عمال مناجم الحديد يضربون في موريتانيا
تعد الشركة الوطنية للصناعة والمناجم ( اسنيم ) المسئولة عن أعمال استخراج خامات الحديد في مناجم مدينة ” ازويرات ” شمالي موريتانيا، وتعتبر الشركة من أهم ركائز الاقتصاد في البلد، حيث تساهم ب 50% من صادرات البلاد ب 2.8 مليار دولار و نحو 25% من الناتج المحلي الداخلي. بلغ 3.6 مليار دولار سنة 2013.
وتحتل المرة الثانية في توفير عدد مناصب الشغل بعد الوظيفة العمومية. في سنة 2014 بلغ إنتاج الشركة من خامات الحديد ما يناهز 13 مليون طــن.
العمال المنجميون في مواجهة الشركة :
اضرب حوالي 4000 عامل منجمي في الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم ) في موريتانيا، مدة شهرين، إذ انطلق الإضراب المفتوح يوم 30 يناير 2015، من أجل انتزاع الوعود التي قطعتها الشركة على نفسها بالزيادة في الأجور ابتداءا من أكتوبر من سنة 2014 بالإضافة كذلك إلى علاوة الإنتاج المخصصة للعمال.
إلا أن شركة ( أسنيم ) لم تلتزم بوعدها للعمال متذرعة بتراجع أسعار خامات الحديد على المستوى العالمي مما أثر على مداخيل وأرباح الشركة على حد زعمها.
و للإشارة فإن الشركة الوطنية ( اسنيم ) قد حققت أرباح مهمة بعد ارتفاع أسعار المواد الخام خصوصا الحديد، إذ ساهمت في رفع نسبة النمو إلى حوالي 7 % سنة 2011 ، حسب صندوق النقد الدولي.
على إثر الإضراب الذي دام زهاء شهرين، عملت إدارة الشركة على طرد بعض العمال المنجميين المضربين، الذين تمكنوا بفضل تضامن وصمود إخوانهم العمال من العودة للعمل وتحقيق بعض المطالب المسطرة بعد أن توسعت المظاهرات ونالت تعاطف باقي الموريتانيين لاسيما في المدينة المنجمية “ازويرات ” التي أصابها شلل تام، هذا ونص الاتفاق المبرم مع العمال على منحهم ثلاثة أشهر إضافية مشروطة من بينها شهر يمنح للعمال بعد أن يصل مستوى الإنتاج إلى مليون ومائة ألف طن من خام الحديد خلال شهر أبريل من سنة 2015. أي المزيد من فرط استغلال المنجميين لاعتصار الأرباح من كدحهم وعملهم .
رغم الإضراب البطولي الطويل الذي خاضه عمال المناجم، إلا أنهم لم يتمكنوا من نيل كافة حقوقهم.
التضامن مع العمال المنجميون:
دخلت الطبقة العاملة المنجمية الموريتانية منذ سنة 1974 في كفاح بطولي ضد البرجوازية المحلية و ضد رؤوس الأموال الفرنسية، بعد الاستغلال المفرط والوضع المتردي للطبقة العاملة في شركة ميفرما، التي تم تأميمها بعد معارك لقيت تضامنا واسع الانتشار في البلاد.
تضامن افتقده العمال في شركة اسنيم الوطنية في معركتهم، إذ منع العسكر مجموعة من المحطات المساندة والمتضامنة مع المنجميين مثل منع وقفة احتجاجية للكنفدرالية العامة للشغيلة بنواكشوط، لتكتفي مجموعة من المركزيات النقابية الأخرى بإصدار بيانات مؤازة، فيما تضامنت المعارضة السياسية البرجوازية ( المنتدى الوطني للمعارضة و الوحدة ) مع العمال عبر تنظيم مسيرة في العاصمة.
أي تضامن يحتاج العمال في معاركهم القادمة في موريتانيا ؟
تعمل الأنظمة البرجوازية في دول العالم الثالث على استدامة الاستغلال وتهريب الأموال إلى البنوك الأجنبية وقمع كافة الحركات العمالية الناشئة، قمع لا يستثني التنظيمات العمالية المكافحة، عبر التضييق على النقابيين سواء بالسجن أوالطرد ، لذلك من الواجب على كل المناضلين الديمقراطيين العمل على فضح الأنظمة المستبدة والتشهير بقوانينها القمعية.
يحتاج العمال في موريتانيا من المناضلين العماليين إلى التضامن مع رفاقهم المستغلين في باطن الأرض بمناجم ” ازويرات ” وتكسير التعتيم الإعلامي على كفاحهم ومتابعة كل تفاصيله عبر:
- جمع كل المعطيات المتوفرة إعلاميا حول كفاح عمال المناجم
- متابعة سياسة الدولة في التعاطي مع الملف المطلبي للعمال
- متابعة الوضع النقابي في موريتانيا ومدى تضامن باقي الأجراء المنقبون مع أخوانهم
- تغطية نضالات الحركات الاحتجاجية من منظور عمالي كفاحي
- القيام بوقفات تضامنية مع العمال في ازويرات والتشهير بالقمع العسكري للحركة هناك.
فودة إمام
هوامش:
اقرأ أيضا