مقابلة مع مناضلة ومناضل من التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين: كفاح الأساتذة المتدربون من أجل إسقاط المرسومين المشؤومين

الشباب و الطلبة28 نوفمبر، 2015

المناضل-ة: يخوض الأساتذة المتدربون\ات نضالا ضد منحة البؤس و ضد هشاشة تشغيلهم بفصل التكوين عن التوظيف. كيف تشكلت التنسيقية الوطنية، و ما أشكال تسيير المعركة تقريرا و تنفيذا ؟ و هل لتجربة طلاب الطب تأثير بهذا الصدد؟

ظهرت على الصعيد الوطني نضالات الأساتذة المتدربين/ات بالمراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين من أجل إسقاط المرسومين الوزاريين المشؤومين. الأول، رقم : 588 – 15 -2 ويقضي بفصل التكوين عن التوظيف والثاني رقم 589- 15 – 2 ويقضي بتقليص المنحة إلى أقل من النصف. إنهما مرسومان يضربان في العمق الوظيفة العمومية عامة وقطاع التعليم بصفة خاصة. و يفتحان أيضا شهية القطاع الخاص الطامح إلى أوسع استغلال ليد عاملة مؤهلة ورخيصة، بحيث سيتخرج من المراكز الجهوية أساتذة وأستاذات معطلون \ آت بعدما كانت هذه المراكز تخرج أساتذة موظفين. ليكون القطاع الخاص بمشاكله و عدم هيكلته الحل الوحيد أمامهم تجنبا لجحيم البطالة، وبالتالي، تنفيذ املاءات المؤسسات الإمبريالية العالمية الداعية الى التقشف والحد من التوظيفات الجديدة. لقد انطلقت الشرارة الأولى من المركز الجهوي لمهن التربية و التكوين بطنجة، و سرعان ما انتقلت إلى باقي المراكز، لما للمطالب من شرعية. إن لكل نضال شكل تنظيمي يؤطره. تبعا لذلك، تم انتداب ممثل أو منسق عن كل مركز أو فرع جهوي يمثل الأساتذة المتدربينن\ات بالاجتماع الأول الذي انعقد بالرباط يوم السبت 31 أكتوبر2015 حيث تمت مناقشة سبل وأشكال التنسيق و توحيد النضالات وطنيا و جهويا و محليا. هكذا تشكلت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين \ ات لمهن التربية و التكوين بالمغرب، التي قررت مقاطعة الدروس النظرية و التداريب التطبيقية و تنظيم مسيرات غضب محلية يوم 03نونبر باتجاه الأكاديميات أو النيابات و فتح حلقيات نقاش داخل المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين. من بين التوصيات الرئيسية لمجلس التنسيق الوطني، القيام بتكوينات ذاتية يقدمها الأساتذة المتدربون \ ات داخل المراكز وفقا لتكويناتهم السابقة، خاصة الحاصلون على الإجازات المهنية، تخصص علوم التربية. تسيرهذه الأنشطة والمبادرات تسييرا ديموقراطيا كما يتم فرز لجن وظيفية من داخل الجمع العام للأساتذة المتدربين\ات بكل مركز. بالطبع كان لنجاح نضالات الأطباء من اجل إلغاء مسودة الخدمة الإجبارية بالمناطق النائية دور كبير في تحفيز الأساتذة المتدربين \ ات على النضال من اجل تحقيق المطالب العادلة و المشروعة السالفة الذكر.

المناضل-ة: بعد مقاطعة الدروس , نظم الاساتذة المتدربون\ات مسيرة بالعاصمة يوم 12 نوفمبر ، كيف تقيمان المسيرة : نسبة المشاركة، مدة الاحتجاج و استعدادات المشاركين ، ومستوى التنظيم ، وتعاطف الشارع ؟

من الأشكال الاحتجاجية النضالية التي سطرتها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين\ات لمهن التربية و التكوين بالمغرب مسيرة وطنية يوم 12 نونبر2015 بالرباط أمام وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني. اتجهت المسيرة صوب البرلمان قصد رفع صوت الأساتذة المتدربين\ ات عاليا، كخطوة تصعيدية انذارية. كان الحضور جد وازن و ناجح بنسبة 90% ، أي بمشاركة ما يزيد عن 9000 أستاذ\ة متدرب\ة من أصل 10000. دامت مدة الاحتجاج اكثرمن اربع ساعات حيث اكتسح لون الوزرة الأبيض شوارع الرباط وحيث صدحت الحناجربشعارات منددة بحرقة وشدة بالمرسومين المشؤومين و بالسياسات العدائية للحكومة. رفعت في المعركة لافتات تنديدية مختلفة حسب المراكز، ولافتة تلخص شعارالمعركة الوطنية المركزي : نضال وطني متواصل حتى إلغاء المرسومين الوزاريين :مرسوم رقم : 588-15-2 القاضي بفصل التوظيف عن التكوين و المرسوم رقم: 589-15-2 القاضي بتقليص المنحة. جميعا من أجل الدفاع عن الحق في الوظيفة العمومية. كان للمسيرة الوطنية صدى كبير شد اهتمام الإعلام الدولي و الوطني . لقيت المعركة كذلك تعاطفا كبيرا من قبل الشارع العام يجسده توزيع الماء.. و التفاتة بعض الموظفين الذين غادروا أماكن عملهم لرفع شارات النصر تجاه الأساتذة المتدربين \ ات. كما عرفت المسيرة مشاركة طلبة المدارس العليا للأساتذة و المعطلين وفعاليات نقابية و سياسية.

المناضل-ة: ماذا كان موقف السلطات ، محاولات تشتيت ، قمع مباشر ؟

تعاملت قوى القمع و السلطات عامة مع المسيرة وفق سياستها المعهودة، إذ جابهتها بالحصار القمعي والمنع، لكن اصرارالأساتدة\ات فرض تنظيم المسيرة وحقق لها ذلك الانتصار المشهود، وهي علامة على معنويات مرتفعة وعزيمة لاتلين لمناضلي ومناضلات فئتنا.

المناضل-ة: عبرت جهات نقابية عن تضامنها معكم\ن فهل تجسد ذلك ميدانيا بالمشاركة في المسيرة و لو بوفود نقابية ؟ هل تناولت الكلمة في احتجاجكم\ن

عبرت النقابات محليا و وطنيا عن تضامنها اللامشروط مع نضالات الأساتذة المتدربين \ا ت بإصدار بيانات نقابية تضامنية. لكن هذه البيانات لم يوازها تجسيد ميداني بحضور رسمي في المسيرة الوطنية كإطارات نقابية أو بلافتات. هذا لا ينفي أن مسؤولين نقابيين معروفين جسدوا تضامنهم بالحضور.

المناضل-ة: تمثل حركتكم\كن فئة محدودة. فهل بوسعها وحدها إسقاط المرسومين، لسيما بعد ضغط طلاب الطب الذي فرض على وزارة الصحة التراجع عن مشروعها ( الخدمة الصحية الاجبارية ) حيث لن تبدي الدولة تساهلا قد يجر عليها حركات مطلبية أخرى عديدة ؟

قد لايكون بوسع الأساتذة المتدربين \ات كفئة محدودة لا تتجاوز وطنيا 10000 أستاذ\ة إسقاط المرسومين الوزاريين بمعزل عن نضالات الفئات الاجتماعية الأخرى كأساتذة سد الخصاص و الأساتذة المقصيين من الترقية بالشهادة و طلبة المدارس العليا للأساتذة والمعطلين وطلبة الجامعات ومختلف الأطياف السياسية و النقابية. فتوحيد النضال كفيل بانتزاع مطالب مختلف الفئات المحرومة والمقصية التي تناضل من أجل حقوقها المشروعة، باعتبار أن الكل معني و متضرر من تطبيق هذين المرسومين. لكن رغم ذلك، فقد علمتنا التجارب السابقة، أن قمع الدولة عندما يكون هو الرد الوحيد على المطالب، يؤدي في كثير من الأحيان الى عكس ما كان مخططا له. ذلك أن القمع يزيد من تأجيج نضالات المحتجين واستماتتهم وقدرة أكبر على تحمل القمع رغم ضراوته، مادامت المطالب لم تتحقق. هذا دون أن يعني ذلك نفيا لحاجتنا القصوى والماسة الى التضامن الميداني بمختلف الأشكال من قبل كل القوى والحركات الاحتجاجية وعلى رأسها النقابات عامة وفي المقام الاول النقابات التعليمية. فقد تحول انتصار طلاب الطب الأولي الى نموذج يحتذى. ولكي لايحذو الآخرون حذوهم، ستسعى الدولة الى مزيد من القمع لإثباث أن النضال لايحقق شيئا لأصحابه، بقدرما يتسبب في تكسير عظامهم لاغير. لذلك ستعمل على فرض العزلة والحصار على نضالاتنا، وهوما يجري يوميا، عبر التهديد بالطرد والاحالة على المجالس التأديبية. هذه الأخيرة أحيل عليها خمسة اساتذة متدربين بمركزالدار البيضاء درب غلف. كما تعرضت مسيراتنا بفاس وبني ملال والعيون ومدن أخرى.. للقمع والتضييق. من هنا تأتي أهمية التضامن معنا في هذه المعركة غير المتكافئة.

المناضل-ة: هل اتصل أعضاء تنسيقيتكم بقيادات نقابات التعليم لبحث سبل التعاون لاسقاط المرسومين ؟ وهل تنوون المشاركة في الخطوات التي دعا اليها التنسيق النقابي : اضراب بالوظيفة العمومية و مسيرة وطنية يوم 29 نونبر 2015 ؟.

من خطوات البرنامج النضالي التي سطرها المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية المنعقد بالرباط بتاريخ 13 نونبر 2015، والذي خلص الى برنامج نضالي لمدة أسبوعين من بين ما يتضمنه، المشاركة في المسيرة الوطنية الموحدة للنقابات التي ستنظم بمدينة الدار البيضاء، مع ارتداء وزرة الأستاذ البيضاء، و توزيع مناشير توضح مطالب الأساتذة المتدربين والهدف من النزول والمشاركة في المسيرة، وإيصال صوت ونضالات الأساتذة المتدربين\ ات إلى شرائح أخرى و طرح إمكانية التنسيق مع النقابات لتوحيد النضالات و إدراج ملف الأساتذة المتدربين \ ات ضمن برامجها النضالية.

المناضل-ة: فتحت معركتكم نقاشا داخل البرلمان وفي المجلس الحكومي حيث ردت الحكومة ووزراؤها على مطالبكم بمزيد من التعنت معلنة رفض الاستجابة لمطالب المحتجين\ات. كيف ستردون على هذا التعنت ؟

طرح بعض النواب بمجلس المستشارين بتاريخ 17 نونبر ثمانية أسئلة موحدة المضمون حول معركتنا بحضور الوزير المعني الذي مارس التغليط في رده متهربا من الجواب على جوهر الاسئلة الموجهة له، والأدهى من ذلك، هروبه من الجلسة. بعد ذلك بيومين، عقد مجلس حكومي دافعت فيه الحكومة عن مرسوميها، معلنة سيرها في التمسك بهما، داعية الأساتذة المتدربين الى العودة خاويي الوفاض الى مراكزهم لاستئناف التكوين والاذعان لجبروتها.

ردنا على هذه العجرفة الحكومية هو الرفض وعدم الرضوخ، ويتمثل ذلك في 1)- مواصلة مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية بكل المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، 2)- عقد ندوة صحفية يوم الاثنين 23 نونبر بمقر المنظمة الديمقراطية للشغل بالرباط، لتنوير الرأي العام الوطني حول مجريات وآفاق معركتنا والرد على مغالطات الحكومة ووزرائها، 3)- تنفيذ مسيرات حاشدة في خمس مناطق هي طنجة، وجدة، البيضاء، مراكش وأكادير يوم 24نونبر،4)- المشاركة في المسيرة الوطنية الموحدة للنقابات يوم 29 نونبر. هذا كمحطة أولى، للتعبير عن الصمود وطول نفسنا واستعدادنا للذهاب بعيدا في هذه المعركة، حتى اسقاط المرسومين. كل ما نطلبه هو دعم وتضامن اخوتنا في النضال، من مختلف الأطياف والفئات المحرومة والمناضلة، تكريسا لمبدأ التضامن كتقليد نضالي ودوره الحاسم في تحقيق الانتصار، تجسيدا للحكمة البليغة: الاتحاد قوة

ملحوظة: أجريت المقابلة قبيل المسيرات الجهوية الحاشدة الموحدة زمنيا والمتفرقة مكانا بخمسة مناطق.

شارك المقالة

اقرأ أيضا