العالم يتوقف من أجل الأسطول! أسطول صمود العالمي يوقف العالم عن الحركة!
أسطول صمود العالمي يوقف العالم عن الحركة!
بقلم: أناستازيا إيوانا تروفين.
حاول أسطول صمود العالمي، وهو تحالف يضم عشرات السفن المدنية المحملة بالمساعدات الإنسانية، الإبحار إلى غزة وكسر الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل منذ فترة طويلة على المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني. سعى الأسطول، بمشاركة أكثر من 45 دولة، إلى توصيل الأدوية والغذاء والتضامن بشكل سلمي إلى الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من إبادة جماعية على يد إسرائيل منذ ما يقرب من عامين.
ومع ذلك، جرى وقف مهمة الأسطول عندما اعترضته قوات الاحتلال الإسرائيلية، وصعدت بالقوة على متن السفن، واختطفت جميع المناضلين في المياه الدولية، على بعد 70 ميلًا بحريًا من شاطئ غزة في ليلة 1-2 أكتوبر. اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 450 مناضلا بشكل غير قانوني ونقلهم إلى أشدود. وقد تم نقل معظم طاقم أسطول صمود العالمي إلى سجن كتزيوت، المعروف بمعاملته المهينة واللاإنسانية للسجناء.
يقول خبراء القانون إن الإجراء الإسرائيلي انتهك على الأرجح اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي تحمي حرية الملاحة في المياه الدولية وتؤكد الحق في تقديم المساعدات الإنسانية. ويصر المنظمون والأشخاص على متن السفينة على أن الأسطول هو عملية غير عنيفة، هدفها الواضح هو كسر الحصار وتقديم المساعدات الإنسانية التي يحتاجها سكان غزة بشدة.
حظي الأسطول بدعم عدة دول أوروبية، حيث أرسلت إيطاليا وإسبانيا سفنًا لمرافقة القافلة، لكنهما ادعتا لاحقًا أن ذلك كان مجرد إجراء احترازي وتخلتا عن الأسطول عندما وصل إلى ما يسمى ”منطقة الخطر“. دعمت اليونان وتركيا الأسطول دبلوماسيًا، مؤكدتين على الحق في إيصال المساعدات، وشاجبتين الإجراءات غير القانونية التي اتخذتها إسرائيل.
ورغم ذلك، واصلت القوات الإسرائيلية عملية الاختطاف، وقام وزير الأمن القومي بن غفير بجولة على السفن المصادرة، وصرح بأن المناضلين على متنها ”إرهابيون“، برغم عدم العثور على أي معدات عسكرية أو أسلحة على متنها، واتهمهم بالعمل مع المقاومة. أدان منظمو الأسطول هذا الوصف، ورفضوه باعتباره تشويهًا سياسيًا ينتهك المعايير الإنسانية الدولية.
يوجد حالياً 15 مواطناً بريطانياً بين المناضلين المختطفين، وترفض الحكومة البريطانية اتخاذ موقف أو حماية مواطنيها، لكن الشعب البريطاني يناضل من أجلهم. اندلعت احتجاجات في جميع أنحاء بريطانيا، من غلاسكو إلى كارديف، ومن ليفربول إلى لندن. وازدادت الاشتباكات مع الشرطة. وشهدت المظاهرات التي نظمت في لندن تضامناً مع الأسطول عمليات محاصرة واعتقالات غير قانونية وعنفاً من قبل الشرطة.
أثار اعتراض السفن غضباً عالمياً، حيث اندلعت احتجاجات جماهيرية في مدن في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا اللاتينية وشمال أفريقيا. وتطالب المظاهرات بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، إلى جانب الإفراج عن جميع المناضلين الإنسانيين على متن السفن. في إيطاليا، رفضت نقابات عمال الموانئ التعامل مع البضائع الإسرائيلية، وفي البرازيل، أقام الطلاب مخيمات في العديد من الجامعات.
يسلط أسطول صمود العالمي الضوء على التوتر بين مطالب أمن الدول والنشاط الإنساني المدني. أدى الاعتراض بالقوة واختطاف متطوعين عزل في المياه الدولية والخطاب القاسي من المسؤولين الإسرائيليين إلى تصعيد ليس المعركة القانونية فقط، بل حتى التعبئة العالمية. بينما يطالب الآلاف حول العالم بالعدالة، لا يزال مصير المناضلين المحتجزين ومستقبل المساعدات البحرية لغزة موضع احتجاج شديد من الناس في جميع أنحاء العالم.
وبرغم الاعتراض، حقق الأسطول إنجازاً غير متوقع. بسبب تركيز قوات الاحتلال على إيقاف القوارب، تمكن سكان غزة من الصيد لأول مرة منذ بدء الإبادة الجماعية.. في ظل الوضع الذي أصبح فيه الجوع سلاحاً رئيسياً في الحرب، فإن هذا الأمر ليس بالهين.
أصبح أسطول صمود، مع تزايد المطالبات بالمساءلة في جميع أنحاء العالم، رمزاً للسلام والمقاومة والتضامن مع شعب فلسطين.
الحرية لأسطول صمود! الحرية لفلسطين ، وكل التضامن مع جميع الشعوب المضطهدة في العالم.
المصدر :
اقرأ أيضا