ما الحل في فلسطين؟


بقلم، جوزيف ضاهر

مجلة L’Anticapitaliste الأنتيكابيتاليست عدد 151 (ديسمبر/كانون الأول 2023

 

هذا النص مقتطف من كراس يرسم معالم تاريخ الصراع والتعبئات، ويطرح مواقف لبلورة حل؛ ألفه جوزيف ضاهر، وستنشره دار النشر لابريش  Éditions La Brèche.

بداية ندافع كحل للمسألة الفلسطينية، والمسألة اليهودية على يلي: 1) تفكيك، إسرائيل، دولة الفصل العنصري والاحتلال الاستعمارية، والتي لم تؤد إلا إلى معاناة سكان فلسطين، ولم تتح بأي وجه أمن السكان اليهود في إسرائيل وأماكن أخرى، على عكس ما تؤكده تصريحات الحكومة والدعاية الكاذبة. 2) إقامة دولة للجميع؛ ديمقراطية، اجتماعية، وعلمانية في فلسطين التاريخية لعام 1948 (إسرائيليين/ات وفلسطينيين/ات) دون أي شكل من أشكال التمييز، والتي يحق فيها لجميع الفلسطينيين/ات، واللاجئين/ات داخلياً أو اللاجئين في بلدان أجنبية، العودة إلى أراضيهم/هن وديارهم/هن الأصلية التي هجرها الفلسطينيون/ات قسرا عام 1948 و1967 وما بعد.

وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون تحرير فلسطين إعادة إعمار لها. ما يستلزم ثورة زراعية تتيح للفلسطينيين/ات الراغبين في ذلك استعادة أراضيهم دون تراجع مستوى الزراعة الحالية، وإفقار العاملين/ات. ويتطلب أيضاً تخطيطا اقتصاديا وبشريا يتيح تحرر اللاجئين/ات اجتماعيا دون طرد ملايين اليهود/ات. يشكل هذا أيضا جزءا من التغيرات الهيكلية التي أحدثها الاستعمار. وبشكل أعم، يجب أن يشمل ذلك أيضاً مشروعا ذا طابع شامل للتنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار ضمانا لحقوق الفلسطينيين الاجتماعية والاقتصادية. لن تكون أي محاولة لتجاهلهم رجعية وحسب، بل محكومة بالفشل أيضا.

ومن وجهة النظر الأممية، يتطلب أي حل تقدمي للقضية الفلسطينية الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير الوطني، وحق اللاجئين/آت في العودة إلى وطنهم/هن في إطار فيدرالي اشتراكي إقليمي.

وعلى حد تعبير ليون تروتسكي: «لن تحل المسألة اليهودية عبر الصهيونية أو إنشاء دولة يهودية». لا يمكن إثارة مسألة دولة ثنائية القومية في فلسطين، أي الاعتراف بحقوق يهود إسرائيل المستقلة، أو الاعتراف بيهود إسرائيل ككيان قومي، إلا بعد اضمحلال جميع مؤسسات الصهيونية.

إن الدفاع اليوم عن حق يهود إسرائيل في تقرير المصير إما فكرة رجعية أو سخيفة: رجعية لأنها تعني الاعتراف بشرعية الاستعمار الصهيوني. وسخيفة بقدر ما يمكن اعتبار مثل هذا الدفاع كمطلب، بينما اليهود في وضع ليس لتحقيق تقرير مصيرهم وحسب، لكن أيضا لرفض تقرير مصير الفلسطينيين.

وعلى حد قول حزب ماتزبن الإسرائيلي اليساري الجذري: «لا يتعلق الأمر بحق يهود إسرائيل في تقرير المصير في السياق الحالي. ما نناقشه هنا هو حق تقرير المصير في إطار الثورة الاشتراكية…». وبعبارات أخرى، يعني حق تقرير مصير يهود إسرائيل بمجرد هزيمة الصهيونية، وتدمير الدولة اليهودية. ويضيف الحزب: «لا يمكن أن يؤدي حق يهود إسرائيل في تقرير المصير إلى تقييد حق عودة الفلسطينيين».

لا يمكن تصور حل ينطوي على إقامة دولة ديمقراطية، واشتراكية، وعلمانية في فلسطين التاريخية، بحقوق متساوية للشعبين الفلسطيني واليهودي، ضمن فدرالية اشتراكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا عبر هذه الاستراتيجية الثورية إقليمياً.

يجب على الفلسطينيين/ات لتنفيذ هذه الاستراتيجية، تشكيل قيادة سياسية جديدة ملتزمة بالتنظيم الذاتي من أسفل داخل فلسطين التاريخية والمنطقة. لا يمكنهم/هن القيام بذلك بانفراد، لكن عليهم/هن بلورة ذلك عبر التعاون مع الاشتراكيين في مصر، ولبنان، وسوريا، وإيران، وتركيا، والجزائر، وجميع البلدان الأخرى.

يتمثل أعظم مهام لمن همه/ن خارج المنطقة في كسب اليسار، والنقابات، والمجموعات، والحركات التقدمية، لدعم حملة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات (BDS) ضد إسرائيل.

تعمل حملة المقاطعة، وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات (BDS) ضد إسرائيل، على إعادة حقوق شعب فلسطين الأساسية إلى قلب اهتمامات حركة التضامن مع فلسطين:

  1. إنهاء احتلالها واستعمارها لجميع الأراضي العربية، وتفكيك الجدار؛
  2. الاعتراف بحقوق المواطنين العرب الفلسطينيين الأساسية في إسرائيل على أساس مساواة مطلقة؛
  3. واحترام وحماية وتعزيز حقوق اللاجئين/ات الفلسطينيين/ات في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم وفق قرار منظمة الأمم المتحدة رقم 194.

من خلال فرض هذه الأهداف على مؤسسات، ومقاولات القوى الإمبريالية، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، سنساهم في منع دعمها لإسرائيل وغيرها من الأنظمة الاستبدادية، وإضعاف سيطرتها على المنطقة.

يتطلب تحرير فلسطين والحالة هذه تحرر جميع الشعوب الرازحة تحت حكم طغاة دمشق، والرياض، والدوحة، وطهران، وأنقرة، وأبو ظبي، والقاهرة، وعمان، وغيرها. كما كتب في صيف عام 2014، أحد ثوار سوريا من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل: «الحرية، مصير مشترك لغزة، واليرموك، والجولان». يحمل هذا الشعار الأمل في تغيير ثوري إقليمياً، ويمثل استراتيجية التحرر الواقعية الوحيدة.

رابط المقال

https://lanticapitaliste.org/actualite/international/quelle-solution-en-palestine

شارك المقالة

اقرأ أيضا