كتاب ميغل مرتين: الاستعمار الاسباني في المغرب -(1860-1956)

المكتبة25 أبريل، 2012

المقدمة والكتاب كاملا للتحميل من هنا:

كتاب-ميغل-مرتين-الاستعمار-الاسباني-في-المغرب-1860 صيغة وورد-1956

كتاب-ميغل-مرتين-الاستعمار-الاسباني-في-المغرب-1860 صيغة Pdf-1956

تقديم الترجمة العربية
يغطي هذا الكتاب حاجة فكرية وتاريخية للكشف عن مختلف مظاهر ووقائع الاحتلال الاستعماري للوطن العربي، خاصة منه ذلك الذي اتخذ شكلا استيطانيا إلحاقيا للمناطق المحتلة بالمركز الاستعماري.

والكتاب هذا –الذي نقدمه للقارئ- يُعتبر أحد أهم المصادر التاريخية التي حللت آليات أشكال السيطرة الاسبانية على منطقة شمال المغرب، ورسمت بدقة ونزاهة مختلف مظاهر المقاومة الشعبية المغربية التي تصدت للتدخل الاستعماري الاسباني. وتحظى الثورة الريفية، بزعامة البطل الوطني محمد بن عبد الكريم الخطابي، باهتمام خاص من طرف الكاتب، اعتبارا لدورها الطلائعي في مقاومة الاستعمار خلال العشرينات، ونظرا للانعكاسات التي كانت لها على مجرى الصراعات الاجتماعية والسياسية في اسبانيا.

كما يستمد كتاب لوبيس أڭودين (LOPEZ AGUDIN) أهميته أيضا من كونه يؤرخ لمرحلة حاسمة من التاريخ الحديث للمغرب، مرحلة غزو واحتلال الاستعمار الاسباني لشمال البلاد وجنوبها… وبذلك يسدّ ثغرة هامة لأن مناطق الحماية الاسبانية لم تحظ بعد، من حيث دراستها التاريخية، بالاهتمام الضروري، إن لم نقل انها مازالت «مهملة» بالمقارنة مع ما حظيت به منطقة الحماية الفرنسية من دراسات وتحاليل تاريخية.

وبعيدا عن الايدولوجيا الاستعمارية، بمختلف تلاوينها، ومن منطلق تقدّمي معادٍ للاستعمار، يُحلل الكاتب العلاقات المغربية الاسبانية على امتداد مرحلة غير قصيرة. وبالرغم من انتمائه للحزب الشيوعي الاسباني، ينتقد الكاتب وبشكل لاذع، مواقف وممارسات اليسار الاسباني عموما والحزب الشيوعي بشكل خاص، إزاء «المسألة المغربية».

ويحاول الكاتب، من زاوية غير تبريرية، تفسير أسباب انغماس اليسار الاسباني، بعد عقد العشرينات، في سياسة استعمارية وشوفينية لا تختلف في الكثير من جوانبها عن السياسة الامبريالية للبرجوازية الاسبانية. وفي نفس الوقت الذي يُحلل فيه الكاتب بعض الخصائص المميزة للامبريالية الاسبانية «القزمة»، يُحاول ربط ممارسات اليسار –خصوصا في مرحلة «الجبهة الشعبية»- بالأوضاع السياسية وتفسيرها على ضوء تلك الأوضاع، وبارتباط مع السياسة الامبريالية الدول العظمى.

بيد أن ما يزيد من أهمية الكتاب –فضلا عن مادته التاريخية الثرية- هو ظرفية النضال اليومي لسكان سبتة ومليلية المغاربة. ذلك النضال الذي أعاد طرح موضوع احتلال اسبانيا لجزء من المناطق الوطنية بوصفه موضوعا راهنا، وهو الذي حدا بنا إلى نشر هذا الكتاب الذي سبق أن ترجمناه قبل هذا التاريخ بتسع سنوات.

ففي خمسة فصول: التقسيم، الاحتلال، التهدئة I والتهدئة II والجلاء بالإضافة إلى تقديم وخاتمة، يطرح الكاتب مجموعة من القضايا الهامة، سيما في مجال طبيعة السياسة الاستعمارية في المغرب، لتبيان الآليات التي وظّفتها الامبريالية الاسبانية للسيطرة على المجتمع المغربي.

وبالرغم من بعض الأخطاء التي يتضمنها الكتاب، وهي أخطاء عملنا على تصحيحها، اعتبرنا من المفيد وضع هذه الترجمة بين يدي القارئ العربي مُساهمة في التعريف ببعض جوانب تاريخ بلادنا التي ما زالت، ولأسباب سياسية واضحة، في طي الكتمان. فعسَاه أن يكون مساهمة في تقديم مادة تاريخية عن الاحتلال الاسباني لمناطقنا، وعساه –بما قدم من معلومات عن كفاح الجماهير المغربية ضد الاستعمار- أن يكون إنصافا لأجداد يستمر أحفادهم في مقاومة الاحتلال وسياسة الأسبنة والإلحاق ومصادرة الشخصية الوطنية.

ولقد عمدنا إلى حذف خاتمة الكتاب نظرا لكونها أصبحت متجاوزة تاريخيا، فبالإضافة إلى أنها تُشكل نشازا بالنسبة إلى مجموع المؤلَّف كذّب التطور التاريخي الفعلي لمنطقة المغرب العربي حل التكهنات السياسية للكاتب.

شارك المقالة

اقرأ أيضا