النقابة الوطنية لبحارة الصيد الساحلي والصيد بأعالي البحار بالمغرب: بيان حول وفاة الربان قادر خالد

 

 

بيـــــان

مات الربان قادر خالد يوم السبت 01 ابريل 2017. أحرق خالد نفسه بسبب الحكرة، بعد أن حرم من العمل هو وطاقم المركب، انتقاما منه بسبب تحريره لمحضر رفضته الشركة ومندوبية الصيد البحري بالداخلة واد الدهب. وكان قد اعتصم أمام مقر هذه المندوبية بعد أن استنفد كل المساعي لإنصافه.

حرر الربان خالد محضرا يصف فيه حيثيات غرق مركب كاليريا يوم 24 ماي 2016، ما يهدد بحرمان رب المركب من تعويض الغرق. ومند ذاك الحين حوصر خالد بالميناء، وعطل عنوة عن العمل هو وبحارة المركب لمدة تفوق 10 أشهر. قرر الربان الاعتصام امام مندوبية وزارة الصيد، وفي صباح يوم الجمعة حرق نفسه.

تعلن النقابة الوطنية تضامنها اللامشروط مع عائلة الضحية، وتتقدم باحر التعازي لعائلة خالد قادر.

ايها البحارة اجمعون

لم تمر سوى شهور قليلة عن قضية محسن فكري شهيد الحكرة الذي طحن بالحسيمة، وها هي المأساة تتكرر، والسبب هو الفساد الاداري المستشري في كافة الموانئ المغربية… ولا تعدو الشعارات التي رفعتها وزارة الصيد حول ما يسمى بالتنمية المستدامة الا شعارات فارغة وتضليلية. ان مخطط الدولة المتجسد في اليوتيس مخطط جهنمي يهدي ما تبقى من خيرات البحر لقلة قليلة من الشركات الكبرى المدمرة للقطاع أجنبية كانت ام محلية.

إن مركب كاليريا RSW ليس سوى نموذج عن الكارثة، فحسب تصريح زوجة الربان خالد، لا يصرح هذا المركب بالكمية الحقيقية لما يتم صيده، فبدل التصريح ب 500 طن مثلا يصرح بالنصف فقط.

ليس فقط ميناء الداخلة او الحسيمة هما المعنيان بالفساد، لأن هذا الأخير مستشر في كل الموانئ المغربية، وقسطه الأعظم تتحمله الجهات المسؤولة عن قطاع الصيد البحري.

ايها البحارة اجمعون

يعمل بحارة قطاع الصيد البحري في ظروف جد قاسية وفي غياب شروط الصحة والسلامة والوقاية، وبأجور بؤس وفي انعدام تام للحرية النقابية. ويحرمهم استمرار هذا الوضع من ابسط حقوق التعبير، ومن الحق النقابي في الدفاع عن أنفسهم.  لا بريد ارباب المراكب والدولة ان يسترجع البحارة أمجاد نضالاتهم التي أجبرتهم في نهاية التسعينات وفي بداية الألفية الثالثة على التنازل وإقرار حقوق ومكاسب حسنت بشكل ملحوظ من شروط عمل وحياة البحارة…

انهم يقمعون كل بادرة نضال حتى يحكموا قبضتهم على كل قطاع الصيد، ولكي يستغل الرأسمال الكبير المحلي والاجنبي خيرات البحر دون حسيب ولا رقيب وفي ظروف العبودية…

ان العمل الشاق الذي يستنزف قوى البحارة، وبأجور بئيسة، وفي ظروف محفوفة بالمخاطر، كحوادث الغرق الاليمة بالقطاع، خصوصا بقطاع الصيد الساحلي والتقليدي، التي أودت بحياة العديد من البحارة وشردت عائلاتهم بفعل غياب الحماية الاجتماعية وانتشار السوق السوداء وتفشي الفساد… لا يمكن استبداله بظروف عمل جيدة، وبأجور وحصص تضمن حقوق وكرامة البحار الا بالنضال الوحدوي لكافة البحارة، وبمواجهة كل المسؤولين عن اضطهادهم دون ان نؤدي أنفسنا….

ايها البحارة اجمعون

 لنناضل جميعا، يدا في يد، ضد الحكرة ومن اجل محاسبة المسؤولين عن وفاة خالد قادر

لنناضل جميعا لتحسين ظروف عمل البحارة بالقطاع، ولنناضل ضد كل أشكال الفساد التي تنخر قطاع الصيد البحري، ولنناضل من جل حفظ صحة وسلامة وكرامة البحارة بالموانئ والمراكب المغربية…

03 أبريل 2017

شارك المقالة

اقرأ أيضا