الحاجة الملحة للتضامن: نصرة مناضلي الحركة العمالية والاجتماعية بورزازات واجب نضالي أولي

سياسة12 مارس، 2015

نسخة معدة للطبع والتوزيع

تنكل الدولة بمناضلي ومناضلات الحركات الاحتجاجية والنقابة العمالية في مدينة ورزازات، ويسود صمت صارخ بخصوص التضامن معهم، باستثناءات قليلة جدا، غير كافية ولا قادرة في المجمل على رد التعديات.
تريد الدولة اجتثاث أي فعل نضالي واحتجاجي في المدينة. وصارت يدها مطلقة خلال السنوات الأخيرة في قمع كل ما يتحرك، واستعملت قضاء الاستبداد لتفريق سنوات من الاعتقال على نشطاء حركة الاحتجاج السلمي المتنوعة التي تشهدها المدينة.
عشرات الوقفات المقموعة، وعشرات الملفات المطبوخة، طالت مناضلي سد الخصاص ومناضلاته، ومناضلي/آت حركة القروض الصغرى، ومناضلي/آت الحركة النقابية. أشرس عقاب قمعي طال نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التي توبع مسؤولوها في محاكمات ماراطونية، توجت مؤخرا بقرار المجلس الأعلى للقضاء، والقاضي برفض طلب النقض الذي تقدم به مناضلو كدش المتابعون، هذا الرفض الذي يجعل قرار محكمة الاستئناف بورزازات ساري المفعول، ويقضي ب 06 أشهر سجنا نافذا بحق كل من المناضلين عمر أبوهو كاتب الاتحاد المحلي وحميد مجدي ونصري بوسلهام ونقابيين من قطاع سيارات الأجرة الصغيرة، ما يجعل سيف الاعتقال مسلطا على المناضلين.

هذا فيما لا يزال منسقا حركة ضحايا القروض الصغرى، ينتظران دورهما في هذا المسلسل الجهنمي الذي لا حدود له.

تريد الدولة تجفيف مدينة ورزازات من النقابة، وبخاصة نقابة تحولت إلى حضن وقطب جاذب لمختلف حركات الاحتجاج. وهي تستجيب بذلك لرغبة رأسماليي المنطقة خصوصا أرباب الفنادق الذين طالبوا منذ مدة بتوفير سلم اجتماعي يسمح بفرط الاستغلال لمواجهة تبعات أزمة القطاع، المتأثر من عواقب أزمة الرأسمالية العالمية على تدفق سياح الاتحاد الأوربي وغيره. كما الرأسمال المنجمي النهاب دون حسيب ولا رقيب ولعقود طويلة لثروات المنطقة، واستغلاله العبودي لآلاف العمال والمستخدمين.

لا تنظر الدولة لمدينة ورزازات سوى أنها منجم ثروات باطنية، ووجهة سياحية، ولا تراها البرجوازية إلا أستوديوها سينمائيا، ومدينة تراث وفلكلور لجني الأرباح. حتى هبة الشمس التي تنعم بها المنطقة أضحت مصدرا يدر أرباحا سهلة جدا، تستنزف لأجلها المياه النادرة أصلا، وتلوث الفرشة، وتصادر أراضي السكان… لكل هدا يريدون الأخيرة مسالمة وخاضعة لمزيد نهب، وكل أشكال النضال والمقاومة مستهدفة.

سكان المنطقة مفقرون، وليسوا ضمن حسابات الرأسماليين الجشعين ودولة استبدادهم. ترى عرق جبينها، وثرواتها عرضة للاستنزاف، مخلفة الخراب في كل شيء. يغتني الأغنياء زيادة، وفي المقابل تشهد المنطقة انتشار الفقر واليؤس والحرمان، والبطالة، وكل مصائب رأسمالية تابعة متخلفة. الخدمات الأساسية في أسوأ حال من التردي(التعليم والصحة والسكن…)، وشبكات الخدمة العمومية مهترئة(الماء الشروب والكهرباء والنقل الحضري، وقنوات الصرف الصحي…)، أما البنية التحتية فشبه منعدمة، وحتى القائمة منها أصلا صارت بالية. فضلا عن ذلك المدينة معزولة، فالطريق الذي يصلها بمراكش مقبرة حقيقية، وحتى النفق الذي يمكنه التخفيف من هول الكارثة، ومن العزلة ليس على جدول أعمال الحاكمين.

ليس العمال والعاملات، والطبقات الشعبية المفقرة، مهزومين بعد، لكن ضعف التضامن، والإحباط أمام القمع، وسطوة البيروقراطية على منظمات النضال، فعل فعله. مع ذلك لم يفت الأوان بعد، والوضع يطرح على أنصار الطبقة العاملة، ومناصري قضايا الكادحين مهمة تنظيم فوري للتضامن بمختلف الأشكال، أولاها إحياء قافلة التضامن عبر شبكات منظمات النضال في المغرب كله.

إن تيار المناضل مستمر في مساندته لمناضلي الحركة النقابية والاحتجاجية المتابعين ظلما، وفي حضور وإنجاح مختلف الأشكال التضامنية التي يجب تنظيمها نصرة لمناضلي طبقتنا بورزازات.

تيار المناضل-ة، 12 مارس 2015
—————————–
للتواصل معنا/ البريد الالكتروني: mounadila2004@yahoo.fr/ عنوان موقع المناضل-ة: almounadila.info/ هاتف مدير جريدة المناضل-ة: 06.41.49.80.60

شارك المقالة

اقرأ أيضا