إضراب عام في كوستا ريكا: “ربما نستطيع الانتصار في الأسابيع القادمة”

بلا حدود27 أكتوبر، 2018

 

 

إستبان فرنانديز مُدرس فلسفة بجامعة كوستاريكا. عضو – – ‘Organizacion Socialista (المنظمة الاشتراكية)، وهي منظمة تأسست مؤخرا من قبل شباب قريبين من Partido de Trabajadores Socialista  حزب العمال الاشتراكي بالأرجنتين.  يتناول في المقابلة التالية  الإضراب العام الذي يهز كوستاريكا منذ منتصف سبتمبر/أيلول.

•        بدأ الإضراب العام يوم 10 سبتمبر/أيلول ضد إصلاح نظام الضريبة؟ هل لك أن تشرح سبب لاشعبية هذا الإصلاح الكبيرة؟  

•        هذا الإصلاح فرضه صندوق النقد الدولي وحكومة كارلوس ألڤارادو. إنه “ضرورة” وإلا سيوقف صندوق النقد الدولي قروضه لكوستاريكا. لذلك تخوض الحكومة، بغية الحفاظ على “ثقة” صندوق النقد الدولي، هجوما على الأجور والبرامج الاجتماعية، وأيضا على ميزانية التعليم. وستقوم بفرض ضريبة الاستهلاك على الجميع  على أساس الأجر.  

•        ما هي القطاعات المنخرطة في الإضراب؟  وما درجة انخراط السكان؟ وقد رأينا في وسائل الإعلام الكثير من الاعتصامات تسد الطرق…

•        يمكن القول إن ثمة وجهان للإضراب. أدى هذا الإضراب إلى أكبر المظاهرات في تاريخ كوستاريكا، أي أكثر من 300 ألف شخص في الشارع مرتين. الإضراب أقوى في القطاع العام بالنظر إلى أن الحقوق النقابية شبه منعدمة في القطاع الخاص. ويمثل المدرسون القوى الرئيسة في هذه المعركة. لكن الإضراب لقي مساندة في القرى من قبل الفلاحين المناضلين ضد بلـْـتَرتهم (تحويلهم إلى عمال)، وكذا من طرف السكان الأهليين المناضلين من أجل تقرير مصيرهم وبصفة عامة من طرف السكان القرويين، أي الشعب الكادح.  من المهم جدا ملاحظة ان الطبقة العاملة في وضع انتقالي جدا توحد تحت لوائها المستغلين والمضطهدين.

•        ما مستوى القمع ضد المضربين والمتظاهرين؟   

•        كوستاريكا نظام ديمقراطي منذ العام 1948. لكن القمع كان قويا جدا بمقاييس كوستاريكا. فقد استعملوا  الغاز ضد العمال المتظاهرين، وتعرضنا للضرب من قبل شرطة مكافحة الاضطرابات، واستعملوا شرطة الدراجات لتخويفنا وهكذا دواليك.  حتى الآن جرى اعتقال متظاهرين.  وفي أماكن مثل الجامعات، تستعمل الحكومة القمع المخفف لتفادي اندلاع الإضراب.  

•        كيف يجري تنظيم الإضراب على الصعيد المحلي، مثلا في جامعتك؟

•        كما قلت، الإضراب في القرى من تنظيم منتظمات عديدة. في العاصمة سان خوسيه تقود الإضراب قيادات نقابية بيروقراطية، لكنها غير متحكمة بكل عناصر الحركة.  في الجامعة التي أعمل بها، كانت الأمور بالغة التعقيد بسبب ما للحكومة في تأثير في البنية الجامعية. ومع ذلك أفلحنا في تنظيم مجلس للطلاب وللعمال. وقام هذا المجلس بدور إلى جانب النقابات، وقام بأنشطة عديدة مثل سد الطرق ومظاهرات، الخ 

•        ما الحالة الراهنة للتفاوض بين النقابات والحكومة؟

•        حاليا تمكنت الحكومة من تمرير الإصلاح  في النقاش الأولي بالمجلس التشريعي، وسيكون ثمة نقاش ثان.  إنه انتصار للحكومة، لكنه غير حاسم.  حسب القيادة البيروقراطية يشهد الإضراب “استراحة”. يجب الانتظار، ورؤية ماذا سيحدث في النقاش الثاني.  ومن المهم تسجيل انه كان ثمة قبل أسبوعين إمكان الانتصار على صندوق النقد الدولي. وربما ننتصر في الأسابيع المقبلة.

•        ما دور اقصى اليسار  في الإضراب؟    

•        حسب علمي، تبنى حزب العمال [أكبر منظمة لأقصى اليسار في كوستاريكا، وهي فرع لرابطة العمال العالمية –الأممية الرابعة] موقفا معارضا للحكومة وللقيادة البيروقراطية للنقابات، لكن لا اعتقد أنهم سيبقون على هذا الموقف في النقابات ولم يكن لهم تقريبا أي دور في تنظيم الأنشطة. أما نحن [المنظمة الاشتراكية] فوجودنا يقتصر على الجامعات، وبالنظر لشدة قمع الإضراب فيها فقد ناضلنا بشراسة في أصعب الظروف وتمكنا من تنظيم بعض التحركات المشتركة بين  الطلاب والعمال.   

المصدر موقع : npa2009.org ، بتاريخ 25 أكتوبر 2018/ تعريب : جريدة المناضل-ة

 

شارك المقالة

اقرأ أيضا