لنوقف إبادة الشعب الفلسطيني فوراً
تيار المناضل-ة
بيان
لنوقف إبادة الشعب الفلسطيني فوراً
من أجل إسقاط مؤامرة ترامب الثانية
في جريمة قرصنة جديدة، أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على اعتراض أكثر من 40 سفينة من أسطول الصمود العالمي وضمنه أسطول الصمود المغاربي المتجه نحو قطاع غزة، واعتقلت مئات المتضامنات والمتضامنين الدوليين بعد اعتداءات وحشية على المراكب المشاركة. جرى اقتياد المعتقلين إلى ميناء أسدود لتهديدهم بالترحيل القسري، فيما تواصل البحرية الإسرائيلية عمليات تمشيط لمنع أي سفينة من بلوغ شواطئ غزة المحاصرة. فجر هذا الاعتداء موجة من الاحتجاجات الشعبية في مدن عديدة عبر العالم ضد هذا العدوان الصهيوني الذي يريد إسكات التضامن الدولي وتخويف من يدافعون عن حق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة.
يتعرض الشعب الفلسطيني، في غزة والضفة الغربية وأراضي 1948، لحرب ابادة وجرائم حرب وسلسلة جرائم ضد الانسانية معترف بها من قبل منظمات دولية عدة. أودت هذه الحرب بحياة أعداد كبيرة من المدنيين وخلفت دمارا هائلا في البنية التحتية.
ترتكب الكارثة الدموية أمام أنظار العالم وبدعم عسكري ومالي وغطاء ديبلوماسي واسع من قوى امبريالية واستعمارية غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بعضها يواصل ممارسة النفاق السياسي بالإعلان عن اعترافات رمزية بدولةٍ فلسطينية مستقبلية بينما يُباد شعبها الآن وحيثُ هو.
ضلت الأنظمة الديكتاتورية التابعة بالمنطقة متواطئة، وفي أفضل حالاتها، أصدرت بيانات شكلية بلا أثرٍ عملي، مع مواصلة أغلبها قمع أي مبادرة للتضامن الشعبي مع الفلسطينيين.
في المقابل، امتدّ العدوان الصهيوني إلى دول ومساحات إقليمية متعددة، وشمل توغلات في لبنان وسوريا واليمن وإيران، وعمق تطبيعه مع الأنظمة الاستبدادية ومنها المغربي خصوصا في مجالات التعاون العسكري والأمن والاستخبارات، ما يشكل تهديدا حقيقيا مباشرا على شعوب المنطقة. يواصل النظام المغربي فتح موانئه لتسهيل عبور العتاد الحربي إلى الاحتلال الإسرائيلي في تحد صارخ للشعب المغربي الذي يطالب بوقف جميع أشكال التطبيع.
أظهر الشعب الفلسطيني صمودا أسطوريا، وحطمت مقاومته مخططات الفاشية الصهيونية بالطرد الجماعي والنزوح القسري والاستيلاء على الأراضي.
هبت شعوب العالم في حملة تضامن أممي وانكشفت حقيقة اسرائيل خصوصا عند الفئات الشابة التي باتت ترى في الكيان مشروعَ استيطانٍ استعماري عنصري قائم تاريخيا على جرائم الابادة ولن يستمر في الوجود سوى بارتكاب المزيد منها. تصدعت رواية الدعاية الصهيونية التي حاولت استغلال مأساة المحرقة النازية. فقدت هذه الدعاية قواعدَ دعم تقليدية بعد انكشاف الطبيعة الاستعمارية والعنصرية لحركة الاحتلال.
قامت الامبريالية الامريكية بدور المدعم الرئيسي للعدوان الصهيوني في ضل الرئيسين، جون بايدن ودونالد ترامب. تميز هذا الأخير بصراحةٍ زائدة عن النفاق التقليدي الدي ميز الكثير من داعمي الكيان، معلنا أهدافا تنطوي على تفريغ غزة من قسم كبير من سكانها، وتوسيع عمليات الضم الاسرائيلي للأراضي، وتقويض أي أسس للدولة لفلسطينية كما نصّت عليها اتفاقات دولية سابقة وان كانت مهترئة الدلالات، ومعتبرا الحرب أداة لفرض خياراته. مع ذلك، أجبره تصاعد التضامن العالمي والمعارضة الشعبية للجرائم وخطر تفكك قاعدته الانتخابية الى مناورة ديبلوماسية دون التخلي عن أهدافه فيما يسمي “مبادرة ترامب للسلام” التي لا تعدو كونها نسخة محينة لمؤامرة ترامب السابقة المسماة “اتفاق ابراهام”.
دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا وتعرض لسلسلة مؤامرات، ويواجه اليوم تهديدات غير مسبوقة تهدد تصفية قضيته بوصفها قضية تحرر وطني من الاحتلال الاستيطاني.
يمثل وقف الحرب الاجرامية في غزة، ووقف العدوان على الضفة، ووقف القمع الأهوج داخل أراضي 1948، أولوية قصوى لقوى التضامن الدولي وكل من يناصر حرية الشعوب. إلى جانب هذه الأولوية، تبرز ضرورة إفشال مؤامرة ترامب الجديدة، وذلك بالتمسك بجوهر القضية الفلسطينية القائم على تحرير فلسطين من الاستعمار الاستيطاني الصهيوني، وإقامة وطن ديمقراطي مستقل يقوم على المواطنة المتساوية للجميع دون أي تمييز بسبب الدين أو اللون أو اللغة.
إننا في تيار المناضل-ة نؤكد مطالبنا العاجلة والمتمثلة في:
- إنهاء كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني التي يعمقها النظام المغربي، وإغلاق الموانئ المغربية أمام أي شحنات أسلحة موجهة لجيش الاحتلال.
- إطلاق سراح جميع مناهضي التطبيع المعتقلين بالمغرب، ووقف تجريم التضامن مع الشعب الفلسطيني.
- وقف فوري وشامل لإطلاق النار وإنهاء سياسة الإبادة والقتل ضد المدنيين في غزة والضفة.
- إطلاق سراح فورِي وغير مشروط لجميع النشطاء/ات والمتضامنين/ات المعتقلين/ات الذين شاركوا-ن في أسطول التضامن العالمي لفك الحصار، وكذلك الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الفلسطينيين.
- رفضنا القاطع لجرائم الاحتلال وانتهاكه للقانون الدولي وحق الشعوب في التضامن.
- رفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وآمن وتحت إشراف منظمات مستقلة.
- محاسبة مرتكبي جرائم الحرب أمام محاكم دولية مستقلة، ومنع الإفلات من العقاب.
- توسيع التعبئة لإسقاط مؤامرة ترامب الثانية وكل مخططات الضم والتصفية، والتمسّك بحق الفلسطينيين في تقرير المصير.
- دعم مشروع تحرير فلسطين على أساس دولة ديمقراطية واحدة أو حلٍّ عادل قائمٍ على المواطَنة المتساوية دون تمييز، وفقًا لحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والقانونية.
ختاماً، نؤكد انخراطنا في المسيرة الوطنية التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، والتي ستنظم بالرباط يوم الأحد 5 أكتوبر.
من أجل رفع الحصار عن غزة فوراً – الحرية لفلسطين ولجميع المعتقلين!
3 أكتوبر 2025
اقرأ أيضا