توضيح من تيار المناضل-ة بصدد بيانين للسكرتارية الوطنية للشبكة الديمقراطية للتضامن مع الشعوب:
كل موقف لا يدين نظام الأسد الدموي، ولا يكشف الطبيعة المضادة للثورة لحليفه حزب الله، موقف ضال من وجهة نظر تضامن الشعوب.
أصدرت سكرتارية الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، يوم 23 فبراير 2016، بيان تضامن مع شعوب المنطقة المغاربية والعربية في محنها مع”التدخل الامبريالي والإرهاب الأصولي”. وأتبعته، يوم 4 مارس 2016، ببيان ضد قرار جامعة الدول العربية اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية.
عبر البيانان عن مواقف مناقضة لمواقف تيارنا المعبر عنها طيلة سنوات منذ انطلاق ثورة شعب سورية، مرورا بتدخل حزب الله الى جانب طاغوت الأسد، وحتى التدخل الامبريالي الروسي. لذا يلزم إعادة بسط رؤيتنا القائمة على التضامن الأممي الذي يضع مصلحة الشعوب فوق أي اعتبار.
تضمن البيان الأول موقفا من ثورة الشعب السوري، هذه المنطلقة منذ خمس سنوات من أجل إسقاط نظام الدكتاتورية العسكرية، ومن أجل بناء سوريا حرة وديمقراطية وعلمانية حيث يحظى أبناؤها بغض النظر عن توجهاتهم المذهبية أو القومية بالحرية والعدالة الاجتماعية. قوام هذا الموقف إدانة التدخل الإمبريالي باعتباره المسؤول عن “تمزيق وحدة الشعب السوري” ، وعن سقوط مئات الآف الضحايا في صفوف الشعب السوري..”، دون أن تشمل الإدانة قوى الثورة المضادة، ولا المسؤول الأول عن تدمير سورية، أي نظام الطغمة العسكرية الحاكم؛ نظام الأسد، بحكم سياسته القائمة منذ عقود على الاستغلال والاضطهاد والقمع والطائفية، ومعاداة حق الأكراد في تقرير مصيرهم.
وباعتبارنا، في تيار المناضل-ة، مكونا مساهما في إعادة تأسيس الشبكة، فإننا نعلن رفضنا القاطع لما تضمنه البيان بخصوص الثورة السورية.
يسكت البيان عن جرائم نظام بشار الأسد الدموي، وعن داعميه، أي كل من روسيا الامبريالية وإيران القوة الرجعية الإقليمية، وحزب الله اللبناني؛ الديني الرجعي، المعادي للثورة السورية ولتطلعات شعب لبنان الطامح للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. إننا غير متفقين بأي وجه مع هذا الموقف. وانسجاما ومنظورنا الأممي الواضح نعلن صراحة اصطفافنا إلى جانب الشعب السوري دون قيد أو شرط، وانحيازنا التام لمصالحه الآنية والتاريخية في التحرر من قبضة نظام الطغمة العسكرية والتضامن معه في محنته الإنسانية جراء تكالب كل قوى الثورة المضادة ضد إرادته في الحرية والانعتاق، وعلى رأس هذه القوى؛ نظام بشار الدموي والإمبرياليات المتنوعة، من الولايات المتحدة وروسيا مرورا بدول أوروبية عديدة، بالإضافة إلى قوى الرجعية الدينية الممثلة في داعش وجبهة النصرة ومثيلاتهما.
إن مقاومة الشعب السوري، وثورته الباسلة، لا تتعرض لتكالب قوى الاحتلال والامبريالية، ولتدخل الأنظمة الرجعية والتيارات الجهادية في المنطقة فحسب، كما يعلن البيان، بل لهمجية الدكتاتورية العسكرية المجرمة لنظام الأسد علما أن ثورة الكادحين في سورية قامت بشكل أساسي من أجل إسقاط هذا النظام الدكتاتوري الذي ترتبط مصالحه الطبقية الحيوية مع قوى التدخل العسكري الأجنبي ومع الإمبريالية، قبل أن يتم سحقها بوحشية من قبل نظام الطغمة، وأن تجهز قوى الرجعية الدينية المسلحة على ما تبقى منها في ما يسمى ب”المناطق المحررة”.
ففي ظل الهجوم الامبريالي الذي تشنه جميع الإمبرياليات، بحجة محاربة داعش، يستمر النظام الدكتاتوري في ارتكاب أبشع المجازر ضد انتفاضة الشعب السوري، ويؤازره في ذلك حزب الله المناهض للثورة في لبنان وسوريا حيث يرتكب أبشع المجازر في حق الشعب الثائر.
لهذا لا تكفي إدانة التدخل الامبريالي وحده، بل إنه من واجب كل مناصر لحقوق الشعب السوري وثورته أن يدين نظام بشار الأسد مدعي “الممانعة والمقاومة ومناهضة الكيان الصهيوني” فيما لم يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة ضد الأهداف العسكرية للصهاينة مقابل ارتكابه مجازر بشعة أودت بحياة مئات الآف السوريين وشردت وهجرت الملايين منهم.
إننا ندين بقوة كل قوى الثورة المضادة المتدخلة في الساحة السورية بدون استثناء بما في ذلك نظام الطغمة العسكرية بقيادة السفاح بشار الأسد. ونحن متأكدون أن هذا التدخل المتنوع إنما يخدم في المقام الأول نظام بشار الدموي، ويسعى إلى إعادة إنتاجه مع حقنه بشخصيات “معارضة”.
لا حل للمعضلة السورية سوى انتصار الشعب السوري الثائر وإقامة مجتمع حر ديمقراطي يتشاركه السوريون دون تمييز، وبالرغم من سوء الوضع الراهن فإن ثقتنا كاملة في مقدرة الشعب السوري العظيم على تجاوز محنته، وهو يثبت فعلا ذلك بخروجه في الأيام الأخيرة ضد كل الهمجيات: الامبريالية والدينية الرجعية ونظام بشار المجرم، وعلى مقدرة قواه الثورية الفتية على مضاعفة جهودها ومراكمة قواها من أجل تشكيل قيادة سياسية ثورية في مستوى تمثيل مصالح الطبقات الشعبية والنضال من أجل تحقيقها.
على هذا النحو نتضامن مع شعب سورية الكادح المنتفض والمتطلع للحرية، وعلى هذا المنوال ينبغي أن يجري التضامن مع قضية الشعب السوري من طرف كل القوى التقدمية والثورية المناهضة لقوى الثورة المضادة من دكتاتوريات متهاوية وقوى إمبريالية ورجعيات دينية.
حزب الله قوة رجعية ومناهضة للثورة
نعم، حزب الله ليس منظمة إرهابية، لكنه حزب طائفي مناهض لتطلعات اللبنانيين للحرية وشريك فعلي في وأد ثورة الشعب السوري. حزب الله منظمة مقاومة للاحتلال الصهيوني من منظور برجوازي وطني رجعي يمارس أبشع الجرائم إلى جانب إيران وروسيا ونظام بشار الأسد المجرم في حق الشعب السوري، وآلاف السوريين راحوا ضحية ذلك.
نحن ندرك جيدا الخلفيات السياسية لجامعة أنظمة الاستبداد العربي في قرارها سالف الذكر كإجراء من بين أخريات يحكمه تنافس حاد بين معسكرين إقليميين مضادين للثورة أحدهما بزعامة السعودية وآخر تقوده إيران وخلف كليهما قوى امبريالية متصارعة على إعادة رسم خريطة النفوذ عالميا، لكن الاكتفاء بإدانة أحد معسكري الثورة المضادة والتغاضي عن الآخر لا يمت بصلة لمبدأ التضامن الأممي بين الشعوب.
إن أعداء تحرر شعوبنا معلومون ، وحمام الدم المسفوك بسوريا كشفهم جميعا، من ديكتاتورية الأسد الدموية والأنظمة الرجعية المتباكية على مأساة الشعب السوري، والفصائل الدينية الرجعية المسلحة والامبريالية الأمريكية والأوربية المبتهجة بإعادة سيناريو تدمير العراق أسوة بالنظام الصهيوني، وانتهاء بالنظام الرجعي في إيران الحالم بمجال حيوي لنفوذه يتعارض مع ثورة تحرر حقيقية، وختاما روسيا الامبريالية. هكذا، تواجه ثورة شعب سورية كل الذئاب الدموية التي لا يوحدها إلا هدف منع انتصار الثورة السورية.
ستنتصر ثورة شعبنا بسورية وستنتصب مجددا من تحت الدمار الهائل بكل قوتها وستلملم جراحها الغائرة وستدحر كل أعدائها القتلة مهما اختلف معسكر ولائهم.
لا للأنظمة الدكتاتورية، لا للتدخل الإمبريالي، لا لقوى الرجعية الدينية
النصر للثورة السورية
عاش التضامن الأممي
تيار المناضل-ة
14 مارس/آذار 2016
اقرأ أيضا