النصر للانتفاضة الفلسطينية الثّالثة: لنُناضل من أجل إنهاء التطبيع مع الكيان الصهيوني

سياسة13 مايو، 2021

تيار المناضل-ة

اشتعلت شرارة الغضب الشعبي بكل أرض فلسطين، في مدن أراضي 1948والضفة الغربية وقطاع غزة، بسبب تمادي العدو الصهيوني في اضطهاد الفلسطينيين وتشديد الخناق عليهم في أماكن ممارسة الشعائر الدينية في مدينة القدس، وتكثيف الضغوط على السكان للاستحواذ على سكنهم بحي البستان والشيخ جراح.
لكن مفجرات الغضب تمد جذورها عميقا في تاريخ الغطرسة الاستعمارية والجرائم المتتالية المرتكبة في حق الفلسطينيين بدعم من الدول الإمبريالية، وتواطؤ الأنظمة الرجعية التي تدرك ما للثورة الفلسطينية من قوة حفز لثورة شعوب المنطقة ضد ديكتاتوريها الخاصين، وكذا في إحباطات ما بعد أوسلو وخيار التفاوض الاستسلامي ومآزق الشقاق السياسي داخل الحركة الوطنية الفلسطينية وفي جهاز السلطة ذاته بين الضفة والقطاع.
اشتد عنف هذه الجرائم مع صعود قوى اليمين الفاشي الصهيوني، المدافع عن منظور إخلاء شامل للأرض من سكانها الأصليين، والمشكل لميليشيات منظمة تستوحي معتقدات لاهوتية لتبرير هجماتها العنيفة على الفلسطينيين، مدعوما سياسيا و ماليا من اليمين المسيحي الصهيوني عالميا، وقد مثل الرئيس الامريكي السابق (دولاند ترامب) مثالا على الهوس المَرضي المعادي لحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال على أرضه التاريخية.
يغوص الكيان الصهيوني في أزمة سياسية خانقة بدليل عجزه عن تشكيل حكومة مستقرة بعد أربع جولات انتخابية بسبب تقوقع حاد للمجموعات الصهيونية في خصوصيتها الدينية والعرقية بعد تفكك التيار الصهيوني اليساري المؤسس للكيان الإسرائيلي.
يواجه رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) خطر السجن لاتهامه في عدة قضايا جنائية. يوفر له البقاء في منصبه الحماية من كل متابعة قضائية، لهذا فمصلحة تفجير الوضع العسكري ومقايضة أصوات ناخبيه بدم الشعب الفلسطيني عنصر إضافي لتفسير أسباب تعمد استفزاز الفلسطينيين في هذا التوقيت بالذات.
اندلعت احتجاجات بالقدس ويافا وحيفا واللد وقام شباب ما بعد أوسلو بدور محرك الاحتجاجات، ووسموا بطابعهم الخاص تلك النضالات الشعبية. لقد وجهوا ضربة مميتة “لمؤامرة القرن” التي أعلنها (ترامب) و تناثرت مزق خرائطه بعد أن تحرك مئات الآلاف من السكان الفلسطينيين.
أبرزت هذه الانتفاضة أن على الأرض حقائق بشرية لا يمكن محوها بجرة قلم استعماري. كما أقبرت هذه الهَبَّة النوعية أساطير قدرة المؤسسة الصهيونية على دمج فلسطيني 1948 النهائي في دولة إسرائيل، وتخليهم عن مطامحهم القومية في الاستقلال والاقتصار على تحسين ظروف عيشهم.
أخيرا، انفضحت أنظمة الرجعية بمنطقتنا التي طبَّعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني اعتقادا منها أن تراجع القضية الفلسطينية خلال العقد الأخير دليلٌ على إنهاك واستسلام الفلسطينيين وطلاق شعوب المنطقة مع القضية الفلسطينية وأن الوقت حان لإظهار ما كان في السر من علاقات متشعبة مع الكيان الصهيوني.
تذكرنا هذه الانتفاضة بسابقتيها: 1988 و2001، حيث تقتحم جماهير الشعب الفلسطيني الساحة مسلحة بالحجارة والصدور العارية، قادرة على كبح الطموحات الاستيطانية الصهيونية واعتداءاتها العسكرية والبوليسية، في وقت يصل فيه العمل السياسي (وحتى العسكري) مآزقه المحتومة الناجمة عن رغبة في التحكم في العمل الجماهيري وتَقنِيَتِه لمصالح سياسية حزبية وإقليمية.
ليس للكيان الصهيوني في مواجهة كفاح الشعب الفلسطيني من وسيلة غير ارتكاب مزيد من جرائم القتل في حق المدنيين، وتخريب البنية التحتية، وخنق المدن بعسكرتها بفصائل الجيش وميليشيا المستوطنين المسلحين، واعتقال الآلاف. جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها الصهيونية قبل تأسيس إسرائيل واستمرت في ارتكابها ولن تتوقف عن المزيد منها لأن قيامها ككيان استعماري استيطاني يتطلب العنف الدموي الدائم وتوقفه يعنى تفككها الشامل.
• إننا نعبر عن دعمنا المطلق للشعب الفلسطيني في النضال لتحقيق استقلاله الوطني على كامل أرضه التاريخية في إطار دولة مستقلة ديمقراطية، علمانية وموحدة.
• نساند صموده الفريد ومقاومته الباسلة ونحيي عاليا الاندفاعة الشعبية بأراضي 1948 وما تمثله من أهمية قصوى لتعميق أزمة الكيان الصهيوني على مختلف الأصعدة؛ وإن تحصينها وتطويرها مهمة كل المناضلين ضد الصهيونية بما في ذلك المواطنين من الأصول اليهودية بإسرائيل.
• ندين الجرائم المرتكبة بقصف غزة التي تستهدف العزل والبنية التحتية لمنطقة تعاني حصارا ظالما مند عقود.
• نحيي حملات التضامن العالمية مع نضالات الشعب الفلسطيني وحملات مقاطعة الكيان إسرائيل اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.
• ندعو إلى قطع جميع العلاقات مع إسرائيل، السرية منها والمعلنة، ونساند النضالات الشعبية المساندة للفلسطينيين بكل مناطق العالم، كما ندد بالقمع المتتالي الذي يتعرض لها المتضامنون بمختلف مدن المغرب، كالرباط كما بالدار البيضاء وقبلهم بأكادير…
عاش الشعب الفلسطيني مستقلا بأرضه التاريخية الإدانة للجرائم الصهيونية والخزي والعار للخونة المطبعين.

13/05/2021

شارك المقالة

اقرأ أيضا