ذاكرة الكفاح العمالي 14 دجنبر 1990؛ يوم مشهود في تاريخ الطبقة العاملة المغربية
يُعد إضراب 14 ديسمبر 1990 محطة بارزة في تاريخ النضال العمالي-الشعبي بالمغرب، حيث اندلع في خضم أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، نجمت عن تطبيق سياسات التقويم الهيكلي وما رافقها من تدهور في القدرة الشرائية، وتجميد للأجور، وتراجع في الخدمات العمومية. رداً على هذه الأوضاع، دعت النقابات إلى إضراب عام، تسبب في شلّ حركة عدد من القطاعات الحيوية في عدة مدن.
وقد شهدت مدينة فاس الأحداث الأكثر دموية، حيث جرى مواجهة الاحتجاجات بقمع عنيف من قبل قوات القمع، خاصة في الأحياء الشعبية. واجهت السلطات المظاهرات بتدخل أمني قوي، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى واعتقالات واسعة، وسط تضارب في الروايات الرسمية وغير الرسمية حول عدد الضحايا.
كشف هذا الإضراب قناع الدولة المسمى حوارا اجتماعيا، وعمّق التناقضات الناتجة عن السياسات الاقتصادية الليبرالية القاتلة للحقوق والمصادرة للحريات. كما ترك الإضراب أثراً عميقاً في الذاكرة الجمعية، خاصة في فاس، وساهم في إعادة طرح قضايا العدالة الاجتماعية والحقوق الاقتصادية والسياسية، مُمهداً لتطورات لاحقة في تطور الحركات الإضرابية والشعبية.
نسعى بهذا الملف إلى إبقاء ذاكرة كفاح طبقتنا حية، كي يعلم شغيلة اليوم الشباب تاريخ طبقتهم، تنظيماتها النقابية والسياسة، كفاحاتها من أجل مصلحتها الطبقية، واستخلاص دروس كل ذلك لمستقبل النضال العمالي-الشعبي من أجل الانعتاق والتحرر.
جريدة المناضل-ة
لتحميل الملف: ملف اضراب 14 دجنبر 1990
اقرأ أيضا


