مقدمة الطبعة الثانية

غير مصنف15 نوفمبر، 2017

مقدمة الطبعة الثانية
بالمقارنة مع الطبعة الأولى، فإن الطبعة الثانية هذه موسعة على نحو ملحوظ : فقد أضفت إليها مقالات قديمة متعلقة بقضايا نمط الحياة وأخرى حديثة للغاية. وإني أعبر هنا عن عميق تقديري للرفاق الذين لبوا ندائي عندما طلبت منهم أن يفيدوني بملاحظاتهم واقتراحاتهم و أيضا بالمواد التي بين أيديهم حول موضوع نمط الحياة. هذه المواد لم استخدمها بأكملها. لكن العمل لم ينجز بعد على كل الأحوال. ومن الضروري، لإنجازه، أن يأخذ طابعا جماعيا يتسع نطاقه باطراد.
بعض العقول النيرة تسعى، على حد اطلاعي، إلى إقامة معارضة بين المهام المتعلقة بتهذيب نمط الحياة وبين المهام الثورية. وعن نظرة كهذه للأمور لا يسعنا إلا أن نقول أنها تشكل خطأ سياسيا ونظريا فادحا. فقد كتبنا في مقال عن الثقافة البروليتارية ( البرافدا، العدد2.7) ما يلي : ”مهما كان بناؤنا الثقافي هاما و حيويا، فهو يظل منضويا بكامله تحت جناح الثورة الاوروبية والعالمية. إننا ما زلنا جنودا في حملة.
وأمامنا في الوقت الراهن يوم من الراحة، وينبغي أن نستفيد منه لنغسل قمصاننا ونقص شعورنا، وقبل كل شيء لننظف البندقية ونشحمها. إن كل نشاطنا الاقتصادي والثقافي الحالي لا يعدو أن يكون ضربا من إعادة تنظيم لمتاعنا بين معركتين، بين حملتين. والمعارك الفاصلة ما تزال أمامنا، ولم تعد بعيدة جدا في أرجح الظن. والأيام التي نعيشها ليست هي بعد عصر ثقافة جديدة. وإنما هي في أحسن الأحوال المدخل إلى ذلك العصر”.
وبقدر ما يتسم عملنا الاقتصادي والثقافي بطابع منهجي وعملي، بقدر ما نوفق في حل المشكلات الجسام المطروحة علينا. ان الموجة الثانية لن تكون في أي حال تكرارا للأولى، بل ستقتضي منا، في سائر المجالات، تهيئة وتأهيلا أرفع و أفضل بكثير. هنا ينبغي أن تدلل الجماهير الكادحة على تفهم أعمق للآفاق المستقبلية البناءة التي لا يمكن لغير الثورة العالمية المظفرة أن تمنحنا إياها كاملة و بكل أبعادها.
9 ايلول 1923

شارك المقالة

اقرأ أيضا