عمر الكاسمي- أستاذ فرض عليه التعاقد، مديرية زاكورة: معركتنا متواصلة، ومفتوحة على جميع الاحتمالات

 

 

أجرت جريدة المناضل-ة المقابلة التالية مع الأستاذ عمر الكاسمي، أستاذ مفروض عليه التعاقد، مديرية زاكورة. 31 مارس 2019.

 

  • أثارت الخرجة الإعلامية الأخيرة لوزيري التعليم والاتصال ردود فعل مستنكرة للتضليل، وبخاصة تهديد المضربين بإجراءات عقابية منها تحريك مسطرة العزل بحقهم، ما أثار ذلك على معنويات الأساتذة/آت المفروض عليهم وعليهن التعاقد؟ وما أثر كل ذلك على التنسيقية؟ وهل دفعت ضغوطات الدولة إلى عودة مضربين للأقسام؟

تاتي الندوة الصحفية التي عقدها الوزير امزازي بمعية الناطق الرسمي للحكومة في سياق وظرفية حساسة بعد أن استنفذت الحكومة كل أساليبها الترهيبية والتضليلة: قمع المسيرات الجهوية؛ مسيرة 20 فبراير، ومعتصم 23 مارس بالرباط… كنا ننتظر أن تتعاطى الحكومة بشكل جاد ومسؤول مع مطلبنا وأن تدعو التنسيقية للجلوس لطاولة الحوار، لكن المنحى الذي اختارته الوزارة هو المزيد من الترهيب ولعب آخر أوراقها المثمتلة في ورقة الطرد، واستهداف القيادات بشكل منفرد، لكن على الوزير أن يعي جيدا أن التاريخ تجاوز مثل هاته اللغة، وأنها اساليب بذائية متخلفة تعبر بالملموس عن ارتجالية الحكومة في التعاطي مع قضية التعليم، وغياب أدنى إرادة لإصلاح منظومة التعليم، بل العكس الزج بها في أيادي البرجوازية من أجل تسليعها، كما أن تصريحات الوزير سعي إلى زعزعة وحدة الأساتذة وفصل القيادة عن القواعد، غير أن الجماهير الأستاذية قابلت هاته التصريحات بموجة من الاستهزاء والغضب وبصياغة هشتاج “كلنا منسقون ومنسقات” كتعبير على تشبتهم بإطارهم الشرعي، وقد عجلو بالرد بمسيرات حاشدة بكل من زاكورة، مراكش، طنجة، تاونات، تارودانت…

وكذا بصمود بطولي يومي الجمعة والسبت والذي عرف نجاح باهر للاضراب تجاوز نسبة 80% على المستوى الوطني، ضاربا عرض الحائط كل استفزازات الوزارة بل العكس من ذالك ازددنا صمودا وتشبتا بقضيتنا العادلة والمشروعة.

  • يبدو أن التصعيد متواصل من الجانبين، وربما الأمور تتجه نحو إضراب مفتوح، قد يقود بدوره لسنة بيضاء. ما هي مقومات صمود تنسيقية الأساتذة/آت المفروض عليهم وعليهن التعاقد، أخذا بالاعتبار بقاء التنسيقية تناضل لوحدها نيابة عن الجميع؟ ألا يضعف نعتكم بالتعنت، وعدم الاكتراث بمستقبل التلاميذ الدراسي موقفكم؟

عندما رفعنا شعار الإدماج أو البلوكاج كنا نعتبره الانذار الأخير للحكومة من أجل أن تلتقطه الوزارة وتفتح باب الحوار من أجل حلحلة ملفنا المطلبي، فبعد سنة من النضال باستغلالنا أوقات خارج العمل (يوم الاحد، العطل) احتراما للزمن المدرسي للتلميذ وحقه في التعلم قابلاتنا الوزارة باذان صماء وبتحاهل غير مسبوق وإطلالة صحفية تصب في منحى عدم الاكثرات وغياب أية نية للحوار، فخضنا اضراب ليوم واحد في الشهر، ثم يومين، ثم اربع ايام دون جدوى فقط شطحات من أجل تزيين ما سمي بالنظام الأساسي لأطر الأكاديميات، وهو في العبارة نسخة طبق الأصل للعقد الذي وقعناه، والطي يسعى في أفقه الاستراتيجي لضرب مجانية التعليم والوظيفة العمومية. وفي حركة غير مسبوقة تنم عن كراهية وغباء سياسي نتفاجئ بوقف صرف أجور فوج 2016 وبمنطق (شونطاج وقع ملحق العقد ونخلصوك) وهو اسلوب خسيس بعيد كل البعد عن اخلاقيات المهنة، وهذا الإجراء زاد الطين بلة واشعل فثيل الغضب في صفوف الاساتذة، فخضنا اسبوع انذاري فيه شقين من المطالب آني وهو صرف أجور فوج 2016 وشق استراتيجي وهو الادماج في اسلاك الوظيفة العمومية، وعكس ما كنا ننتظر قوبلت نضالاتنا بلغة القمع والتنكيل، مددنا الاضراب للاسبوع الثاني وبعد ضغط الاساتذة فرضنا صرف الأجور وتم تراجع عن ملحق العقد ورفض الجلوس لطاولة الحوار، وبعد الأسبوع الثالت الذي عبرت فيه التنسيقية عن بعدها الكفاحي بتخليد ملحمة 23 مارس واعتبارها المدرسة العمومية خط احمر، وكذا دعوة كل الاطراف وعموم الجماهير لبناء جبهة من اجل الدفاع عن مجانية التعليم، وايمانا منا كذلك ان النقابي لا يمكن فصله عن السياسي، ومعركة التعليم معركة الشعب المغربي ككل، جاء رد الحكومة بعد الاسبوع الرابع بتلويح ورقة الطرد في صفوف القيادات وكل القواعد المستمرة في خوض الاضراب، قوبل بموجة عارمة من الاصرار والصمود.

بما يخص مقومات صمود الاساتذة فهو نابع عن تشبتهم بقضيتهم العادلة والمشروعة، وكذا نابع من ديموقراطية قرارات تنسيقيتهم فبناء التوجه العام يبنى من القواعد عبر جموعات عامة فيطرح على المجلس الوطني من اجل تجميعه ويعود الى القواعد من اجل تنزيله اذن فمثل هذا البناء يبني الثقة وكدا الالتحام قواعد وقيادات.

مسالة تعنت التنسيقية ما هي الى احكام جاهزة خارج عن دائرة الصراع نحن مناضلون لنا مطالب عادلة ومشروعة اشكالنا النضالية سلمية. حل ملفنا يحتاج لقرار سياسي وليس مالي فالتعنت الحقيقي هو للحكومة التي تؤجج الاوضاع يوم بعد يوم باتخاد تدابير لا تربوية مثل الاستنجاد بالجمعيات واسناد اقسام، وتقليص البنية تعكس حقيقة الشعارات المرفوعة من قبيل مدرسة النجاح والجودة .

  • هل هناك خطط بديلة للتنسيقية للرد على قرارات العزل غير الإضراب المفتوح؟

معركتنا مفتوحة ومستمرة على كل الاشكال النضالية التصعيدية فمطلبنا غير قابل للتجزيئ، القواعد الاستاذية هي من تقرر اشكالها النضالية، الاضراب المفتوح هو وارد جدا ومقوماته من اصرار وصمود القواعد، فاول حالة طرد يعني ان الحل سيكون في الشارع وبالاضراب المفتوح، ونعد باشكال نضالية غير مسبوقة،

  • أية آفاق في ظل كل هده التطورات؟

ان معركة مجانية التعليم ليست معركة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بل معركة الشعب المغريي بكل اطيافه، ان الدولة منذ زمن ليس بالبعيد سعت الى خوصصة جل الخدمات الاجتماعية، ولا يسثتنى التعليم من ذالك، عبر الاجهاز على حقوق الشغيلة والتلويح بمخططات (الميثاق الوطني للتربية والتكوين، المخطط الاستعجالي، الرؤية الاستراتيجية، والقانون الاطار…) والهدف واضح وجلي وهو بيع المدرسة العمومية. ان التعليم هو ملتقى لأطراف عديدة: جمعية الاباء، تلاميذ، اساتذة، نقابات، اداريين…

اذا فمعركة تحصينه تستدعي تدخل كل هاته الأطراف، ووعيينا بحساسية المرحلة وحجم الهجوم ضد المدرسة العمومية نستدعي تدخل كل هاته الاطراف بمعنى بناء جبهة من اجل انقاد المدرسة العمومية. فمصلحة التلميذ هو في حصوله على مقعد في المدرسة العمومية ومناهج علمية، وتعليم ديمقراطي وموحد…

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا