دعوة قيادات نقابية للإضراب: ما الموقف السليم؟. (إضراب 14 و15 ماي 2019 نموذجا)

 

شهد قطاع التعليم، ما يناهز سنة من الدينامية النضالية الصاعدة من الأعماق. لعبت تنسيقية المفروض عليهن/ هم التعاقد، دور المفجر لهذا النضال، جارة معها بقية شغيلة التعليم (خاصة التنسيقيات الفئوية) ومرغمة القيادات النقابية على مجاراة هذ الدينامية النضالية.

ناضلت شغيلة التعليم ضد تجليات تفكيك الوظيفة العمومية والتراجع عن مكاسب سابقة، خاصة تعميم العمل بموجب عقود. تراوح سلوك القيادات النقابية طيلة هذه السنة النضالية بين دور المتفرج ثم المجاراة بالدعوة إلى إضرابات دون تعبئة حقيقية من أجل إنجاحها، وفي الأخير القيام بدور الوساطة بين الدولة وتنسيقية المفروض عليهن/ هم التعاقد.

بدل تعبئة الأقسام غير المنخرطة في النضال وتعبئة كل شغيلة القطاع ومد التعبئة لتشكل قطاعات أخرى، اكتفت القيادات النقابية بمسايرة الدينامية النضالية، في انتظار فرصة خنقها. توفرت لها هذه الفرصة بعد تأمين عزلة نضال المفروض عليهن/ هم التعاقد وخنق إضراباتهن/ هم بإجراءات أفقدتها كل فعالية (تغيير البنية، تعويض المضربات/ ين، إجراءات عقابية). تدخلت القيادات النقابية وسيطا (ضمن وسطاء آخرين) لمساعدة الدولة على إطفاء جذوة النضال التي اتقدت بسرعة في صفوف شغيلة التعليم العمومي.

لا يقع اللوم وحده على القيادات المركزية، فالقيادات المحلية والجهوية (مع استثناءات نادرة) تتحمل جزء من مسؤولية خنق المعركة الأخيرة. كما أن سلبية قواعد الشغيلة الموروثة عن عقود من العسف البيروقراطي والقمع ساهمت كذلك في تشديد الخناق على معركة تسنيقيات التعليمن وعلى رأسها تنسيقية المفروض عليهن/ هم التعاقد.

بعد انطفاء المعركة، بتواطئ ضمني، قامت قيادات التنسيق النقابي الخماسي، بإعلان برنامج نضالي يتضمن يومي إضراب (14 و15 ماي)، احتجاجا على فراغ الحوار مع الوزارة (!!) ومن أجل مطالب أخرى.

اختلفت المواقف حول المشاركة من عدمها في هذا الإضراب، واختلفت كذلك المبررات والاعتبارات الداعية لاتخاذ الموقف. أهم هذه الاعتبارات هي

= النقابات لا تمثل الشغيلة والتنسيقيات شكل جديد للنضال النقابي ويجب تطويرها

= المشاركة في الإضراب تزكية لسلوك البيروقراطيات

= عدم المشاركة تعبير عن عدم الرضى بواقع النقابات.

نقدم لقراء موقع جريدة المناضل-ة نقاشا بين الرفيق حسن طاهيري (مناضل “التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد”) والرفيق علي أموزاي، منقولا من صفحة الرفيق حسن على الفايسبوك. تعميما للفائدة وفتحا لباب نقاش نتمناه أن يتعمم ويستمر.

==================

حسن طاهيري:

لأول مرة منذ تأسيسها، لن أجسد خطوة دعت لها التنسيقية الوطنية للمفروض عليهم التعاقد. النقابات لا تمثلني.

علي أموزاي

تحياتي رفيقي

ليس عدم تنفیذ الاضراب اختیارا فردیا، بل یکون مبنیا علی مبررات… وأظن یا صدیقي أن المبرر الذي قدمته: “النقابات لا تمثلني”، لیس في محله:

– أولا لأن النقابات لم تدع یوما تمثیلیتها للمفروض علیهن/ هم التعاقد.

– ثانیا: قرار الإضراب لم یصدر عن النقابات بل عن القیادات النقابیة، وإن کان لهذه الأخیرة حساباتها الخاصة، فعلینا نحن ألا نخلط بین “النقابة” والجهاز النقابي/ القیادة.

– هکذا، نمیز کذلک بین التنسیقیه وقواعدها وبین قیادتها… فإن کان لقیادة التنسیقیه حساباتها الخاصة مع الوسطاء، فما یهمنا نحن أن یکون القرار (سواء بالمشارکة أو عدمها)، معبرا عن إرادة القواعد.

– الامتناع عن هذا الإضراب قد یکون مبررا، بکون القیادات النقابیة ظلت متفرجة في معرکة التنسیقیة وساهمت (من خلال الوساطة)، في إطفائها، ولكن تبريره بكون “النقابة لا تمثلني” خاطئ.

– القیادات النقابیة بدورها تتمنی أن تکون نسبة المشارکة في الإضراب ضئیلة، لهذا لم تعبئ واختارت وقتا غیر ملائم في الإضراب… لذا، إعلان عدم المشارکة یصب الماء في طاحونة هذه القیادات.

حسن طاهيري:

بالنسبة لمبررات موقفي لم يسع المجال لذكرها واكتفيت بكون النقابات لا تمثلني.

فيما يخص التفريق بين الجهاز والقيادة فهذا هو مربط الفرس، فأملنا ألا نكرر التجربة البيروقراطية للنقابات داخل التنسيقية وألا نفصل بين موقف القواعد وقياداتها كما فعلت النقابات، بل أن يحترم مبدأ التنسيقية في كون مجلسها الوطني- ولا أسميه قيادة- يكتفي فقط بالتنسيق بين القواعد واحترام مواقفهم.

الابتعاد عن تجربة النقابات هو الهدف، فأحمق من يفعل الشيء بنفس الطريقة مرتين وينتظر نتائج مختلفة.

علي أموزاي

تحیاتي رفیقي علی التفاعل:

– القول بأن النقابة لا تمثل کل الشغیلة، یستدعي تخلیصها من موانع کونها کذلک، وأهمها: تسلط بیروقراطیات عمالیة علی جهاز النقابة.

– التفریق بین النقابة والجهاز/ البیروقراطیات، کما أطلقت علیه أنت بتعبیرک الموفق: “مربط الفرس”، بدایة تخلیص النقابة من هذه السیطرة.

– رفض المشارکة في الاضراب بمبرر “النقابة لا تمثلني” یصعب أداء هذه المهمة ویجعل مربط الفرس أکثر تعقیدا.

– مبدئیا لا يستحسن رفض خطوات النضال، خصوصا إن کانت إضرابا… فالبیروقراطیات تتلاعب بسلاح الإضراب وتشهره حین تکون متأکدة من ضعف المشارکة.. تسعى البيروقراطيات لإطفاء التململ الذي انبعث في صفوف شغيلة التعليم، لذلك فخوض إضراب فاشل يسهل هذه المهمة. رفض المشارکة یخدم ضمنيا هذا الهدف.

– یجب استغلال أیة فرصة، ولو کانت تلاعبا بیروقراطیا بالإضراب، من أجل تحویل هذا التلاعب إلی إضراب حقیقي.

– ستبرر البیروقراطیات استنکافها عن النضال وتواطؤها مع الدولة، برفض الشغیلة خوض الاضراب. سیخاطبنا البیروقراطیون: “لقد دعوناكم للاضراب فرفضتم، لذلک فانتم تتحملون مسؤولیة تسهیل تمریر الهجمات”.

حسن طاهيري

تحياتي

شخصيا لا يهمني موقف قيادات النقابات ولا خططها لضرب نضالات الشغيلة، والانخراط في أي خطوة تدعوا إليها هو تواطؤ معها في ذلك، وعدم تجسيدها تأكيد على عدم الرضى بالوضع، وكما سبق أن قلت؛ التنسيقيات بديل محترم وجب الحفاظ عليه والنأي به عن البيروقراطية. ولنسلم جدلا أن الانخراط في الاضراب سيضع هذه القيادات أمام الأمر الواقع فهو لن يغير أبدا من أهدافها.

التغيير من الداخل سيكون ممكنا لو كانت قيادات النقابات مستقلة في قراراتها، أما والحال كما هي عليه من تجاهل القيادات للقواعد وتفشي الانتهازية منذ ستينيات القرن الماضي رغم كل محاولات “الاصلاح من الداخل” التي ٱنتهت بخلق إطارات جديدة مالبثت أن عانقت البيروقراطية، فالمشاركة مباركة لممارسات ” القيادة” النقابية.

لم نعد نعول على النقابات لدفع ضرر أو جلب مصلحة،  كل ما يهمنا الآن هو عدم السماح بتسلل البيروقراطية إلى التنسيقية..

 تحياتي

علي أموزاي

تحیاتي مجددا رفیقي

إن لم یکن الأمر مزعجا. سأواصل معک النقاش:

– مواقف البیروقراطیات تهمنا، بکل بساطة لأنها تسیطر علی وتکبح أدوات نضال الشغیلة (النقابة).

– لذلک، يعني عدم الاهتمام بمواقفها، في التحلیل الأخیر الموافقة (الضمنیة أو السلبیة)، على هذه السیطرة والکبح. لذلك وجب علينا الاهتمام ومراقبة کل ما تقوم به البیروقراطیة، لأنه بدون ذلك لا یمکن تخلیص النقابة من سطوة البیروقراطیة.

– قلت في تعلیقک السابق، وکنت محقا: ضرورة التمییز بین البیروقراطیة والنقابة وأسمیته “مربط الفرس”… یفرض هذا التمییز قول “البیروقراطیات لا تمثلني” بدل “النقابات لا تمثلني”.

– قلت يا رفيق بأن “الانخراط في الخطوات التي تدعو إليها البيروقراطيات تواطؤ”: کتبت في تعلیقي أعلاه بأن البیروقراطیة تتلاعب بسلاح الإضراب حین تکون متأکدة من ضعف المشارکة، وحین تستشعر انفلات الإضراب من تحکمها الفوقي تلغیه… لذلک “عدم المشارکة” تسهيل لمهمتها (وهو تواطؤ ضمني معها)، بینما المشارکة النشیطة دفع لها الی ما تسعی لتفادیه.

– قلت أيضا أن “عدم التجسید تأکید علی عدم الرضی بالوضع”: لكن البیروقراطیات متأکدة من عدم رضی الشغیلة بالوضع. وهذا ما یدفعها “مرغمة” لإدعاء النضال والدعوه إلی إضرابات فوقیة… لذا فعدم تجسید الإضراب هو تخلیص للبیروقراطیة من ضغط “عدم الرضی بالوضع” القادم من أعماق الشغیلة. والسؤال المطروح هو كيف نحول “عدم الرضى” إلى فعل حقيقي يطهر النقابة من سرطان البيروقراطية: هل بتجاهل مثل هذه الإضرابات أم بالمشاركة النشيطة فيها.

– أكدت في تعليقاتك أن “التنسیقیات بدیل محترم”: يظهر تاریخ الحرکة النقابیة المغربیة أن کل النقابات بدأت بتنسیقیات مهنیة وقطاعیة (البريد والتعليم في حالة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل)، وانتهی بها المآل إلی الوضع الحالي… لذلک فالشکل التنظیمي (نقابة، تنسیقیة، لجنة عمالیة)، لیس هو المحدد ولا الضامن “للنأي بها عن البیروقراطیة”، فهذا مرتبط بمنظور النضال: السیاسي في التحدید الأخیر.

– لا نسعی یا رفیقي إلی تغییر أهداف البیروقراطیات، حین ننخرط في خطوات نضالیه تدعو لها، بل لإظهار حقیقة تلاعبها بسلاح الإضراب وعمق تورطها مع الدولة.

– “قلت بأن “التغییر من الداخل سیکون ممکنا لو کانت النقابات مستقلة في قراراتها وترجع إلی قواعدها”: لو کان هذا واقع النقابات فلا حاجة إذن لتغییر من الداخل. فما اعتبرته یا رفیقي شرطا للتغییر نعتبره نحن هدفا لذلک التغییر.

– المناضلون العماليون لا يعولون علی البیروقراطیات، بل علی النقابات. ولنا في تجارب نضالیة محلیة وجهویة حیث مناضلون/ ات کفاحیون/ ات، نموذجا لعمل نقابي بدیل لممارسة البیروقراطیة.

– مرة أخری إغفال ما تقوم به البیروقراطیات، خاصة الاستنکاف عن المشارکة النشیطة والفعالة في الخطوات التي تدعو لها، بدل المشارکة السلبیة، هو الذي یبارک ممارسات “القیادة النقابیة”.

حسن طاهيري

موقف قيادات النقابات لا تهمني لعلمي أنها مزيفة ومكشوف أمرها، وأرى أن تجسيد إضراب “فوقي” هو إعطاء شرعية لتلك المواقف، وعدم تجسيده هو ضرب لها وسحب لشرعيتها. كيف لنا أن نظهر تواطأ البيروقراطيات حين ننجح الخطوات التي تدعو إليها !!

بالنسبة للمناضلين والمناضلات الحقيقيين المنتمين لتلك الإطارات فمستحيل أن يصلوا إلى القيادة وذلك بسبب تحكم الدولة في كواليسها عن طريق التيار السياسي الحزبي، ولا أنكر وجود تجارب نضالية تبقى محلية وجهوية تحاول القطع مع البيروقراطية، لكن إلى أي مدى يمكنها مجابهة هذه الأخيرة المدعومة من الدولة ؟!

“النقابات لا تمثلني”؛ التمثيلية تستدعي الموقف و القرار،  وقرار النقابات رهين بيد البيروقراطية، إذن “النقابات لا تمثلني” تكافئ ” البيروقراطيات لا تمثلني”.

لقد جررتني صديقي إلى نقاش بعيد عن تدوينتي، التي تحدثت عن التنسيقية وأحالت إلى ضرورة ابتعادها عن البيروقراطية حتى لا تسقط فيما سقطت فيه النقابات، فيصير المفروض عليهم التعاقد يبحثون هم أيضا عن طريقة للتغيير من الداخل. إن أي قرار فوقي لا يعود إلى القواعد هو خطوة في طريق صناعة بيروقراطية جديدة.

علي موزاي

لا أظن أن النقاش ابتعد عن تدوینتک، بل کل النقط المثارة في تعليقي في صمیم تدوينتك.

– ما أصر علیه هو: ما دامت البیروقراطیة لها “خططها لضرب نضالات الشغیلة”، فهذا بحد ذاته مبرر “کي تهمک شخصیا”… وإلا فسیترجم الموقف إلی “عدم اکتراث شخصي” بمآل النقابة کأداة لنضال الشغیلة. وهذا ما تریده البیروقراطیة وتدفع المناضلین الکفاحیین إلیه.

– قلت في تعلیقي السابق: “البیروقراطیات تدعو/ تتلاعب بسلاح الإضراب حین تکون متأکدة من ضعف المشارکة، ولو کانت متأکدة من العکس ما دعت إلیه”.

– تستعمل البیروقراطیات هذا التلاعب بسلاح الإضراب کي تظهر بمظهر الحریص علی مصالح الشغیلة.

– عدم مشارکتنا في الخطوات التي تدعو لها البیروقراطیات یخدم ما بنت علیه قرارها: توقع ضعف المشارکة.

– المشارکة النشیطة في الإضراب وتعبئة کل الشغیلة لذلك، سیدفع البیروقراطیة لوقفه أو التحکم فیه فوقیا، وآنذاک یجب فضحها علی الملأ وآمام أنظار الشغیلة… وهذا بحد ذاته مهم، لأن فرصة فضح الدور الحقیقي للبیروقراطیة لا تتوفر إلا في لحظات ادعائها للنضال ولیس العکس.

– لذلک یا صدیقي، عدم المشارکة لا یعد ضربا لشرعیة البیروقراطیة كما قلت أنت، بل تزکیة لها، خصوصا في أعین أقسام الشغیلة، التي لم تصل بعد مستوی وعي بدور البیروقراطیة.

– نسبيا، تصح عدم المشارکة في خطوات تدعو لها البیروقراطیة، حین نکون قادرین علی الدعوة إلی خطوات أکثر فعالیة. آنذاک یکون موقف عدم المشارکة إیجابیا، أي الدعوة الی خطوات تتجاوز ما تسعی الیه البیروقراطیة.

– حین ندعو للمشارکة، فلیس لإنجاح الخطوات التي تدعو لها البیروقراطیات، بل للدفع بهذه الخطوات إلی أبعد مما تریده هذه البیروقراطیات. قلت سابقا بأن اقتناع البیروقراطیة بضعف المشارکة هو ما یدفعها للتلاعب بسلاح الإضراب. لذلک فهي لا تسعی لإنجاحه بل إلی العکس، وحین نشارک بشکل فعال ندفع الإضراب نحو عکس ما تریده البیروقراطیات.

– لا یسعی “المناضلون/ ات الحقیقیون/ ات للوصول إلی القیادة، بل إلی حفز نضال الشغیلة من أسفل وبشکل دیمقراطي وترسیخ خط عمالي کفاحي، وهي نفس المهمة المطروحة وسط التنسیقیة “حتی لا تسقط فیما سقطت فیه النقابات” کما علقت أنت أعلاه.

– لیس تحکم الدولة في کوالیس النقابات فقط هو ما یمنعها من النضال، بل تحکم خط سیاسي غیر عمالي قائم علی “التعاون الطبقي” و”السلم الاجتماعي”، والاعتماد علی الحوار بدل النضال… وهذه کوابح لم تسلم منها التنسیقیات بدورها، وضمنها تنسیقیة المفروض علیهن/ هم التعاقد.

– وجود تجارب محلیة وجهویة “تحاول القطع مع البیروقراطیة” تستدعي الدعم وفک العزلة عنها، بالإشارة إلیها وتوجیه أنظار الشغیلة إلیها. وبدل “النقابة لا تمثلني”، نقول “هذا هو نموذج النقابة التي یجب أن يكون”، ونعمل إلی جانب “النقابیین/ ات الکفاحیین/ ات” لتعمیم تلک التجارب المحلیة والجهویة.

– معادلة “النقابات لا تمثلني” التي تکافئ “البیروقراطیات لا تمثلني” غیر موفقة، وتتناقض مع تمييزك أعلاه بين النقابة والقيادة وما أطلقت عليه “مربط الفرس”. فإذا کان السائق فاشلا فلا یعني هذا رفض السیارة، بل استبدال السائق.

– وفيما یخص جوهر تدوینتک: “ضمان ألا تتحول التنسیقیات إلی تنظیمات شبیهه بالنقابات تنخرها البیروقراطیة”. نؤكد أن البيروقراطيات ليس فقط مشاكل تنظيمية وتدبيرية نحلها بإجراءات تنظيمية وتدبيرية أخرى. البيروقراطية خط سياسي قد يخترق كل تنظيمات النضال لذلك:

* کل التنظیمات فیها میول للتحول البیروقراطي.

* ضمانة الحفاظ علی نضالیة التنسیقیات هو الحرص علی الدیمقراطیة الداخلیة وحق القاعدة في التقریر والتسییر ومراقبة الهیاکل ومحاسبتها وعزلها.

* بلورة خط نضالي قائم علی النضال الطبقي ولیس السلم الاجتماعي والتماس الحوار.

* استقلالیة التنسیقیات عن کل الأحزاب غیر العمالیة (وضمنها تلک التي تقدمت بالوساطة بین التنسیقیة والحکومة)، وعن الدولة… مع ضمان حق الانتماء السیاسي لأعضائها ما دام لا یضرب مبدأ الاستقلالیة

ما عدا هذا ستکرر التنسیقیات تجارب الفشل البیروقراطي، الذي انتهت الیه نقابات العمال، بما فیها من بدأ مشواره بکفاحیة مشهود لها.

حسن طاهيري

نحاول جاهدين النأي بالتنسيقية عن البيروقراطية والقرارات الفوقية.

بالنسبة ل “السلم الاجتماعي” فهو في صلب تحكم الدولة في الاطارات النقابية فهي من ٱخترعه و غذاه، هو وهم تستعمله لتكسير مطالب الشغيلة وإرغامها على التنازل. فرقنا فيما سبق بين القيادة والقواعد، مادامت القيادات البيروقراطية هي المتحكمة في توجه النقابات فساصر على قول أن النقابات لا تمثلني كون توجهها مختصر في توجه قياداتها،  بل لا تمثل حتى الشغيلة المنضوية تحتها لأن القرار مسلوب منها كقواعد. تحية

علي أموزاي

– نحاول جاهدین النأي بالتنسیقیة عن الممارسات اللادیمقراطیة، والنقابیون/ ات الکفاحیون/ ات یعملون جاهدین لتخلیص النقابة من هیمنة البیروقراطیة: تفاعل الطرفین کفیل ببناء أدوات النضال العمالي بما یجعلها وفیة لعلة وجودها.

– متفق معک تماما حول کون “السلم الاجتماعي” في صلب تحکم الدولة في الإطارات النقابیة. ولأن هذه الثقافة راسخة منذ عقود، فقد تسللت إلی التنسیقیات بدورها، من خلال قبول الوساطة والحدیث عن الهدنة وحسن النیة مع الدولة.

– لیس فقط الدولة من اخترع ثقافة “السلم الاجتماعي”، وإن کانت تغذیها کما عبرت عن ذلک في تعلیقک… تجد ثقافة السلم الاجتماعي تربتها الخصبة في کون البیروقراطیات أذرعا لأحزاب برجوازیة ممتدة داخل الحركة العمالية، تستعمل أدوات النضال العمالي لتحقیق غایات غیر عمالیة: التوافق مع الملکیة، أصوات انتخابیة.

– الإصرار علی عبارة “النقابات لا تمثلني”، لها نتیجة سلبیة تماما: عدم الاکتراث بمصیر النقابة والعزلة عن أقسام الشغیلة المنظمة داخلها، وکذلک عن ما أسمتیهم أنت “المناضلون والمناضلات الحقیقیون داخل التجارب المحلیة والجهویة” الکفاحیة.

حسن طاهيري

أتمنى النجاح للنقابيين الكفاحيين في إعادة النقابات إلى أحضان العمال، رغم اني لا أتوقع ذلك في المستقبل المنظور، ولا اتوقع أيضا تحقيقه بنفس الطريقة التي حاولوا بها منذ الستينات. تحية

انتهى.

شارك المقالة

اقرأ أيضا