جهة كلميم- طنطان: انتخابات اللجان الثنائية والحاجة إلى يسار نقابي

سوق أصحاب الحملات الانتخابية خطابا بئيسا، مصورين اللجان الثنائية كحل للبؤس الذي يعيش فيه المدرس. في حين دور اللجان استشاري فقط، بل يتم إشراك النقابات في إنزال العقوبات على المدرس.

جريت الانتخابات إلى اللجان الثنائية الأخيرة في ظل منافسة شرسة، بين نقابات لا فرق جوهري بين قياداتها ولا منظوراتها النقابية، نقابات السلم الاجتماعي والتعاون الطبقي مع الدولة التي تعمل على قدم وساق للإجهاز على طفيف مكاسب شغيلة التعليم من تقاعد وحقوق اجتماعية.

الوضع بجهة كلميم- طنطان ليس باستثناء عن هذا الواقع.

اتحاد موخاريق واللائحة الهجين:

خلال فترة إدارة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين من طرف العوينة و بعد رفع بعض المطالب منها إحداث فروع مؤسسات اجتماعية بطنطان، بعدها بقليل، زار الميلودي موخاريق مدينة كلميم للإشراف على مؤتمر جهوي حضره ما يقارب 60 من الموالين،استضافهم مدير الاكاديمية، وكانت نتيجة الضيافة إحداث فرع للتعاضدية العامة لرجال التعليم بنفس المدينة. كان الدافع لدى القيادي، الصراع ضد عقارب الساعة لترميم تنظيمه بالجهة بعد طرده للثلاثي: الادريسي، الغامري وأمين وغلقه لمقرات الاتحاد المغربي للشغل في وجه العصاة الذين سبق وسايروه في الكثير من الأحيان، خاصة تمرير المؤتمر الذي ورث فيه الموخاريق تركة الصديق، كمقر فرع الرباط في إطار التواطؤ مع النظام لكسر دينامية 20 فبراير ومختلف الحركات الاحتجاجية التي يستقبلها نفس المقر.

بعدها قام الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم عبد الرزاق الادريسي بزيارة أهم فروع الجهة وعقد لقاءات تواصلية ثم بعدها في زيارة ثانية للإشراف على المؤتمر الإقليمي للتعليم بكلميم.

خلال عملية الترميم تلك والذي يبدو من خلال كل الممارسات التي رافقتها، فإن منخرطين من النقابة الوطنية للتعليم ك د ش غادروا لتأسيس فرع لموخاريق كما ارتحل آخرون من الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الجامعة الحرة للتعليم ليلة إعداد اللوائح وانضموا لنقابة موخاريق ليتصدر أحدهم لائحة فئة ملحقي الإدارة والاقتصاد، كما التحمت الفيدرالية الديمقراطية للتعليم بنقابة موخاريق وتصدر أحد أعضائها المنتسب للذراع الشبيبي للعدالة والتنمية لائحة الثانوي الإعدادي.

التجأ ساهمت الإدارة أيضا في أسماء للائحة الاتحاد المغربي للشغل التي تقدم بهم في لائحة في الجهة، كل مترشحي لائحة نقابة موخاريق النقابيين في الجهة وعبر تاريخهم، معروفون بمواقفهم المهادنة للإدارة ووسطاء بينها وبين الشغيلة بل ينسفون أي عمل نقابي حقيقي كغيرهم من بيروقراطيي النقابات “العتيدة” الأخرى.

بالنسبة للقيادة مركزيا، لا يهم من أين قدم مرشحوها بالجهة بقدر ما يهمها عدد الأصوات والمقاعد التي سيضمنها الهجين بالتالي التموقع بين مختلف المركزيات من أجل التمثيلية ومناصب في مؤسسات الاستبداد المشرعنة لاستغلال العمال والكادحين.

التوجه النقابي الكفاحي.. مكاسب يجب استثمارها:

أما الجامعة الراديكالية ومنذ طردها كقطاع كامل من صفوف الاتحاد المغربي، ممثلة في كاتبها الوطني، قد عرفت ديناميكية رغم هزالتها، كالتواصل وعقد جموعات عامة والتجديد الدوري للهياكل… ساهمت في حيازة ثقة قاعدة مهمة في تلك الانتخابات كما ساهم فيه كذلك نزاهة بعض من قدمتهم في لوائحها، الشيء الذي يعني أن الشغيلة تبحث عمن تضع فيه الثقة بغض النظر عن مرجعيته.

لكن الإيجابي في تجربة التوجه النقابي محليا هو موقف التوجه النضالي من قضية تغيير الإطار [المادة 109 من النظام الأساسي]. لكن تسجل نقط قصور كبيرة تتعلق بغياب تقاليد نقابية ديمقراطية كفاحية وهو ما يجب تجاوزه مستقبلا. فما تم القيام به من زيارات للفرعيات بالأرياف خلال الحملة وبشكل مكثف، يجب أن يبقى مكسبا نضاليا وتنظيميا على الجامعة الوطنية للتعليم الحفاظ عليه وتثميره كي لا يبقى مقتصرا على محطة الانتخابات فقط، يجب المواظبة على زيارة الشغيلة في تلك المناطق بشكل دوري والتواصل الدائم معها والتنقل بالبيانات وإلقاء العروض والتعريف بالمستجدات والتعرف على ظروف عملها و انشغالاتها.

الكدش بيروقراطية الاعتداد بالنفس:

جراء الاهتراء التنظيمي لنقابة التعليم ك د ش وبعد طرد أفراد ومناضلين من صفوفها والتسلط البيروقراطي لمن سجلوا الإطار بأسمائهم في وكالة التحفيظ العقاري كما فعل المعلمون مركزيا، وكان لهذا إضافة إلى التراجع النضالي كانت النتيجة حصيلة كارثية في نتائج الانتخابات المهنية، حيث حصلت الكدش على مقعد يتيم، بعدما كانوا يشغلون 5 مقاعد جهويا. وحتى هذا المقعد فقد ضمنوه بنقابي التحق من نقابة أخرى ليجعلوه وكيلا عن لائحة فئة ملحقي الإدارة والاقتصاد.

ولتبرير هذه الحصيلة الكارثية ألقت بيروقراطية الكدش المحلية المسؤولية على بعد مراكز الاقتراع عن شغيلة التعليم.

خلاصة القول، أن المقعد الوحيد الذي حصلت عليه ال كدش/التعليم كان نتيجة طبيعية لبيروقراطية بالغت في الاعتداد بنفسها و يكشف حجم سوء سمعتها وتراجع تأطيرها لقاعدة الشغيلة جهويا.

نقابة الإسلاميين.. تقدم ملحوظ:

حصلت نقابة الإسلاميين على 6 مقاعد في الجهة، و بالرجوع إلى نتائجها وطنيا يمكن أن يفهم أن خطاب النقابة يجد موطئ قدم له في الجهة رغم انطباعات البعض حول تراجعهم بسبب السياسات اللاشعبية للحكومة، ويرجع السبب الرئيسي إلى غياب عمل نقابي كفاحي، وتماثل الأحزاب كلها يمينها ويسارها وتنافسها على من سيكون الأفضل في خدمة القصر ومؤسسات البنك العالمي وصندوق النقد الدولي.

من أجل عمل نقابي كفاحي:

الغرض توضيح صورة الوضع الذي حاول البعض اعتباره شيء عاديا. يجب كشف التضليل الذي تكالبت كل وسائل الدولة البورجوازية في التفنن فيه وكما كرسته البيروقراطية النقابية لعقود والتي ترتبط مصالحها بتلك الدولة. ليس الهدف إعطاء صورة قاتمة عن العمل النقابي الذي مازال وسيظل أمل العمال وكل الكادحين في التحرر التام من قيود الرأسمال. إنما الهدف، فضح الطفيليات التي تقتات عليه والنضال ضدها وضد تمزيق جسم العمال الذي تسببت فيه لصالح العدو الطبقي. الهدف كذلك، تغذية ذاكرة الشغيلة وتنويرها من أجل بناء عمل نقابي كفاحي ديمقراطي، الكلمة الأولى والأخيرة فيه لقواعد العمال من إعداد الملفات المطلبية وتسطير البرامج النضالية وتسيير المعارك والتفاوض والشيء نفسه في اختيار اللوائح والوكلاء في جموعات عامة وبانتخابات ديمقراطية، وتقديم الحساب بشكل دوري ومحاسبة الأجهزة المنفذة والقادة النقابيين وتسطير المسافة بينهم  بين الإدارة ومؤسسات الدولة.

أحمد الهيبة

شارك المقالة

اقرأ أيضا