عمال فندق بيكال باتروس بمراكش: نضال ضد التسريح

يخوض عمال وعاملات فندق “بيكال باتروس” المنضوون تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل- الجامعة الوطنية للفنادق والمطاعم والسياحة اعتصاما مفتوحا مصحوبا بأشكال احتجاجية يومية أمام مشروع “منارة مول” بملتقى شارعي محمد السادس بحي جليز.

بيكال باتروس.. عقود من الاستغلال

بيك الباطروس مؤسسة سياحية تسير وحدة فندقية أنشئت منذ سنة 1969، تناوبت على تسييرها مجموعة من الشركات أهمها هوليداين والبديع و شيراتون وآخرها ريويال ميراج وبيك الباتروس. وتعود ملكية هذه الأخيرة لمستثمر مصري.

يبلغ عدد عمال وعاملات “بيكال باتروس” أزيد من 200، تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والخمسين سنة، وكلهم مؤهلون مهنيا (ديبلومات في تكوين مهني فندقة، باكالوريا، اجازة ، خضعوا لتكوينات مستمرة بالمؤسسة في عدة تخصصات).

مؤامرة تخفي تسريح العمال

تعود معانات العمال- ات إلى ما يقارب ثلاث سنوات بعدما تم تسريحهم من العمل بمبرر القيام بإصلاحات داخل الفندق فقط لمدة 4  أشهر مدفوعة الأجر والعودة بعد ذلك الى العمل.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الاتفاق تم سنة 2012 بين ثلاث أطراف هم ولاية مراكش ومندوبية الشغل، والمشغِل، والمكتب النقابي (ممثلي العمال). ليفاجأ العمال بعد مرور شهرين بقدوم العون القضائي محملا برسائل لجميع العمال بالالتحاق إلى نادي “أكوافان” التابع لمجموعة “الباطروس” الموجود على بعد 18 كلم من مراكش طريق أوريكا في ظرف 48 ساعة وإلا سيكون مصير العمال مجهولا. ليتم بذلك نقض الاتفاق من طرف المشغِل.

احتجاج العمال- ات

هذا ما دفع العمال والعاملات الى الدخول في احتجاجات وإضراب دام 19 يوما ليتم خصمها من رواتب العمال مع العلم أن الإضراب تم في مرحلة العطلة (مرحلة الأشغال في الفندق)، وتجدر الاشارة الى أن العمال المشتغلين في الفندق مصرح بهم في صندوق الضمان الاجتماعي ويعملون بعقد عمل مفتوح ومنهم من يشتغل لأزيد من 38 سنة.

أثناء الإضراب تم استدعاء ممثلي العمال للحوار بحضور ولاية مراكش ومندوبية الشغل ما نتج عنه اتفاق ثان، تم بموجبه تمديد مدة إصلاح وتوسيع المركب وإعادة هيكلته في أفق عودة العاملات والعمال لمقر عملهم سنة 2014. إلا أن إدارة الفندق تنكرت لجميع التزاماتها.

إن تنقيل العمال بمبرر الأشغال من فندق بيكال باتروس إلى فندق نادي أكوافان ما هو إلا خطة مدروسة لتسريح عدد كبير من العمال- ات بدون تعويضات وبأضرار أقل. وهذا ما آلت اليه الأوضاع ليفاجأ العمال- ات بقرارات صادمة:

– تنقيل بعض العمال بشكل مفاجئ الى مدن أخرى (فاس- أكادير).

 – ظروف عمل مزرية في فندق نادي أكوافان.
– الاقتطاعات عن كل تأخير مع العلم أن العمال يسكنون بمراكش ويتنقلون مسافة 18 كيلمتر للوصول الى الفندق.

– الترهيب الأمني خلال العمل.

– إغراء بعض العمال للقبول بهده الوضعية.

– قضم المكتسبات السابقة (عدم صرف منحة الحج للسنوات الأخيرة، الامتناع عن صرف الشهر الثالث عشر، عدم صرف التعويضات عن العمل خلال الليل، عدم صرف التعويض عن التنقلات، عدم تأدية الواجبات التكميلية لأقساط الصندوق التكميلي للتقاعد، رفض لوائح الترشح لانتخابات مناديب العمال).

– تسريح 68 عامل وعاملة بشكل مفاجئ وسافر بمبرر عدم الكفاءة من بينهم 4 أعضاء من المكتب النقابي، وفي المقابل قام بتقديم عرض زيادة ما بين 1500 و2000 درهم لمن يبقى مشتغلا بفندق أكوافان.

11651227_10207088899250186_931726884_n

كل هذه القرارات التعسفية مغزاها إجبار العمال للبقاء في نادي أكوافان نظرا لظروف العمل المزرية التي ستجبر العمال على الاستقالة، ونظرا أيضا لتشييد مشروع تجاري جديد بجانب الفندق الذي جعلهم يقلصون مساحة الفندق وبالتالي تسريح بعض العمال.

ابتدأت آخر معركة للعمال التي لا زالت مستمرة منذ 04 شهر مايو2015 على شكل اعتصام مفتوح  لا يزال مستمرا أمام الفندق رفضا لقرارات الإدارة لعدم احترام الاتفاقية المبرمة.

قام صاحب المشروع التجاري منارة مول Menara Market الذي يملك أيضا فندق بيك الباطروس يوم 4 يونيو 2015 بتدشين مشروعه بحضور فنانين كبار وسهرات بدخ ورقص وغناء. وساهمت الصحافة المأجورة بالقيام بحملة إعلامية ضد العمال بنشر معلومات مغلوطة عنهم لكسر اعتصامهم البطولي.

السلطة: يد رب العمل

أصبحت ولاية مراكش تفرض نفسها على العمال كمحاور رئيسي في ملفهم عوض المشغل، حيث تم استدعاء ممثلي العمال للولاية مؤخرا محاولة إقناعهم بأن ينسوا الاتفاق السابق وبأن يقبلوا بالاشتغال في المركب الجديد منارة مول وبعقود مؤقتة، وقد رفض العمال هذا الاقتراح ويستمرون في الاحتجاج حتى الاستجابة لملفهم المطلبي وعلى رأسه تفعيل اتفاق سنة 2012 وإرجاع المطرودين وضرورة احترام الحريات النقابية والحق في الاضراب.

أخر حوار كان مع الولاية، اقترحت فيه على ممثلي العمال الاستغناء عن تلك 68 عامل وعاملة، وبعدها يتم التفاوض عن الباقي، وأن يشتغل العمال في المول التجاري، أي التحول من العمل في السياحة إلى ميدان التجارة، مع إبرام عقدة جديدة مع مجموعة البيكال باتروس للاشتغال بالمول، دون أن يطلع العمال عن محتوى العقد.

رفض العمال هذه الاقتراحات ويطالبون بالاستجابة لمطالبهم كاملة وعلى رأسها إرجاع المطرودين، والاستفادة من الشهر 13، والتعويض عن التنقلات، والاستفادة من منحة الحج، ورفع التعسفات عن العمال والعاملات واحترام الحريات النقابية.

تضامن عمالي مع المعتصمين.. يجب تطويره

خلال هذا الاعتصام المفتوح قام عمال وعاملات مجموعة من الفنادق بمراكش (إمش) بحملات تضامنية على شكل زيارات الى معتصم العمال والعاملات، وكدا حمل الشارات الحمراء أثناء عملهم وإضرابات عن العمل تتراوح ما بين ساعة وساعتين يتم تمديدها بشكل تدريجي، بالإضافة الى تضامن كل من سائقي سيارات الأجرة الكبيرة (إمش) وعمال المناجم بكماسة (إمش) على شكل زيارات الى المعتصم.

وقد شارك عمال الفندق بفعالية وحماسة في مسيرة التنسيق الثلاثي بمراكش يوم 31 ماي 2015، في إطار ما أسمته المركزيات النقابية الثلاث شهر ماي احتجاجي، لكن بعد ذلك عاد عمال كل قطاع منكفئين على أنفسهم.

إن النضال ضد التسريح وهشاشة الشغل، أكبر عدو ضد العمال وأشد عقبة يواجهه العمل النقابي في اللحظة الراهنة، هو التضامن العمالي وتكسير أسوار العزلة التي تقيمها البيروقراطيات النقابية بين القطاعات العمالية.

من أجل أوسع حملة تضامن مع عمال بيك الباطروس وكل الوحدات الفندقية بمدينة مراكش

من أجل أوسع حملة تشهير ضد أرباب عمل قطاع السياحة مصاصي دماء رفاقنا العمال

من أجل العمل القار والأجر الضامن للمعيشة، وضد التسريح وهشاشة أوضاع الشغل

المراسل

شارك المقالة

اقرأ أيضا