نضالات شغيلة كلوفو GLOVO   للتوصيل: صرخة ضد عبودية المنصات الرقمية وتجاوزات الشركة

استجواب مع محمد صبان، الأمين العام لنقابة عمال التوصيل * الاتحاد المغربي للشغل

 حاوره: محمد الأمين الجباري

————————–

منذ أواخر شهر يوليوز 2025، خاض عمال التوصيل لدى شركة “كلوفو” (Glovo) بالمغرب عدة خطوات نضالية واحتجاجات غير مسبوقة في صفوف هذه الفئة من عاملات المغرب وعماله: عاملات وعمال المنصات الرقمية بالمغرب (إضراب وطني ووقفة احتجاجية أمام مقر الشركة الرئيس بالدار البيضاء، يوم الاثنين 28 يوليوز 2025، وقبله إضراب وطني ووقفة احتجاجية (قسرا) أمام مقر إ م ش بالدار البيضاء، يوم الاثنين 21 يوليوز 2025، وإضراب وطني يومي الاثنين والثلاثاء 01 و02 شتنبر 2025، مصحوب بوقفة احتجاجية أمام مقر الشركة الرئيس بالدار البيضاء خلال اليوم الأول من الاضراب).

كانت نضالاتهم واحتجاجاتهم صرخة ضد عبودية المنصات الرقمية وتجاوزات شركة “كلوفو”  (Glovo) بالمغرب الساعية إلى فرض تدابر واستراتيجيات استغلال مكثف للعمال لتحقيق اقصى الأرباح على حساب قوتهم وصحتهم وسلامتهم وحياتهم…

حول هذا الواقع المر لعمال التوصيل لدى شركة “كلوفو” (Glovo) بالمغرب، ونضالهم من أجل ظروف عمل أفضل، أجرينا الاستجواب التالي مع محمد صبان (حمودة)، الأمين العام لنقابة عمال التوصيل المنصة الرقمية “كلوفو”، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل.

بدأ العمل مع شركة “كلوفو” (Glovo) بتاريخ 10 أكتوبر 2018، كعامل توصيل بواسطة الدراجة الهوائية. لكنه حاليا موقوف عن العمل منذ 8 يوليوز 2025، وذلك لأسباب نقابة، بعد تأسيس مكتب نقابي، والمطالبة بحقوقهم، والقيام بتوعية العمال بالشركة بحقوقهم… 

  • بداية، هل لكم ان تقدموا نفسكم للقارئ (الاسم، السن،.. مدة العمل لدى الشركة، صفتكم النقابية، وضعكم الحالي -موقوف أم لا- لأسباب نقابية…).
  • السلام عليكم، بداية شكرا لكم على الاهتمام، والتطرق لهذا الموضوع.

معكم محمد صبان، الأمين العام لنقابة عمال التوصيل المنصة الرقمية “كلوفو” المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أبلغ من العمر 37 سنة، بدأت العمل مع شركة “كلوفو” (Glovo) بتاريخ 10 أكتوبر 2018، أعمل كعامل توصيل بواسطة الدراجة الهوائية. لكن أنا حاليا موقوف عن العمل منذ 8 يوليوز 2025، وذلك لأسباب نقابة، حيث أسسنا مكتبنا النقابي، ونطالب بحقوقنا، ونقوم بتوعية العمال بالشركة بحقوقهم…

  • نود منكم تقديم تعريفا ولو مختصرا ومبسطا لمنصة العمل الرقميه “كلوفو” (Glovo)؟ وعدد العمال لديها، وهل أغلبهم رجال أم نساء، وتوزيعهم حسب المدن أو الجهات؟ وكيفية التشغيل: طريقة التعاقد…؟ وظروف العمل؟ ومدته خلال اليوم، ثم الأسبوع؟ ودخْل العمال لديها: الأجر، وكيف يتم صرفه؟

–   “كلوفو” (Glovo) هي منصة رقمية إسبانية مختصة في خدمات التوصيل حسب الطلب، تمكن الزبائن من طلب وجبات، مواد غذائية، وأغراض أخرى عبر تطبيق على الهاتف، ليقوم بتوصيلها عمال مستقلون يُعرفون باسم “وُرِيِير” (Couriers).

عدد العمال ونوعيتهم: لا توجد أرقام رسمية ودقيقة منشورة من طرف الشركة، لكن يُقدَّر عدد العمّال النشطين في المغرب بالآلاف، موزعين أساساً في المدن الكبرى مثل: الدار البيضاء؛ الرباط؛ فاس؛ مراكش؛ أكادير؛ طنجة…

أغلب العمّال هم رجال، خاصة في مدن مثل الدار البيضاء، بينما توجد نسبة قليلة جداً من النساء في هذا القطاع لأسباب تتعلق بظروف العمل والخطورة.

طريقة التشغيل والتعاقد: لا يوجد عقد عمل رسمي. العامل يُسجل في المنصة كمستقل (freelancer) ويشتغل باستخدام دراجته الهوائية أو النارية.

يُطلب من العامل التوفر على هاتف ذكي، تأمين، بطاقة بنكية، وسجل عدلي.

الشركة لا تُوفر أي تغطية صحية، اجتماعية، أو حماية قانونية.

ظروف العمل: العمل يتم عبر التطبيق، ويمكن للعامل تشغيل نفسه في أي وقت.

لا يوجد حد أدنى لساعات العمل، لكن لكي يحقق عامل التوصيل دخلًا معقولًا، يضطر الكثير من العمال إلى الاشتغال أكثر من 10 ساعات يومياً، و7 أيام في الأسبوع أحياناً.

الأجر وطريقة صرفه: الأجر يُحتسب حسب عدد الطلبيات والمسافة المقطوعة. في الغالب، تكون التسعيرة: **

  • تتحدثون عن “عمل مأجور مقنع”، برأيكم ما هي أبرز المظاهر التي تبرز هذا التمويه في طريقة اشتغال “كلوفو” (Glovo) المغرب؟

– نقصد بـ”العمل المأجور المُقنّع” أن العامل يُعامَل كأنه مستقل (freelancer)، لكن في الواقع يخضع لشروط تشبه شروط العمل المأجور دون أن يحصل على حقوقه القانونية كأجير. وفي حالة “كلوفو” (Glovo) المغرب، هناك مجموعة من المظاهر التي تفضح هذا التمويه:

  1. غياب عقد شغل رسمي مع وجود تبعية ميدانية

رغم أن “كلوفو” (Glovo) المغرب تدّعي أن العامل مستقل، إلا أن العامل يخضع لقوانين داخلية مشددة عبر التطبيق، ولمراقبة صارمة في الأداء، التوقيت، تقييم الزبائن، وغيرها.

يعني أنه يعمل وفق توجيهات الشركة، مما يُظهر علاقة شغلية غير معلنة.

  1. نظام التنقيط والعقوبات: تعتمد”كلوفو” (Glovo) نظام تقييم آلي صارم (Score)، أي خطأ أو تأخير قد يؤدي إلى تجميد الحساب أو منعه من الاشتغال، وهذا يشكل ضغطاً شبيهاً بما يتعرض له الموظف في شركة لكن دون أي ضمانات.
  2. الاشتغال تحت الإكراه الاقتصادي: العديد من العمال يُضطرون للعمل لساعات طويلة (أكثر من 10 ساعات يومياً) بسبب: ضعف التعويضات، غياب الحد الأدنى للأجر، الحاجة إلى بلوغ عدد طلبيات معين أسبوعياً لتجنّب التجميد. وهذا الوضع يُشبه تماماً العمل المأجور القاسي، لكن دون عقد أو حقوق.
  3. استغلال وسائل العمل الشخصية: العامل يُجبر على استعمال دراجته الخاصة، يشتري هاتفه وتأمينه وملابس العمل (t-shirt؛ sac…) ويتحمل وحده مخاطر الحوادث أو الأعطال. بينما الشركة لا تتحمل أي تكلفةٍ كما يفعل المشغِّلون الحقيقيون.
  4. غياب الحماية الاجتماعية والقانونية: لا (CNSS)، لا (AMO)، لا تأمين ضد الحوادث، لا تقاعد، وفي حالة المرض أو الإصابة أو حتى الوفاة، لا تتحرك الشركة. وهذا يُبرز أن “الاستقلالية” مجرد واجهة لتجنّب الواجبات القانونية كمشغّل.

خلاصة: ما تقوم به “كلوفو” (Glovo) بالمغرب هو تمويه قانوني للهروب من الاعتراف بالعامل كأجير، في حين أنها تُمارس عليه سلطة تنظيمية وإدارية كاملة، مما يجعل العلاقة “مأجورة مقنّعة” بكل المقاييس.

  • تدعي الشركة أنها تمنحكم “المرونة” و”الاستقلالية” بفضل نظام المقاول الذاتي.

كيف تردون على هذه الحجة؟ وبماذا تطالبون تحديدا على مستوى الوضعية القانونية؟ هل تسعون إلى عقود عمل دائمة؟ عقود جزئية؟ أم اتفاقية خاصة؟

  • لا مرونة ولا استقلالية للعمال مع الشركة، وخير دليل على ذلك، أنه خلال تشغيلها لشباب جدد خلال الفترة الأخيرة ترغمهم على العمل حوالي 11 ساعة. وأنه مقاول ذاتي حبر على ورق.
  • يعتمد نموذج “كلوفو” (Glovo) على ما يسمى بـ” التدبير الخوارزمي الدقيق” (micro-management algorithmique) وهو أمر يثير الكثير من الانتقادات.

هل لديكم أمثلة ملموسة عن تجاوزات أو عقوبات اتخذتها الشركة في حق “الموزعين”، أي عمال التوصيل، عبر هذا النظام؟

  • نعم، هناك العديد من الحالات بكل المدن حيث تعمل الشركة؛ وهذا أمر معروف عند العمال، ويثير غير ما مرة العديد من المشاكل مع إدارة الشركة، والامتعاض والغضب من ذلك…

وكمثال ملموس، فقد سبق لي أن تعرضت لذلك، خلال توصيل طلبية “الزبون ماجاوبش، فلم يؤدوا لي ثمن المسار كاملا، احتسبوا لي فقط حوالي النصف، وأرسلوا لي رسالة في بريدي الالكتروني أن حسابي في خطر…”.

  • هناك من يعتبر أن هذا النوع من الرقابة الرقمية لا يترك أي هامش حرية للعاملين، بل يضاعف الضغط عليهم…هل تلمسون ذلك في تجربتكم اليومية؟

– المراقبة اللحظية لحركة العامل: التطبيق يُسجل كل تحركاتنا عبر (GPS) متى شغّلنا التطبيق، كم توقفنا، أين ذهبنا… العامل يشعر وكأنه “تحت المجهر”، مما يُلغي الإحساس بالاستقلالية.

  1. الخوف من فقدان الحساب: أي تأخير، خطأ بسيط، أو إلغاء طلبية يُحتسب ضد العامل في النظام. نقاط التقييم (Score) تهبط بسرعة، وإذا نزلت تحت عتبة معيّنة، يتم توقيف الحساب أو تجميده.

العامل يُجبر على الاشتغال بسرعة وضغط حتى لا “يتدنى حسابه”.

  1. الخضوع لخوارزميات لا ترحم: ليس هناك حوار بشري، فقط تطبيق يعطي الأوامر أو يفرض العقوبات.

لا يوجد تدرج في العقوبات ولا شرح مسبق، بل يُعاقَب العامل آلياً بدون إنصاف.

  1. غياب وقت الراحة الحقيقي: حتى في فترات الفراغ، العامل مضطر للبقاء متصلاً بالتطبيق لاصطياد طلبية. ولو أراد أن يرتاح قليلاً، يخاف أن “يطيح الريزون” أو يضيع عليه دور.
  2. الشعور بالقلق والتعب الذهني: الضغط الرقمي المتواصل يسبب توتراً دائماً، يشعر العامل أنه وسط سباق محموم لا يتوقف ولا يرحم، والنتائج دائماً ضدَّه، دون أي دعم نفسي أو اجتماعي من الشركة.

الخلاصة:تجربتنا اليومية تؤكد أن الرقابة الرقمية في “كلوفو” (Glovo) ليست وسيلة لتنظيم العمل فقط، بل وسيلة للضغط والهيمنة، تجعل العامل دائماً في حالة توتر، خوف، وعدم استقرار، بدون أي حماية قانونية أو اجتماعية.

 

*   هل للعمال تغطية صحية ومسجلين بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS)؟

هل للعمال تأمين عن حوادث الشغل؟ وعن الأمراض المهنية؟ وهل هم على علم بالشركة المؤمن لهم لديها؟

– ما هي أهم المخاطر (حوادث أمراض) التي تتهدد عامل التوصيل أثناء عمله؟

– ما هي حالات الاصابات الخطيرة و الوفيات بين العمال؟

  • هناك تأمين من الشركة للعمال، ولكنه لايغطي مصاريف العلاج والاستشفاءعند تعرض العامل لحادثة. يتم صرف نسبة قليلة من المصاريف.وكمثال، فقد سبق لي أن تعرضت لحادثة أثناء العمل مع هذه الشركة، أصبت فيها إصابة بليغة في رجلي، وهو ما تطلب مني مصاريف أكثر من 50 ألف درهم (5 ملايين سنتيم)، تم تعويضي بمبلغ 30 ألف درهم (3 ملايين سنتيم)؛ وإلى اليوم لا زلت أعاني من هذه الحادثة حيث لا أستطيع ثني رجلي، والتحرك بها كالمعتاد، ولا يزال بها إلى الآن “الحديد”، وما يسببه ذلك من مشاكل خلال فترات الحر والبرد، ويتوجب علي نزعه بعملية. فهل هذا المبلغ هو التعويض عن الضرر البالغ الذي لحق بي، حيث لدي اليوم عاهة مستديمة؟

وبالمناسبة فقد قامت مؤخرا الشركة بتغيير شركة التأمين، وهو ما أدى إلى خفض نسب التعويض مع الشركة الجديدة، وتغيير في طريقة الحساب في غير صالح العمال.

  • هل ممكن إعطاء صورة عن كيف جرى تنظيم العمال لدى “كلوفو” (Glovo) بالاتحاد المغربي للشغل؟ وما مستوى انخراط العمال بالنقابة؟ وكيف كانت ردود فعل الشركة إزاء هذه الخطوة؟ هل قامت بمحاربة العمل النقابي؟ أم فتح قنوات الحوار والتواصل؟

– تم تأسيس مكتب نقابي رسمي في مدينة الدار البيضاء، وبدأت حملة تواصل وتحسيس وسط العمال في الأحياء والنقاط الساخنة للعمل.

– مستوى الانخراط: في البداية، كان هناك تخوّف من بعض العمال بسبب غياب الوعي النقابي والخوف من فقدان الحساب. لكن مع الوقت، ومع تزايد الظلم والتجميد التعسفي للحسابات، بدأ عدد المنخرطين يرتفع، خصوصاً بعد الوقفات الاحتجاجية المنظمة أمام مقرات الشركة.

اليوم يمكن القول إن هناك نواة صلبة من العمال المنخرطين بوعي وإصرار، رغم الصعوبات.

  • كيف ردّت الشركة؟

الشركة لم تستسغ هذا التنظيم.في البداية، رفضت الاعتراف بالمكتب النقابي، بل أكثر من ذلك، جمّدت حسابات عدد من المؤسسين والمنخرطين الأوائل بشكل انتقامي. حاولت الضغط على العمال بعدم الاقتراب من النقابة عبر وسطاء أو مقاولين فرعيين. بعد ضغط الوقفات واهتمام الإعلام، حاولت “كلوفو” (Glovo) أن تفتح قناة تواصل مشروطة: اقترحت الحوار لكنها اشترطت “حلّ المكتب النقابي” أولاً، وهو شرط غير قانوني ومرفوض.

  • هل هناك محاربة للعمل النقابي؟

نعم، بشكل واضح: تجميد الحسابات بشكل انتقائي. تشويه النقابة بين العمال، وادعاء أن التنظيم النقابي “سيضرهم”. عدم الاستجابة للمراسلات الرسمية أو محاولات الوساطة. استخدام شركات وسيطة (مقاولين من الباطن) للهروب من المسؤولية القانونية المباشرة تجاه العمال.

الخلاصة: تنظيم عمال “كلوفو” (Glovo) في الاتحاد المغربي للشغل شكّل خطوة تاريخية، رغم أنه واجه مقاومة شرسة من الشركة، التي لا تزال ترفض الاعتراف بحق العمال في التنظيم. لكن وجود النقابة اليوم بات صوتاً قوياً في الساحة، والدفاع مستمر من أجل الحقوق المشروعة.

  • ما هي الصعوبات التي واجهتكم أثناء تأسيسكم للنقابة باعتباركم تشتغلون عبر منصة رقمية وليس في شركة تقليدية؟
  • بدأ بعض “الوسطاء” العاملين مع “كلوفو” (Glovo) يحاولون تشويه صورة النقابة عند العمال. بكلام من قبيل : “سوف يضيعونكم” أو “ولن تتاح لكم امكانية العمل فلاحقا” أو “إن النقابة تخرب”.

تأسيس النقابة وسط عالم رقمي، بلا عقود، بلا مقرات، وبلا حماية قانونية، كان تحدِّيَّاً كبيراً، ولكن بالصبر، والتضامن، والإيمان بالقضية، استطعنا تأسيس مكتب نقابي حقيقي، واليوم أصبحنا صوتا مسموعا، فاضحا  للاستغلال الجديد.

  • هل بعض العمال لدى “كلوفو” (Glovo) كانوا قبل تأسيس نقابتكم في “إمش” منظمين في نقابات أخرى؟ أو أسسوا نقابات أخرى بعد ذلك؟
  • لا.
  • ما هي أبرز مطالبكم؟

 

أبرز مطالبنا هي:

  • . الاعتراف بالنقابة كممثل شرعي

نطالب الشركة بالاعتراف الرسمي بالمكتب النقابي داخل الاتحاد المغربي للشغل. فتح باب الحوار الفعلي والجاد مع مندوبي العمّال.

  1. وقف التجميد التعسفي للحسابات

نرفض سياسة غلق الحسابات بدون إنذار أو توضيح.

نطالب بآلية شفافة وواضحة لحل النزاعات وضمان الحق في الطعن.

  1. تحديد تسعيرة عادلة وثابتة

نطالب بتسعيرة لا تقل عن 7 دراهم كحد أدنى لكل طلبية، 1.5 درهم عن على الأقل كل كيلومتر إضافي.

مراجعة نظام الحوافز والمكافآت ليكون منصفاً.

  1. الحماية الاجتماعية والصحية

التغطية الصحية والتأمين ضد حوادث الشغل

حق الانخراط في (CNSS)أو نظام مشابه لحماية مستقبل العاملين

  1. تحسين ظروف العمل والسلامة

توفير معدات العمل الأساسية: حقيبة، سترة عاكسة، دعم ميكانيكي للدراجات…

اعتماد ميثاق يحترم سلامة العاملين وعدم دفعهم للعمل تحت الضغط.

  1. ضمان الحق في الراحة ورفض الاستغلال

احترام وقت الراحة، وعدم ربط عدد الطلبيات باستمرارية الحساب

وقف الضغط الرقمي المستمر والتقييمات الظالمة عبر التطبيق

  1. الشفافية في التعامل

نشر شروط الاشتغال بشكل واضح لجميع العمال

إلغاء التعامل مع الوسطاء غير القانونيين الذين يستغلون العمال باسم”كلوفو” (Glovo).

الخلاصة: مطالبنا بسيطة ومشروعة: نريد فقط الكرامة، العدالة، والحماية في بيئة نشتغل فيها يومياً لساعات طويلة، بدون أدنى حقوق. نحن لسنا ضد التكنولوجيا، ولا ضد المنصات، بل ضد الاستغلال المقنّع الذي تمارسه “كلوفو” (Glovo) خلف واجهة رقمية.

  • منذ يوم الاثنين 21 يوليوز 2025، قمتم بتعبئة واحتجاجات -ربما- غير مسبوقة

ما هو السياق العام (أسباب ودوافع) لنضالاتكم الحالية هاته كعمال توصيل لدى المنصة الرقمية “كلوفو” (Glovo)؟ وما مستوى انخراط العمال فيها (هل ينخرط في هذه الخطوات النضالية فقط العمال المنخرطون في النقابة أم أيضا العمال غير المنقبين)؟

– منذ يوم الاثنين 21 يوليوز 2025 دخلنا كعمال التوصيل لدى منصة “كلوفو” (Glovo) في سلسلة من التعبئات والاحتجاجات غير مسبوقة، وذلك نتيجة تراكم عدة أسباب ودوافع:

  1. الاستغلال الممنهج: المنصة تفرض علينا شروط عمل غير عادلة، بحيث الأجر جد ضعيف مقارنة بالمجهود والمصاريف اليومية (بنزين، صيانة الدراجة، الهاتف، الأنترنيت…).
  2. غياب الحماية الاجتماعية: لا تغطية صحية، لا تقاعد، لا تعويض عن الحوادث رغم أن مهنتنا محفوفة بالمخاطر.
  3. العقوبات التعسفية وتوقيف الحسابات: الشركة تلجأ إلى توقيف حسابات العمال بشكل تعسفي وبدون مبرر قانوني، خصوصا في حق المنخرطين في العمل النقابي.
  4. محاولات إسكات الصوت النقابي: تعرض العديد منا للتهديد والضغط لكي لا نستمر في المطالبة بحقوقنا، بل حتى لمحاولات تشويه الصورة عبر اتهامات باطلة.

هذه التراكمات فجّرت موجة غضب كبيرة وسط العمال، الشيء الذي جعل احتجاجات 21 يوليوز 2025 وما تلاها تأخذ طابعا غير مسبوق من حيث الحضور والقوة.

أما بخصوص مستوى الانخراط: فالمعركة الحالية لم تقتصر فقط على المنخرطين في النقابة، بل شارك فيها أيضا عدد مهم من العمال غير المنقبين، لأن الوضعية المزرية تهم الجميع.حتى من لم يكن مقتنعا من قبل بالعمل النقابي وجد نفسه مضطرا للالتحاق بالاحتجاج، اقتناعا بأن المعركة جماعية وأن مصلحة كل عامل مهددة.

بالتالي، يمكن القول إن هذه التعبئة عرفت انخراطا واسعا، نقابيين وغير نقابيين، مما يعكس وعي جماعي بأن التغيير لا يأتي إلا بوحدة الصفوف والضغط الجماعي على الشركة.

  • هل سبق أن قام العمال لدى هذه المنصة بمثل هذه الاحتجاجات خلال الأشهر أو السنوات السابقة؟
  • لا.
  • كيف يتم التحضير لاتخاذ قرارات خطواتكم النضالية (إضراب، وقفة احتجاجية، مسيرة…) وتسييرها؟ وكيف يتم التواصل مع القواعد العمالية؟

وما هو النطاق الجغرافي المعني بهذه النضالات (هل كل العمال لدى “كلوفو” (Glovo) بالمغرب أم فقط منطقة الدار البيضاء)؟

– التحضير لخطواتنا النضالية (إضراب، وقفة احتجاجية، مسيرة…) يتم بطريقة جماعية وديمقراطية:

  1. آلية اتخاذ القرار: المكتب النقابي يعقد اجتماعات منتظمة لمناقشة الوضع وتقدير ميزان القوى.

يتم التشاور مع القواعد العمالية عبر مجموعات التواصل (واتساب، تليغرام) وأيضا عبر اللقاءات الميدانية مع العمال في الشوارع ونقط تجمعهم.

القرار لا يُفرض من فوق، بل ينبع من اقتراحات ومطالب القواعد، ثم يصاغ بشكل جماعي.

  1. تسيير الخطوات النضالية: يوم الاحتجاج، تكون لجنة التنظيم متكونة من أعضاء النقابة ومتطوعين من العمال، مكلفة بتأطير الوقفة أو المسيرة، وضمان احترام الشعارات المتفق عليها، والحفاظ على الانضباط الجماعي.

يتم التنسيق المسبق مع باقي القوى النقابية والحقوقية المتضامنة، كلما أمكن، من أجل إعطاء بعد أوسع للتحرك.

  1. التواصل مع القواعد العمالية: نعتمد بالأساس على وسائل التواصل الاجتماعي (واتساب، فيسبوك، إنستغرام…) حيث يتواجد أغلب العمال.

بالإضافة إلى ذلك، يتم اللقاء المباشر مع العمال في المقاهي، محطات الوقوف، وأمام المطاعم حيث يتسلمون الطلبيات.

هذا التواصل المستمر هو الذي يضمن انخراط عمالي واسع ويجعل الجميع على علم بالخطوات القادمة.

  1. النطاق الجغرافي للنضالات: الانطلاقة كانت من الدار البيضاء بحكم أنها أكبر تجمع للعمال، وفيها تأسس المكتب النقابي.

لكن سرعان ما انتقلت العدوى إلى مدن أخرى (مثل الرباط، مراكش، طنجة…)، حيث بدأ العمال ينظمون أنفسهم محليا ويلتحقون بالمعركة.

حاليا، يمكن القول إن النضالات أصبحت ذات بعد وطني، وإن كان مستوى التنظيم والقوة يختلف من مدينة إلى أخرى.

  • هل ثمة دينامية تنظيمية ومطلبية ونضالية شبيهة لعمال توصيل لدى منصات رقمية أخرى بالمغرب؟
  • لا ليست ثمة أي تجربة في هذا القطاع . نحن اول تجربة
  • كيف كان تجاوب العمال لدى “كلوفو” (Glovo) مع الدعوة الى خطوات نضالية من أجل نيل حقوقكم لدى الشركة؟

  • كان تجاوب العمال متفاوتا، لكنه على العموم إيجابي. فعدد كبير من “الموزعين” تجاوبوا مع الدعوات إلى الإضرابات والوقفات الاحتجاجية، سواء بالمشاركة المباشرة أو على الأقل بإبداء التضامن. صحيح أن هناك جزء من العمال ترددوا أو لم يشاركوا بسبب الخوف من فقدان حساباتهم أو من الضغوط التي تمارسها الشركة، لكن رغم ذلك كل مرة يتم فيها إطلاق خطوة نضالية نلقى استجابة ملموسة، وهذا ما يؤكد أن الغضب وسط “الموزعين” موجود وأن الحاجة إلى التنظيم والاحتجاج على ظروف الاستغلال أصبحت ضرورية عند الأغلبية.
  • هل تم فتح قناة رسمية للحوار/التفاوض مع مكتبكم النقابي بعقد لقاء مع إدارة الشركة ؟ هل تلقيتم أي التزامات أو وعود من إدارة “كلوفو” (Glovo) بالاستجابة لمطالبكم، وصولا لتوقيع محضر اتفاق أو اتفاقية جماعية تضمن لكم ظروف عمل لائقة وآمنة؟

 

  • لحد الساعة، لم يتم فتح أي قناة رسمية للحوار/التفاوض مع مكتبنا النقابي. الشركة ترفض الاعتراف بنا كممثلين شرعيين للعمال، بل بالعكس لجأت إلى أساليب الضغط والترهيب مثل توقيف الحسابات، نشر الإشاعات، ومحاولات تشويه صورتنا. لم نتلقَّ أي التزامات جدية أو وعود رسمية بالاستجابة لمطالبنا. وبالتالي، لم يتم توقيع أي محضر اتفاق أو اتفاقية جماعية كما يفرض القانون.

هذا الموقف يوضح أن “كلوفو” (Glovo) مصرة على الهروب من المسؤولية الاجتماعية والقانونية تجاه “الموزعين”، وأنها تتعامل معنا كأرقام فقط وليس كأجراء لهم حقوق مشروعة في ظروف عمل لائقة وآمنة.

  • قامت إدارة الشركة ردا على خوضكم احتجاجات ضدها باتخاذ عدة إجراءات تعسفية في حق العديد من العمال (طرد، توقيفات، غلق حسابات…).

كيف هو الوضع حاليا؟ وهل تم فرض تراجع الشركة على هذه التعسفات؟

  • الوضع مازال صعبا، بحيث بعد كل خطوة نضالية الشركة كتجاوب بتعسفات جديدة: توقيف حسابات، طرد غير معلن، وحرمان العمال من مصدر رزقهم الوحيد. إلى اليوم ماتزال هذه الإجراءات التعسفية قائمة ولم يتم التراجع عليها.

رغم ذلك، الضغط النضالي والإعلامي بدا يؤتي نتائج نسبية، بحيث أصبح الرأي العام يعلم  أن غلوفو تستعمل العقاب الجماعي ضد الموزعين، وهذا يمنح قوة لقضيتنا. لكن فعليا، استرجاع الحسابات ووقف الطرد مازال لم يتحقق والمعركة مستمرة مفتوحة حتى نفرض على الشركة احترام القانون وحقوق العمال.

  • كيف تقيمون موقف باقي النقابات اتجاه حركتكم الاحتجاجية هاته؟ هل وجدتم الدعم والتضامن أم نوعا من التجاهل أو التردد؟

 

  • موقف باقي النقابات كان متباينا. بعض الإطارات النقابية أبانت عن تضامن معنوي معنا، ونددت بالتعسفات التي تعرضنا إليها، لكن بصراحة مازال الدعم لم يصل للمستوى الذي يتمنى، سواء من حيث المساندة الميدانية أو الضغط المؤسساتي على الشركة.

ثمة حتى نوع من التردد والتجاهل عند نقابات أخرى، ربما بسبب حداثة تجربتنا، أو لأن القطاع مازال غير مهيكل بما فيه الكفاية. ورغم ذلك، حركتنا فرضت نفسها على الساحة، واليوم هناك وعي أكبر عند النقابيين بأن معركة “الموزعين” مع “كلوفو” (Glovo) هي جزء من المعركة العامة للطبقة العاملة ضد الهشاشة والاستغلال.

  • كيف كان تعامل السلطات وباقي أحهزة الدولة المعنية بملفكم مع إدارة الشركة ومع احتجاجاتكم ومطالبكم؟
  • في الواقع، لم يكن تعامل السلطات في صالحنا. ملي نظمنا مسيرة سلمية من مقر الاتحاد المغربي للشغل صوب مقر شركة “غلوفو”، السلطات منعت المسيرة من بلوغ وجهتها. ومن بعد بأسبوع، لما برمجنا وقفة امام مقر الشركة، تم رفض حقنا في الوقوف مباشرة أمامها، وفرضوا علينا مكانا بعيدا غير بارز لا يفي بغرض الاحتجاج.

هاد السلوك يبين أن السلطات تتعامل وكأنها تحمي مصالح الشركة عوض ما تحمي حق العمال فالتنظيم والتعبير السلمي على مطالبهم.

  • لا شك انكم تتبعتم التغطية الاعلامية لاحتجاجاتكم ومطالبكم

ما تقييمكم لها؟ وما هي ملاحظاتكم عليها؟

  • التغطية الإعلامية لاحتجاجاتنا لم تكن من مبادرة واسعة من وسائل الإعلام، بل كان الفضل الكبير راجع لتحركاتنا كعمال عبر حساباتنا الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، الامر الذي منح صدى واسعا وسط شرائح كبيرة من المواطنين. بعض المنابر الإعلامية التقطت الموضوع من بعد، وهذا ساهم في تعزيز الحملة، ولكن البداية كانت من نضالنا الميداني والتواصلي.

ملاحظتنا أن الإعلام الرسمي والمنابر الكبرى مازال لم يول للموضوع الأهمية التي يستحقها، وهذا يبين أن ضغط العمال أنفسهم و التضامن الشعبي لهما دور حاسم في تحويل الملف إلى قضية رأي عام.

  • في ظل اتساع رقعة التحركات، هل هناك توجه نحو التنسيق مع “موزعي” (أي مع عمال توصيل) منصات أخرى مثل (UberEats) أو (Jumia Food)…؟ وهل هناك تفكير في بناء جبهة مغاربية أو إقليمية لمواجهة هذا النموذج الاستغلالي الجديد؟
  • لا.

———-انتهى———-

شارك المقالة

اقرأ أيضا