تضامن مغاربة المهجر مع الحراك الشعبي في الريف

سياسة13 يونيو، 2017

 

 

فيما يلي مقابلة أجراها مهدي رفيق مع المناضل اليساري محمد أكوح المقيم ببروكسيل، بهدف وضع الرأي العام الوطني في صورة ما يجري من نضالات ومبادرات تضامن في الأقطار الأوربية مع نضالات أهالينا في الريف.  

  • أدى صمود الانتفاضة الريفة إلى حفز حركة تضامن واسعة في البلدان الأوربية. هل لك ان تتحدث لنا عن نطاق انتشار هذه الحركة وعن أساليب عملها في اتخاذ القرارات وفي المسائل الأخرى المتعلقة بالجوانب التعبوية (التواصل مع العمال المهاجرين والشباب..) والتنظيمية؟

كان لانتشار خبر مقتل الشاب محسن فكري وقع خاص في صفوف المغاربة المقيمين ببلدان أوربا الغربية، وقد التأمت مجموعة من الفعاليات المناضلة ببروكسيل لتأسيس نواة تنظيمية سميت بلجنة متابعة ملف الشهيد محسن فكري لتكون اول لجنة شعبية تشكل على الصعيد الاوربي، بعدها سارت جميع المواقع الاوربية على نفس النهج، وذلك بتنظيم اشكال نضالية تنديدا بالجريمة وتحسيس الراي العام بقضية الشهيد ولقد لقيت استجابة وتعاطف شعبي منقطع النظير من كل الفئات العمرية ومن مختلف الاجناس  وكذا التعاطي الاعلامي الايجابي.

وقد نظمت هذه الاحتجاجات أمام السفارة المغربية ببروكسيل للتعبير عن رفضنا لهكذا تمثيليات صورية لا تربط المواطن الا بما هو اداري خدماتي، وكذلك أمام مؤسسات الاتحاد الاوربي وفي الساحات العمومية بالمدينة. وتتشكل اللجنة من تسعة مناضلين الى خمسة عشر منبثقين عن جمع عام يعين من ضمنهم ناطق رسمي، وتوكل لها مهام يحددها الجمع العام مع صلاحية التعامل مع كل المستجدات الواردة من المغرب ومن الريف خاصة، ويتم تجديد اعضاء اللجنة كلما دعت الظروف لذلك، بالدعوة الى عقد جمع عام كهيئة تقريرية بكل روح ديمقراطية ووعي بالمسؤولية، رغم تعدد الانتماءات الايديولوجية والسياسية.

وتتنوع اشكال التعبئة بين الدعوة في المقاهي وتوزيع المناشير وبث شريط فيديو يوضح فيه الناطق الرسمي دواعي وأهداف الاحتجاج، والتذكير بمواقف الدعم والتضامن، وكذا النهوض بمشاكل المهجرين الناتجة عن سياسة الاقصاء والتهميش التي تنهجها الدولة المغربية وكذا إجراء حوارات مع العديد من المواقع الاعلامية .

  • ما هو حجم المشاركة النسائية والشبابية في النضالات التي تخوضها لجان التضامن في أوربا؟

كشفت الحركة الاحتجاجية بالريف عن الطاقة النسائية والشبابية الواعدة التي دأبت على الحضور في كل الاشكال النضالية والتنظيمية، وابانت عن صورة تقدمية ومشرقة  للمرأة الريفية التي تشارك في كل المهام النضالية من اجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية كنقيض للصورة النمطية التي يسوقها النظام الرسمي عن المرأة المغربية والريفية بالخصوص .

  • ما هي مواقف الحركات والأحزاب العنصرية في أوربا وردود فعليها العملية إزاء انتشار حركات التضامن مع نضالات الشعب المغربي؟ 

لم نسجل اي تعاطي سلبي او ايجابي من قبل الحركات والتيارات العنصرية سواء على المستوى الاعلامي أو الميداني نظرا للطابع السلمي الحضاري المميز للأشكال النضالية التي نخوضها،  ولكون هذه الكائنات السياسية تصطاد الهفوات لتصرخ عاليا بضرورة طرد المهاجرين لتصفية حساباتهم السياسية خارج اوروبا. 

  • هل لك ان تحدد لنا المواقف العملية للمنظمات النقابية والحقوقية والأحزاب السياسية اليسارية في أوربا مع النضالات والمبادرات التي تقبل عليها لجان التضامن، لاسيما بعد التصعيد القمعي الذي لجأت إليه الدولة المغربية في أواخر مايو المنصرم ضد النشطاء في الريف؟ 

علاقتنا النضالية بالإطارات النقابية والسياسية اليسارية علاقة مميزة فقد خلدت، على سبيل المثال، لجنة متابعة ملف الشهيد محسن فكري ببلجيكا عيد الشغل بتنظيم خيمة تعريفية بقضية الشهيد تحت الإشراف التنظيمي لأكبر نقابة عمالية ببلجيكا FGTB الفدرالية العامة للعمال البلجيكيين، كما تم تنظيم مسيرة جماهيرية في نفس اليوم الى جانب Psl الحزب الاشتراكي لليسار، وكذا الحضور الميداني لحزب العمل البلجيكي PTB  إضافة الى الموقف التاريخي لمجموعة اليسار من داخل البرلمان الاوربي بقيادة بودموس كما نسجل التعاطي الايجابي من قبل منظمة العفو الدولية ومراسلون بلا حدود …

  • سبق للجنة فرانكفورت لدعم الحراك الشعبي في الريف، أن أعلنت في التقرير الصادر عن جمعها العام التأسيسي المنعقد في 27 فبراير 2017 على تأسيس صندوق للتضامن مع أهالينا في الريف في الحالات الطارئة. هل تم تنفيذ هذا الالتزام؟

فيما يتعلق بالدعم المادي اؤكد لك انها حملات تضامنية انسانية لتضميد جراح ضحايا اخواننا بالريف بعد هجمات المخزن كما حدث مع المواطن المساوي بالحسيمة حين اصيب بكسر نتيجة تدخل القمع، ومثل هذه الحملات الانسانية كانت سابقة للهبة الشعبية بالريف. الا أن المخزن سرعان ما يستغل هذه المبادرات التضامنية بتلفيق تهم واهية من قبيل التمويل الخارجي  حتى ولو على حساب قيم التضامن والانسانية. 

  • كيف تنظر لآفاق وسبل تقوية التنسيق وتطويره بين مختلف لجان التضامن مع الحراك الشعبي في الريف، لاسيما بعد تأسيس التنسيقية الأوربية لدعم الحراك الشعبي في الريف؟

لقد ساهمت الهبة الشعبية بالريف في إبراز وعي شعبي يؤسس لثقافة تنظيمية تستجيب لمتطلبات المرحلة، وما التنسيقية الاوربية إلا آلية من الآليات التنظيمية في اتجاه بناء تنظيم قوي يستوعب الاختلاف الذاتي وتجميع القوى الفاعلة والمناضلة في هياكل تنظيمية ديمقراطية موحدة للترافع امام المنتظم الدولي والمحافل الدولية عن قضايا شعبنا لإجبار الدولة المغربية على احترام المعاهدات والمواثيق الدولية المصادقة عليها وذات الصلة بحقوق الانسان وكذا تحميل المسؤولية لصناع القرار بمؤسسات الاتحاد الأوربي.

13 يونيو 2017

شارك المقالة

اقرأ أيضا