لا للعدوان الصهيوني -الامبريالي ضد ايران، نعم لفلسطين مستقلة وديمقراطية
من أجل تقرير شعوب المنطقة لمصيرها من أنظمة التبعية والاستبداد ومن السيطرة الامبريالية
تشن إسرائيل منذ يوم الجمعة 13 يونيو 2025 هجوما عسكريا ضد إيران، بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبتدخل وقصف مباشر من قبل هذه الأخيرة فجر يوم 22 يونيو الجاري، وبدعم من فرنسا وبريطانيا وألمانيا … متخذة من عدم إذعان إيران للشروط الأمريكية في مفاوضات الملف النووي الإيراني، ذريعة مباشرة للهجوم. حققت إسرائيل أهدافا نوعية، على رأسها تصفية قادة عسكريين وأمنيين من الصف الأول، وعدد من كبار علماء الذرة، وإصابتها جزئيا بعض المواقع النووية. ودمرت قسما من الدفاعات الجوية. لكنها إنجازات جزئية لا تحدث تغيرا استراتيجيا، حيث استعادت إيران المبادرة، ونفذت سلسلة ضربات (بالصواريخ والمسيرات) دمرت مواقع في تل ابيب وحيفا وغيرها من المدن المحتلة. وجاء التدخل العسكري الأمريكي المباشر ليوجه ضربة للبرنامج النووي الإيراني، وليوفر دعما عمليا للكيان الصهيوني الذي لا يستطيع خوض حرب على جبهات عدة دون العمق الاستراتيجي الإمبريالي الغربي.
أعلنت حكومة اليمين الفاشي الإسرائيلي ألا نهاية للحرب دون نصر ساحق، ينهي الملف النووي والصاروخي، ويحجم نفوذ الجمهورية الإسلامية العسكري والسياسي إقليميا. لكن تحقيق تلك الأهداف يتطلب تدخل الإمبريالية الأمريكية عسكريا مباشرة وبريا بما يجبر إيران على الاستسلام، وحتى يتحقق هدف الامبريالية الاستراتيجي المتمثل في فرض التطبيع على كل دول المنطقة، بما فيها إيران، وتنصيب إسرائيل حاكما له بلا منازع. وبالتبعية تحجيم دور قوى رأسمالية كبرى مثل الصين وروسيا أو إقليمية مثل تركيا. وهو ما يراه فاشيو واشنطن في متناول اليد، وخاصة إذا ظلت روسيا والصين تقفان عاجزتين أو متواطئتين أمام التمدد الأمريكي بالمنطقة، وطالما لم يحدث أي انفجار شعبي مناهض للأنظمة الاستبدادية ومعاد للتدخل الامبريالي بالمنطقة، وهو أخوف ما تخافه إسرائيل وباقي أنظمة الشرق الأوسط الملتهب. لقد كانت انتفاضات 2011 لحظة رعب للصهيونية والامبريالية والرجعية بالمنطقة، ولذا أجمعوا على إغراقها في الدم ممهدين الطريق لكل صنف قوى الثورة المضادة الاستيلاء على السلطة، ومواصلة وتعميق التبعية والعمالة.
موقفنا
إنها حرب صهيونية-امبريالية هدفها توطيد السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط، في ظل أزمة اقتصادية عالمية دائمة وتنافس امبريالي محموم على الأسواق والموارد، وكذا تكريس الكيان الإسرائيلي قوة إقليمية لردع تطلعات شعوبها للتحرر، وتحطيم كل نظام غير خاضع، كما حصل مع النظام الناصري بمصر ومصدق في إيران ذاتها وصدام حسين بالعراق، وقطع الطريق على باقي القوى الرأسمالية الكبرى الراغبة في قسط من النفوذ بالمنطقة والطامعة، بدورها، في خيراتها.
إن ذرائع الخطر النووي الإيراني(حوالي 12 ألف رأس نووي في العالم تملك أمريكا ثلثها)، و تهديد البرنامج الصاروخي، ورهاب إبادة إسرائيل، ونفاق شعار تحرير الشعب الإيراني من قبضة الديكتاتوريين، ليست سوى مبررات كاذبة لإخفاء حقيقة أهداف العدوان الإسرائيلي-الإمبريالي.
نشأ وتوطد النظام الديكتاتوري في إيران من استيلائه على السلطة ضد آمال أطلقتها ثورة شعبية جذرية مناهضة للسيطرة الإمبريالية، تمكنت من إسقاط حكم الشاه الدموي العميل، حيث تم إرساء نظام رجال الدين بزعامة الخميني وسحق طلائع الثورة بقمع رهيب. يمثل خطاب التهديد، وفرض الحصار، وشن الحرب، هدية لنظام الحكم ذاك لإضعاف المعارضة الديمقراطية وضرب أي فرصة لتعبئة قاعدة شعبية واسعة لها تقاليد عريقة مناهضة للإمبريالية.
نبتهج مع كل مناهضي-مناهضات الامبريالية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بكل ضرر عسكري أو سياسي يقع على الكيان الصهيوني جراء الرد الإيراني، لكننا مقتنعون أنه وحدها ثورات عمال/ت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشعوبه لها قدرة المضي قدما في طريق هزم المشروع الصهيوني والإمبريالية، واعين بضخامة الإمكانيات التي ستحررها سيرورة ثورية دائمة وقدرتها على تقديم حل شامل لكل المعضلات الناشئة عن الضعف التاريخي لبورجوازيات المنطقة التي تضع شعوبها بين ناري التبعية والاستبداد.
يظهر أن الأيام القليلة القادمة ستكون محفوفة بسيناريوهات رجعية خطيرة على شعوب المنطقة، جراء صراع نظام صهيوني نيوفاشي مدعم بقوة من إدارة أمريكية يمينية شرسة، ضد نظام حكم ديكتاتوري رأسمالي يريد اعترافا به قوةً إقليمية لها مصالحها الخاصة وتريد نفوذا يمتد خارج حدودها.
إننا إذ ندين العدوان الصهيوني-الامبريالي على إيران، نستهجن استمرار العديد من دول منظمة التعاون الإسلامي في علاقات دبلوماسية مع الكيان الغاصب لفلسطين، واحتضان العديد منها لقواعد عسكرية إمبريالية أمريكية وفرنسية وبريطانية، مما ينم عن فقدانها السيادة، وندعو للنضال العمالي والشعبي لوقف هذا العدوان وفرض وقف التطبيع والشراكات العسكرية والأمنية مع العدو الصهيوني، وطرد القواعد العسكرية الأجنبية. مثلما ندين تطبيع الحاكمين بالمغرب وتعاونهم مع الكيان الصهيوني في كل المجالات خدمة للمصالح الامبريالية وفي تحالف وثيق مع أنظمة الخليج العميلة.
إننا نساند نضالات العمال والنساء والشباب والمنظمات الديمقراطية والاشتراكية الإيرانية في نضالاتها الشجاعة لإعادة الوصل بأهداف ثورة 1979 المجيدة وانهاء الحكم الديكتاتوري لرجال الدين، ونساندها في نضالها ضد الإمبريالية والصهيونية. كما نرفض الاصطفافات الخائنة للتعاون الطبقي الأممي باسم أهون الشرور التي خبرنا ضررها بمنطقتنا.
إننا نتضامن مع المعتقلين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في إيران. ونساند نضال كادحيها وكادحاتها من أجل مطالبهم الاجتماعية والديمقراطية! ونطالب بإنهاء القمع السياسي في جمهورية إيران الإسلامية.
سيكون مطروحا بشكل عاجل تعاون قوى النضال بمنطقتنا وفق رؤية أممية بوجه تحالف القوى الامبريالية المتسلطة على شعوبنا، كما يطرح أمام قوى اليسار العالمي مهمة بناء حركة مناهضة للحرب الصهيونية-الأمريكية ضد إيران وضد فلسطين وكل شعوب المنطقة تحت شعار:
• وقف عدوان إسرائيل-أمريكا على إيران! والوقف الفوري لكل تدخل عسكري امبريالي في المنطقة.
• إنهاء حصار غزة ووقف الاستيطان في الضفة الغربية. وفرض عقوبات فورية على الكيان الصهيوني.وقف فوري لجميع تجارة الأسلحة معها. وفسخ اتفاق الشراكة بينها و بين الاتحاد الأوروبي.
• ضد الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي، ولأجل وقف فوري لجرائمه بقطاع غزة والضفة الغربية ولأجل فلسطين مستقلة وديمقراطية وضد التواطؤ الامبريالي المساند لإسرائيل في عدوانها على فلسطين واليمن ولبنان وسوريا.
• ضد الهجوم الصهيوني-الإمبريالي على إيران ومع حق الشعب الإيراني وكل شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي، ولأجل حقها في تقرير مصيرها ضد أنظمة الحكم الديكتاتورية والخاضعة للإمبريالية.
تيار المناضل ة
23/06/2025
للتحميل: بيان عدوان ايران
اقرأ أيضا