نضال طلاب تطوان دروس و عبر جارية

غير مصنف2 مايو، 2016

انتصر طلاب/ات كلية العلوم بتطوان بضغطهم على الدولة فرض إطلاق سراح رفاقهم المعتقلين، والذين سبق للمحكمة الابتدائية أن أصدرت في حقهم أحكاما جائرة

اليوم وبعد ضغط نضالي متواصل مند اعتقالهم قررت محكمة الاستئناف تمتيع الطلاب المعتقلين بالبراءة

من أجل نهوض طلابي منظم وشامل وكفاحي ومسير ذاتيا

تعليم جامعي عمومي عليل، و في الأفق جامعة لحصد الأرباح وخدمة حاجات رأس المال

كباقي طلبة المغرب يعاني طلاب كلية العلوم بتطوان من نتائج سنوات من التقشف في ميزانية قطاع التعليم العالي التي لا تلبي الحد الادنى من حاجات تعليم عال يليق بهذا الاسم، خاصة مع التزايد الكبير في عدد الطلبة، الذي أدى إلى تعميم الاكتظاظ الحاد في المدرجات والحجرات وإلى نقص مزمن في البنايات والتجهيزات الضرورية للتحصيل العلمي ولحياة طلابية لائقة من قبيل السكن والمطعم الجامعيين ووسائل النقل الكافية والمناسبة.

مع بداية الدخول الجامعي انطلقت دينامية نضالية حول الملف المطلبي جرت بها العادة كل موسم جامعي. لكن دينامية أكثر كفاحية ابتدأت مع نهاية الأسدس الأول حول ملف مطلبي جاءت على رأس نقاطه التراجع عن النقطة الموجبة للرسوب – وهو مكسب تم فرضه في سياق نضالات 20 فبراير 2011- بالإضافة  إلى مطالب أخرى مادية وبيداغوجية، لكن تعنت الادارة ومحاولتها حرمان الطلبة من متابعة الدراسة من خلال التحكم في معايير التقويم والتنقيط  وبالتالي بالمعدلات وبعدد الناجحين، سعيا لإنفاذ خطة الطبقات السائدة الرامية للحد من فرص ولوج أبناء الأجراء والكادحين للأسلاك الأعلى من التعليم الجامعي، ضمن الاطار العام لتنزيل الخطة الاستراتيجية الذي من بين أهم خطواتها فرض رسوم التسجيل الجامعية ومزيد من الخوصصة.

النضال هو الحل

لكن الطلبة والطالبات أطلقوا دينامية نقاش واحتجاج توجت بمقاطعة امتحانات 22 فبراير 2016. و هو قرار نوقش واتخذ في لجان الأقسام والشعب مما وفر شروط نجاحه من خلال المشاركة الواسعة فيه. حيث كل شعبة تجتمع على حدى للبث في جدول الأعمال الذي وضع داخل حلقية نقاش جماهيرية و بعد نقاشات الطلبة و الطلبات داخل الشعب يتم العودة بالخلاصات للحلقية لصياغة خلاصة تركيبية.

 هذه المقاطعة التي عرفت مشاركة  كبيرة وصاحبها اعتصام أطلق عليه “اعتصام دراسي”  لأن الطالبات والطلاب حولوه لمجال للنقاش والمطالعة والإعداد للامتحانات في تكذيب لادعاءات الادارة، ومن لف لفها بكون الطلبة لا يرغبون في الدراسة وبأنهم مجرد مشاغبين. مرت المقاطعة في جو نضالي  مميز وفر للمعركة حاضنة طلابية متماسكة وعازمة على الاستمرار.

رغم هذا النجاح لم تفتح الادارة أي حوار جدي مع ممثلي الطلبة ولم تستجب لمطالبهم العادلة واكتفت بالدعوة لدورة استدراكية استثنائية، يوم الثلاثاء 15 مارس 2016، لكن هذه المرة استقدمت إدارة الكلية، البوليس ليشرف على تنظيم الدورة الاستدراكية الثانية بشكل مباشر وسافر، هكذا تم منع دخول الطلبة غير المعنيين بالدورة الاستدراكية، الذي يتابعون الدروس والاشغال التطبيقية والتوجيهية وأعمال البحث في المكتبة، و لم يسمح بالدخول للكلية إلا لمن يحمل بطاقة الطالب وبطاقة التعريف الوطنية وموجود على لوائح سلمتها الادارة لقوى القمع، التي استقبلت الطلبة المسموح لهم بالدخول بسيل من السباب والاستفزازات، وليكتمل المشهد باحتلال المقدمين والبوليس ساحة الكلية وممراتها لإرغام الطلبة على الدخول للمدرجات التي بدورها توجد تحت حراسة البوليس في محاولة لتكسير المقاطعة التي قررها الطلبة بشكل ديمقراطي بعد تعنت الادارة ورفضها لكل حوار ولتلبية المطالب الطلابية البسيطة.

تحت المطارق يتصلب الحديد

هذا الاذلال وهذه الاهانة التي خططت لها ادارة الكلية مع السلطات القمعية، ما كان لها ان تمر دون رد، وما كان للشباب الطلابي أن يغفرها ويقبلها، هكذا رفض الطلبة داخل المدرجات إجراء الامتحانات بشكل مطلق تحت التهديد والقمع والاستفزاز البوليسي، والاستعداد الذي تبديه عناصر القمع التي أحاطت بالكلية وأحالتها لثكنة عسكرية، في استعراض كبير للقوة لم يستسغه شباب ذاق مذاق الحرية خلال حراك 20 فبراير 2011، وساءه ما يراه من استعداد الدولة لصرف الاموال على شراء تجهيزات قمعهم وليس تلبية ملفهم المطلبي البسيط، هكذا لقن الطلبة والطالبات من يراهن على خنوع الشباب درسا في الصمود والتنظيم و التضامن، لم تجد معه السلطات القمعية بدا من الانتقام باعتقال أزيد من سبعين طالبا احتفظت  بثمانية منهم لتقديمهم للمحاكمة.

نفس جديد للمعركة … و قناع الديمقراطية البورجوازية يذوب أمام طلاب و طالبات شجعان

ما كانت تعتقده ادارة الجامعة والسلطات القمعية غارة قاصمة لمعنويات الطلبة، ستقتل جنين النضال في المهد، أصبح عنوان معركة نضالية لافتة ومميزة، حققت نجاحات معنوية كبيرة. هكذا عرفت الدينامية النضالية نفسا جديدا من خلال المقاطعة الشاملة للدراسة وتدشين أشكال نضال وتضامن متنوعة مع المعتقلين الطلاب واستقبال عائلاتهم والقيام بمسيرات ووقفات في الشارع للمطالبة بإطلاق سراحهم، لكن السلطات ستستعمل قضاءها للحكم على الطلاب بالسجن، أربع منهم سنة نافذة وأربعة أخرين 6 أشهر نافذة صبيحة فاتح أبريل 2016، بينما لم يحرك قضاء الأغنياء ساكنا لملاحقة مهربي الاموال ومستوطني الجنات الضريبية في باناما و سويسرا و غيرهما.

لم ينل النطق بالحكم، المختار توقيته بعناية من قبل قضاء التعليمات ليصادف عشية العطلة الجامعية  في العشرة الأيام الاولى من شهر أبريل، من عزيمة الطلبة والطالبات على التضامن مع رفاقهم المعتقلين، هكذا نظموا سلسلة من الوقفات في المدن التي ينحدرون منها، والتي عرفت تعاطفا شعبيا ومشاركة مهمة من طرف الطلاب واطارات النضال المحلية، كعربون وفاء اتجاه المعتقلين وللمطالبة بإطلاق سراحهم. رغم أن الوقفات التي عرفتها مدن طنجة والشاون ووزان وأصيلة تعرضت للمنع والقمع. بينما تم تنظيم وقفات تضامن في العرائش والقصر الكبير والرنكون و زومي.

دفع استمرار المقاطعة الشاملة إلى حين إطلاق المعتقلين، الادارة الجامعية للقبول بالحوار(بدعوة ووساطة من نقابة الأساتذة) لكنها ظلت تناور وتراهن على الوقت لكي يدب الوهن في المعركة  فيسهل عليها تفتيتها من الداخل من خلال استخدام التدخلات البوليسية لبث الفرقة والخصومات وسط الطلبة وإثارة نقاشات هامشية مشوشة، لكن نضج الطلبة والتسيير الديمقراطي ومشاركتهم  الواسعة في التقرير والتنفيذ هو ما سمح بتحصين المعركة وتصحيح النواقص في الوقت المناسب.

حاولت السلطات القمعية المماطلة في تقديم الطلبة أمام محكمة الاستئناف، لكن المناضلين تفطنوا للأمر وفرضوا ذلك من خلال وقفات بوسط المدينة وامام العمادة يومي الخميس والجمعة 20 و 21 أبريل 2016. مما جعلهم يعجلون بالمحاكمة، هكذا مثل الطلبة المعتقلون أمام محكمة الاستئناف يوم الاثنين 25 أبريل 2016. لمن المحاكمة تم تأجيلها إلى غاية يوم الاثنين 2 ماي 2016، وقد رفض طلب المتابعة في حالة سراح.

تطوان في 25 أبريل 2016

خ.أ، ضمن مواد العدد 64 من جريدة المناضل-ة 

شارك المقالة

اقرأ أيضا