الولايات المتحدة اغتيال كيرك يجعل اليسار في خطر

بلا حدود23 سبتمبر، 2025

بقلم دان لا بوتز

شدَّد اغتيال تشارلي كيرك، زعيمَ منظمة الشباب اليمينية المتطرفة Turning Point USA البالغ من العمر 31 عامًا، التقاطب السياسي في الولايات المتحد الأمريكية، ودفع حركة ترامب ماغا (اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) لإطلاق دعوات لإزالة اليسار من الحياة السياسية الأمريكية.
أُغتيل كيرك بطلقة واحدة من بندقية في أثناء إلقائه كلمة في جامعة يوتا فالي في أوريم، يوتا. وبعد يومين، سلم تايلر روبنسون، الطالب ذو22 عامًا، نفسه للشرطة وجرى اتهامه بالقتل.
عقب مقتل كيرك، صرح الرئيس دونالد ترامب في خطاب وطني قائلا: ” قارن اليساريون المتطرفون، على امتداد سنوات، أمريكيين رائعين مثل تشارلي بالنازيين وأسوأ المجرمين والقتلة الجماعيين في العالم. هذا النوع من الخطاب مسؤول بشكل مباشر عن الإرهاب الذي نشهده في بلدنا اليوم، ويجب أن يتوقف على الفور”. وكتبت لورا لومر، التي تؤثر على ترامب: “يجب أن نوقف هؤلاء اليساريين المجانين. مرة واحدة وإلى الأبد. اليسار يمثل تهديدًا للأمن القومي”.
كان كيرك من أتباع الرئيس دونالد ترامب المخلصين وصديقا له، واعتبر منظمته “تيرنينج بوينت يو إس إيه” (Turning Point USA) بمثابة المجموعة الشبابية لحركة ماغا. وقد حشدت، في عام 2024، الشباب للتصويت لصالح ترامب، ما ساعده على الفوز في انتخابات الرئاسة.
كان كيرك قومياً مسيحياً أبيض البشرة، يروِّج بشكل روتيني أن السود، لاسيما نساءهم، متخلفات فكريا. ويقول إن اليهود مسؤولون عن الإبدال الكبير للأمريكيين البيض بأشخاص من ذوي البشرة الملونة. ويؤكد أن على النساء رفض النسوية، والخضوع لأزواجهن. كان يعتقد أن ناس مجتمع الميم عين ينتهكون قانون الله في الكتاب المقدس. وفيما كان يدعي دفاعه عن حرية التعبير، احتفظت منظمة Turning Point USA التي أسسها كيرك بـ ”قائمة مراقبة الأساتذة“ التي تهدف إلى طرد الأساتذة التقدميين من الأوساط الأكاديمية. وصرح بأن المسلمين سيقتلون كل يهود العالم. قال إن فلسطين غير موجودة، وأكد أن الادعاءات المتعلقة بمجاعة الأطفال في غزة هي أخبار كاذبة. رفض فكرة تغير المناخ، مدعياً زوراً أنه لا يوجد إجماع علمي حول أسبابه.
نشأ تايلر روبنسون، المتهم بالقتل، في عائلة مسيحية جمهورية في يوتا. كان طالبًا ممتازًا، يحب ألعاب الفيديو، وأصبح مهتمًا بالسياسة، لكنه لم يكن على ما يبدو عضوًا في أي منظمة. ورد أنه اعترف بالجريمة، لكن إذا كان هو القاتل، فإننا لا نعرف سبب قتله لكيرك.
لكن لدينا بعض المؤشرات. كانت بعض الخراطيش غير المستخدمة، التي عُثر عليها بقرب البندقية المستعملة في إطلاق النار ، منقوشة، حيث كُتب على أحدها ”يا فاشي! خُذ هذه“. وعلى أخرى كُتب ”بيلا تشاو“، وهي كلمات من أغنية للمقاومة الإيطالية المناهضة للفاشية في الحرب العالمية الثانية. لذا، ربما أصبح روبنسون مناهضًا للفاشية، وأراد قتل المنظم الشاب البارز لحركة فاشية أمريكية. إذا كان الأمر كذلك، فإننا نعتقد أنه ارتكب خطأ فادحًا.
رفضنا دائما، نحن الاشتراكيون، أعمال الإرهاب الفردي، مثل الاغتيالات. أولاً، لا يمكن تغيير اتجاه المنظمات الكبيرة أو الحركات الاجتماعية، أو وقف عملها بقتل شخص. على العكس من ذلك، من شأن مقتل زعيم كاريزمي وشعبي مثل كيرك أن يخلق شهيداً يتنظم حوله الناس.
ثانياً، يؤدي الاغتيال إلى القمع كالذي نشهده الآن، حيث يستغل المحرضون اليمينيون والسياسيون والحكومة جريمة القتل للدعوة إلى تطهير أمريكا من اليساريين.
نحن اليساريون، وكذلك التقدميون والليبراليون، في خطر. حتى قبل مقتل كيرك، كان ترامب يرسل قوات إلى المدن الأمريكية. يدعو العديد من اليمينيين على وسائل التواصل الاجتماعي الآن إلى حرب أهلية. وقد دعا قادة الجماعات المسلحة والعنيفة مثل Oath Keepers و Proud Boys أعضاءهم إلى التعبئة. علينا أن نكون يقظين وأن ننظم أنفسنا للدفاع عن منظماتنا وحقوقنا، مع الاستمرار في معارضة ترامب والجمهوريين واليمين المتطرف.
14 سبتمبر 2025
المصدر: https://internationalviewpoint.org/spip.php?article9176

شارك المقالة

اقرأ أيضا