مرة أخرى،إضرابات في مصر مصحوبة بتحولات في المناخ السياسي.

منشور من طرف “ألونكونتر” في 8 يناير 2016.
عمال الألمونيوم يحتجون ضد الإدارة المرتشية(27 دجنبر 2015)
“جاك شاستين”

موجة الإضرابات لأكثر من شهرين في مصر، والتي أشرنا في أواخر دجنبر إلى حمولتها السياسية الوطنية ضد ديكتاتورية السيسي(1)، مستمرة وزاد اتساعها في بداية سنة 2016.
هكذا، بالإضافة إلى الإضرابات المنوه بها في المقال السابق(2)، هناك الآن، منذ ما يقارب الأسبوع، إضرابات جارية من أجل الأجور أو تعويضات عمال الموانئ قرب أسوان، وعمال الفحم الحجري بالقاهرة، وأجراء الغاز وموظفو السفن على نهر النيل.
من جهة أخرى لا زال الإضراب المنطلق منذ ما يزيد عن 25 يوما في “بتروتراد” شركة البترول العمومية، مستمرا ويشمل 16000 من عمال الشركة (من أصل 18000) ويهم 52 من أصل 56 من مواقعها. في نفس الوقت دخل عمال شركة سيناء بيتروليوم للإنتاج في إضراب من أجل تعويضاتهم.
ويطالب عمال الموانئ “كنال كومباني فور نيل سيرفيس آند مانتونونس ووركس ديرمانت” قرب أسوان بالمساواة في الراتب أسوة برفاقهم في قناة السويس. اندلع هذا الإضراب بعد إضراب السبعة أيام، الأسبوع الماضي، لعمال ست مقاولات التعاقد من الباطن بقناة السويس. حصل هؤلاء على وعد السلطات القاضي باستفادتهم من نفس امتيازات عمال الدولة بقناة السويس.
في القاهرة، في الضاحية الصناعية الجنوب شرقية “لتيبن” أضرب 2300 عامل “شركة نصر كوك” المزودة للشركات الكبرى للصب بالفحم لمدة 6 أيام مطالبين بنصيبهم من الأرباح ونشر مفصل لحسابات الشركة واستقالة رئيس هولدينغ الدولة الذي يسيطر على الشركة. وقد علقوا الإضراب بعدما وعدهم الجيش بالأخذ بعين الاعتبار لمطالبهم.
لكن، المثير، هو أنه خلال الكثير من هذه الإضرابات وبالضبط في “الشين آل كوم للمنسوجات” خرج العمال من المصانع رغم منع التظاهر. ونظموا مسيرة في المدينة، وأسمعوا شعاراتهم مستعيدين عادة الاحتجاج في الأماكن العامة، ما كان ناذرا منذ حظر التجول والخطابات حول الإرهاب.

12506781_1941743729384341_2065298903_n
تغير السلوك هذا يتماشى مع ما يشير إليه فتح صفحة فيسبوكية من طرف أطباء مضربين –تلقى إقبالا كبيرا– حيث يعرضون للعموم الرداءة الكبيرة للمستشفيات. وبنفس الروح دائما، صوت أغلب الطلبة بالإجماع تقريبا إبان انتخابات دجنبر لصالح مرشحين ثوريين(3)، مما سبب رد فعل غاضب لوزير التربية والتعليم فحاول حشد الطلبة الموالين للسلطة. والصحفيون هم من يجرؤون مجددا وينددون بأكاذيب الحكومة. أخيرا لا يتردد المحامون في الإبلاغ عن سوء المعاملة والتعذيب الذي تمارسه الشرطة في حق الموقوفين.
كل هذا يوسع ويرافق ما كان منطلقا منذ نهاية الصيف وشهر شتنبر 2015، مع بعض الجدل داخل بيروقراطية الدولة، حيث رجال شرطة من”الرتب المتدنية”تجرؤوا على خوض إضراب للمطالبة بتحسين الأجور وضد الإساءة التي يتعرضون لها هم أنفسهم.
وفي الوقت نفسه، قام موظفو الدولة، والذين يعتبرون من الموالين للنظام –في كل الأنظمة- بإضراب كبير خلال شهر شتنبر ضد قانون تخفيض الأجور والمانح لمزيد من السلطة لرؤسائهم.
جرأة على النضال والانتصاب ضد الحكام
يتم قياس تغير المزاج هذا أيضا من خلال الاحتجاجات ضد عنف الشرطة التي لم تعد من فعل مجموعات منظمة وحسب، بل من فعل قطاعات شعبية، كما وقع في طلعت شهيب أو في الاسماعلية، مما أجبر السيسي على الاعتذار. في الأخير رأينا وبنفس الروح عودة قطع الطرق في الجيزة، والاسكندرية، وأسيوط، والدقاهلية، وبورسعيد إبان الغضب الشعبي ضد لا مبالاة الحكومة وإهمالها خلال الفيضانات الشتاء الأخيرة.
وهكذا، يظهر تدريجيا وبشكل عام تخوف الدولة تجاه الغضب الشعبي المعتبر “غير سياسي” ولكن بالخصوص يصعب التنبؤ به والسيطرة عليه بسهولة، وفي الوقت نفسه، يبدو أن الطبقات الشعبية تتخلص من خوفها شيئا فشيئا من نظام العسكر.

تعريب المناضل-ة 

[1] Voir : http://alencontre.org/moyenorient/egypte/egypte-quelles-perspectives-pour-la-nouvelle-vague-de-greves.html
[2] Entre autres, dans six compagnies sous-traitantes de la Suez Canal Authority, à la Egyptian Dredging Company à Abu Zaabal, dans le gouvernorat de Qalyubiya, à la Shebin al-Kom Textiles Company dans le gouvernorat de Monufiya, à Mahalla textiles Misr Spinning and Weaving Company, à Petrotrade à Alexandrie, à l’Egypt Gas Company, la Assiut Fertilizer Company, la Misr Helwan Iron and Steel company, la Egyptalum aluminum company dans le gouvernorat de Qena et la Jawhara food processing company.
[3] Avec donc des candidats qui osent défier publiquement le pouvoir. Voir :http://alencontre.org/moyenorient/egypte/egypte-succes-des-revolutionnaires-dans-les-elections-etudiantes-reaction-du-ministre.html

شارك المقالة

اقرأ أيضا