ماذا يعني أن تكون ماركسيًا؟
بقلم: د. تايلور
قد تبدو الحركة اليسارية، بنظر شخص مبتدئ في السياسة اليسارية، كأنها مجموعة ضخمة من التسميات ذات التعريفات الغامضة، ومثيرة للكثير من الجدل. لنأخذ على سبيل المثال صفتي شيوعيين ولاسلطويين (أناركيين) واشتراكيين واشتراكيين-ديمقراطيين. تثير هذه التسميات وحدها نقاشات حامية: هل هذه الشخص أو ذاك شيوعي حقًا أم مجرد اشتراكي-ديمقراطي؟ يتساءل آخرون عن معنى هذه التسميات، وهل هي مترادفة، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي المترادفات منها. هذا زيادة على التيارات التي تتكون منها: الماركسية واللينينية والماركسية اللينينية، والتروتسكية والماوية، على سبيل المثال لا الحصر.
لم تتطور الحركة من أجل إطاحة الرأسمالية وفقًا لخطة منهجية وضعها عالمُ سياسة، مع مقولات محددة بدقة لرسم خريطة دقيقة لمختلف مكوناتها. إن لغتها تعكس نقاشات الماضي. في الأصل، كان الاشتراكي ببساطة شخصًا يتطلع إلى مجتمع أكثر مساواة؛ وبالنسبة للكثيرين، لا يزال الأمر كذلك. كان مصطلح ”شيوعي“ غامضًا، لكنه كان يشير عمومًا إلى اشتراكي راديكالي يتوق إلى ثورة. بهذه الروح كتب كارل ماركس وفريدريك إنجلز بيان الحزب الشيوعي للحركة الثورية في منتصف القرن التاسع عشر. وبعد استيلاء ستالين على السلطة في روسيا، أصبح مصطلح ”شيوعي“ مرتبطًا بشكل كبير بالدول الاستبدادية ومعدومة المساواة والحزب الواحد التي سيطرت على قسم كبير من العالم في القرن العشرين. لذلك، يفضل الكثيرون منا، الذين ما زالوا يؤيدون ثورة عمالية، مصطلح ”اشتراكي“، على الرغم من أنه يحمل إرثًا معقدًا.
التسميات مهمة، بالطبع، ولكنها ثانوية. فغالبًا ما تحجب الجوهر أي الموقف من القضايا الكبرى المتعلقة بالنظرية والاستراتيجية والسياسة، من قبيل إذا اندلعت انتفاضة، هل يجب مساندتها؟ لماذا؟ ما الذي يجب فعله، لتجنب فشلها وإعطائها زخمًا جديدًا؟ من المفترض أن توضح التسميات موقف كل شخص من هذا النوع من القضايا. وينطبق ذلك أيضًا على التسميات التي تحمل أسماء أشخاص، ولا سيما ”ماركسي“. الماركسية لا تعني تبني كل ما قاله كارل ماركس؛ إنما المقصود الاعتماد على الإنجازات التي حققها مع المتعاونين معه لفهم العالم وتغييره. بالطبع، جرى تشويه هذا المصطلح أيضًا، لا سيما من قبل الدول الستالينية التي أقامت تماثيل ضخمة لماركس بينما شوهت بشكل منهجي رؤيته للعالم لخدمة مصالحها الخاصة.
كان ماركس منظراً ومعلماً وصحفياً ومنظماً للحركة المناهضة للقمع السياسي في أوروبا في القرن التاسع عشر. انضم إلى الحركة كمدافع عن الديمقراطية، لكنه سرعان ما أصبح ”شيوعياً“ – أي شخصاً يسعى إلى إسقاط النظام الرأسمالي، الذي كان آنذاك لا يزال طريقة جديدة لتنظيم الاقتصاد، والاستعاضة عنه بمجتمع قائم على التعاون والمساواة.
كان يدافع عن استحالة تحقيق ذلك إلا من بواسطة انتفاضات ثورية، وليس بالمفاوضات مع الأقوياء أو بالثقة في الهياكل السياسية الرسمية. كان يؤكد أن الثورة تتطلب، وستنشأ عن، النضال ضد جميع أشكال الاضطهاد: من أجل حقوق القوميات المضطهدة، أو أولئك الذين يعانون من الاضطهاد الديني، ومن أجل حقوق النساء، ومن أجل مزيد من الحريات الديمقراطية، وضد جميع أشكال الظلم الأخرى التي تنجم عن الرأسمالية، بالإضافة إلى منطقها الأساسي المتمثل في الاستغلال الاقتصادي. كان يؤكد أن الطبقة العاملة تمتلك قوة ومسؤولية خاصة لمحاربة هذه المظالم، وإطاحة الرأسمالية، وخلق عالم مغاير. ولتحقيق ذلك، كان يدعو إلى التنظيم الثوري، أي تجميع العمال المناهضين للرأسمالية في منظمات قادرة على محاربة الاضطهاد وقيادة الثورات لإطاحة النظام الرأسمالي على المستوى الدولي.
تكتسب معاداة الرأسمالية معنى خاصًا في الفكر الماركسي. ليست الرأسمالية، بنظر الماركسي، جملة سياسات، ولا رؤية للعالم قائمة على الجشع والنزعة الفردية. إنها طريقة محددة لتنظيم المجتمع، قائمة على تقسيمه وإعادة تقسيمه إلى طبقات مختلفة تحدد إنتاج الثروة واتخاذ القرارات. إنها حقبة من التاريخ، كانت لها بداية ويمكن أن تكون لها نهاية. كما كتب ماركس في بيان الحزب الشيوعي، الذي لا يزال بلا شك أفضل مقدمة للماركسية، ” لم يلغِ المجتمع البرجوازي الحديث – الرأسمالية – التناحر الطبقي. بل لم يفعل غير إبدال الطبقات القديمة، وشروط الاضطهاد القديمة، وأشكال الصراع القديمة بطبقات جديدة، وشروط اضطهاد جديدة، وأشكال صراع جديدة”.
إذا فهمنا الرأسمالية على أنها حقبة تاريخية قائمة على بنية طبقية خاصة، يمكننا أن نفهم كيفية عملها وخصوصيتها وكيفية إنهائها. ما هي الطبقات في ظل الرأسمالية؟ يعتمد هذا النظام على الملكية الخاصة؛ لذا فإن الذين يحكمون هم من يمتلكون ويتحكمون في الأصول الأساسية لخلق الثروة، مثل المصانع والمناجم والمكاتب. لكن الرأسماليين لا يحكمون بمرسوم إلهي، كما ادعى ملوك العصور الوسطى، ولا يمتلكون عادةً عبيدًا، على عكس حكام العصور القديمة. إنهم يحتفظون بسلطتهم بفضل الأرباح.
تولد الرأسمالية، على عكس أشكال المجتمع السابقة، منافسة دائمة داخل الطبقات الحاكمة وفيما بينها، بدافع السعي المستمر وراء الربح. ويتم تحقيق هذا الربح بواسطة التطوير المستمر لتقنيات إنتاج جديدة، مثل اختراع آلات جديدة، وبالتوسيع الأقصى لأسواقها. وينتج عن ذلك مجتمع معولم ومترابط، قائم على تقنيات متطورة وخالق لثروة هائلة. والحال أن هذه الإمكانات تُضيَّع بسبب إنتاج يركز على الربح بدلاً من حاجات البشر. العالم محاط بقوات شرطة وجيش، مسلحة تسليحاً ثقيلاً، ومزودة بأسلحة أشد قوة باستمرار. هذه القوات مستعدة لقمع الطبقة العاملة، ومساعدة الطبقة الحاكمة على تسوية خلافاتها بالقوة، ما يؤدي إلى العنف والحرب.
يُظهر التحليل الماركسي للرأسمالية، بما هي مجتمع طبقي، أن عالماً مغايرا ليس فكرة جيدة فقط، بل هو إمكانية ملموسة، إذ أن الرأسمالية خلقت، لأول مرة في تاريخ البشرية، مجتمعاً عالمياً قائماً على تقنيات متطورة، كي تُديره بطريقة مدمرة وغير إنسانية. وبما أن الرأسمالية نظام عالمي، فإن النظرية الماركسية تثبت أن هزمها يجب أن يحدث في كل مكان، في شكل حركة عالمية ذات طابع أممي، تهدف إلى بناء التضامن بين شغيلة العالم برمته.
“كان ماركس ثورياً قبل كل شيء”، كما قال معاونه إنجلز في جنازته عام 1883. كان بعض الاشتراكيين، في عصر ماركس، كما هو الحال اليوم، يقترحون الإفلات من الرأسمالية، إما بإيجاد أسلوب حياتهم الجماعي الخاص بهم داخلها، أو بِحَثِّ الحكومات على إحداث إصلاحات قانونية من شأنها تحسين الرأسمالية – أو كلا الأمرين معاً، كما يتضح من الفكرة الرائجة في القرن التاسع عشر التي مؤداها أنه يجب مطالبة الحكومات بتمويل تعاونيات الشغيلة لبناء عالم أفضل. هذه الأفكار وهمية. الإصلاحات ممكنة في بعض الأحيان ومأمولة في غالب الأحيان، لكن أعداءنا هم الطبقة الحاكمة الأقوى والاشد عنفاً التي شهدها التاريخ؛ ولن نهزمهم بتغيير أسلوب حياتنا ولا باستخدام أدواتهم، أي التشريعات والبرلمانات. منذ قرون عديدة، تولى المصلحون الطموحون السلطةَ في حكومات رأسمالية على أمل خلق عالم أفضل، ليتم في النهاية استيعابهم من قبل النظام.
ثمة ثلاثة أسباب رئيسية لذلك. أولاً، يتطلب تحسين العالم إعادة تنظيم النظام لتلبية حاجات البشر، وليس لتحقيق الأرباح. الأمر الذي يستلزم إنهاء سلطة الطبقة الرأسمالية، التي تحتفظ بها بمراكمة مستمرة للأرباح. لم يشهد التاريخ زوال أي طبقة بنحو سلمي وطوعي، وقد أظهر الرأسماليون ميلًا لا يصدق إلى اللجوء إلى الوحشية والعنف للحفاظ على سلطتهم، أو حتى لمجرد التنافس فيما بينهم: قصف مدن بأكملها، من هيروشيما إلى حلب، وابتكار وتطوير معسكرات الاعتقال، واستخدام مقدراتهم العلمية الهائلة لزيادة مقدرة البشرية على العنف، من المدافع الرشاشة إلى النابالم، وصولاً إلى الصواريخ النووية العابرة للقارات. ليس واردا بأي وجه أن يتخلوا عن سلطتهم وأرباحهم لمجرد أن حكومة تطلب منهم ذلك.
ثانياً، وبارتباط بما سبق، ليست البرلمانات مصمَّمَة لإتاحة هكذا وضع. إنها بيروقراطيات صغيرة تهدف إلى عزل السياسيين عن غالبية المواطنين وجعلهم تابعين للقوى الكبرى في المجتمع الرأسمالي.
لكن، ثالثاً، وربما هذا هو الأهم، إذا أردنا بناء مجتمع جديد، فعلينا أن نفعل ذلك بأنفسنا. يجب علينا أن نحدد أهدافنا بشكل جماعي، وأن ننظم أنفسنا لتحقيقها، وأن نتخلى عن الأفكار التي تعيقنا، وأن نتغلب على أولئك الذين يدافعون عن الوضع القائم. فبفضل هذه السيرورة، تتحول طبقة مضطهَدة، كيَّفتْها الرأسمالية كي لا تثق في نفسها وألا يثق بعضها في بعض ، إلى حركة جماعية خلاقة قادرة على تنظيم مجتمع قائم على المساواة والتعاون.
وفقًا لماركس، ”تتخلص البروليتاريا – الطبقة العاملة – بواسطة الثورة، من كل ما تبقى لها من وضعها السابق في المجتمع… لذا فإن الثورة ضرورية، ليس فقط لاستحالة إطاحة الطبقة السائدة بطريقة أخرى، ولكن أيضًا لأنه لا يمكن للطبقة التي تقلِبُها أن تتخلص من كل قذارة القرون الماضية، وتصبح قادرة على تأسيس مجتمع جديد ، إلا بواسطة الثورة”.
من هنا، يمكننا أيضًا استنتاج المفهوم الماركسي الخاص لثورة شيوعية: حركة جماهيرية دينامية تتيح للطبقة العاملة تولي زمام مصيرها. لا تقتصر الثورة على إنزال هزيمة بالطبقة الحاكمة، حتى لو كانت هذه الأخيرة ستكافح بلا شك بضراوة من أجل البقاء في السلطة، وحتى لو كان على الشغيلة بذل كل ما في وسعهم للدفاع عن الثورة. المقصود تحرير طاقة الجماهير الشعبية الخلاقة. ما يعني أنها لا يمكن أن تكون نتيجة مؤامرة تدبرها أقلية ثورية. يمكن للمؤامرات والانقلابات أن تغير الحكومة، لكنها لا يمكن أن تحول جميع الشغيلة المضطهدين إلى منظمين جماعيين واثقين وذوي خبرة في المجتمع.
يؤكد الماركسيون أن الطبقة العاملة تتحمل مسؤولية قيادة الثورة الاشتراكية. كان ماركس وإنجلز وأنصارهم شهودا على ”الثورة الصناعية“، عندما شهدت الرأسمالية تقدمًا تكنولوجيًا كبيرًا. وشهدوا ظهور مصانع حديثة جديدة في جميع أنحاء أوروبا. في هذه المصانع، وجد مئات، بل آلاف الشغيلة أنفسهم على اتصال ببعضهم البعض، واكتسبوا المقدرة على تهديد الطبقة الحاكمة الجديدة التي كانت تستفيد من عملهم. جمعت إضرابات وتمردات هؤلاء الشغيلة بين القوة الاقتصادية والتطلع إلى المساواة والديمقراطية والمقدرة على تعلم التنظيم الجماعي من خلال النضال اليومي ضد أرباب العمل. وعلى عكس فقراء العصور الوسطى، لا يمتلك الشغيلة المعاصرون أي حقوق تقليدية في الأرض أو في مساعدة المؤسسة الدينية أو في أي شيء آخر. إذا أراد الشغيلة يوماً ما أن يحصلوا على أمان حقيقي، فسيتعين عليهم قلب النظام برمته وخلق مجتمع خالٍ من الطبقات والاستغلال. إنهم يشكلون الطبقة الأكثر ثورية التي شهدها التاريخ.
من بين أولى ما حدسه ماركس كانت ملاحظة أن الثورة القادمة لن تكون نتيجة لمناورات سياسية، بل نتيجة لصراع على الصعيد الاقتصادي. في الآن ذاته، كان إنجلز يراقب إضرابات الشغيلة في إنجلترا، ويتنبأ بأنها عندما تقود ثورة، فإنها ستجعل الثورة الفرنسية تبدو وكأنها لعبة أطفال. سيقوم الشغيلة «بإلغاء الظروف غير الطبيعية القائمة بالقوة، وإطاحة جذرية للنبلاء والأرستقراطية الصناعية»، أي الرأسماليين.
أعطت هذا الحجة، عند عرضها في منتصف القرن التاسع عشر، قوة استراتيجية كبيرة لحركة شيوعية كانت تكافح من أجل إيجاد قوة تاريخية حقيقية قادرة على تهديد الرأسمالية. أصبحت الطبقة العاملة اليوم، بعد أكثر من قرن، أكثر عددًا وقوة مما كانت في عصر ماركس. كانت الرأسمالية الصناعية آنذاك لا تزال في مهدها. اليوم، امتدت إلى الكوكب بأسره: مليارات من الشغيلة، رجال ونساء من جميع الأصول والجنسيات، قادرون على التواصل الفوري على نطاق عالمي، وأكثر من ذلك، على بناء عالم جديد.
بنظر للماركسيين، كان على العمال تحرير أنفسهم، ولكن أيضًا تحرير العالم. كان عليهم تناول جميع القضايا. في مواجهة بعض الأشخاص (غالبًا من الأناركيين في عصر ماركس) الذين كانوا يؤكدون أن الحركة الشيوعية يجب أن تتجاهل القضايا السياسية، تميز الماركسيون، بحجتهم القائلة بأن على الشغيلة، إن هم أرادوا قيادة العالم، فهم جميع أوجهه، ومحاربة جميع أشكال الظلم، وأن يعتبرهم كلُّ من يعانون أنهم أفضل المدافعين عنهم. لهذا السبب، كان الماركسيون، منذ ماركس، في طليعة العديد من الحركات المناضلة من أجل المساواة في الحقوق والعدالة الاجتماعية: دافعوا عن الحريات والحقوق المدنية، وحاربوا الإمبريالية والاستعمار، وكانوا رواداً في النضال من أجل المساواة بين الجنسين والتحرر الجنسي. وعلى الرغم من استحالة القضاء على الاضطهاد طالما ظلت الرأسمالية قائمة، لا تتمثل الاستراتيجية الماركسية في انتظار ثورة شيوعية قبل النضال من أجل التحرر. بل إنه بتشجيع النضالات الجماعية الجماهيرية ضد الاضطهاد، وتوحيدها في حركة عمالية اشتراكية، نجعل قلب الرأسمالية ممكنا.
هذا كله يتطلب، بالطبع، تنظيمًا. حدد ماركس طريقًا يؤدي من واقع الرأسمالية إلى إمكان الشيوعية، لكن هذا لم يكن يعني أن هذا الانتقال سيحدث تلقائيًا. يجب على الثوريين أن ينظموا أنفسهم للدفاع عن هذه الأفكار، وبناء حركة قائمة عليها. في عصر ماركس، كافح هو وحلفاؤه – أول ”الماركسيين“ – من أجل حشد الاشتراكيين والعمال المناضلين في جميع أنحاء العالم حول هذه الاستراتيجيات: إطاحة الرأسمالية بالنضال الثوري ضد جميع مظالمها، بقيادة الطبقة العاملة. أسسوا مجموعات شيوعية – مثل رابطة الشيوعيين، التي كتب لها ماركس وإنجلز البيان الشهير – وحتى أول منظمة عمالية عالمية، التي وصفها إنجلز لاحقًا بأنها أحد أعظم إنجازات ماركس.
بنى الماركسيون منظمات لنشر الثورات على الصعيد العالمي، ومحاربة الانحرافات عن الأفكار الثورية مثل الستالينية والإصلاحية، وتنظيم جميع المعارك، الكبيرة والصغيرة، التي تمنح المضطهدين الثقة اللازمة لمواجهة مضطهديهم. اعتبار الرأسمالية نظامًا يجب إلغاؤه تمامًا، والإيمان بالثورة العالمية، واعتبار الطبقة العاملة القوة الوحيدة القادرة على قيادة هكذا ثورة، ومقت جميع أشكال الاضطهاد ومحاربتها، والتنظيم منذ الآن لتحقيق هذه المُثُل، هذا هو جوهر الماركسية.
اقرأ أيضا


