كتاب: عندما كان لسان يسمى فرناندو (حلقة 5)
حياة مناضل أممي مغربي في حرب الغوار السلفادورية، ووفاته:
السلفادور، حصاة في حذاء الإمبراطورية
بقلم : لوسيل دوما
ترجمة: م. إسماعيل
على امتداد سنوات 1980، توجه العديد من الشباب الثوريين/ت، من مختلف البلدان، إلى السلفادور لدعم نضال شعب هذا البلد ضد أوليغارشية شرسة مدعومة من الإمبريالية الأمريكية.
انضم العديد منهم/ن إلى صفوف جبهة فارابوندومارتي للتحرير الوطني (FMLN) في حربها الغوارية، بينما دعم آخرون السكان، لا سيما في مجالي الصحة والتعليم. كان هؤلاء الأمميون يأتون بشكل أساسي من أمريكا الجنوبية وأوروبا. ولكن ماذا كان يفعل بينهم لسان الدين بوخبزة، المعروف باسم فرناندو في منظمة حرب الغوار، والذي كان بالتأكيد الأفريقي الوحيد والعربي الوحيد في صفوف الجبهة؟ كيف قرر هذا الطبيب المغربي الشاب السفر إلى السلفادور والانضمام إلى صفوف مقاتلي حرب الغوار؟ ما هي الذكريات التي احتفظ بها رفاقه في النضال؟ في أي ظروف لقي حتفه؟
يحاول هذا الكتاب أن يجيب على هذه الأسئلة، وأن ينقذ من النسيان تجربة خاصة من تجارب النضال الأممي الثوري، خاضها مناضل مغربي لم يتردد في عبور المحيط الأطلسي ليضيف حصاته الصغيرة إلى التاريخ البطولي للشعب السلفادوري.
قضت المؤلفة، لوسيل دوماس، أكثر من 45 عامًا من حياتها في المغرب. شاركت في نشر العديد من المؤلفات الجماعية ونشرت العديد من المقالات حول حياة البلد الاقتصادية والاجتماعية.
أمضى الشاب لسان، بعد عودته من الشرق الأوسط، عدة أشهر مسافرا في مختلف بلدان أوروبا. ويبدو أنه مارس أحياناً مهنة الطب هناك، للتزود ببعض المال. وقد زار بالأقل جنيف وبروكسل وأمستردام وباريس، التي كانت تشهد نشاط تضامن مكثفًا مع الشعوب المناضلة. كان يقرأ كتبًا عن أمريكا اللاتينية. يتذكر أحد أصدقائه أنه أعاره كتابًا لأندريه غوندر فرانك بعنوان الرأسمالية والتخلف في أمريكا اللاتينية [1]. يتذكر أنه كان يعتقد أن لسان ناقص العدة سياسيًا وفكريًا للانطلاق في مغامرة أمريكا الوسطى. لكن هذا الرأي لا يشاطره أصدقاؤه الآخرون، الذين اعتبروا أنه يتمتع بتكوين سياسي متين. يتذكر عبدو كثرة الإقبال على القراءة آنذاك، ووفرة كتب دار نشر ماسبيرو، وبوجه خاص سلسلة ماسبيرو الصغيرة، التي كانت رخيصة الثمن. وكان العديد من هذه الكتب يتناول تشي جيفارا، ويتيح جملة مختارة من نصوصه السياسية، مثل ”يوميات بوليفيا“، وتحليل لفكر تشي جيفارا بقلم مايكل لوفي، وغيرها. كان أصدقاء لسان يتبادلون هذه النصوص، ومن المرجح أنه قرأها.
لم يتحدث كثيرًا عن مشروع سفره إلى أمريكا الوسطى، لكن من كانوا على علم بذلك اعتبروه امتدادًا منطقيًا لرحلته إلى الشرق الأوسط، ولم يفاجئهم اختيار أمريكا الوسطى (كان العديد منهم لا يعرف ما إذا كان سيذهب إلى نيكاراغوا أو السلفادور)، نظرًا لانجذابه إلى ثقافة أمريكا اللاتينية، لا سيما موسيقاها، ومعرفته الجيدة باللغة الإسبانية وإعجابه بالثورة الكوبية وإرنستو تشي جيفارا.
يُجمع أصدقاؤه على أنه كان لديه هدف مزدوج، ذات الهدف الذي حدا به إلى الانضمام إلى فدائيي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأنه برغم خيبة الأمل التي أعرب عنها عند عودته من لبنان، لم يتخل عن مشروعه المتمثل في دعم نضالات أخرى والتعلم منها. كان الهدف الأول فهمُ كيفية عمل حرب الغوار، والتدرب عليها، والعودة إلى بلده والمساهمة في إنشاء واحد أو اثنين أو ثلاثة فيتنام لاستئناف حلم تشي غيفارا الأممي. أما الهدف الثاني فكان أن أمريكا الوسطى كانت في عام 1983 مركزًا آخر للنضال ضد الإمبريالية، في الفناء الخلفي للولايات المتحدة نفسها.
في نيكاراغوا، في ذلك الوقت، كانت حرب العصابات الساندينية قد أطاحت الديكتاتور أناستاسيو سوموزا، منذ يوليو 1979، وكان الجبهة الساندينية للتحرير الوطني (ج.س.ت.و) تسعى إلى بناء مشروع سياسي جديد للبلد، برغم الظروف الصعبة الناجمة عن الصراع المديد مع الكونترا، الحركة المعادية للثورة التي تم مولتها الولايات المتحدة وسلحتها بعد انتخاب ريغان في عام 1981. استمر الصراع 10 سنوات وأسفر عن مقتل ما يقرب من 30 ألف شخص. لم تكن هذه الحرب حرب شعب يقاتل ضد ديكتاتورية، بل كانت معركة الإمبراطورية ضد ثورة شعبية ظافرة.
في السلفادور، في عام 1983، كان النضال المسلح الذي شنه جبهة فرابو ندومارتي للتحرير الوطني قد دام ثلاث سنوات، وكان بمثابة حصاة جديدة في حذاء الإمبراطورية. وبرغم إخفاق “الهجوم النهائي“، الذي أُطلق عليه اسم غير ملائم، لأنه في الواقع كان بداية صراع مديد استمر 12 عامًا (كان المتمردون قد استعدوا لقتال لا يمكن أن يستمر أكثر من بضعة أشهر)، إلا أن قدرة الجبهة كانت مثيرة للإعجاب، حيث تمكنت من تعزيز مقاومتها، وترسيخ جذورها بين الشعب، وتحرير مناطق كاملة من أراضي السلفادور، برغم الدعم السياسي والمالي والعسكري (تسليح الجيش السلفادوري وتدريبه) الهائل الذي حظيت به مختلف الحكومات من الولايات المتحدة.
هذا ما يفسر على الأرجح تفضيل لسان الانضمام إلى حرب الغوار السلفادورية، التي كانت أقرب إلى تطلعاته من الحرب التي كانت تدور في نيكاراغوا ضد الكونترا. ومثله، انضم العديد من المناضلين الأمميين من بلدان أمريكية لاتينية أخرى (كولومبيا، أوروغواي، الأرجنتين، تشيلي، الإكوادور، كوستاريكا، بوليفيا…) بعضهم ذو خبرة سابقة في حرب الغوار أو هارب من ديكتاتوريات بلدانهم، والبعض الآخر من أوروبا (إسبان، والعديد من الباسك، وبلجيكيون، وفرنسيون، وسويسريون، وإيطاليون، إلخ). رجال ونساء كانوا يجابهون، بطريقتهم الخاصة، وبحضورهم والتزامهم، قوة الإمبريالية الأمريكية. يبدو أن قلة قليلة منهم كانت، مثل لسان، من قارات أخرى، ويبدو أنه كان الوحيد القادم من أفريقيا أو العالم العربي.
على أي حال، ما من شك في أنه استفاد من رحلاته إلى أوروبا للتواصل مع إحدى منظمات جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني. كان ذلك بلا شك بواسطة لجان التضامن التي كانت صديقته ساندرا منخرطة فيها، ولكن أيضًا بشكل مباشر مع المنظمات الثورية التي نسجت شبكة دبلوماسية وإعلامية وتضامنية لجمع الأموال وتجنيد مناضلين أممين مستعدين للانضمام إلى حرب الغوار أو مساعدتها في عملها مع السكان (الصحة والتعليم، إلخ).
تروي غلاديس ميلارا Gladys Melara، التي كانت مسؤولة عن العمل الدولي للجبهة في 1981 و1982 وجزء من 1983، من نيكاراغوا، بفخر كيف كانت الجبهة هي أفضل الحركات الثورية وحركات حرب الغوار في أمريكا اللاتينية من حيث العمل الدولي. كان لديها مكاتب دبلوماسية وتضامنية. كنا نولي أهمية كبيرة لتلقي مقاطع فيديو وصور من داخل البلاد عن كل ما كان يحدث، من مذابح للسكان وقصف وانتهاكات لحقوق الإنسان، ونرسلها إلى جميع حركات التضامن في العالم. [2]
كان هذا العمل منظمًا على مستويين. لا ننسى أن جبهة فرابوندو مارتي للتحرير الوطني تشكلت في 10 أكتوبر 1980 للتحضير للهجوم الذي شنته في عام 1981، وضمت المنظمات السياسية والعسكرية الخمس التي كانت تستعد منذ شهور وسنوات لشن هجوم على سلطة الأوليغارشية السلفادورية. وكانت المنظمات التي شكلت هذه الجبهة هي قوات التحرير الشعبية (FPL)، والجيش الثوري الشعبي (ERP)، والمقاومة الوطنية (RN)، والحزب الثوري لشغيلة أمريكا الوسطى (PRTC)، والقوات المسلحة للتحرير (FAL-PCS). لكن كل منظمة واصلت طوال اثني عشر عامًا من الصراع السلفادوري العمل كمنظمة مستقلة، مع بناء هياكل نضالية موحدة. وبالتالي، كانت التضامن الدولي يذهب بالطبع إلى نضال الشعب السلفادوري ومنظمته الموحدة، الجبهة، ولكن كانت في الآن نفسه لكل منظمة شبكاتها الخاصة لجمع الأموال والأسلحة والأدوية وتجنيد المتطوعين الأمميين. وبالمثل، كان للجبهة قنواتها الإعلامية المتطورة والمتنوعة (صحف، نشرات إخبارية، محطات إذاعية، وكالات أنباء، دور نشر، إلخ) مقرها في السلفادور ولكن أيضًا في عدة دول أجنبية (المكسيك ونيكاراغوا وكوستاريكا على وجه الخصوص) تستهدف جمهورًا وطنيًا ودوليًا على حد سواء من أجل مواجهة دعاية الدولة واستثارة تضامن الشعوب الأخرى؛ وفي الآن ذاته، كان لكل منظمة إنتاجها الخاص وأجهزتها الإعلامية الخاصة. [3]
أنشأ جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني في بداية الحرب في نيكاراغوا والمكسيك هياكل موحدة، ثم في عدة بلدان أخرى. في أوروبا، كان للجبهة تمثيل بصفتها هذه. (…) كل ما كنا نتلقاه من الداخل كان يذهب إلى جميع حركات التضامن في العالم. في أوروبا، كانت هناك حملات، وكان لدينا أجهزة اتصال، وعلاقات مع الوسط العمالي، ومع وسائل الإعلام، وبالتالي فإن كل المعلومات التي كنا نتلقاها هنا، عن المذابح، والصور… كل ذلك كان ينتشر في كل مكان. كانت لدينا مكاتب، نعم، كانت هناك هياكل موحدة في بلجيكا. ولكن في الوقت نفسه، كان لكل حزب عمله الدولي الخاص وكانوا ينسقون فيما بينهم على مستوى المكاتب. كل هذا كان موجودًا. كان لكل حزب هيكله الخاص، ودعايته الخاصة، ونشره الخاص، ولكننا كنا ننسق فيما بيننا. [4].
أتيحت للسان، في مختلف البلدان الأوروبية التي مر بها في طريق عودته من الشرق الأوسط، فرصة الاتصال بلجنة أو أكثر من لجان التضامن مع الشعب السلفادوري. لكنه دخل أيضًا على الأرجح في اتصال مباشر مع الحزب الثوري لشغيلة أمريكا الوسطى، الحزب الذي قاتل معه طوال فترة إقامته في السلفادور. ”كان كل واحد يلتحق عبر حزب ما، لكن هذا لم يكن يعني أنك كنت منتميًا إلى الحزب“، تشرح تشابارا Xaparra، وهي رفيقة إسبانية، طبيبة كانت إلى جانبه في عام 1985، وهي أيضًا مناضلة أممية مع الحزب الثوري لشغيلة أمريكا الوسطى.
كان الحزب الثوري لشغيلة أمريكا الوسطى يعمل في فرنسا وإيطاليا وسويسرا وجزر سيشل والولايات المتحدة وإسبانيا، لكنهم كانوا أشخاصًا يجوبون أوروبا بأكملها. لا بد أنه اتصل بمانويل رييس Manuel Reyes ، لكنه مات” [5].
وفقًا لندير، اتصل لسان بمنظمة أطباء العالم (MDM) غير الحكومية، ومن خلالها وصل إلى أمريكا الوسطى. لكن تشابارا والعديد من رفاقه في الحزب الثوري لشغيلة أمريكا الوسطى في السلفادور ينفون هذا الاحتمال، معتقدين أنه جاء مباشرة مع الحزب الثوري لشغيلة أمريكا الوسطى. ومع ذلك، تشير غلاديس ميلارا Gladys Melara إلى أن الحزب كان على اتصال بمنظمة أطباء العالم (MDM)، ولا يستبعد فرانسيسكو جوفيل Francisco Jovel احتمال وصوله مع منظمة أطباء العالم عبر ملجأ سان أنطونيو في هندوراس، “حيث كان معظم الموجودين من أعضاء الحزب الثوري لشغيلة أمريكا الوسطى، ومن هناك دخل إلى السلفادور. لكن هذا يبدو غير مرجح، لأنه إذا كان يدرك أن كونه طبيبا سيحظى بتقدير المقاتلين، فإن ما كان يهمه أكثر من أي شيء آخر هو الجانب السياسي-العسكري من التجربة. علاوة على ذلك، يروي أحد أصدقائه أنه لم يكن يقدّر كثيراً عمل المنظمات الإنسانية مثل أطباء بلا حدود أو أطباء العالم.
لم أتمكن حتى الآن من معرفة كيف دخل السلفادور. لكن وفقاً لأقوال بعض الأصدقاء الذين كانوا على علم بخطته، فقد سافر بالطائرة إلى نيكاراغوا من سويسرا أو من بلجيكا، فالشهادات لا تتطابق، ومن هناك ربما استقل طائرة أخرى إلى سان سلفادور (حيث ترك جواز سفره وبطاقة هويته) أو ربما دخل براً عبر هندوراس.
تشرح غلاديس ميلارا جيداً العمل الذي كانت تقوم به، وهو استقبال الأجانب الذين يصلون إلى نيكاراغوا.
كانوا يصلون جميعاً إلى نيكاراغوا. كنا نتعرف عليهم ويشرحون لنا دوافعهم. وكانوا يطلبون منا مساعدتهم على دخول السلفادور. ومن هناك كنا نجهز الظروف الداخلية لاستقبالهم وإدخالهم إلى المناطق التي نسيطر عليها.
كانوا يمرون إما عبر سان سلفادور أو عبر الحدود مع هندوراس.
أخبرني العديد من أصدقائه المغاربة أنه أنهى دراسته في الطب قبل أن ينجز مشروعه في أمريكا الوسطى لأن منظمات حرب الغوار كانت بحاجة إلى أطباء. ربما هذا ما كان يقال في لجان التضامن، ولكن هذا ليس مؤكدًا تمامًا. صحيح أن وجود الأطباء كان موضع تقدير كبير، لكن في الواقع، لم يكن ذلك شرطاً أساسياً لقبول أو رفض أي مناضل أممي.
ما كنا نفعل هو أننا كنا نُتحدثهم، ونحاول فهم دوافعهم ونبحث عما يمكنهم أن يقدموه لنا. لأنهم لم يكونوا قادمين كمراقبين فحسب، بل كان عليهم تقديم مساهمتهم. على سبيل المثال، جاءت معلمة لغة فرنسية وعلمت المقاتلين القراءة والكتابة، وكانت تشعر بأنها مفيدة للغاية. لهذا السبب كنا نحاول دائمًا أن يكون ثمة إسهام. وكنا نحاول أن نأخذ في الاعتبار ما يرغب فيه المتطوع، وأن نرى معه أفضل مكان يمكن أن يحفزه، وكنا نريه على الخريطة أين نحن، وأكثر المناطق خطورة، مثل غوازابا Guazapa أو بركان سان سلفادور، حيث كنا نحن أيضاً. [6]
مسألة تاريخ رحلته هي أيضاً لغز محير. يقول البعض 1983، والبعض الآخر 1984، وآخرون 1985. ولكن يبدو مرجحا جدًا، بعد مقارنة المعلومات المختلفة التي تم جمعها، سواء في المغرب أو في السلفادور، أن لسان وصل إلى السلفادور في متم العام 1983، قادمًا من أوروبا، على الأرجح من بروكسل، وبعد إقامة قصيرة في نيكاراغوا. من المرجح أنه وصل عبر سان سلفادور، التي كانت إحدى نقاط استقبال المقاتلين الأمميين. تروي نيدا دياز، التي كانت مسؤولة عن هذه المهمة آنذاك:
كنت مسؤولة عن المنطقة بأكملها، من متروبوليس، هنا في سان سلفادور، وعن دخول وخروج المقاتلين وتزويد الجبهة بالأدوية والغذاء والملابس والأحذية وجميع الخدمات اللوجستية الداعمة. كان لدينا آنذاك هيكلنا الخاص، وكان المناضلون الذين كان عليهم مغادرة السلفادور لتلقي العلاج في الخارج يمرون من عندي أيضاً. وكذلك الأشخاص الذين كانوا يصلون. في عام 1982، أُنيطت بي هذه المسؤولية، لكنني لم أكن أراهم جميعاً. كنا نملك منظمة كاملة، كنا نذهب لإحضارهم من نقطة التقاء، كانوا يأتون من أماكن مختلفة، ويقضون اليوم في قاعدة الدعم في سان سلفادور، ينتظرون ونرافقهم. كانت قاعدة الدعم عبارة عن شبكة كاملة من المنازل في أحياء مختلفة. في ضواحي سويابانغو وأبوبّا، كانت هناك منازل عائلية، حيث كان يعيش الرفاق وكذلك أمهاتهم وأخواتهم، وكانت هذه المنازل مأهولة. كانت النساء في الغالب يرافقن الأشخاص العابرين، وكنا نعطيهم أوراق هوية، وما إلى ذلك. كان هذا ما نسميه قاعدة الدعم. كانت هذه هي الشبكات التي كانت لدينا في سان سلفادور. [7]
لا تتذكر نيدا لسان جيدًا، إما لأن ذاكرتها ضعيفة أو لأن شخصًا آخر كان مسؤولًا عن استقبالها. لكن ما هو مؤكد هو أن أوراق هوية لسان بقيت في منزل آمن في سان سلفادور وعثرت عليها الشرطة السلفادورية خلال عملية تفتيش بعد بضع سنوات.
كان ليسان يبلغ من العمر 27 عامًا.
إحالات
1* مقابلة مع عبد الرزاق.
2* مقابلة مع غلاديس ميلارا، سان سلفادور، 9 أبريل 2019. كما هو الحال بالنسبة لجميع المقابلات التي أجريت باللغة الإسبانية، فإن ترجمة الاقتباسات المأخوذة منها هي من عمل المؤلفة. وينطبق الأمر نفسه على جميع الاقتباسات المأخوذة من كتب باللغة الإسبانية.
3* لمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع إلى: Eudald Cortina Orero, La guerra por otros medios, comunicación insurgente y proceso revolucionario en el Salvador (1970-1972), San Salvador, UCA editores, 2017.
4* مقابلة مع غلاديس ميلارا.
5* المرجع نفسه.
6* مقابلة مع غلاديس ميلارا.
7* مقابلة مع نيدا دياز، سان سلفادور، 5 أغسطس 2019.
اقرأ أيضا


