الشغل حق وليس امتياز

الشباب و الطلبة29 نوفمبر، 2021

نشر هذا النص ضمن نشرة المعطل المكافح العدد الثامن أكتوبر 2002.  نعيد نشره في سياق نضالات المعطلات والمعطلين ضد الشروط الاقصائية التي تضمنها الإعلان عن مباراة التعليم، تعميما للفائدة.

ما نريده قبل كل شيء هو القضاء على البطالة؛ عبودية المجتمع الرأسمالي. ليست هناك أية حتمية في طريقة تنظيم المجتمع والعمل الحاليين. هكذا يجب تغيير قواعد وأولويات وقوانين اشتغال المجتمع الرأسمالي. فالبطالة تمثل حاليا تهديدا كبيرا لمستقبل المجتمع: إنها تثير الكراهية والعنف والتعصب والعزلة والخوف، إنها تستهدف عددا متناميا من النساء والرجال وتجعل الشباب عابرين سريين في المجتمع. إنها تحدد سلبيا الـ «بدون»: بدون عمل وبدون سكن وبدون دخل وبدون مكانة. إنها تغذي الأزمة.
أليس هذا كافيا للتوفر على الجرأة لوضع حد للبطالة؟ إن جماهيريتها واستمرارها تشكك في إمكانية إلغائها، فالقضاء عليها مرتبط بقوة الحركة العمالية، من جهة، وبمصداقية مقترحاته، من جهة أخرى. إن القضاء عليها لن يتم دون القضاء على نمط الإنتاج الرأسمالي.
إن الدخل واجب مستحق: ففي غياب ضمان الشغل للجميع يجب منح دخل يمكّن من العيش بكرامة.

من أجل تعويض عن البطالة يمكّن من العيش الكريم
رفعُ هذا المطلب ومساندته الجماهيرية يعني إرجاع الأمل في حياة كريمة لمن لم يعودوا يثقون في شيء. وهو كذلك حجر الزاوية الضروري للخروج من هذه المأساة. إن الجواب الإنساني على وضع غير مقبول هو العمل على توفير الشغل للجميع، إجابة اجتماعية تسمح بتوفير الوسيلة الأكثر جدية للتمكن من العيش في مجتمع لا يعرف بالحق في العيش سوي لمن يتمكن من بيع قوة عمله. إنه كذلك إجابة ضد الهجوم على الخدمات الاجتماعية والطريقة الوحيدة لليسار ليكون في مستوى التطلعات التي يحملها.
ستتذرع الدولة بأن هذا التعويض سيمنع الناس من العمل، لكن الذي يجب فعله هو منع الباطرونا من التشغيل بأجور زهيدة. وستتذرع كذلك بكون التكلفة باهظة، لكن أليست تكلفة مديونية لم يصرف منها فلس على تلبية حاجياتنا الأكثر أولوية باهظة؟ أليست أجور الموظفين الكبار مكلفة؟ أليس نهب القطاع العام مكلفا؟ أليس الدعم المالي للمقاولات وإعفائها الضريبي ومن تحملات الضمان الاجتماعي… مكلفا؟ … الخ.

إننا نطالب بإنشاء صندوق للتعويض عن البطالة يمول من طرف الدولة والباطرونا.
على جمعيتنا أن تفتح نقاشا داخليا حول قيمة هذا التعويض التي لا يجب أن تكون أقل من الحد الأدنى للأجور وكيفية تمويله وصرفه، وأن تقوم بحملة وطنية لشحذ الدعم الجماهيري لهذا المطلب عبر توزيع مناشير وتوقيع العرائض وتنظيم مهرجانات وندوات تساهم فيها الإطارات الجماهيرية، ثم تقوم بإطلاق مبادرات نضالية لفرض الاستجابة لهذا المطلب.

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا