سيزار شافيز، كفاح مرير من أجل العمال الزراعيين و حقوقهم العادلة في الولايات المتحدة الأمريكية

ثقافة و فن23 أبريل، 2015

 

 

 

تحل اليوم ذكرى وفاة أحد قادة العمال الزراعيين الأمريكيين من أصول لاتينية ( مكسيكية) سيزار شافيز. سيزار من أولئك الذين قدموا سنوات عمرهم للنضال و الكفاح من أجل تحسين أوضاع العمال و المطالبة بعدالة حقيقية لصالح أولئك الذي يعملون أسفل. شافيز أحد الذين تحدوا قدرة المالكين الرأسماليين في عقر دار أعتى البورجوازيات، الولايات المتحدة الامريكية.

إزداد شافيز يوم 31 مارس 1927، من أبوين مهاجرين يعملان في مجال الفلاحة كمأجورين. انخرط منذ الصغر في العمل لقاء لقمة العيش، و شهد خلال سنوات عمله و معاشرته لرفاقه العمال معاناة حقيقية لا تكافأ بغير أجور زهيدة. أجور لا تسد، لا رمقا و لا جوعا. كما عاين من خلال تجربته الشخصية، السرقة التي يقوم بها مالكو المزارع لعرق العمال.
خلال عقد الستينات من القرن الماضي توفرت للفقراء الأمريكيين، العديد من فرص الشغل في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية. فقد كان للعمال آنذاك حد أدنى كأجر 1.25 دولار في الساعة، في حين كان يحصل رفاقهم عمال المزارع على 90. 0 دولار في الساعة. فرغم قساوة الأعمال الزراعية التي كانوا يقومون بها عمال المزارع و ظروف العمل المهينة و الخطيرة ( المبيدات المستعملة ..) و غياب المياه العذبة و الحمامات …. تحمل العمال لقاء ذاك الأجر الزهيد، العيش و الإستقرار بأكواخ شيدها أرباب المزارع كانت بمثابة معسكرات تابعة للمزارع.
حاول عمال المزارع الوقوف للمطالبة بظروف عمل جيدة، ولكنهم كانوا محرومين من حق التصويت أو حق تنظيم و تشكيل النقابات من أجل المطالبة بأجور عادلة و سكن لائق وحقوق اجتماعية أخرى.

الصورة من فيلم يستعيد حياته

الصورة من فيلم يستعيد حياته

أراد سيزار شافيز تحسين حياة هؤلاء العمال الزراعيين. كان يوجد في تلك الفترة بكاليفورنيا مختلف الجنسيات من الطبقة العاملة، لكن معظمهم كانوا من اللاتينيين. لقد كان يعي شافيز من خلال تجربته أن حقوقهم المدنية منتهكة و أنهم أجبروا غصبا بفعل الحاجة على العمل بأجر منخفض جدا، في ظروف عمل غير آمنة. بداية لم يسمح له و لرفاقه بتشكيل نقابة تجمعهم و تكون ناطقة باسمهم ، في حين أنه حّق للعمال الآخرين غير اللاتينيين تكوين النقابات و الحصول على الأجور العادلة و السكن اللائق كما نص على ذلك دستور الولايات المتحدة.
بفعل صمود العمال و حملات التشهير بأوضاعهم و حملات التضامن مع بعضهم البعض تمكن شافيز و رفاقه من تكوين وبناء الاتحاد النقابي للعمال الزراعيين الذي كانت له القوة السياسية الكبيرة بفعل تأييد آلالاف الأميركيين لمطالب العمال الزراعيين. تمكن إتحاد العمال الزراعيين طيلة خمس سنوات من الإضرابات و الاعتصامات، من الحصول على حق التنظيم و الاعتراف بمطالبهم.
في العام 1975، أُعطيهم حق تكوين النقابة و أيضا الحق في التصويت أو مقاطعة الانتخابات للعمال الزراعيين. للعمال الزراعيين اليوم الحق في انتخاب ممثليهم بأنفسهم والمطالبة بتحسين ظروف العمل من داخل المؤسسات البرلمانية الأمريكية .
لم يطأطأ شافيز الرأس أبدا . لقد عمل سيزار من العام 1962 حتى يوم وفاته يوم 23 أبريل من العام 1993 على النضال من أجل تحسين حياة العمال الزراعيين. لقد أصبح نضال سيزار شافيز جزء من نضال وطني يطالب بتحسين حياة الفقراء، أجرى حملات تسجيل الناخبين، وعمل على توسيع الحقوق المدنية للأشخاص الذين سبق أن حرموا من حقوقهم.
العاصي
ــــــ
يوجد فيلم سينمائي يستعيد حياة و نضال سيزار شافيز.

شارك المقالة

اقرأ أيضا