قمع النقابة، قصة نجاح تعاونية كوباك جودة

أخبار عمالية9 يناير، 2024

سؤال: هل هناك نقابة؟ جواب: لا توجد، فالشركة مشهورة بمحاربة لأي محاولة العمل النقابي. كان هذا من “حوار مع عامل في شركة كوباك بمدينة العيون” من العدد الرابع من الكراس العمالي (تيار المناضل ـ ة / كلميم) ماي 2016.

إن تعاونية/ شركة كوباك جودة المتخصصة في بيع الحليب ومشتقاته …هي الأكبر في المغرب والثانية في مجال الألبان وتعد من أكبر 40 شركة في المغرب. رقم معاملاتها يناهز 6 مليار درهم (موقع وزارة الصناعة والتجارة) وبعدد عمال يفوق 9500 (1) وأكثر من 50000 عامل غير مباشر. يمتلك قطاع الحوامض والخضروات بالتعاونية على التوالي، أكثر من 6700 هكتار بإنتاج 120 ألف طن سنويا وأكثر من 500 هكتار بإنتاج يقدر بأكثر من 40 ألف طن سنويًا. تمتلك التعاونية 89.000 رأس من الماشية و60.000 بقرة حلوب وانتاج الحليب يبلغ 28.0000 طن في السنة (2). لها 46 ألف نقطة بيع. تخفي مداخيل أرباب عمل التعاونية /الشركة والمراتب ونسبة المبيعات أبشع أنواع الاستغلال والاضطهاد للشغيلة لا مثيل لها.

استغلال وعبودية بجودة عالية

أجور العمل المُنهك جد متدنية (قد تصل ساعات العمل إلى 14 ساعة إذا ما احتسبنا ساعات الذهاب والإياب من العمل). يتقاضى العمال الجدد أجرا يبلغ 2600 درهم ( 1). العمل يكون بعقود محددة المدة في فترة الذروة وأخرى غير محددة المدة. تنعدم شروط الصحة والسلامة في مقرات التعاونية/الشركة، فلا مصلحة طبية ولا طبيب ولا ممرض في أماكن العمل ولا سلامة مضمونة أثناء مزاولة العمل داخل الوكالات أو في وسائل النقل المستعملة.

تدفع المنافسة القائمة بين أرباب عمل قطاع بيع الحليب ومشتقاته لتشديد استغلال العمال. فمن أجل الربح فقطـ تقوم تعاونية/ شركة كوباك بتقديم علاوات دورية لأجرائها بهدف حفزهم على أكبر مردودية ( بيع ما يمكن من السلع في ظرف وجيز). إن ما ينتج عن مردودية تكثيف وضغط العمل هذا، هو الإنهاك والتعب وشتى الأمراض ذات العلاقة بالمفاصل والعمود الفقري … ومن جهة أخرى مزيد من الإثراء لفائدة أرباب تعاونية/شركة كوباك.

يُلخص جواب السؤال أعلاه قصة مواصلة أرباب تعاونية/ شركة كوباك ريادة تدمير كل محاولة بناء عمل نقابي من داخل الشركة.

لا للنقابة في كوباك سلا

تشهد وكالات الشركة/ التعاونية ببعض المدن منذ سنوات، محاولات بناء عمل نقابي جنيني يدافع ويكفل كرامة العمال. أخرها كان في مدينة سلا في شهر مايو 2023 حيث تم تأسيس مكتب نقابي محلي فيها. منذ الوهلة الاولى بدأت عمليات التهديد والترهيب والتخويف لحث النقابيين على التنازل عن توقهم للحرية النقابية و إسماع صوت المطالب علنا بدل التشكي سرا. لجأت إدارة الشركة بعد تشبت أعضاء المكتب بتنظيمهم النقابي إلى وسيلتها المعتادة بإصدار قرار نقل عاملين ( عضوي المكتب النقابي) للعمل في وكالات مدن أخرى تبعد بمئات الكليمترات عن مقر سكناهم ( سلا التي فيها من قضى مابين 11 و16 سنة عملا) والسعي لتشريد آخرين. لم يكن بيد أعضاء المكتب النقابي من وسيلة، سوى الدفاع بإصرار منقطع عن أنفسهم وباقي زملائهم : بمسلسل نضالي  منذ أكثر من ثلاث أشهر، تخللته وقفات احتجاجية يومية منذ واعتصامات وإضراب عن الطعام أمام الوكالة بسلا والمشاركة في وقفات احتجاج امام البرلمان وتنظيم حملة تحسيسية بمعركتهم في أحياء المدينة وندوات صحفية في مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان انتهى بإضراب عن الطعام مفتوح انطلق منذ 4 دجنبر 2023.

تجارب نقابية سابقة دُمرت 

لم يكن تأسيس المكتب النقابي الاول في سلا ولن يكون الأخير. لقد شهدت تعاونية /شركة كوباك جودة منتصف شهر يونيو من  العام 2023 ، تأسيس مكتب نقابي في وكالتها بمدينة مراكش اندثر بفعل ضغط الإدارة الشديد على أعضاء المكتب ونقص التضامن. كما قامت إدارة الشركة بطرد كامل أعضاء المكتب النقابي ( 15 عامل) لفرع الجديدة إثر تأسيس النقابة. هذا وقد استعانت إدارة تعاونية كوباك(الجودة) في مركز الشركة الرئيس، بالسلطة المحلية من أجل طرد (09)عمال أسسوا مكتبا نقابيا في تارودانت شهر يوليوز من العام 2016.

يلخص جواب رفيقنا العامل المشار إليه في بداية المقال حكاية مواصلة أرباب عمال تعاونية/ شركة كوباك جودة ريادة تدمير كل محاولة بناء عمل نقابي من داخل الشركة.

الربح أكبر بدون عمل نقابي    

تتوالى محاولة بناء النقابة في تعاونية/ شركة كوباك جودة ويتوالى معها نفس النهج . يستنفذ العمال كل وسائل ما سُمي خداعا “مصالحة”. تتوالى الاجتماعات الاقليمية المعدة لهذا دون أن يصدر عنها شيء لأنها فارغة. اجتماعات مارطونية يستغلها أرباب العمل لوقف الاحتجاج في الشارع، من أجل جرهم للجلوس على طاولات ” الصلح” كي تحيل القضية في الأخير على المحاكم.  تحكم المحكمة  في ملفات نزاع شركة كوباك جودة بنفس الحكم: التعويض عن الطرد لفائدة العمال لا غير. إن هذا النوع من أرباب العمل الأغنياء يحبون أن يمر الأمر هكذا، التنازل مؤقتا مقابل مبالغ مالية متواضعة لفائدة المطرودين عوض السماح ببناء وتوطيد عمل نقابي في الشركة. يفضل الرأسماليون الكبار الاستغناء عن بعض الأموال نظير عدم الرضوخ لفعل نقابي داخل أماكن العمل.

إن بناء عمل نقابي في شركة كوباك جودة صعب لكنه ليس مستحيلا في ظل وضع نقابي ضعيف، يتسم بصمت القيادات النقابية عن شن نضالات عمالية حقيقية التزاماً منها بسلم اجتماعي من جانب واحد، يتيح الأرباح لأرباب العمل ، فيما يديم البطالة وغلاء المعيشة و يقمع الحرية النقابية… إنها لشجاعة أن يبادر أفراد معدودين لمحاولة بناء فعلي نقابة حرصا على كرامتهم بوجه كل تعديات أرباب عمل تعاونية/ شركة كوباك جودة. شجاعة لقيت تضامنا مستمرا من إطارات مناضلة حقوقية وسياسية( الجمعية المغربية لحقوق الانسان/ تقاطع/ حزب النهج الديمقراطي العمالي/ لجنة التضامن… ). لكن هذه الشجاعة كان من الواجب أن يقابلها من جهة، دعوة المركزية النقابية ( إ م ش) إلى تفعيل التضامن بين القطاعات النقابية وتجسيد الاتحاد المحلي ( إم ش) لبرنامج نضالي تضامني أوله إضراب عام محلي، خاصة أن هناك نضالات محلية مشتتة هنا وهناك بالمنطقة، يكون ورقة ضغط على أرباب العمل والسلطة محليا، من أجل وقف تعنث أرباب عمل تعاونية/ شركة كوباك. ومن جهة ثانية، واجب قيادة النقابات العمالية، مهما اختلفت اسمائها، تقديم واجب التضامن وبحث سبل التعبير عنه، فقوة العمال في وحدتهم. وواجبنا نحن القاعدة العمالية في النقابات هو عدم الاستكانة إلى دور المتفرج على مصير إخواننا في وكالة كوباك سلا  في النقابات الأخرى. إن الخوف من العقاب ( التنقيل والطرد ) يمنع باقي عمال تعاونية/شركة من التضامن مع زملائهم في سلا لكن بأن اي مكسب سيشكل دفعة قوية في إتجاه نقابة وطنية داخل تعاونية/ شركة كوباك جودة .

العاصي

مقال : تعاونية كوباك: نجاح في مراكمة الأرباح ومصادرة حقوق العمال بتاريخ 30 أكتوبر، 2016  https://www.almounadila.info/archives/4383

شارك المقالة

اقرأ أيضا