رسالة من المناضل المعتقل السياسي الأستاذ محمد جلول (نوفمبر 2025)
يا ابناء وبنات شعبنا اتحدوا من اجل التغيير (الجزء 308)
لا يجب ان نتخلى عن مطالبنا وسعينا من اجل وطن يتسع للجميع
ولا يجب ان نتخلى عن معتقلينا وشهدائنا وكل ضحايا هذا النظام
_آن الاوان ليقول هذا الشعب كلمته…
يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، إننا لا يجب أن نتخلى عن مطالبنا العادلة والمشروعة في العيش الكريم، وحقّنا في الصحة والتعليم والشغل والسكن والتنمية المحلية، وحقوقنا الثقافية والمدنية والسياسية والجهوية، ومسعانا إلى وطن يتّسع للجميع، تسوده الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويقطع مع كل أشكال التحكّم واللا عدالة والفساد والإفلات من الحساب، باعتبارها حقوقًا ومساعي لا يمكن لأحد أن يجادلنا فيها كما لا يجب أن ننسى ضحايا القمع الهمجي من أبناء شعبنا الذين سقطوا صرعى أو مصابين بإعاقات جسدية مستديمة على إثر التدخل القمعي الهمجي في الاحتجاجات الأخيرة. ولا يجب كذلك أن نتخلى عن المئات من المعتقلين المظلومين من أبناء هذا الوطن، يعانون في سجون الذل والقهر لهذا النظام السياسي، وتُعاني معهم عائلاتهم الويلات ظلمًا وعدوانًا وبأحكام جائرة وقاسية، وكان ذنبهم الوحيد أنهم خرجوا إلى الميدان لاستنكار الأوضاع المزرية التي يعيشها عموم هذا الشعب، واستنكار الأوضاع المتردية والإفلاس الذي أصاب القطاعات العمومية وعلى رأسها التعليم والصحة.
وهو نزول ميداني مشروع، واحتجاجات مشروعة، بل هو واجب وطني في ظل تجاهل هذا النظام السياسي وحكومته لأحوال هذا الشعب وصرخاته، وفي ظل إصراره على المضيّ قدمًا في سياسات تُكرّس الفساد والتبذير والهدر وتعمّق أزمتنا وأزمة هذا الوطن.
نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، إننا لا يجب أن ننسى هؤلاء المعتقلين المظلومين من أبناء شعبنا، ولا يجب أن نتخلى عنهم، فهؤلاء خرجوا من أجلنا جميعًا ولم يخرجوا من أجل مآربهم الشخصية. ولذلك لا يجب أن نتركهم يقاسون لوحدهم آلام السجون، ولا يجب أن نترك عائلاتهم تعاني وتكابد لوحدها. بل يجب مؤازرتهم عبر مختلف الأشكال التضامنية، وعبر مختلف الأنشطة الإشعاعية والاحتجاجية لإطلاق سراحهم، وعبر مواصلة النزول إلى الميدان للدفاع عن المطالب العادلة والمشروعة لشعبنا، وعدم الاستسلام لسياسة القمع والاعتقالات التي تحاول ثنينا عن المضي قدمًا، وتحاول ترهيبنا وقهر عزيمتنا وتشتيت وحدتنا.
نعم يا أبناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر، فهذا هو الهدف من حملات الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطات المغربية ضد الآلاف من أبناء هذا الشعب، ولا سيما الشباب، والأحكام الجائرة والقاسية التي سارعت إلى إنزالها بسرعة البرق على هؤلاء المعتقلين. دون الحديث عن الآلاف الذين تعرضوا للاعتقال التعسفي والترهيب وتم إطلاق سراحهم، والكثير منهم تم استدعاؤهم إلى مخافر الشرطة وأُجبروا على توقيع تعهّد بعدم النزول مرة أخرى إلى الميدان، في ممارسة تُكرّس الدولة البوليسية الترهيبية ومنع الحريات، وتتنافى مع كل مبادئ حقوق الإنسان الكونية.
نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، فهدف هذا النظام السياسي هو الترهيب الجماعي لشعبنا لثنيه عن الإقدام على المطالبة بحقوقه العادلة والمشروعة، ومن أجل تكبيله وتركيعه وإخضاعه وقبوله بالأمر الواقع رغم ظلمه وفساده، ورغم إصرار هذا النظام على المضيّ في سياسات تُعمّق أزمتنا وأزمة هذا الوطن.
نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، ولكن يبقى العيب فينا؛ فنحن من نستسلم بسهولة، ونحن من يُصيبنا التشتيت والتفرّق بسهولة، ونتخلى بسهولة عن مطالبنا وعن حقّنا في الكرامة والحرية والعدالة، ونتخلى بسهولة عن شهدائنا ومعتقلينا، ونتخلى بسهولة عن ضحايا هذا النظام ونتركهم يقاسون لوحدهم، ونتخلى بسهولة عن بعضنا البعض وذلك ليس فقط عارًا علينا، بل الأخطر من ذلك أنه يفتح المجال لهذا النظام السياسي ليأكلنا فرادى، وليستغلّنا فرادى، وليتعسّف علينا فرادى، ولتتمكن نخبته النافذة ولوبياته من التصرّف في هذا الوطن كما تشاء، والتصرّف في ثرواتنا وميزانياتنا كما تشاء، وتقود هذا البلد كما تشاء نحو النفق المسدود والغرق في الأزمات والخراب.
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا، فكم بقينا راضخين للاستبداد والترهيب والتخويف؟!!! وماذا جنينا وراء ذلك غير المزيد من المآسي والبؤس وحياة الذل والهوان، ونحن نشاهد الشعوب الاخرى كيف تنعم بحريتها، وكيف تعيش حرة وكريمة وأبية في اوطانها، وكيف تتمتع بكل حقوقها، وكيف تتحقق احلامها، وكيف تعيش الحياة بكل ألوانها ومتعها ومغامراتها، وكيف تتطور وتتقدم الى الامام، ونحن قابعين في أسفل الدنيا واخر ترتيب الشعوب نعاني من التخلف والبؤس والذل والهوان، ونقف امام هذه الشعوب محتقرين ومذلولين وبؤساء وتعساء…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا وهذه الشعوب هي افضل احوال منا ليس لان الله خلقها افضل منا، وانما هي امتلكت الإرادة والشجاعة لصناعة التغيير ، وامنت بحلمها وعملت وضحت وكافحت من اجل ذلك الحلم، واستطاعت ان تحقق النجاح، واليوم هي تحصد ثمن نضالاتها وكفاحاتها…
_نعم يا ابناء و بنات شعبنا، فإلى متى سنبقى نحن خائفين وراضخين وبؤساء وتعساء ونجني المزيد من المآسي والتخلف والجمود، وننظر في وطننا وثرواته تتعرض للاستنزاف والتخريب والتبديد، وننظر في أجيالنا واطفالنا وشبابنا يضيعون في هذا الوطن بلا حاضر مشرف ولا امل في المستقبل ، ولازلنا نتخبط في مشاكل المعيشة وننتظر القفف الموسمية من تلك المساعدات الهزيلة ، بينما الشعوب الأخرى قطعة أشواطًا كبرى في الديمقراطية والتنمية ، وباتت تنظر الى النجوم…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا والى متى سنبقى لا نبحث سوى على الحلول الترقية او الفردية في هذا الوطن والتي لا تغير اي شيء من واقعنا الجماعي والمستقبلي ، ولا تكرس سوى استمرار واقعنا المزري هذا ، حيث لا تغير حقيقي يمكن ان نشعر به او نحققه لأبنائنا وأجيالنا من دون انتقال حقيقي نحو دولة ديمقراطية حقيقية دولة الحرية والعدالة والمساواة بين الجميع والتي تقطع مع كل أشكال الاستبداد والفساد والافلات من الحساب …
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، و واجب التغيير لا يمليه فقط حقنا في العيش بحرية وكرامة وعدالة في هذا البلد باعتبارنا كلنا ابناء هذا الوطن ، وكلنا اولاد تسعة اشهر ويجب ان نحظى جميعا بالمساواة في هذا البلد ، ويجب ان نستفيد جميعا من ثرواته ، ويجب ان نشارك جميعا في تقرير مصيره ، ولا يحق لأحد ان يستعبدنا او يستحقرنا في هذا الوطن ويجعل نفسه وصيا علينا من دون إراداتنا واختياراتنا الحرة والنزيهة…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، بل واجب التغيير وفق ذلك تمليه الإرادة الإلاهية والذي لا يقبل منطق الاستبداد والاستعباد والطغيان والفساد في ارضه ، ولا يقبل من الناس الخضوع لهذا المنطق او التطبيع معه ، ويدعوهم الى التحرر من هذا المنطق وإقامة العدالة والمساواة واحترام الكرامة الانسانية كأساس للحكم وهذا ابتلاء لكل انسان ورسالته وأمانته …
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، ولذلك فنحن ليس لدينا أمل سواء في الدنيا او في الاخرة في ظل رضوخنا واستسلامنا لمنطق الاستبداد والفساد ، حيث سنبقى محرومين من حقوقنا وحرياتنا وكرامتنا في الدنيا ، وحيث سنحاسب على رضوخنا واستسلامنا لذلك يوم القيامة ،ويوم نقف امام الله ويسألنا لمن الملك اليوم؟!!! ولمن كنتم خاضعين ومستسلمين في الدنيا؟!!! ومن الذي جعلكم تبقون راضخين ومستسلمين هكذا؟!!!
_ نعم يا ابناء وهبنات شعبنا ، فلقد ان الاوان لنعيد الاعتبار لأنفسنا ولكرامتنا في هذا الوطن والتي منح لنا إياه الخالق ولا يحق لأحد ان ينتزعها منا او يبخسها ،وندافع عن حقوقنا الكاملة في هذا الوطن وعن حقنا في الحرية والعيش في إطار العدالة والمساواة ببلادنا ، وآن الأوان ان نثق بالله ونتوكل عليه في هذا الامر مع الإقدام والعزيمة والشجاعة والوحدة والأخوة والصمود وعدم اليأس…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا ،ولا بد من إخلاص النوايا وتصفية القلوب والتحلي بروح الأخوة الوطنية والإنسانية الصادقة والهدف النبيل اذا ما اردنا النجاح في مهمتنا ،لانه عندما تتوفر هذه الشروط في المجتمع فان الله يبارك ويساعد ويقوي هذا المجتمع وينصره ويؤيده، ولا اي قوة تستطيع ان تقف امامه …
_نعم يا ابناء وبنات شعبنا، فكل التجارب الفاشلة للشعوب في التغيير انما يكون سببها هو عدم هذا الاخلاص بالنوايا وفي الهدف النبيل، وزيادة الانتهازية والتفرقة بين أفرادها وصراعاتهم على السلطة والمناصب، بدل الغيرة الوطنية والغيرة على الحق …
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا ،وكل التضحيات تهون من اجل هذا التغيير المنشود نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لان العيش تحت الاستبداد وفي ضل البؤس والحرمان والترهيب، هي حياة سجن وجحيم أبدي ،والمرء فيها في نزول وانحطاط دائم الى قاع اليأس والجحيم ،أما عندما يسعى المرء الى الحرية فإنه على الاقل يصنع الامل ،وامل قابل للتحقق…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، بل هو أمل متحقق بلا شك إذا حضر الإيمان بالله واليقين به أنه هو المخلص والمنقذ، وأنه لا يضيع أجر المكافحين والمناضلين من أجل نفاذ إرادته في أرضه، وهي أن تسود الحرية والكرامة والعدالة والخير والرحمة والإنسانية والمسؤولية بأرضه، وأن الله لا يخلف وعده بالنصر والسعادة الدنيوية والأخروية للمكافحين والمناضلين من أجل نفاذ هذه الإرادة الإلهية …
_نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، لذلك فالحرية والخلاص والسعادة هو وعد إلهي للمكافحين والمناضلين والمخلصين من أجل أن تسود الحرية والكرامة والعدالة والمسواة والأخوة الإنسانية في أرضه ،وهو وعد يقين لا شك ولا ريب فيه، إذا ما آمن بذلك الإنسان إيمانا لا شك فيه ، واستمسك فيه بلا ضعف يدفعه نحو اليأس لا سيما أن هذا الإيمان في حد ذاته اختبار …
-نعم يا ابناء وبنات شعبنا، ولذلك حان الاوان لنقول كفى لهذا الامر الواقع الظالم والفاسد وغير العادل، وآن الاوان للمطالبة بالتغير الحقيقي الذي يقطع مع هذا الواقع، ويؤسس انتقال ديمقراطي حقيقي نحوى دولة مدنية ديمقراطية حقيقية تقوم على الارادة والسيادة الشعبية، وعدم الافلات من الحساب، بما يجعل هذا الوطن يتسع للجميع وتسوده الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتضمن فيه الحقوق الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية والسياسية للجميع ولكل الجهات الوطنية التاريخية، ويتحقق فيه تكافؤ الفرص بين كل المواطنين والمواطنات على حد السواء في هذا البلد…
_نعم يا ابناء وبنات شعبنا، أهذا هو املنا الوحيد من اجل مستقبل افضل لنا جميعا في هذا الوطن يمكن ان نعيش فيه احرارا، ويمكن ان تتحقق فيه احلام الجميع اطفالا وشبابا وكهولا وشيوخا ذكورا وإناثا، ويمكن ان نتشارك فيه جميعا في تقرير مصير هذا البلد، بما يخدم تطلعات الجميع ،وبما يجعلنا نتعاون جميعا في بناء هذا الوطن وتحقيق نهضته وتنميته الحقيقية وتحقيق تقدمه وازدهاره لا سيما ان بلادنا يتوفر على كل الامكانيات لتحقيق ذلك…
_نعم يا ابناء وبنات شعبنا، واننا لقادرون على تحقيق هذا التغيير اذا آمنا بأنفسنا وامتلكنا الشجاعة والعزيمة والارادة، واتحدنا جميعا كإخوان حقيقيين ، واتكلنا على الله حق التوكل، ويكون وازعنا الحقيقي هو الغيرة على هذا الوطن والغيرة على هذا الشعب، وعلى بعضنا البعض، وليس الصراع من اجل السلطة والمناصب…
_نعم يا ابناء وبنات شعبنا، فلا شيء مستحيل ولا شيء يمكن ان يقف امام ارادة الشعوب إن آمنت بكرامتها وحقها في الحرية والعدالة والمساواة، ورفضت ان تعيش مذلولة او كمجرد قطعان من الرعايا خانعة وراضخة للاستبداد والوصاية والاحتقار والبؤس والاستعباد والذل وإن آمنت بقدرتها على انجاز هذا التغيير المنشود، وإن آمنت بان بقاءها تحت الاستبداد والترهيب لن يورثها الا مزيدا من المعاناة والمآسي والذل…
_ نعم لذلك يا أبناء وبنات شعبنا فلنتحلى بالإيمان وباليقين بالله ونخلص إليه قلوبنا وغايتنا ومقصدنا، ونتحد جميعا كإخوان حقيقيين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالصهر والحمى، وأولادنا وبناتنا وشبابنا وشاباتنا ،فهم أبناؤنا جميعا، ونغير عليهم جميعا كأبنائنا من صلبنا، ونشعر ببعضنا البعض، وندافع على بعضنا البعض، ولا نبغي ولا نقبل أن يتعرض أحد للظلم في هذا البلد ،ولا نحب ولا نبغي أن نرى الفساد في أي ركن في هذا البلد، ونغير جميعا على هذا البلد، ونتعاون جميعا على نهضته وبنائه وتقدمه ،بما يحقق مستقلا أفضل و زاهرا لنا جميعا أليست هذه رحمة لنا وسعادة في الدنيا والآخرة؟!!!
_ _نعم يا أبناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر فإذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد لليلى أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ولابد للمستقبل الزاهر أن يأتي، اما إذا استسلمنا ورضخنا وركعنا وفقدنا الأمل وتطبعنا مع واقع الاستبداد والفساد ،فلا ليل ينجلي ولا قيد ينكسر ولا مستقبل أفضل يمكن أن نأمل به… لذلك نجدد دعوتنا إلى الامام إلى الأمام من أجل التغيير ومواصلة التعبئة من أجل النزول الميداني…
نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، نعم يا جيل النخوة والشهامة، إلى الأمام من أجل القطيعة مع هذا الواقع الظالم الفاسد، ومن أجل وطنٍ يتسع للجميع تسوده الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ومن أجل أن نضع هذا البلد على سكته الصحيحة، ليتخذ مساره الصحيح نحو الإقلاع التنموي والنهضوي الحقيقية لهذا الشعب، ونحو تقدمه وازدهاره… وهذا ممكن، وممكن، وممكن، ولا شيء يستحيل أمام شعبٍ مقدامٍ ومكافحٍ ومناضلٍ وينبض بالحياة… وعاش شعبنا حرٌّ وكريمٌ وأبيٌّ، وعاش هذا الوطن معززًا بهذا الشعب الشجاع.
منشورة بصفحة فيسبوك سعيد جلول يوم 24 نوفمبر 2025
https://www.facebook.com/said.jelloul.7
اقرأ أيضا


