أصول تنظيم القاعدة، الاتحاد السوفييتي والنظام العالمي الجديد

كان أول ظهور مشهدي للتيار الجهادي الحديث في الهجوم على المسجد الحرام في مكة، مع احتجاز رهائن كُـثر في نونبر العام 1979.

تم قمع هذه العملية باقتحام نظمته قوات مشتركة فرنسية وسعودية أدى إلى سقوط أكثر من 300 قتيل بالجانبين. كمنت خلف العملية فكرة مهدوية: : “مجئ المهدي المنتظر” المنقذ المرسل من الله . وقد تورط افراد من عائلة بن لادن في إعداد هذه العملية.

في الحرب ضد “الشيوعية”

جرى تحضير العملية باسم رفض نمط حياة “الكفار” للقادة السعوديين، واقع البدخ ، والفساد والرذيلة. بعد ذلك ، حول الجهاديون الأيديولوجية الرسمية للمملكة الوهابية ضد قادتها . يطالب الجهاديون بالتطبيق الحرفي للأيديولوجية، في شكلها النقي والصارم بقصد “اعادة تربية المجتمع اخلاقيا”،بما في ذلك حكام البلد.

سوف يكون صراع الاسلاميين المتطرفين الكبير في الثمانينيات الكفاح ضد النظام “الشيوعي” السائد في أفغانستان منذ عام 1979 والمدعوم من جيش الاحتلال السوفياتي. النظام المفروض فرض النظام نفسه بالقوة على مجتمع يقاومه (الى جانب أسباب أخرى، منها فشل الإصلاح الزراعي الدي لم يتح للفلاحين المنعتقين من السلطات الإقطاعية سبل العيش). ولكن القوى الإسلامية التي تقود المقاومة المسلحة ترفض جوانب تحديثية، مثل تعليم الفتيات. جميع القوى الجهادية في المنطقة تحولت لمحاربة الشيوعية ، الملحدة وبالتالي الضالة بطبيعتها . ومدتهم الادارة السعودية والامريكية بجميع أنواع الدعم: اللوجستي والمادي والعسكري . وكغيره ، شارك أسامة بن لادن في الحرب بأفغانستان …

النظام العالمي الجديد

جرى فك التحالف الضمني مع الرجعية الوهابية ومع الولايات المتحدة في العام 1990. ابتداء من “أزمة الخليج”، وبعد احتلال الكويت من قبل النظام الدكتاتوري في العراق، منحت المملكة السعودية أراضيها لأسطول امبريالي كبير سوف يقصف العراق في يناير وفبراير 1991. وعلى غرار آخرين، ندد أسامة بن لادن بالنظام الملكي الذي ” ترك ارض البلد تداس من جنود غير مسلمين، فيما هو خادم الحرمين الشريفين”.
ومذاك، ستوجه حرب الجهاديين الدولية ضد الولايات المتحدة وحلفائها. اقام بن لادن في بلدان عربية عديدية، منها ليبيا، والسودان … وتلا ذلك إقامته المتكررة في أفغانستان، والإعداد لهجمات 11 سبتمبر 2001. وقامت حركة الطالبان التي توجد في السلطة منذ عام 1996، بحمايته.

تطور “الفروع”

بعد العام 2001 ، فتحت شبكة القاعدة، التي بات اسمها معروفا عالميا ، “فروعا ” في عدة دول عربية. وسعت جماعات محلية الى الانضمام لاكتساب صدى وصيتا. وفي العام 2004، انغرس تنظيم القاعدة الى العراق في محاولة للظهور كطليعة المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي . وفي العام 2007، اختارت آخر المجموعات الاسلامية المسلحة المتبقية في الجزائر (بعد هزيمة الحركة الإسلامية في الحرب الأهلية من 1992 إلى 1999) حمل اسم ” تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ” (AQMI).
في العام 2009، سيتم إنشاء اخر “فرع” : ” تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ” (AQPA). واليوم، في اليمن ، تسفيد الشبكة كثيرا من الضعف الهيكلي للسلطة المركزية في مجتمع لازال هيكله قبليا والتي يمزقه الانقسام الطائفي السني / الشيعي.

برتولد دو ريون Bertold du Ryon
تعريب: المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا