دور الأممية الرابعة ومهامها مقرر مؤتمر الأممية الرابعة العالمي السادس عشر

مؤتمرات و وثائق11 يناير، 2015

المناضل-ة عدد: 29

. نشهد وضعا مطبوعا بامتزاج غير مسبوق تاريخيا لأزمة اقتصادية شاملة و أزمة بيئية على صعيد الكوكب، أزمة متعددة الأبعاد تطول الحضارة الرأسمالية و البطريركية. وهذا انعطاف كبير. تدل هذه الأزمة المزدوجة على إفلاس النظام الرأسمالي، وتضع على جدول الأعمال إعادة تنظيم الحركة العمالية المناهضة للرأسمالية وإعادة بنائها. وستوتر كل العلاقات الاجتماعية والاقتصادية وتتضاعف الاصلاحات الليبرالية المضادة ضد الطبقات الشعبية. و ستستهدف تلك الهجمات بوجه خاص النساء بالنظر الى كون وضعهن اسوأ أصلا (نسبة الفقر، والبطالة، والهشاشة اكبر مما لدى الرجال) والى ما سيلقى على كاهلهن من تعويض لتقليص الخدمات العامة والنفقات الاجتماعية بزيادة عملهن المجاني داخل الأسرة. وقد تتكاثر النزاعات والحروب.

وستستعمل الاصولية الدينية أكثر فأكثر اسمنتا ايديولوجيا ليس للهجمات ضد الطبقات الشعبية وحسب، بالنيل بوجه خاص من امكانات تحكم النساء باجسادهن، بل ايضا للحروب والنزاعات بين البلدان والمجموعات العرقية. وستعصف الكوارث البيئية بملايين البشر، لا سيما في افقر المناطق، مدهورة على نحو غير متناسب وضع النساء بما هن مسؤولات عن الأسرة.

انها بداية حقبة تاريخية جديدة. وتلوح علاقات قوى جديدة بين القوى الامبريالية في الاقتصاد والسياسة العالميين، مع بزوغ قوى رأسمالية جديدة مثل الصين، وروسيا، و الهند، والبرازيل. إن تضافر تراجع الهيمنة الأمريكية و تفاقم التنافس الرأسمالي بين اوربا وروسيا و آسيا والولايات المتحدة له ايضا مستتبعات جيواستراتيجية في تشكلات سياسية وعسكرية جديدة، مع دور متنام لحلف شمال الأطلسي و توترات دولية جديدة. ولقد عوضت الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات الأخيرة ما لحقها من إضعاف اقتصادي و ذلك باعادة نشر هيمنتها العسكرية في ربوع العالم. و افضت التناقضات الاجتماعية والاقتصادية بالولايات المتحدة الأمريكة الى افقاد الفريق الجمهوري الملتف حول ج.و. بوش الاعتبار. و ردا على فقد الاعتبار هذا كان انتخاب أوباما كحل بديل للامبريالية الامريكية، رغم ان انتخابه كان، بالنسبة لقسم من المجتمع الأمريكي، تعبيرا عن تطلع فعلي الى التغيير سيكون مآله الخيبة.

في الخلاصة، تعبر الأزمة عن فشل النيوليبرالية، رغم ان ميزان القوى يظل لصالح الرأسمال. وبصفتها ايديولوجية تظهر النيوليبرالية عاجزة عن ايتيان حل، وهذا ما يجعل اقتراحات مجموعة العشرين الكبار G20 عودة الى الماضي ستتناثر مع الازمة. وقد أُعلنت نهاية اجماع واشنطن، لكن مع وضع صندوق النقد الدولي في مركز القرارات فيما نظام أولوياته نيوليبرالي باجلاء.و ستتجه كل التناقضات الملازمة لهذا النظام الى التوتر دون ان تستطيع الاشتراكية الديمقراطية و يسار الوسط اتيان جواب ملائم. وحتى الوصفات الكينزية الجديدة – التي لم يجر تبنيها- لن تكفي لحل الأزمة.

وللأزمة مفعول قاس بوجه خاص على النساء والاقليات الجنسية المقصية من الأسرة( او التي تختار الا تعيش فيها)، والمحرومة على هذا النحو من مواردها. وتدفع الكثير من الاشد عرضة للتهميش، مثل مزدوجي النوع transgenres، الى فقر ادقع. ويصح الأمر بوجه خاص بالبلدان التابعة حيث “دولة الرعاية” ضعيفة او منعدمة.

للتحميل:

دور الأممية الرابعة ومهامها 16

دور الأممية الرابعة ومهامها 16

شارك المقالة

اقرأ أيضا