نداء إلى عموم شغيلة التعليم العمومي: إما نصر ممكن أو هزيمة ماحقة.

تحية وبعد

مرت سنة من عمر معركة نقابية بطولية يخوضها الأساتذة/آت المفروض عليهم/هن التعاقد دفاعا عن حقهم/هن في الإدماج في سلك الوظيفة العمومية، ولأجل الإلغاء التام لأوضاع الهشاشة المهنية التي ناورت الدولة بفرضها بطرق تتغير أشكالها دون أن تتخلى عن مراميها نهائيا.

إننا نخاطب قصدا الأساتذة/آت الرسميين الذين يعتبرون أن معركة إسقاط التشغيل بالتعاقد أمر لا يعنيهم، وفي أحسن الأحوال هم مجرد متضامنين مع المعنيين المباشرين، نخاطبهم، لنحذرهم من أن ذاك الاعتقاد وهم قاتل، وتسهيل لعمل الدولة المتربصة لتمرير هجومها الشامل. إن التشغيل بالتعاقد إجراء ضمن رؤيا شاملة لإعادة النظر في كل مكاسب العاملين التي جاءت ثمرة نضال أجيال سابقة وتضحيات جسيمة وسياقات ملائمة، ثم إنه إجراء سيشمل الوظيفة العمومية برمتها بدء بقاعدتها الأوسع الموجودة بالتعليم.

ليست معركة مواجهة التشغيل بالتعاقد معركة 25 بالمئة من الأساتذة والأستاذات، بل معركة عموم العاملين بالتعليم، وكل شغيلة الوظيفة العمومية. إن وزن العاملين بالتعليم (52 بالمئة) وسط الموظفين العموميين، وكونهم مركز الحركة النقابية المغربية، يلقي عليهم مسؤولية جسيمة في الحاق الهزيمة بخطة الدولة الناسفة للحقوق، وإلا فهجوم شامل وسريع سيسحق كل ما مثل مكاسب تاريخية يتمتع بها العاملون بالوظيفة العمومية.

يا أيها الأساتذة والأستاذات

سبق لموقعي هده الرسالة أن حذروا من حقيقة ما سمي “الميثاق الوطني للتربية والتكوين” وشهروا باستهدافه تدمير المدرسة العمومية، وتوفير كل التسهيلات التشريعية والضريبية لقطاع التعليم الخاص، كما حذروا شغيلة التعليم من أنها ستكون هدفا لقصف مدمر لما كان يعتقد أنها حقوق عصية على أن يمسها ضرر. نفس الأمر كررناه فيما جاء بعد من خطط الدولة وتقاريرها الموحى بها من خبراء المؤسسات الامبريالية التي تجوب الأرض لفرض وصايا حربها على حقوق الشعوب.

إننا اليوم ندعوكم بكل قوة أن تتجنبوا خطئا قاتلا في تعاملكم مع معركة الأساتذة المفروض عليهم التعاقد، إنها من المعارك التاريخية الحاسمة وسيكون لنتيجتها النهائية مستتبعاث عميقة على أوضاعكم المهنية.إن السلبية والمساندة العاطفية العاجزة ستكون خطئا قاتلا عواقبه كارثية وأضراره وخيمة.

يا شغيلة التعليم العمومي

ترسانة الدولة لتدمير ما تحظون به من حقوق جاهزة، وطرق تمريرها معدة سلفا، وأجندة تنزيلها زمنيا وضعت باتفاقات مع المقرضين الإمبرياليين، وليس أمامكم إلا خوض معركة مواجهة الدولة وردها على أعقابها.

ينتشر وهم كاذب في صفوف أغلب الشغيلة الرسميين قائم على اعتقاد أنهم فئة ناجية من مدفعية مشاريع الدولة، والحقيقة التي يجب أن يعيها كل عاقل أن الدولة ستجبر الجميع على العمل في ظروف استغلال مفرط وتغول غير مسبوق للأوامر والجهاز الإداري، وضغط نفسي، واجبارية تنفيذ القرارات التي ستتساقط كالمطر، فاقدة لأي صلة بالواقع التربوي ومشكوك في نجاعتها، وتحريك سياط العقوبات التأديبية، وسيكون ذلك سلاحا بغاية دفع الشغيلة لمغادرة طوعية هربا من جحيم لن تطيقه وهذا ما يسميه الأعداء “تحرير المناصب”.

مكاسب تقاعدكم في مهب الريح، هدف الدولة توحيد كل صناديق التقاعد واعتماد أسوئها وتعميمه، مما يعني رفعا لنسب الاقتطاع الشهري، وزيادة لعمر الإحالة على التقاعد، وتقليص نسب الاستفادة، وما بدأته الدولة من تعديات على حقكم في التقاعد ليس إلا إجراءات عاجلة وجزئية لا تمثل إلا البسيط مما هو آت.

يا شغيلة التعليم أجمعين.

تدركون جيدا أن التنظيم النقابي سيتلقى رصاصة قاتلة بعد فرض التشغيل بالتعاقد، وأنتم أعلم أنه مهما كانت أمراض الحركة النقابية التي كنا ولا زلنا منتقدين صريحين لها، فإنها ساهمت عبر نضالات خاضتها فروع مناضلة، وتضحيات نقابيين صادقين في إجبار الدولة على كبح جماح عدوانها، وتدركون أن ضعفها سيكون تحريرا للدولة لشن هجوماتها بلا مقاومة.

مارسوا واجبكم التاريخي وانخرطوا في النضال الجاري، امتنعوا أن تكونوا كاسري الإضراب، وارفضوا أوامر من تجندهم الدولة لحملكم على سد فراغات زملائكم، عبروا عن تضامنكم أفرادا وجماعات بأماكن العمل، توحدوا في لجان الإضراب التي تضم كل المقتنعين بضرورة المساهمة العملية في انتصار المعركة الجارية بغض النظر عن انتمائهم النقابي من عدمه، لا تنتظروا قرارات من فوق، بل اطلقوا دينامية من أسفل، واضغطوا على المنظمات النقابية لإطلاق معركة نضال تصاعدية وفق برنامج مطالب موحد باستناد على لجان إضراب ديمقراطية. يجب إنهاء مهزلة التفاوض العبثي والمعارك المتقطعة وأن يكون بديلنا معركة تجبر الدولة على تحقيق المطالب.

أيها الأساتذة أيتها الأستاذات

تملكون القوة العددية، وتحوزون على قوة ضغط لبناء ميزان قوى سيغير مسار المعركة الجارية بانخراطكم المباشر وضغطكم على القيادة النقابية لخوض معركة فاصلة تحث شعار “شغيلة واحدة معركة واحدة حتى تحقيق المطالب”. ستجبرون الدولة على التراجع عن تحرشاتها لنسف حقوقكم وتحصنون مكاسبكم، وستكسبون جيلا شابا جديدا سيصون إرث سابقيهم، والأهم أنكم ستحتلون مواقع تمكنكم من إجبار الدولة على تجنب استفزاز قوتكم بخططها العديدة التي جئنا على ذكر بعضها أعلاه.

نأمل أن تدركوا أن تصرفكم النضالي في معركة إسقاط التشغيل بالتعاقد سيقرر مستقبل أوضاعكم المهنية وحال ما تستفيدون منه إلى الآن من مكاسب، وسيكشف درجة تحليكم بمسؤولية حماية ما انتزعته أجيال سبقتكم من مكاسب، وستكونون شهودا على الخراب الذي سيلحق بحقوقكم في حال تمكنت الدولة من تمرير عدوانها.

لننخرط جميعا وبقوة لأجل:

  • إلغاء التشغيل بالتعاقد وإدماج شامل للأساتذة والأستاذات في الوظيفة العمومية في إطار النظام الأساسي للوظيفة العمومية.
  • فرض تلبية مطالب باقي الفئات التعليمية التي انتهكت حقوقها.
  • لأجل تحصين الحريات النقابية بوجه محاولات مصادرتها بالتضييق على ممارسة حق الاضراب.
  • الدفاع عن المدرسة العمومية المجانية والجيدة ضد سياسة المؤسسات الامبريالية المقرضة لتخريبها لفتح الباب للتعليم الخاص.

النصر ممكن وبين أيديكم فلا تضيعوه.

نقابيو ونقابيات التعليم- تيار المناضل-ة

شارك المقالة

اقرأ أيضا