عمال منجم سكساوة صامدون بوجه مناورات إدارة الشركة: إضراب ومسيرة

 

تأخير الأجور، مشاكل التغطية الصحية، انعدام تعويض عن النقل والسكن، انعدام شروط ومستلزمات السلامة في العمل، وغيرها من المعضلات الملازمة لفرط الاستغلال. هذا واقع عمال شركة سكساوة المنجمية التي تستخرج النحاس في ايت حدو يوسف.

ضمن هذه المعاناة أصبح مشكل الأجور غير المدفوعة يتفاقم، ومعه يتدهور الوضع الاجتماعي للعمال وأسرهم: أي ما لا يقل عن 1000 مواطن ومواطنة بلا مورد عيش، وأيام البرد القارس بأعالي الجبال على الأبواب.

 منذ صيف العام 2016 يخوض العمال احتجاجات متنوعة، من إضرابات عن العمل، واعتصامات ومسيرات في ايمينتانوت، أقرب مدينة إلى الجبال التي يوجد بها المنجم.

 كما جرب العمال كل أنواع الاتصالات بالسلطات بكل صنوفها.  وقد تم توقيع عدد من محاضر الاجتماعات بين الشركة وممثلي العمال بتزكية من السلطة كلها وعود بحل المشاكل وأداء الأجور في وقتها. لكن كل مرة لا تفي الشركة بوعودها، وتعود الوضعية الى ما كانت عليه. ويضطر العمال إلى العودة إلى الاحتجاج. وما زالت المشاكل عالقة.

 لهذا عاد العمال الى الاحتجاج منذ 2 اكتوبر 2017 في إضراب مفتوح تحت شعار “لا تنازلات بعد الآن” حتى تحقيق المطالب التالية:

– استخلاص الأجور في الوقت المحدد.

– التغطية الصحية الإجباري.

– توفير وسائل النقل التي تستوجب شروط السلامة.

– توفير جميع شروط السلامة والوقاية،

– التعويض عن أيام العطلة الأسبوعية،

– الاستفادة من التطبيب مع الاستفادة من سيارة الإسعاف،

– توفير السكن اللائق بالنسبة للمتزوجين أو التعويض عن الكراء.

– منح بطاقة الشغل للمستخدمين.

– مطالبة التعويضات لسائقي الشاحنات والسيارات.

– عدم تشغيل العمال غير المرخص لهم داخل الأنفاق.

– تعويض عن اقتطاعات (CIMR).

– وضع قانون داخلي يحمي كل من المشغل والعمال

– استرجاع الديون المتعلقة بالتغطية الصحية منذ 2014

توجه العمال صباح اليوم الخميس 19 أكتوبر 2017 في مسيرة احتجاج الى ولاية مراكش، بعدما تأكد انعدام نية حل مشاكل العمال بتلبية مطالبهم البسيطة.وهم في طريقهم عبر وسائل نقل، قامت قوات القمع باعتراضهم وحجز وسائل النقل تلك ومنعتهم من الاستمرار في المسيرة بشتى الطرق ومنها استدعاء ممثليهم للتفاوض.فبقي العمال معتصمين بامنتانوت طريق مجاط مطوقين من طرف قوات القمع، في انتظار نتائج مفاوضات ممثليهم مع والي الجهة بمراكش.

  الاجتماع بالولاية حضره كل من والي جهة مراكش اسفي، وكاتب عمالة شيشاوة وممثل عن المفتشية الجهوية للشغل ومندوب الشغل وقائد القوات لجهة مراكش أسفي وممثل عن الضمان الاجتماعيCNSS  وممثل الشركة المنجمية C.M.S وممثلي العمال

جرى اللقاء بسرعة بعد تبرير الوالي بضيق بالوقت والتزاماته الأخرى وعدم إخباره المسبق، وأن ملف النزاع بالشركة يهم العمالة وهي الجهة التي يجب عليها التدخل لحله

تم طرح الملف المطلبي من طرف العمال لكن طيلة الاجتماع تم التركيز على نقطة الأجور، وفي الأخير كلف الوالي الكاتب العام لعمالة شيشاوة بعقد اجتماع اليوم 20 أكتوبر بدائرة امنتانوت من اجل تشكيل لجنة محلية مكونة من ممثل عن العمالة وممثلي العمال وممثل الشركة ومفتش الشغل من اجل تسريح أجور العمال العالقة لمدة شهور، وبقية نقاط الملف المطلبي يتم حلها بالتدريج.

وفي الاجتماع بين ممثلي العمال وممثلي الشركة بحضور ممثل مديرية الطاقة والمعادن، ومثل مديرية الشغل ورئيس دائرة ايمنتانوت، نوقشت مسالة الأجور المتأخرة لشهري غشت وسبتمبر. اقترحت الشركة أداء 75% منها بين 3 و6 نوفمبر والباقي في 21 نوفمبر

ومن جهة أخرى اقترحت الإدارة أداء أجور أيام العمل الفعلية لشهور أكتوبر ونوفمبر ودجنبر كما يلي: أجور أكتوبر ونصف نوفمبر: تؤدى في 15 دجنبر 2017

أجور النصف الثاني من نوفمبر وكل دجنبر: تؤدى من 3 إلى 6 يناير 2018

 ممثلو العمال رفضوا هذا المقترح مطالبين بأجور غشت وسبتمبر في أقرب وقت ممكن.

يجدر التنبيه إلى أن الادرة تفاوض بشأن أيام العمل الفعلية وهذا معناه أن العمال لن يشتغلوا كل أيام الشهر، وهدا مطابق لاقتراحها خفض أيام العمل إلى 18 في الشهر فقط.

يوم الاثنين المقبل 23 أكتوبر يدخل إضراب العمال أسبوعه الرابع، ولا حل في الأفق غير متاهة الاجتماعات التي لا تعطي نتيجة. وقد يمتد «التجرجير” مدة طويلة في إطار ما يسمى اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة. وهذا ما يتطلب التعبئة القصوى، عمالا وعائلات، وتضامن أوسع القطاعات العمالية والشعبية، في ايمنتانوت وعلى صعيد المغرب، فهذا هو الكفيل بمواجهة الأيام الصعبة التي تلوح في الأفق.

 مراسل المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا