صدور العدد 74 من جريدة المُناضل-ة: الافْتتاحية والمُحتويات

لتحميل العدد: إضغط هنا mounadila 74

افتتاحية: تنفيس الاحتقّان أم تنظيمُه وتسليحه برنامجيّا؟ 

كلما تحرك الكادحون بشكل جماعي لرد عدوان على قُوتهم، أو على مكاسب طفيفة  في الخدمات العمومية، وكلما اشتدت المواجهة بين القسم المنظم من العمال وأرباب العمل، تتعالى الأصوات المحذرة من شيء يسمونه «الاحتقان الاجتماعي»، منادية بتنفيسه حرصا على  ما يسمونه «الاستقرار والسلم المجتمعي». هذا ما بات لازمة في بيانات ومواقف ما تبقى من يسار تاريخي وصنوف أخرى من مروجي البدائل الزائفة.

فما هذا «الاحتقان»؟ وما هذا «الاستقرار والسلم المجتمعي»؟

الاستقرار هو استقرار أوضاع الاستغلال والقهر الطبقي الذي يدفع ثمنه العمال والعاطلون وشتى صنوف ضحايا سياسة إفقار الأغلبية العظمى لصالح أقلية ضئيلة. أما السلم المجتمعي فهو حالة الحرب القائمة، حرب تشنها الطبقة السائدة ضد الطبقة العاملة وباقي الفئات الشعبية: حرب الخوصصة  وتدمير ما تبقى من تعليم وصحة عمومية، حرب الحفاظ على نسبة بطالة مرعبة، وإضفاء الهشاشة على علاقات الشغل، حرب خنق الحريات وتجريم النضال الاجتماعي.

أما الاحتقان فاسم يطلقونه على تزايد قدرة ضحايا السياسة البرجوازية على الدفاع عن أنفسهم. الاحتقان هو كل شكل من أشكال المقاومة العمالية والشعبية. الاحتقان هو تنامي النضال الجماهيري.

في العقود الماضية كانت الدولة تواجه «الاحتقان الاجتماعي» بالقمع من جهة وبمساعدة تلقاها من قوى سياسية كانت لها هيمنة وسط الكادحين وفي منظماتهم لا سيما النقابات العمالية.

فقد اليسار التاريخي مقدرة التحكم بنضالية الكادحين، وفقدت قيادات النقابات الاعتبار بأعين قسم كبير من الطبقة العاملة. فباتت طاقة النضال تجد لها سُبُلا في حراكات اجتماعية محلية، وأصبح نضال الأجراء يجترح لنفسه أشكال تنسيق ميداني تتجاوز القيادات المتعاونة مع الدولة.

في هذا السياق الجديد تتعالى دعوات تنفيس «الاحتقان الاجتماعي»، دعوات تسعى لتخدير الوعي الطبقي المبتدئ في الأعماق العمالية والشعبية.

تصدر دعوات فش الاحتقان عن نوع من «اليسار» يتوهم أن استعمال فزاعة انفجار الوضع سيدفع المستبدين إلى تلطيف الاستبداد، وجعله «برلمانيا». يسار مثقفين لا قوة لديهم لتجسيد مشاريعهم الإصلاحية، فتراهم يتطفلون على قوة الكادحين لاستعمالها للضغط ما يسمونه الاحتقان هو طاقة مقاومة ونضال ناتجة عن شراسة الهجوم البرجوازي. و لا يخشى هذا الاحتقان غير من يريد دوام الحال الكارثي لمعظم الشعب. كان قسم من طاقة النضال العمالي والشعبي يتبدد في هبات شعبية بلا أفق سياسي،  في مجرد فش للغضب الطبقي، بسبب انعدام التنظيم الطبقي القائم على وعي طبقي.

اليوم وبحكم التجربة التاريخية، أصبحت طاقة الكفاح تبحث لنفسها عن أشكال تنظيم أولية، حيث تتعلم الجماهير الشعبية النضال في الشارع، مبلورة مطالب واضحة وصيغ تنظيمية متنامية.

ليس ما يبرز اليوم من أشكال احتقان غير جزء يسير جدا من المادة التفجرية التي خلقتها عشرات السنين من تطبيق سياسة الخوصصة وتعميم البطالة والهشاشة وتدمير مكاسب شعبية طفيفة في التعليم والصحة. الاحتقان سيتزايد لا محالة. ومطلوب من القوى المنتسبة إلى نضال العمال والفئات الشعبية أن تبذل قصاراها لإنماء الاحتقان وزيادته، بتنظيمه وتسليحه ببرنامج نضال واضح الأهداف، وبأساليب التسيير الديمقراطي التي أثبت تاريخ كفاح الكادحين نجاعتها.

الاحتقان طاقة كفاح بحاجة إلى أدوات تنظيم، كي لا تتبدد في تجارب محلية أو قطاعية ضيقة الأفق؛ أو تصب في قنوات اليأس المغذية للتيارات الرجعية التي لا بديل اجتماعي لديها غير تغليف الرأسمالية المتخلفة بخطاب ديني.

الاحتقان بحاجة إلى وضوح برنامجي: ما البديل الاقتصادي الذي استشعر حراك جرادة الحاجة إليه؟ هل هو ترقيع الهمجية الرأسمالية القائمة بوهم تنقيتها من الريع والمخزن؟ أم اقتصاد تلبية حاجات الشعب الاجتماعية بوقف خدمة أرباح الأقلية البرجوازية؟

الاحتقان يضعنا كمناضلين ومناضلات أمام مسؤولية النهوض بدورنا، دور التنظيم وإنماء الوعي الطبقي في خضم النضالات العمالية والشعبية الجارية. وهذا المنظور هو ما يجب تغليبه في التعامل مع الاحتقان، أما أدعياء اليسار المرتعدون من الاحتقان، فلا يفعلون غير تمهيد طريق البدائل الرجعية التي تنتعش عند انسداد سبل التنظيم والوعي الطبقيين.

المناضل-ة

المحتويات: تقرأون في هذا العدد،

  •  ‬تصويب‭ ‬البوصلة‭ ‬النقابية،‭  ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نقابة‭ ‬كفاحية‭ ‬طبقية‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬نضال‭ ‬الشغيلة
  • نسفُ‭ ‬نظام‭ ‬الوظيفة‭ ‬العُمومية‭: ‬هجماتٌ‭ ‬قاتلةٌ‭ ‬قادمة
  • قادة‭ ‬النقابات‭ ‬التعليمية‭: ‬كل‭ ‬الأنظار‭ ‬تراقبكم،‭ ‬فماذا‭ ‬أنتم‭ ‬فاعلون؟
  • من‭ ‬أجل‭ ‬نضال‭ ‬وحدوي‭ ‬حازم‭ ‬يجبر‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬على‭ ‬هجماتها‭ ‬على‭ ‬الشغيلة‭ ‬التعليمية‭.‬
  •  ‬القيادة‭ ‬النقابية‭ ‬المغربية‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬معركة‭ ‬الأساتذة‭/‬آت‭ ‬المفروض‭ ‬عليهم‭/‬هن‭ ‬التعاقد‭.‬
  • ‭‬ضد‭ ‬الدولة،‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬تنسيقية‭ ‬المفروض‭ ‬عليهم‭/ ‬هن‭ ‬التعاقد
  • ‭‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬لموظفي‭ ‬الاكاديميات‭: ‬غارة‭ ‬تستهدف‭ ‬التدمير‭ ‬الكامل‭ ‬لمكتسبات‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬التعليم
  • من‭ ‬أجل‭ ‬نضال‭ ‬وحدوي‭ ‬حازم‭ ‬يجبر‭ ‬الدولة‭ ‬على‭   ‬التراجع‭ ‬على‭ ‬هجماتها‭ ‬على‭ ‬الشغيلة‭ ‬التعليمية
  • أيّ‭ ‬تقييم‭ ‬لمُؤتمر‭ ‬الاتّحاد‭ ‬المغربي‭ ‬للشغل‭ ‬الثاني‭ ‬عشر؟‭ ‬
  • ‭ ‬عزلة‭ ‬نضال‭ ‬التنسيقية‭ ‬الوطنية‭ ‬لموظفي‭ ‬الجماعات‭ ‬الترابية‭…‬
  • قانون‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬فقدان‭ ‬الشغل‭: ‬قانون‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬العمال‭/‬ت‭ ‬على‭ ‬التعويض
  •  ‬أصول‭ ‬فاتح‭ ‬ماي
  •  نضالات طلبة الطب والصيدلة على خطى نضالات أساتذة التعاقد
  • تشغيل‭ ‬الأطفال‭ : ‬إدانة‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭  ‬إدانة‭ ‬للنظام‭ ‬الرأسمالي
  • ‭‬حادث‭ ‬العاملات‭ ‬الزراعيات‭ ‬في‭ ‬مولاي‭ ‬بوسلهام‭: ‬حصد‭ ‬الأرباح‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأرواح
  • ‭ ‬لماذا‭ ‬يحتاج‭ ‬العمال‭ ‬للنقابة؟‭ ‬وما‭ ‬دور‭ ‬المناضل‭ ‬النقابي؟‭ ‬
  • في‭ ‬أصول‭ ‬عداء‭ ‬الرأسماليين‭ ‬للنّقابة‭ ‬العمالية
  • الجزائر‭: ‬‮«‬أدركت‭ ‬نساء‭ ‬كُثُرٌ‭ ‬فائدة‭ ‬المطالبة‭ ‬بحقوقهن‭ ‬ووجوب‭ ‬رحيل‭ ‬النظام‮»‬
  • الجزائر‭: ‬هذه‭ ‬مجرد‭ ‬بداية
شارك المقالة

اقرأ أيضا