرد حركة مطالب اجتماعية، قابلة للإحتواء في آخر المطاف. لكن مظاهرات الريف، بشعاراتها، وموقفها من دولة الإستبداد (“المخزن”) ورموزها، ومن “العياشة”، و إعلاء راية جمهورية الريف، كلها تعبيرات عن الحمولة السياسية الجذرية لحراك الريف.
لقد فرض كادحو الريف على النظام كشف حقيقته الإستبدادية التي طالما سعى إلى حجبها بمساحيق دستور 2011، وكل ضروب المؤسسات الديمقراطية الزائفة، وإدعاء تجسيد “الإستثناء” في محيط إقليمي غارق في الإستبداد والفساد. لقد أسقط شباب الريف ونساؤه كل أقنعة الطاغوت الجاثم على صدر الشعب الكادح.
في شهور تهاوى كل بنيان الزيف والبهتان الذي حرص النظام الديكتاتوري، طيلة عقود، على تشييده بدعم من ديمقراطيين زائفين طالما اعتبروا الإستبداد المقنع “مسلسلا ديمقراطيا” ثم “انتقالا ديمقراطيا” وما إلى ذلك من كل صنوف الأضاليل. وأعطى كفاح الريف، وما استثار من قمع همجي لاحتجاجات سلمية، صورة حقيقية عما يعنيه “تنزيل دستور 2011” الذي طالما تغنى به أنصار الإستبداد من أنصاف الديمقراطيين.
منذ شهور يشهد المغرب اندفاعات تضامن مع كادحي الريف بالعديد من المدن، ووجه معظمها بالقمع بقصد قتلها في المهد. كما شهدت مناطق عدة احتجاجات وحركات مطلبية محلية شبيهة بما يجري في الريف. هكذا تتسم الحالة النضالية التي يشهدها المغرب بتفاوت جغرافي حاد، وبانعدام تزامن، حيث تتعاقب موجات كفاح محلية دون التقاء في سيل واحد. يعود هذا أساسا إلى انعدام منظمة نضال توحد فعل الكادحين، مطالبا وأشكال نضال.
لم ينبثق نضال كادحي الريف الجاري من عدم، بل هو نتاج عقود من المقاومة، تمد أعمق جذورها في حركة محمد بن عبد الكريم الخطابي التحررية، وفي انتفاضة متم سنوات خمسينات القرن العشرين، وفي الرصيد الكفاحي لحركة الشباب الجامعي والمعطل، وفي استلهام دروس تجارب محلية عديدة أبرزها انتفاضة سيدي ايفني (2005 و2008) وبوعرفة وصفرو 2007، ودروس حركة 20 فبراير المجيدة.
وتُمثل الحركة النضالية الريفية الجارية خطوة عملاقة على طريق تراكم قوى الكفاح وخبراته سيرا نحو امتلاك أدوات نضال على صعيد وطني، هي الكفيلة بتوحيد المقاومة الشعبية وتطويرها نوعيا صوب امتلاك مقدرة إنجاز تغيير حقيقي، شامل وعميق، لأوضاع الإستبداد و الإستغلال الرأسمالي.
إن ما يجري في الريف يُثلج صدور المناضلين العماليين والشعبيين الذين ما فتئوا يتدخلون في النضالات اليومية، بأماكن العَمل وبالشارعْ، وكُلهم ثقة أن القوى الكامنة ستتدفق حتما لتُعزز كفة الكادحين في ميزان القوى. وقد دقت ساعتهم، ساعة النهوض بواجب التضامن وبناء المقاومة الشعبية بكل مكان، وبوجه خاص انخراط الطبقة العاملة وتَخلص تنظيمها النقابي من هيمنة بيروقراطيات شالة لمقدرة النضال، والتقدم في بناء أداتها السياسية.
الطور الأولي الذي يجتازه كفاح كادحي الريف سيتبعه طور آخر، عند امتداد الحراك، لاسيما وصوله إلى أماكن العمل. إن تلبية عميقة ودائمة للمطالب الإجتماعية تتطلب تغيير السياسة الاقتصادية-الإجتماعية القائمة، سياسة المؤسسات المالية للإمبريالية التي لا تخدم سوى مصالح الرأسمال الأجنبي وربيبه المحلي. وهذا التغيير يستدعي نضالا سياسيا جماهيريا قوامه تعبئة القوى العمالية والشعبية بناءً على برنامج مطالب ذو قدرة على الحشد، ونقل الوعي العمالي والشعبي من المطالب المباشرة إلى وعي الحاجة إلى سلطة بديلة. ولا شك أن بمقدمة هذه المطالب مجلس تَأسيسي يُحقق السيادتين الوطنية والشعبية ويُلبي تَطلعات الجماهير الشعبية سواء الديمقراطية أوالإجتماعية.

المناضل-ة

محتويات العدد: التحميل من هنا: عدد 67 للتحميل pdf

الافتتاحية:  النصْرُ لكَادحي الريف عَلى درب التغيير الجذري الشاملْ

سياسة: ملف حراك الريف

نضالات وقضايا عمالية:

نضال شعبي:

تضامن أممي مع الريف:

شارك المقالة

اقرأ أيضا