دير الزور على طريق مضايا

أعتقد أن السوريين والمنظمات الأنسانية الدولية والأمم المتحدة والعالم بأسره قد استنفذوا كل الحلول والجهود في اقناع النظام السوري وحلفائه بحل يضمن السلام والأمان ويعيده الى نفوس السوريين العزل الذين قاموا بثورة ضد هذا النظام الساقط بكل المعايير .

سياسة الجوع او الركوع..

لم تعد مأساة مضايا وعلى خطاها الأن مدينة دير الزور، والعديد من المدن الاخرى، تستدرج المزيد من الأوصاف والتعريفات بهذا النظام فهي كافية والذي يشبه بأفعاله تنظيم داعش الفاشي الرجعي الذي يحاصر منذ متتصف 2015 مناطق في مدينة دير الزور والتي هي ايضا تحت سيطرة النظام حيث يقوم بتجويع 250 الف مدني اعزل يعيشون وسط ظروف معيشية صعبة جدا عن الوصف وارتفاع جنوني بالأسعار، ويمنعون دخول اي مساعدات غذائية وطبية، ولوحظ تتدريجيا ازدياد الخطر على المستوى الغذائي والصحي حيث ظهرت العديد من الأمراض بين السكان المحاصرين والتي يمكن أن تطال جميع المحاصرين في ظل نقص كبير للأدوية في المستشفيات التي باتت خالية من أي شيء.
أحد التقارير المنشورة قال بأن ﻧﺤﻮ 400 ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ ﻣﺤﺎﺻﺮﻭﻥ ﻧﺼﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭلة ﻭ 180 ﺃﻟﻔﺎ ﻳﺤﺎﺻﺮﻫﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭ 12000 ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎﻋﺎﺕ “ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ” ويقصد النصرة واحرار الشام وما شابهها . و ان لم تكن المرة الأولى التي يحاصر بها تنظيم داعش هذه المدينة ولكنها تعتبر الأقسى منذ السنوات الخمس من عمر الثورة أذ أنها تقع بين نارين نار النظام ونار داعش وقد استنفذت كل قوى المدنيين واموالهم في حصار مزدوج تطبقه قوى الرجعية..النظام من الداخل ينتعش وداعش من الخارج تحاصر..

اعتقلونا وجوعونا وقتلونا... لكن بدل كل مناضل يسقط ينبت كفاح شعبنا المئات.

اعتقلونا وجوعونا وقتلونا… لكن بدل كل مناضل يسقط ينبت كفاح شعبنا المئات.

لا نعرف أن صح لنا القول بأن الثورة ماتت او قد تيتمت.. ولكن نأمل من جماهيرنا الكادحة والثائرة الصبر والمثابرة والمقاومة والتحلي بالأمل ومابقي إلا القليل .
لمنع مفاقمة الكارثة الانسانية في سوريا فان المأمول من المنظمات الأنسانية والأغاثية والهيئات المدنية في العالم الألتفاف الى المدن المحاصرة من قبل نظام الطغمة وتنظيم داعش الأسلامي الرجعي دون ان ننسى النصرة و تجار الحروب ، قبل أن يطالها المزيد من الكوارث الصحية. لان استخدام حصار المدنيين وتجويعهم كسلاح حربي هو بذات نفسه جريمة حرب،
فلنعمل كل ما في وسعنا لكي لاتتحول دير الزور وغيرها من المدن المحاصرة إلى هياكل عظمية بفعل سياسة التجويع والحصار للمدنيين.
عاشت ثورتنا..
عاش نضال جماهيرنا الكادحة والمتطلعة نحو مستقبل فيه العدالة الاجتماعية والحرية والمساواة للجميع.

كل السلطة والثروة للشعب
بقلم : جورج عطية

شارك المقالة

اقرأ أيضا