جرادة، إلى الأمام … نحو توحيد مطالب النضال الشعبي وخطواته على صعيد وطني

سياسة29 ديسمبر، 2017

البيان للتحميل: Appel Jerada 29-12-2017

لم يطمئن النظام بعد لسعيه خنق حراك الريف الشعبي بالقمع والعسكرة الشاملة، حتى انبثق حراك جرادة بعنفوان شبابه المناضل ضد البطالة والتجويع. توالت فواجع موت الشباب مقتلع لقمة العيش من بقايا المفاحم طيلة سنوات إلى أن تفجر الغضب المتراكم بعد وفاة الشقيقين الدعيوي يوم 22 ديسمبر 2017. هذه حال منطقة جرادة: إهمال تام بعد عقود من استغلال ثروة الفحم، وترك كادحي المنطقة تنهشهم البطالة والبؤس والأمراض المهنية الموروثة والموت في أنفاق بقايا الفحم.
المغرب كله خراب اجتماعي ناتج عن سياسة إجرامية ترعى مصالح الرأسمال الأجنبي وربيبه المحلي، ملقية الطبقة العاملة وكافة الكادحين إلى أهوال فرط الاستغلال والبطالة وتردي الخدمات العامة، وسط ضجيج “حقوق الإنسان” و”التنمية البشرية”.
غير أن وجه المغرب الآخر هو المقاومة العمالية والشعبية التي لم يتمكن النظام، رغم استقطابه قيادات نقابات الشغيلة، من إخمادها. لا بل باتت تتخذ مؤخرا منذ انطلاق حراك الريف مستويات كمية ونوعية مصدر أمل عظيم لدى التواقين الى التحرر من الاستبداد والاستغلال وكل صنوف الاضطهاد.
طاقة النضال ضد السياسات البرجوازية كامنة بقوة في ربوع المغرب، وتنبثق من حين لآخر، هنا وهناك، كلما بلغ الاحتقان ذروة. ورغم القمع والتنكيل، يتجدد تدفق الجماهير الشعبية إلى الشارع. هذه التراكمات النضالية منذ النصف الثاني من سنوات 1990 حل وقت تحويلها النوعي بتوحيد الكفاح من أجل المطالب الاجتماعية وضد الاستبداد، وتوحيد الخطوات النضالية على صعيد وطني. فهذا سبيل تفادي اندثار طاقة النضال في تفجرات محلية عفوية يتمكن النظام من تطويقها وعزلها سعيا إلى إخمادها.
كلما انبثق كفاح شعبي محلي، تسعى الدولة باستفزازاتها القمعية إلى نسفه بافتعال صدامات عنيفة مع المحتجين، لفتح باب الاعتقالات، لتنفير المبتدئين في النضال وعزل الطلائع المقدامة، وزج الحراك في دوامة المحاكمات. فطنت الجماهير للمناورة فباتت تؤكد على الطابع السلمي للاحتجاج، وتصر على الحفاظ عليه، ما يتيح اتساعه واتخاذه طابعا جماهيريا يزيده قوة ومقدرة على الصمود. كما شرعت الجماهير ببناء أشكال جنينية من التنظيم الذاتي ستكون ولا شك لما تبلغ طورا متقدما ضمانة أساسية للديمقراطية في تسيير الكفاحات، ومن ثمة لنموها النوعي.
إن بناء شبكة من لجان الأحياء، ولجان المهام النضالية، الإعلام -الدعم-اللوجستيك-التعبئات…، وتنظيم جموع عامة لتدقيق الملف المطلبي باقتراحات السكان، وبلورة بدائل في مطالب موجهة للدولة على صعيد الإقليم ومركزيا، مهمة آنية ملحة يجب ان توحد جهود كافة المناضلين والمناضلات، وقوى النضال الفتية المنبثقة من الحراك.
إن تنسيق الحراكات الشعبية، على نطاق إقليمي وجهوي ثم وطني، في أفق توحيدها، مهمة رئيسية يتعين أن ينكب عليها المناضلون والمناضلات بكل مكان، بناء على العلاقات النضالية القائمة نقابيا، وعلى أواصر التآزر الناتجة عن حملات التضامن السابقة، وعلى كل ما تتيحه وسائل التواصل الحديثة.
واجبنا جميعا تبادل الخبرات النضالية، ونسج علاقات التعاون النضالي عبر ربوع البلد للسير نحو حركة نضال شعبي موحدة ديمقراطية كفاحية وجماهيرية.
تقع على مناضلي/ات اليسار مسؤولية التجرد من سلبيات التجارب الماضية من سعي للوصاية على الجماهير أو التحكم في مبادراتها أو الإنابة عنها في تسيير كفاحاتها أو الوقوع في فخ صراعات تنسف الحراك من الداخل.
إن الفرصة التاريخية سانحة لبناء حركة نضال عمالية شعبية توقف العدوان البرجوازي الكاسح، وتتيح انتزاع مكاسب فعلية تنمي مقدرة النضال وبناء أدواته، وتفتح آفاق إنهاء عهد الاستبداد والاستغلال والاضطهاد.
فإلى الأمام نحو نضال شعبي موحد المطالب والخطوات، مسير ديمقراطيا
النصر لكفاح كادحي الريف وجرادة والقادم من حراكات شعبية
تيار المناضل-ة 29 ديسمبر 2017

شارك المقالة

اقرأ أيضا