في ذكرى النكبة: الاحتلال الاستيطاني الصهيوني مستمر، العدوان الهمجي الصهيوني مستمر، لأجل فلسطين مستقلة وديمقراطية على كامل أراضيها التاريخية

سياسة13 مايو، 2025

للتحميل: بيان ذكرى النكبة

يخلد شعب فلسطين، ومعه كل مضطهدي/ات العالم، هذه السنة، الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، التي جرت بعض فصولها بين سنتي 1947 و1949. واتخذ الفلسطينيون مثل هذا اليوم، 15 مايو، من سنة 1948، تاريخا رسميا لتخليد فصول عنوانها قتل وحرق ومجازر وتهجير واحتلال واستيطان، حيث تم ترحيل 750 ألف فلسطيني من أراضيهم وتحويلهم إلى لاجئين، وإحراق قراهم وهدم أكثر من 500 قرية وبناء مستوطنات مكانها، وإقامة دولة، صهيونية، على أرض شعب دُفع للجوء هربا من جرائم العصابات الصهيونية الهاغانا والأرغون وشترن، تلك الجرائم التي مهدت لإعلان الرئيس التنفيذي للمنظمة الصهيونية العالمية ومدير الوكالة اليهودية، ديفيد بن غوريون، قيام دولة إسرائيل بعد إعلان الامبريالية البريطانية انهاء انتدابها في فلسطين، في 14 مايو 1948، يوما قبل التاريخ الرسمي للنكبة، موفرة بذلك مع باقي القوى الامبريالية والقوى الكبرى في العالم آنئذ الغطاء السياسي والعسكري والقانوني لقيامها ولتشريد شعب فلسطين وجعله شعب لاجئين، بتخاذل ودعم خفي من قبل القوى الرجعية بالمنطقة.

تحل ذكرى النكبة السنوية للعام الثاني، في خضم استمرار ذات الكيان الصهيوني في ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة لا تقارن، حجماً ونوعاً وهمجيةً، بكل التاريخ الدموي للكيان الصهيوني منذ بواكير نشأته، جرائم ترتكب أمام مرأى العالم وبدعم سخي عسكري، ومالي، وغطاء سياسي من الامبريالية الغربية أساسا وتواطئ عملي، بعضه علني، للأنظمة الرجعية الحاكمة بالمنطقة.

ارتفع عدد ضحايا الحرب الصهيونية على غزة منذ 07 من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 52 ألف قتيل، منهم (18000)طفل و(12400) من النساء و(1402)من الطواقم الطبية و(800) من أطر التعليم. ناهيك عن أعداد هائلة لازالت تحت الانقاض ومن المهددين بالموت من الجرحى والمرضى المحرمين من الرعاية الصحية التي طالها الدمار الشامل.

يطبق الاحتلال الإسرائيلي حصارا خانقا على غزة، حيث يمنع إدخال الطعام والدواء والمياه والكهرباء والخيم …الخ لملايين البشر المطوقين عسكريا تحت وابل القذائف والصواريخ والمُسَيرات. وتتحمل النساء الفلسطينيات أشد ضغوط هذا الوضع الكارثي انسانيا بحكم دورهن، كسائر نساء العالم، في رعاية الأطفال والمسنين، وأشغال الحياة اليومية الأخرى.

يرتكب الكيان الصهيوني جرائمه منذ أزيد من سنة ونصف، ضد فلسطين وكذلك ضد كل شعوب المنطقة العربية في لبنان وسوريا واليمن، وبسند قوي من حكومات امبريالية عدة، بلغ حدود تبني فكرة ترحيل سكان غزة وإحلال المستوطنين محلهم. في سياق اتساع دائرة الأنظمة الحاكمة التي تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، وخيانتها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه التاريخية.

إن القضية الفلسطينية قضية تحرر قومي من الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الذي زرعته الامبريالية في المنطقة العربية، قاعدةَ ارتكاز لإجهاض كل سعي لتحرر شعوبها من سيطرتها، ولأجل الحيلولة دون وحدة شعوبها والتحكم في ثرواتها الغنية. إن الكيان الصهيوني خطر قاتل على شعوب المنطقة، وتحرر الشعب الفلسطيني من مصلحة كل شعوب المنطقة المتناقضة مع مصلحة الأنظمة الحاكمة المنخرطة في كل المشاريع الهادفة لإقبار القضية الفلسطينية.

إن المنقذ الوحيد للشعب الفلسطيني من الكماشة الرجعية، المكونة من الصهيونية والامبريالية والأنظمة الرجعية الحاكمة في المنطقة العربية والمغاربية، يتمثل في إطلاق حركة جماهيرية عالمية من أجل وقف العدوان الهمجي، وإسناد النضال الفلسطيني بكل أشكاله من أجل حقه في الاستقلال والعودة وتقرير المصير وجبر الضرر التاريخي. حركة جماهيرية مناهضة للإمبريالية وحروبها، وضد كل تطبيع لأنظمة المنطقة مع عدو الشعوب الصهيوني الهمجي.

ليست القضية الفلسطينية صراعا دينيا أو عرقيا أو لغويا، بل إنها قضية اضطهاد قومي واقع على شعب فلسطين، وقضية صراع طبقي ضد سيطرة الامبريالية على كامل المنطقة الغنية بثروات حيوية وذات موقع استراتيجي. إن الجلادين هنا هم القوى الامبريالية والكيان الصهيوني والأنظمة الديكتاتورية التابعة بالمنطقة والضحية هو الشعب الفلسطيني متعدد الأديان وشعوب المنطقة بقومياتها ولغاتها وأديانها. وبالتالي فطريق هزم المحتلين وحلفائهم يمر عبر تضامن ضحاياهم من شعوب المنطقة بدعم من التضامن الأممي بتطلعاته التحررية الجذرية الأممية، تضامن سيشكل حائط صد لصعود موجة اليمين الفاشية الجديدة وجميع صنوف الرجعيات التي تتصدر الساحات.

أبانت حملة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني التي كان مركز ثقلها أساسا في أوربا وأمريكا عن تنامي الوعي بحقيقة الصهيونية كحركة استعمار استيطاني في خدمة أهداف السيطرة الامبريالية على منطقة استراتيجية بموقعها وبثرواتها. وعي أخذ يخترق حركة التضامن الشعبي ببعض بلدان المنطقة -رغم القمع الشرس- يلزم إنماؤه حتى تصبح القضية الفلسطينية محورا أساسيا للنضال ضد الاستعمار والامبريالية بمنطقتنا ومن أجل بديل شعبي جذري بها.

يواصل الشعب المغربي نضاله الداعم للشعب الفلسطيني، والرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، في دينامية شهدت تزايدا ملحوظا في الشهور الأخيرة بفعل للغطرسة الصهيونية غير المسبوقة، وبفعل تزايد سيرورة التطبيع الجارية رغم مأساة غزة.

إن التطبيع الرسمي مع اسرائيل ليس سياسيا فقط، بل تطبيع اقتصادي وعسكري وأمني، ويبحث أيضا عن جسور لاختراق شعبي عميق، باستغلال الأصول المغربية لقسم من المستوطنين-ات الإسرائيليين-ات، وبترويج أوهام تطوير المصالح مع “حليف” نافذ عالميا.

إننا في تيار المناضل ة نطالب بالوقف الفوري للحرب والحصار على غزة، وبتنفيذ برنامج استعجالي يلبي الحاجيات العاجلة لفائدة السكان.

  • ندين الجرائم الصهيونية في غزة وعموم فلسطين، ونطالب بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، وندعو الحركة العالمية المتضامنة مع الشعوب لمزيد من لضغط لاعتقال كل مجرم صهيوني أينما حل أو ارتحل.
  • نرفض جريمة تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتنفيذ المخطط الاستعماري الصهيوني الرجعي.
  • نحيي حملة التضامن الشعبي مع فلسطين، وحملة مقاطعة سلع الاسرائيلية، والجهود لأجل إلغاء التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني.
  • نساند المسيرات الاحتجاجية والوقفات أمام الموانئ ضد عبور السفن المحملة بالعتاد الحربي، ونحيي فصائل الطبقة العاملة بالموانئ المغربية الرافضة لذلك.
  • نضم جهودنا إلى مكونات اليسار المغربي المناضل من أجل دور أكثر فعالية في بناء حركة جماهيرية، عمالية وشعبية، داعمة لشعب فلسطين، في أفق إضراب عمالي وشعبي ضد التطبيع مع الكيان الهمجي الغاصب.
  • ندعو إلى تنسيق جهود قوى النضال العمالي والشعبي على صعيد المنطقة لنصرة شعب فلسطين، وللنضال من أجل بديل تقدمي، اجتماعي وسياسي، يلبي حاجات الجماهير الشعبية الى الحياة اللائقة والديمقراطية وتحرر النساء وحماية البيئة.
  • نطالب بإطلاق سراح المعتقلين على خلفية التضامن مع فلسطين وإسقاط جميع المتابعات القضائية وإعادة الاعتبار لجميع من جرت إدانتهم-ن.

تيار المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا