تقرير عن المؤتمر الوطني الخامس للجامعة الوطنية لعمال و موظفي الجماعات المحلية

مؤتمر البيروقراطية الناعمة

عقدت الجامعة الوطنية لعمال و موظفي الجماعات المحلية المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل مؤتمرها الوطني الخامس يومي 1 و 2 أبريل 2016 بالمقر المركزي بالدار البيضاء، تحت شعار “مواصلة النضال الوحدوي المستقل والكفاحي سبيلنا لصد الهجوم على المكتسبات و تحقيق الكرامة و العيش اللائق للعاملين بالجماعات الترابية”. و قد جاء هذا المؤتمر بعد أزمة خانقة دامت زهاء ثلاث سنوات عاشتها هذه الجامعة و أدت بها إلى الانشطار إلى قسمين قبل أن يتم رأب الصدع و توحيدها من جديد. كان هذا الانشقاق ناتجا عن تطورات الصراع داخل الاتحاد المغربي للشغل بعد طرد مناضلين من قيادة الاتحاد في مارس 2012 وتشكل ما سيعرف بالتوجه الديمقراطي داخل الاتحاد، هذا الصراع أدى إلى انقسامات تنظيمية في العديد من القطاعات والاتحادات المحلية.

افتتحت أشغال المؤتمر يوم فاتح أبريل، بتلاوة آيات قرآنية و ترديد نشيد الاتحاد المغربي للشغل و مشاهدة فيلم وثائقي عن تاريخه منذ التأسيس إلى الآن. بعد ذلك فسح المجال لبعض المسؤولين النقابيين في المركزية الحاضرين في الجلسة الافتتاحية لإعطاء الكلمة باسم القطاعات و الاتحادات التي يمثلونها. و هكذا كانت الكلمة الاولى  من إلقاء الأمين العام الوطني للاتحاد المغربي للشغل، أشاد فيها بالدينامية التنظيمية و النضالية التي تعرفها الجامعة و بالحضور الوازن الذي باتت تعرفه في المشهد النقابي للجماعات الترابية و ذلك بتبوئها المرتبة الأولى من حيث عدد المقاعد المحصل عليها في الانتخابات المهنية.  كما أشار إلى النضالات البطولية التي تخوضها الجامعات الأخرى و إلى تشكل التحالف النقابي بين النقابات الخمس و الذي صار يشق طريقه بإصرار في مواجهة التعنت الحكومي. ثم توالت بعد ذلك الكلمات: واحدة باسم الاتحادات المحلية و الجهوية ألقاها البشير الحسيني و ثانية باسم الاتحاد النسائي التقدمي و ثالثة باسم قطاع الوظيفة العمومية و رابعة باسم الشبيبة العاملة المغربية. دون تسجيل أي كلمة باسم المنظمات الجماهيرية من خارج الاتحاد، صديقة كانت أو حليفة/ نقابية أو جمعوية أو غيرها.

بعد الانتهاء من إلقاء الكلمات، تقدم الكاتب الوطني للجامعة (سعيد الشاوي) لتلاوة التقرير الأدبي الذي اقتصر في سرده لأداء الجامعة و في عرضه لأنشطتها على السنة الأخيرة، أي منذ 25 أبريل 2015، تاريخ إعادة توحيد الجامعتين (الجناح الموالي لتجربة التوجه الديمقراطي و الجناح الموالي للأمانة الوطنية)  و التوافق على آليات تجاوز الازمة التنظيمية و الاعداد لمؤتمر عادي بعد سنة و قال بأنه غير نادم على تجربة السنوات التي عرفت مشاكل تنظيمية، لأن ذلك أغنى تجربة الجامعة و أفادها و خرجت منها اكثر قوة و صلابة. و تطرق كذلك للظروف الموضوعية التي تتحرك فيها الجامعة و ظرفية انعقاد المؤتمر (التنسيق النقابي الخماسي  و الاضراب العام و الاضرابات القطاعية ) و كذا التنسيق النقابي القطاعي بين الجامعة و النقابة الوطنية للجماعات الترابية و شركات التدبير المفوض. بعد ذلك تمت تلاوة التقرير المالي، الذي جاء مقتضبا و شاملا للفترة نفسها.

و قبل الشروع في مناقشة التقريرين الأدبي و المالي، تم الاعلان عن اسماء اللجان الموضوعاتية للمؤتمر التي شملت : لجنة القانون الأساسي و المقرر التنظيمي و لجنة الملف المطلبي و لجنة الحريات النقابية و المرأة العاملة و لجنة التدبير المفوض والعمال العرضيين و لجنة الاعلام و التكوين و التعاضد و لجنة فحص العضوية و لجنة الترشيحات و لجنة صياغة البيان الختامي. و قد تم التصويت بالإجماع1 على هذه اللجان  باستثناء لجنة الترشيحات التي تحفظ على تشكيلتها 39  مؤتمر، و مرد هذا التحفظ عدم وجود أي مناضل من الجهة الشمالية في عضويتها و هو ما اثار نقاشا و اعتراضا واسعين لحظة الاعلان عنها و عن أسماء أعضائها. هذا الاعتراض لم يلقى أي أذان صاغية. علما أن لجنة الترشيحات لم يتم فرزها من طرف المؤتمرين والمؤتمرات و لم تعرف معايير فرزها ولا من قام بذلك.

بعد ذلك استكمل نقاش التقريرين الأدبي و المالي، حيث سجلت 22 مداخلة تمحور أغلبها على التنويه بالتطورات التنظيمية الأخيرة للجامعة. و إثر ذلك تمت المصادقة عليهما بالاجماع. أعقب ذلك استقالة المكتب الوطني 2 للجامعة و تم تعيين لجنة رئاسة المؤتمر من طرف عضو الأمانة الوطنية للاتحاد  نور الدين سليك الذي أمسك بزمام تسيير المؤتمر من لحظة انطلاقه إلى نهايته وظل هو صاحب الكلمة الفصل في المناوشات التي عرفها المؤتمر. فلا المكتب الوطني في اليوم الأول و لا لجنة الرئاسة في اليوم الثاني، كان لهما أي دور يذكر في إدارة دفة أشغال المؤتمر و كل ما هناك هو المباركة و التزكية. على هذا الشكل انتهى اليوم الأول من المؤتمر في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة.

في اليوم الثاني توزع المؤتمرون على اللجان الموضوعاتية  السالف ذكرها لمناقشة مشاريع الأوراق، و بعد ذلك تم عرض تقارير الورشات على الجلسة العامة من طرف مقرري الورشات، لكن دون فتح النقاش حولها كما جرت العادة في المؤتمرات الأخرى حتى يتمكن الجميع من إبداء ملاحظاته. و اكتفى مسير المؤتمر بعرض خلاصات الورشات للمصادقة وقد تم ذلك بالاجماع. رغم اعتراض بعض المؤتمرين دون جدوى. ليستمر الحال على ما هو عليه. فحتى البيان الختامي لم يسلم من التصويت بالإجماع دون نقاش و دون إدخال و لو تعديل واحد عليه لا في مضمونه و لا في شكله.

كانت المحطة الأخيرة الحاسمة في المؤتمر هي الاعلان عن اعضاء اللجنة الادارية الذين اختارتهم لجنة الترشيحات و البالغ عددهم 126 عضو و عضوة. علما أن المؤتمر حظره 472 مؤتمر و مؤتمرة، من بينهم 62 نساء قادمون من 10 جهات و 56 إقليم. لجنة الترشيحات اعتمدت في ذلك على ثلاث معايير حسب ما صرح به اعضاؤها و هي: أولا نتائج انتخاب اللجان اللثنائية وثانيا الوضعية التنظيمية لفروع المرشحين (هل المكاتب النقابية مهيكلة) و ثالثا الوضعية المالية (تسوية بطائق العضوية).

لقيت تشكيلة اللجنة الادارية و من بعدها تشكيلة المكتب الوطني اعتراضات من منتدبي بعض الفروع النقابية جوبهت بالتجاهل من طرف مسير المؤتمر (انسحاب مؤتمرين من فرع تطوان) و بالتفهم بعد التهديد بالانسحاب (مؤتمري فرع طنجة)، ليتم اختتام الأشغال بالإعلان عن تشكيلة المكتب الوطني الذي انتخب سعيد الشاوي كاتبا وطنيا و مرشد عبد الصادق و عبد السلام سلالة و محمد القلعي و وفاء القاضي و محمد العماري نوابا له أما امين المال فهو عبد الهادي الزاهيدي ونائبه أحمد المهيري فيما الباقي من 25 عضو من المكتب الوطني مستشارون.

لقد انتهى المؤتمر بفرز قيادة نقابية شابة نسبيا، و بتواجد يساري 3 بادي للعيان في الاجهزة المسيرة للنقابة، في ظل سياق مطبوع بالهجوم على مكاسب الشغيلة و خاصة شغيلة الجماعات الترابية. فهل سيسمح هذه التواجد اليساري بزيادة إشعاع و كفاحية و ديمقراطية الجامعة؟ الأيام  و الشهور المقبلة كفيلة بحمل بالإجابة.

5 أبريل 2016

مؤتمر

1 التصويت كان يتم من خلال القول من يتحفظ : لا أحد – من يعترض: لا أحد : إذن صودق بالاجماع

2  لم يرد أي ذكر للمنسق الوطني للجامعة محمد العياش و لا مصيره، هذا المنصب أحدث بعد إعادة الدمج في 25 أبريل 2015

3 هذا التواجد اليساري منه المنظم أصحابه في أحزاب و منه المنظم في مجموعات و تيارات و منه الأفراد. علما أنه لم يلحظ أي بروز للاسلاميين.

مؤتمر، منشور ضمن مواد العدد 64 من جريدة المناضل-ة  

شارك المقالة

اقرأ أيضا