كوهي سايتو: ”  يجب علينا ابتكار أنماط حياة قابلة للتعميم“ (مقابلة)

حقق كتاب الاقتصادي كوهي سايتو Kōhei Saitō بعنوان  ”أقل! خفضُ النمو فلسفةٌ“نجاحًا كبيرًا في المكتبات اليابانية، تمت ترجمته مؤخرًا إلى اللغة الفرنسية. نظرية تستند إلى ماركس للدفاع عن علاقة ايكولوجية مع العالم ونزع الاستعمار عنه.

بيعت من كتاب “أقل! خفض النمو هو فلسفة”  نصف مليون نسخة في اليابان (بعنوان : رأس المال في الأنتروبوسين). لا داعي لقول إن فضولنا كان كبيرًا حول هذا الكتاب لكوهي سايتو، الذي جرت ترجمته إلى اثنتي عشرة لغة، وأصبح الآن متاحًا للقراء الناطقين بالفرنسية. تمت ترجمة الكتاب ونشره في بداية هذا العام (2024 )من قبل دار النشر Seuil، ويطور نظرية خفض النمو التي تعيد إلى هذا المفهوم مكانته النبيلة، وبذلك تصطدم بأساس مجتمعاتنا الإنتاجوية.

تكمن أصالة نهج هذا الفيلسوف البالغ من العمر 37 عامًا، والأستاذ في جامعة طوكيو، في أنه يسترشد بكارل ماركس لتنظير هذا الخروج من الرأسمالية، وهو السبيل الوحيد الممكن في مواجهة الكوارث البيئية الجارية. تفسير، يقدمه هنا موقع Mediapart، يسمح له بكنس الترقيع المتمثل في ”النمو الأخضر“ و”التنمية المستدامة“ – هذه النسخة المعاصرة من أفيون الشعب التي تبقينا في نظام مفترس، مصدر لعدم المساواة العميقة. للاهتداء إلى جادة الصواب ، من الضروري العودة إلى أسباب أزمة المناخ التي ليست سوى الرأسمالية، كما يكتب كوهي سايتو.

فيما يلي نص المقابلة مع كوهي سايتو

* لماذا يعتبر ماركس ذا أهمية كبيرة اليوم، في زمن الكوارث البيئية والمناخية؟

كوهي سايتو: هذه المشكلات خلقها نظام الإنتاج الرأسمالي ذاته، ولا يمكن حلها دون نقد الرأسمالية. هذا ما تمدنا به الماركسية.

أحيانًا أنتقد توماس بيكيتي – حتى وإن كان يتطور – لأن عمله مركز على مسألة الضرائب، وضرورة فرض ضرائب على الأغنياء. هذا لا يكفي. الأمر عينه ينطبق على أزمة المناخ: عندما نتحدث عن ضريبة الكربون، جلي أن هذا لا يكفي. يجب أن نسائل الملكية الخاصة، والأسواق المالية ، الخ. في هذا الصدد، يقدم ماركس أساساً نظرياً مهماً. لاسيما أن ثمة سوء فهم محيط بأعماله: ثمة فكرة شائعة بأنه تجاهل القضايا البيئية. هذا غير صحيح.

  • لكن حقبة تأليفه لكتاب ”رأس المال“ تختلف كثيرًا عن اليوم… فإن كانت الصناعة في ازدهار، كانت آثارها البيئية والمناخية بعيدة عن أحجامها الحالية.

صحيح تمامًا. لكن الميل كان قائما بالفعل. في الوقت الذي كان يكتب فيه، كان ماركس يشهد تدمير البيئة والاستعمار. هذه المواضيع موجودة في كتاباته، وقد استخدمتها لإنعاش الفكر ما بعد الرأسمالي.

نحن، التقدميون واليساريون، فقدنا هذا النوع من الخطاب والخيال في الثلاثين عاماً الماضية. وتضاعفت في الآن نفسه، المشكلات التي تسببها الرأسمالية. لا أحد يواجهها بقوة كافية. حان الوقت للقيام بذلك.

ظهرت بنحو مواز لذلك، حركات نقدية: احتلوا وول ستريت، التحركات في برشلونة منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حملة بيرني ساندرز… لماذا لا نضع كل ذلك في إطار نظري؟

  • هل ترى بعداً شيوعياً في هذه الحركات؟

بالطبع، الشيوعية حاضرة، وهذه الحركات تتخيل شكلاً مغايرا للمجتمع. لا يهم إن لم تسم نفسها بذلك.

في الكتاب، أركز على منطق المشاعات، عوض منطق السلع والمال، اللذين يشكلان جوهر الرأسمالية.  حاول الناس، في احتلوا وول ستريت، وفي برشلونة، وغيرها، خلق مساحة لا يحتاجون فيها إلى المال للحصول على الطعام، أو بعض المعرفة، أو الرعاية الطبية، أو رعاية الأطفال.

كان هذا الابداع المستقل لمساحات غير تجارية داخل مانهاتن ذاتها تجربة مثيرة جدا للاهتمام. صحيح أنها فشلت بعد بضعة أشهر، لكنها كانت مفيدة أثناء إعصار ساندي، لما كان لازما مساعدة العائلات المتضررة، ثم في حملة بيرني ساندرز، وغذت الحراكات من أجل المطالبة بالحق في التعليم والرعاية الطبية المجانية… الولايات المتحدة ليست مثل فرنسا! كل هذا الخيال ولد في ذلك الوقت.

فعلا، كانت الحركات المختلفة تغذي آنذاك بعضها البعض، ربما مستوحاة من الربيع العربي. وبرغم أن هذه الحركات انتهت إلى التهميش، لا يزال تأثيرها مستمراً بعد عشر سنوات.

تمثل برشلونة مثالا جيدا على ذلك، إذ لم يعد ثمة حديقة واحدة فقط، بل حاولت البلدية إنشاء عدة حدائق بحظر حركة المرور في الشوارع. هذا ما أسميه ”المشاع“. إنشاء مزيد من هذه المساحات هو خفض النمو الذي أدافع عنه.

  • بصدد الانكماش الاقتصادي، موضوع كتابك الرئيسي، ما الجديد الذي تضيفه إلى هذه الفكرة التي بدأت تتطور منذ سنوات 1970؟

هذه الفكرة لها بالفعل تاريخ، في فرنسا بوجه خاص. أندريه غورز وكورنيليوس كاستورياديس، مفكرا البيئة السياسية الراديكالية، هما مرجعيّان بالنسبة لي. لقد التقيت سيرج لاتوش قبل بضعة أيام، واتضح لنا أن هناك اختلافات بيننا – فهو بنظري لا ينتقد الرأسمالية بما فيه الكفاية.

يميل مفكرون آخرون في مجال خفض النمو إلى التركيز على الروحانية، وعلى ما يمكن تعلمه من بلدان الجنوب، وعلى العودة إلى الطبيعة… هذا ليس نهجي. أعتقد أننا بحاجة إلى الإنترنت والهواتف الذكية والطاقات المتجددة، وأن خفض النمو يمكن أن يتوافق مع هذه التقنيات.

المشكلة هي الموارد والطاقة التي نستهلك لإنتاج كل ذلك.

  • كيف تجعل هذه الحاجات متوافقة مع نظريتك حول خفض النمو؟

يجب تمييز التقنيات المفتوحة عن تلك المغلقة. بعض التقنيات مثل الهندسة الجيولوجية، أو الطاقة النووية هي تقنيات مغلقة. ثمة احتكار للمعرفة، احتكار للسلطة، مستوى معين من الأمن… لا يمكن إدارتها بطريقة ديمقراطية. كما أنها مكلفة للغاية وخطيرة في بعض الأحيان.

على عكس ذلك، للطاقة الشمسية ولطاقة الرياح طابع لامركزي  أكثر. يمكن إدارة هذه الاستثمارات بطريقة ديمقراطية. الإنتاج المحلي والاستهلاك المحلي: هذا هو الأمر الصحيح. هذا لا يمنعنا من استخدام العلم والابتكار.

  • تعتمد معظم هذه التقنيات على ما تسمونه ”نمط حياة إمبراطوري، القائم على مصادرة موارد بلدان الجنوب. تكتبون: ”الثروة التي تتمتع بها البلدان المتقدمة يجري خلقها على حساب الجنوب العالمي“. ”لكي يستمر المركز في الربح، يجب أن تستمر الأطراف في الخسارة“. كيف يمكن حل هذا التناقض؟

ثمة نقاش كثير حول هذا الموضوع بين المدافعين عن خفض النمو. يرى بعض يجب ببساطة  وجوب التخلي عن التكنولوجيات والهواتف الذكية، لأنها ستظل تُصنع من عناصر مجلوبة من بلدان الجنوب. ويرى بعض آخر أنه  من المبالغة تجديد الهاتف الذكي كل عام وعدم القدرة على إصلاحه.

بنظري، يمكننا إطالة عمر أجهزتنا إلى أقصى حد، ثم إعادة تدويرها. هذا أمر قابل للتحقيق تمامًا، وهو نقطة انطلاق جيدة لخفض النمو.  على أي حال، لم يحظ التخلي عن التكنولوجيا أبدًا بشعبية. مع العلم أن إعادة التدوير أو التنقل بسيارة كهربائية ليس كافيًا بالطبع.

  • ما مسار التنمية الذي تقترح لدول الجنوب للخروج من هذا العلاقة ما بعد الاستعمارية التي تنتقدها؟

ينطبق ما أكتبه عن خفض النمو على دول الشمال. أنا لا أقول إن أفريقيا يجب أن تخفض النمو، فهي بحاجة إلى النمو والمستشفيات والمدارس والمياه والكهرباء…

لكن من الضروري نزع الاستعمار عن هذا النمو. لندع هذه البلدان تقرر ما تريد فعله. ليس من حق الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أن يملي عليها عدم حرق الفحم لأننا فعلنا ذلك لقرون، ونزعم الآن أننا نعرف أفضل ما يجب فعله. علينا أن نعترف بأن الشمال ذاته يجب أن يتغير أولاً.

علاوة على ذلك، ثمة الكثير مما يمكن أن تتعلمه بلدان الشمال من الثقافات غير الغربية – مثل buen vivir  (الحياة الجيدة)على سبيل المثال. وبذلك سندرك أن الحلم الأمريكي ليس أفضل ما يمكن تقليده.

يقوم نمط الحياة الإمبراطوري على التضحية ببعض الجماعات السكانية، ولا يمكن تعميمه. علينا أن نبتكر أنماط حياة قابلة للتعميم.

  • انت تقترح، بقصد بلوغ هذا نظام خفض النمو هذا في بلدان الشمال، قلب المنظور: تغيير الإنتاج أولاً، عوض الاستهلاك. الحديث عن العمل قبل الحديث عن الاعتدال. كيف توصلت إلى هذه الفكرة؟

نحن نأكل الكثير من اللحوم، ونسافر كثيرًا بالطائرة، وهذا ببساطة إفراط، وعلينا التخلي عن بعض الأشياء. لكن هذا النهج يثبط عزيمة الناس، ويبدو لي أنه من الأفضل وضع كل هذا في سياق أوسع.

الإفراط في تناول اللحوم يؤثر على صحتنا. العمل المفرط يسبب لنا التوتر. فننفق الكثير من المال للذهاب في إجازة، والسفر بالطائرة… وهذا لا يجعلنا أكثر سعادة.

خفض النمو يعني العمل أقل. إنه التركيز على الرفاهية أكثر من التركيز على الناتج المحلي الإجمالي. اعتماد أسبوع عمل من أربعة أيام على سبيل المثال. إنه مصدر للسعادة والوقت. بوسع للناس عندئذ السفر بالقطار، والمشاركة بشكل أكبر في الحياة السياسية، والتضامن أكثر، والطهي في المنزل أكثر وتناول طعام أكثر صحة… هذه مجموعة من المكاسب التي يمكننا جنيها من مجتمع ينمو بشكل أقل.

  • كيف نصل إلى ذلك؟ هل يجب أن يمر ذلك عبر الصراع، عبر تعبئة عالم عمل أكثر تفككاً مما كان عليه في عهد ماركس؟

أنا متأثر بأشخاص مثل توني نيجري ومايكل هارت، الذين يرون أنه لا يمكن أن تكون ثمة ثورة يناضل فيها الجميع معاً من أجل الوصول إلى الاشتراكية. لم يعد الأمر يعمل بهذه الطريقة، فليس لدينا نفس المصالح، وأصبحت المساواة بين الجنسين ومكافحة العنصرية وإنهاء الاستعمار قضايا مهمة للغاية لا يمكن إخضاعها للمصلحة العالمية المزعومة للبروليتاريا. هذا بالضبط الخطأ المرتكب مع اشتراكية القرن العشرين، التي تحولت إلى ديكتاتورية.

 ادعو في كتابي، عوضا عن الثورة، إلى إكثار المشاعات. سنحتاج أيضًا إلى الصراع – لدي احترام كبير لأفراد حركة Extinction Rebellion و Soulèvements de la Terre لأننا في حالة طوارئ – ولكن لا يرغب الجميع في النضال بهذه الطريقة. هناك طرق أخرى يمكن أن تسهم في التغيير: إنشاء مزرعة بيئية، وإعادة تأميم الموارد المخصخصة مثل المياه…

لكننا بحاجة إلى رؤية لربط كل هذه الحركات، وهذا هو الهدف من نهجي.

  • هل يمكن لمثل هذا العملية أن تدمر الرأسمالية؟

هذا أمر قابل للنقاش، وأنا أعترف بأنها غالبًا ما تكون حركات صغيرة.

أنا أعمل حالياً على هذه النقطة بالذات، أي كيف يمكن الانتقال إلى النطاق الأعلى؟ نحتاج أيضاً إلى تدخلات حكومية لتنظيم الأسواق، و تشريك الاستثمار، وتأميم بعض الصناعات.

لكن  يجب علينا، كبداية، أن نغير قيمنا، وأن نتوقف عن الهوس بالنمو والمال والربح، التي لا تؤدي سوى إلى جعل الناس أنانيين. علينا أن نزرع في حياتنا اليومية قيم التعاون المتبادل والعمل الأساسي والرعاية. الثورة في حياتنا اليومية شرط مسبق لثورة على صعيد المجتمع.

  • من أين نبدأ؟

أنشأنا مع أصدقائي مجموعة تسمى Common Forest Japan، تعمل على شراء أجزاء من الغابات. تصادف أن الغابات في منطقتنا رخيصة ولا أحد يعتني بها. إنها مهملة ومغطاة بالأعشاب الضارة، لكنها تحتاج إلى العناية. افتقد، لأني من سكان المدن،  أي خبرة في هذا المجال. اشترينا 3.5 هكتارات. نذهب إلى هناك مرة في الشهر، ونعتني بها، ونجمع الفطر، ونراقب الأزهار… من خلال هذه النشاط، نتعلم أيضًا كيف ندير معًا ملكية مشتركة بطريقة ديمقراطية.

لقد انخرطت أيضاً في طوكيو في حملة ضد تشييد مبانٍ جديدة وقطع الأشجار المعمرة. خاض الكثير من الناس، في هذه الحملة، تجربتهم الأولى في النضال ضد الرأسمالية باستخدام مهارات مهنية لم يكونوا يعتقدون أنها مفيدة في هذا النوع من النضال.

إنه من خلال هذا النوع من الحملات، سيتحول المجتمع. يمكننا تشكيل مجموعة عمل، ومطالبة ممثلينا المنتخبين، والمطالبة باحترام التدابير البيئية في شركاتنا…

  • تحمل كلمة ”خفض النمو“دلالات كثيرة… روجت لها سياسيا في فرنسا دلفين باثو في الانتخابات التمهيدية للحزب الأخضر في عام 2021، وتعرّضت لانتقادات شديدة. كيف يمكن إعادة إضفاء مضمون إيجابي على هذا المفهوم، وتجنب تعريفه بشكل سلبي؟

هذا بالضبط ما أحاول القيام به. أنا لا أدافع عن مجرد ”خفض النمو“، بل أتحدث عن ”شيوعية خفض النمو“، لتجنب أن يبدو الأمر وكأنه حرمان، ولإعطاء فكرة عما سيأتي بعد ذلك.

لأن في ما بعد خفض النمو تأتي الشيوعية: إذا لم يعد الاقتصاد ينمو، فسيتعين علينا احترام حدود الكوكب وتعلم العيش معًا في هذا الإطار. المشاركة ومساعدة بعضنا البعض. هذا هو جوهر الشيوعية.

يذهلني أن الطبقة العاملة والحزب الاشتراكي لا يزالان يعملان في إطار إنتاجوي، ويظلان مهووسين بفكرة خلق مزيد من فرص العمل وزيادة الأجور.

إذا لم نتمكن من استعادة قوة الاشتراكية، فسوف تنتصر الشعبوية اليمينية. إن خطابها أكثر واقعية بكثير مما يقترحه اليسار اليوم.

  • يجب القضاء على الوظائف التافهة، كما تكتب. ماذا نفعل بالوظائف الشاقة والمتكررة، ولكنها أساسية، مثل الزراعة؟

أزور بانتظام مزرعة عضوية في يوكوسوكا، بالقرب من طوكيو. إنها مزرعة خفض نمو، تديرها امرأة، ولا تستخدم جرارات كبيرة أو بلاستيك، وتبيع منتجاتها محلياً. يعمل فيها خمسة إلى ستة أشخاص.  أدركت، من خلال مساعدتهم من وقت لآخر، أن الاستغناء عن الآلات والأغطية البلاستيكية يتطلب الكثير من العمل. غالبًا ما تستعين هذه المزرعة بمتطوعين.

ومع ذلك، لا يمكن لجميع المزارعين والمزارعات الانخراط في هكذا مشاريع، وأنا لا أعارض استعمال الآلات – المكننة- عندما تخلص الناس من المهام الشاقة للغاية.

ليست تلك هي الرأسمالية. عندما  تستعمل الآلات، فليس لتخفيف العبء عن الناس، بل لتحقيق مزيد من الأرباح.

سنفكر أولا، في اقتصاد خفض النمو، في تلك الأعمال التي لم يعد أحد يرغب في القيام بها ولكنها غير قابلة للإلغاء. يمكننا عندئذ محاولة توزيعها، على سبيل المثال عن طريق تدوير الناس في وظيفة ما… أو أتمتتها. لم يعد منطق الربح هو الذي يقرر، بل منطق المساواة والعيش الكريم.

  • كيف يُنظر إلى أطروحتك في اليابان؟ هل يكشف نجاح كتابك عن بداية إعادة النظر في مجتمع يهيمن عليه العمل والإنتاجوية؟

اليابانيون يعملون بجد. بل إنهم يموتون من شدة العمل. هناك كلمة لتعيين ذلك : كاروشي: karoshi.  . إنهم يضحون بحياتهم كلها من أجل الشركة التي يعملون فيها. معظمهم من الرجال، لكن النساء يدعمنهم، ويضحين بحياتهن أيضاً. لذلك، هناك شعور كبير بالتعاسة في البلد، وجاذبية معينة للخطابات التي تدعو إلى التباطؤ والاستمتاع بوقت الفراغ.

وثمة حقيقة أخرى بارزة، متمثلة في كو: الاقتصاد في حالة ركود منذ حوالي ثلاثين عامًا. عدد السكان في انخفاض، خاصة أن البلد لا يرغب في استقبال أي لاجئين. يستحيل تخيل مستقبل أفضل يمكن أن نشهد فيه معجزة اقتصادية مثل التي حدثت في سنوات 1970.

لم تحل مختلف السياسات الاقتصادية التي جرى تجريبها، مثل تحرير الأسواق والخصخصة، أي مشكلة. بدأ السكان يتعبون ويبحثون عن بدائل.

ومع ذلك، إن كان الناتج المحلي الإجمالي راكدا، تتمتع اليابان بنظام نقل ممتاز، ونظام تعليمي جيد جدًا، ومطبخ رائع… لكن لا ينعكس أي من هذه الجوانب في الناتج المحلي الإجمالي.

 أجرى المقابلة أميلي بوينسو

 المصدر:

 https://www.mediapart.fr/journal/economie-et-social/280924/kohei-saito-il-nous-faut-inventer-des-modes-de-vie-qui-puissent-s-universaliser#:~:text=pas%20s’universaliser.-,Il%20nous%20faut%20inventer%20des%20modes%20de%20vie%20qui%20puissent,avant%20de%20parler%20de%20sobri%C3%A9t%C3%A9.

شارك المقالة

اقرأ أيضا