لإنقاذ المناخ يجب الخروج من الرأسمالية! إعلان الأممية الرابعة بمناسبة مؤتمر كوشابامبا

بيانات25 يونيو، 2016

الأممية الرابعة

قررت الأممية الرابعة في مؤتمرها السادس عشر (فبراير 2010) مساندة “المؤتمر العالمي للشعوب حول التغير المناخي وحقوق الأرض الأم” الذي سينعقد في كوشابامبا في الفترة من 19 إلى 22 أبريل 2010.

نحن، مناضلات ومناضلي الأممية الرابعة الحاضرين في كوشابامبا نقدم في هذه الورقة مساهمتنا في النقاش. نحن ندين بشدة الاتفاق الكاريكاتوري الذي اعتمدته الدول الخمس والعشرون الأكثر تسببا في التلوث في إطار قمة كوبنهاغن حول المناخ، بعيدا عن مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة. وهو ما يشكل تهديدا خطيرا لعمال العالم، وللفقراء والفلاحين والنساء والشعوب الأصلية.
في اليوم الأخير من مؤتمر كوبنهاغن، قلة من قادة الدول عارضوا علنا النص الذي تقدمت به الولايات المتحدة والصين ودول أخرى. من بين هؤلاء كان الرئيس إيفو موراليس هو من أدان، بعبارات قوية بشكل خاص، الاتفاق المقدم، سواء في شكله ـ وثيقة نوقشت في لجنة مصغرة، دون احترام لآليات اشتغال الأمم المتحدة ـ أو في مضمونه: نص يتجاهل توصيات GIEC (الفريق البين-حكومي لدراسة المناخ)، ودون أي التزام إجباري ودون ضمانات مالية للبلدان الأشد فقرا.
إن مناضلات ومناضلي الأممية الرابعة الحاضرين في كوبنهاغن لاحظوا أن وفد بوليفيا كان، من الناحية العملية، الوحيد الذي أقام علاقات تضامن مع الحركات الاجتماعية منذ اليوم الأول للمؤتمر. هذا الوفد كان واحدا من القلائل الذين شاركوا في كل من المنتدى البديل klimaforum وفي المؤتمر الرسمي للأمم المتحدة، مساهما جنبا الى جنب مع الحركات الاجتماعية والآلاف من الشباب في كوبنهاغن في تنظيم وإنجاح مظاهرة Reclaim Power وتعميم الشعار الموحد “لنغير النظام، لا المناخ”.
وردا على فشل قمة كوبنهاغن الرسمية، أطلقت الحكومة البوليفية مبادرة اجتماع أبريل 2010 في كوشابامبا، عبر دعوة غير مشروطة وبدون استثناءات، سواء للحكومات التي تشاطر المؤتمر أهدافه، أو منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية، وكذلك للعلماء والمنظمات غير الحكومية والحركات الاجتماعية. نحن نؤيد كذلك مقترح الاستفتاء دفاعا عن الأرض الأم وضدا على النموذج الرأسمالي المدمر، كما نتقاسم مقترح تشكيل محكمة دولية لمحاكمة الجرائم المرتكبة ضد الأرض الأم.
لقد مثل مؤتمر كوشابامبا فرصة فريدة للبدء في خلق ميزان قوى ملائم قبل انعقاد الدورة القادمة لمؤتمر الأمم المتحدة في المكسيك في دجنبر 2010. ونحن نعلم، منذ الآن، بأن الإمبريالية والحكومة الرجعية في المكسيك لديها النية للاضطلاع بقمع بوليسي وعسكري، سواء في مدينة مكسيكو أو في كانكون، أشد مما شهدته كوبنهاغن.
إن الشعوب الأصلية التي انخرطت في الكفاح في السنوات الأخيرة دفاعا عن الطبيعة وعن تنظيمها الاجتماعي الجماعي، قبل التفاقم المحموم للهجوم متعدد الجوانب من قبل الليبرالية الجديدة، تبدو مدفوعة لتعزيز هذا الكفاح، سواء دفاعا عن الأرض الأم أو عن تنظيمها الجماعي. إن الشعوب الأصلية في جبال الأنديز والأمازون هي، حاليا، أكثر وأشد ارتباطا بقضية المناخ والقضية الاجتماعية.
منذ حوالي عشر سنوات، استعادت معركة مناهضة الإمبريالية والقضية الوطنية وindigenismo مضمونها الاجتماعي الحقيقي. وقد ساهمت المنظمات الفلاحية لـ Altiplano، إلى جانب MST (حركة الفلاحين بدون أرض) البرازيلية، في أن تجعل من تحالف “فيا كامبيسينا” واحدا من القوى الاجتماعية الرئيسية في أمريكا اللاتينية. إن حضور هذه المنظمات في كوشابامبا، إضافة إلى عدد مهم من الحركات الممثلة للنضالات ضد الشركات البترولية والمنجمية متعددة الجنسية في بوليفيا والبيرو والإكوادور، يشكل ضمانة للمحتوى المناهض للإمبريالية للمؤتمر.
إن الشعوب الأصلية والمجتمعات الهندية، في دفاعها عن نظمها الإيكولوجية، وفي نضالها من أجل حقوقها ونمط حياتها وعلاقاتها مع الطبيعة، تعارض المنطق الرأسمالي للتسليع النيوليبرالي للموارد وتشكل مصدر إلهام لحضارة جديدة، لطريقة أخرى للحياة، ما بعد الرأسمالية. وفي الدفاع عن الأمازون والغابات المدارية الكبرى المتبقية، هي في طليعة معركة الإنسانية لمنع كارثة الاحتباس الحراري العالمي.
نحن نعتقد أن قرار تنظيم هذا المؤتمر في كوشابامبا مهم جدا. ففي سنة 2000 شهدت هذه المدينة حركة اجتماعية منتصرة، إنها “حرب المياه” في مواجهة المجموعة الاقتصادية المالية للولايات المتحدة “بكتل” (Bechtel) ومشاريعها لخوصصة الماء. لقد تم تحقيق الانتصار من طرف جبهة واسعة جدا من النقابات ولجان الأحياء والجمعيات في إطار تنسيقية الماء والحياة. وقد شكلت هذه المعركة نموذجا لمعارك أخرى من أجل الماء في المدن الكبرى للبيرو وفي بوليفيا، خصوصا في (El Alto)، ضد فرع الشركة الفرنسية متعددة الجنسية ليونيز دي زو سويس (Lyonnaise des Eaux-Suez). يتعلق الأمر بمدينة هي رمز للنضال المناهض للإمبريالية والمناهض للرأسمالية، وبحركة اجتماعية واسعة يسيطر عليها من هم في الأسفل.
إننا كأممية رابعة، نتقدم بالمقترحات التالية للنقاش مع الرفيقات والرفاق الحاضرين في كوشابامبا:
1) من أجل توافق عالمي يجبر الدول الرأسمالية المصنعة الكبرى، المسؤولة الرئيسية عن الاحتباس الحراري العالمي، على تقليص انبعاثاتها من غازات الدفيئة بنسبة 40% على الأقل بحلول 2020 (ارتباطا بالسنة المرجعية 1990). هذا التقليص يجب أن يتم في كل بلد وليس وفق آليات السوق. وبالنسبة للدول الناشئة الرئيسية (الصين، الهند، البرازيل،… الخ) يجب عليها هي أيضا تقديم التزامات، ولكن بدرجة أقل.
2) ضد الخوصصة وتسليع الخيرات الجماعية: الماء والأرض والغابات والأنهار والموارد الطبيعية يجب انتزاعها من براثن الشركات متعددة الجنسيات والطفيليات الرأسمالية. هذه الخيرات ملك للشعوب، وهي وحدها القادرة على إدارتها على أساس احترام الطبيعة والتوازنات البيئية. إن الدول الغنية مدينة بدين إيكولوجي لبلدان الجنوب يجب عليها أداؤه ونحن نطالب بالإلغاء الكامل للديون المالية لبلدان الجنوب.
3) من أجل إعادة تملك وتأميم الشركات الكبرى المنتجة للطاقة (النفط، الفحم، الهيدروكاربورات) وإخضاعها للتسيير العمومي، مع تقليص أنشطتها المسببة لانبعاث غازات الدفيئة. عائداتها يجب أن تساعد في تطوير الطاقات البديلة: الرياح والشمس والمياه.
4) من أجل فرض ضريبة جديدة على المعاملات المالية الدولية، تسمح بإنشاء صندوق عالمي لخدمة تطوير كبير للطاقات البديلة والزراعة العضوية، خاصة في بلدان الجنوب.
نحن نتقاسم مع الرفيق إيفو موراليس قناعته بأن الرأسمالية هي المسؤول الأكبر عن الكارثة المناخية التي تهددنا. من أجل إنقاذ المناخ، يجب القطع مع النظام! نحن بحاجة للتفكير في بدائل مناهضة للرأسمالية، في نموذج آخر للحضارة، في نماذج جديدة للإنتاج والاستهلاك. بالنسبة إلينا، فإن هذا المجتمع الجديد، المتضامن والقادر على العيش في انسجام مع الطبيعة، هو الاشتراكية البيئية.
10 أبريل 2010

شارك المقالة

اقرأ أيضا