فم الحصن:جيل وراء جيل والنضال مستمر

الحركة الاجتماعية25 أكتوبر، 2025

بقلم: متضامن 

تعيش بلدية فم الحصن على وقع احتجاجات نضالية مند 21 شتنبر 2025الماضى.كسرت شعارات الشباب وزغاريد النساء هدوء الواحة ورثابة الزمان.

كانت نضالات شباب Z التي عمت مناطق عديدة في المغرب دفاعا عن  نظام صحى وتعليم عموميي وجيد، حافزا لانطلاق شرارة نضال-ات فم الحصن، لكن المفجر الموضوعي لغضب الساكنة هو ما تعانيه البلدة ،كما مناطق عديدة في اقليم مترامي الأطراف، من حرمان وتهميش متعدد الاوجه  والأبعاد.

صحة عمومية مريضة

يوجد في البلدة مركز صحي يفتقد لأطقم صحية كافية، من أطباء وممرضين وأعوان وفقير التجهيزات. لا يستطع المركز تقديم خدمات صحية للمرضى ويكتفي بارسالهم الي المستشفى الاقليمي بطاطا(يبعد 145كلم)، الدي يقوم في غالب الأحيان باحالتهم الى المستشفى الجهوي بأكادير(يبعد عن طاطا 173 كلم) الاخير لقب بمستشفى الموت لفضائحه المتواثرة. ما حظوض نجاة مريض-ة في الحالات التي تستدعي تدخلا عاجلا ،تتجول به سيارات اسعاف تفتقر لأبسط المعدات الطبية ودون مرافق صحي؟

للحد من معانات المرضى والحوامل وتقليص معدلات الوفيات بسبب تأخر  الاسعافات والتدخل الطبي، لا بد من بناء مستشفى مجهز بمعدات حقيقية، وبأطقم طبية دائمة، وبسيارات اسعاف تحترم المعايير الطبية.

يعلم ساكنة اقليم طاطا جميعهم أن تردي الخدمات الصحية بل وهزالتها هو واقع مر وقاسم مشترك بين جميع ساكنة طاطا ببلدياته الثلات (أقا-فمزكيد-فم الحصن و بلدية طاطا ايضا) ما يفرض اطلاق نضال في تلك المناطق والتنسيق بينها على ملف مطلبي اقليمي شامل يتجاوز في حجمه ومطالبه التجربة التاريخية لنضالات الاقليم ضد فرض التسعيرة في المستشفى الاقليمي وضرب مجانية الصحة العمومية التي انطلقت شرارتها في مارس2005 بتأسيس هيئة الدفاع عن مجانية وجودة الخدمات الصحية وانطلاق مسلسل نضالي الأول من نوعه في تاريخ الاقليم..

مدرسة عمومية ضائعة وتكوين مهني منعدم

عرفت البلدة نضالات تلاميدية متواثرة بسبب الاوضاع التي يعيشها الثلاميد خلال السنوات الماضية.لكن هناك بعدا اخر لمعاناة شباب المنطقة الراغبين في استكمال دراستهم في التكوينات المهنية حيث يضطرون للتنقل الي مركز طاطا أ الى و خارج الاقليم، أما أغلبهم فمساره الدراسي يتوقف وخصوصا الانات منهم.

ان بناء مركز تكوين مهني يضم تخصصات تلبي حاجيات أبناء البلدة والجوار مطلب مشروع لخفض نسب الهدر المدرسي والمهني وانقاد شبابنا من ضياع سنوات شبابهم في فراغ محفوف بالمخاطر.

حماية الواحة والحفاظ على توازنها الايكولوجي.

  بلدية فم الحصن مثل معظم مناطق الحزام الواحي في الجنوب الشرقي المغربي. حافضت على استدامة الواحة بفضل حسن تدبير الموارد الطبيعية الهشة في وسط مناخي صحرواى لعقود غابرة.وبضغط التغيرات المناخية القاسية ازدادت هشاشة الواحة وقدرتها على البقاء، لكن ما جعل الوضع أكثر خطورة هو ادخال زراعات كثيفة تستنزف الفرشة المائية بكثافة،مثل زراعات البطيخ الاحمر ومزارع النخيل الكبيرة المسقية بنظام التنقيط…الخ. فالفلاحة التسويقية الكثيفة في منطقة الواحات يعني حكما باالاندثار على نظام واحي قائم على تدبير ندرة المياه والحفاظ على دورة تجدد الفرشة المائية.

ادى توطين الفلاحة الكثيفة الى أشعال نار المضاربة العقارية، وتنوعت أساليب عمليات السطو على اراضى جماعية، بتواطؤ  من جهات رسمية التى سهلت عمليات التملك الخاص لمساحات شاسعة من الأراضي الجماعية بطرق احتيالية وتفويتها لرأسماليين نافدين  من خارج المنطقة.

 نهض شباب البلدة للنضال وهم يعلمون أن مستوصف البلدة ليس الا جدرنا  داخله ممرضين-ات وطبيب لا حول ولاقوة لهم-ن أمام الحالات المرضية التي تفد اليهم-ن.

شباب-ات المنطقة بين بطالة قاتلة أو هجرة اضطرارية

ان وضعية الخدمات العمومية متدهور، و حال الواحة متعبة بسبب توالى سنوات الجفاف وضعفت مردودية انتاجها، و مصير شباب-ات فم الحصن هو البطالة التي تنهش معنوياته وتجبره أن يكون عالة على الاخرين، أو يدفع  لهجرة قسرية للمدن الداخلية. وليس غريبا تقلص عدد ساكنة فم الحصن التي تراجعت من 6353 نسمة في احصاء 2014 الي 5908 نسمة في احصاء 2024.

ان السكان ينزحون هروبا الي حيث يحصلون على فرصة شغل ومستشفى للعلاج ومدرسة لتعليم ابناءهم، ولم يعد يربطهم ببلدتهم الا ذكرايات ماضيها الجميل.

ان نضالات ساكنة فم الحصن المستمرة هي نهوض جماعي لأجل بلدة تليق بكل سكانها، ورفض لواقع مزر يجبر السكان على مغادرتها، وتشبث جماعي بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي وحدها تبقى على فم الحصن واحة جدب لا قرية طاردة لأبناءها .انها مطالب مشروعة وليست منة من أحد.

النضال مستمر

بدأت نضالات فم الحصن  مند شهر، ويقوم تنظيمها على آليات مباشرة منها الاجتماعات الشعبية المفتوحة، وآليات التعبئة الميدانية المباشرة وأيضا استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، وشكلت لجان لمهام اليقضة والشعارات وأخرى للتنظيم وهيئة التسير والمفاوضات.

 جُسدت اشكال نضالية خلال الفترة الماضية عبارة عن وقفات ومسيرات و اعتصامات جزئية امام الباشوية، ونظم اضرابين عامين جزئين.

الفئات الأكثر انخراطا في النضالات هم الشباب والنساء و التجار و العمال ،كما سجل تضامن ودعم ابناء البلدة المهاجرين بالتوجيه والإعلام . لكن بالمقابل  لا يوجد تضامن من مناطق اخرى في الاقليم، وهدا ما عانته نضالات سابقة في مناطق أخرى. اما وطنيا فاقتصر التضامن على بعض صفحات فيسبوكية،وبعض المنظمات والجمعيات الحقوقية.

في حين لجأت السلطة المحلية الى اطلاق التهديدات، وانزال القوات القمعية تزامنا مع كل شكل نضالي.

 أما المفاوضات مع السلطات فعقد لقاء مع الباشوية افضى الى تحديد  موعد لقاء مع عامل الاقليم والمصالح الخارجية يوم الثلاثاء المقبل.

ان نضالات فم الحصن لأجل مطالبهم الاقتصادية والاجتماعية وممارسة حرياتهم الديمقراطية في حاجة الى انخراط ساكنة اقليم طاطا برمته والي تضامن كل كادحي المغرب ومنظماته المناضلة، انه نضال ضد نظام اقتصادي واجتماعي في خدمة كبار الرأسماليين مقابل استغلال و تهميش الكادحين , حياتنا قبل أرباحهم ومصالحهم.

شارك المقالة

اقرأ أيضا