طنجة: الطّبقة العاملة في قطاع النّسيج: استغلالٌ وقمعٌ ومحاربةٌ للتّنظيم النّقابي

 

 

 

العمل‭ ‬النقابي‭ ‬بقطاع‭ ‬النسيج‭ ‬حاليا‭ ‬بالمدينة،‭ ‬حسب‭ ‬العامل‭ ‬المستجوب،‭ ‬شبه‭ ‬معدوم‭ ‬نظرا‭ ‬للحرب‭ ‬الممنهجة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬بمباركة‭ ‬السلطة،‭ ‬بمجرد‭ ‬تأسيس‭ ‬مكتب‭ ‬نقابي‭ ‬يتم‭ ‬طرد‭ ‬أفراده‭ ‬وجل‭ ‬المنتمين‭ ‬للنقابة،‭ ‬يتضامن‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬عند‭ ‬خوضهم‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب‭ ‬ضد‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬الطلبيات‭ ‬لفائدة‭ ‬أصحاب‭ ‬المعامل‭ ‬المتوقفة‭ ‬بسبب‭ ‬الاضراب،‭ ‬مما‭ ‬يضعف‭ ‬احتجاج‭ ‬العمال‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬هزم‭ ‬معركتهم‭. ‬التضامن‭ ‬العمالي‭ ‬واجب‭ ‬لمواجهة‭ ‬تضامن‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬ودولتهم‭.‬

معمل‭ ‬صوفيا‭ ‬للخياطة‭ ‬الواقع‭ ‬بالمنطقة‭ ‬الصناعية‭ ‬المجد‭ ‬بطنجة،‭ ‬الذي‭ ‬يشغل‭ ‬حوالي‭ ‬250‭ ‬عامل‭ ‬وعاملة،‭ ‬ثلثهم‭ ‬رجال‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬الثلثين‭ ‬شباب،‭ ‬يشكل‭ ‬نموذج‭ ‬للوحدات‭ ‬الصناعية‭ ‬التي‭ ‬تعتصر‭ ‬العاملات‭ ‬والعمال‭ ‬مقابل‭ ‬الفتات‭ ‬في‭ ‬خرق‭ ‬لأبسط‭ ‬قوانين‭ ‬الشغل‭.‬

الوضع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعمل‭ ‬يكشف‭ ‬قسوة‭ ‬الاستغلال،‭ ‬والجحيم‭ ‬اليومي‭ ‬الذي‭ ‬يصلاه‭ ‬العاملات‭ ‬والعمال‭ ‬يوميا‭.  ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نلاحظ‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفحص‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬ومستوى‭ ‬اللأجور‭ ‬والحماية‭ ‬الاجتماعية‭  ‬وكذا‭ ‬مدى‭ ‬احترام‭ ‬الكرامة‭ ‬الانسانية‭. ‬

1-‭ ‬على‭ ‬مستوى‭  ‬ظروف‭ ‬العمل‭:‬

‭- ‬تسبب‭ ‬المواد‭ ‬الكيميائية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬عالقة‭ ‬بالأثواب‭ (‬غبار‭) ‬تسبب‭ ‬حساسية‭ ‬الجلد‭ ‬والجهاز‭ ‬التنفسي،‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لكمامات‭ ‬التنفس،‭ ‬وتنعدم‭  ‬التهوية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬الهواء‭ ‬الملوث‭. ‬كما‭ ‬يتكدس‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬مساحة‭ ‬ضيقة،‭  ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬آلات‭ ‬الخياطة‭ ‬متقاربة‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬معايير‭ ‬السلامة،‭ ‬فمحركها‭ ‬يكون‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬ظهر‭ ‬العامل‭ ‬الذي‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬الأمام‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬له‭ ‬سخونة‭ ‬مضرة‭  ‬في‭ ‬الظهر‭. ‬والكراسي‭ ‬غير‭ ‬مناسبة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ضبطها‭ ‬حسب‭ ‬مقاسات‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬وهي‭ ‬مهترئة‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬مشكل‭ ‬وآلام‭ ‬في‭ ‬الظهر‭. ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حوادث‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬الحريق‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬لإخلاء‭ ‬المكان‭ (‬كارثة‭ ‬روزامور‭)‬،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬وارد‭ ‬فتثبيت‭ ‬آلات‭ ‬الخياطة‭ ‬في‭ ‬أماكنها‭ ‬لا‭ ‬يخضع‭ ‬للمعايير‭ ‬المعمول‭ ‬بها،‭  ‬فأسلاك‭ ‬التوصيل‭ ‬الكهربائي‭ ‬لا‭ ‬ثبت‭ ‬بالشكل‭ ‬الذي‭ ‬يصونها‭ ‬من‭ ‬التلف‭ ‬والسخونة،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬لحرائق‭. ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لمصالح‭ ‬طبية‭ ‬كما‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬المادة‭ ‬304‭ ‬من‭ ‬مدونة‭ ‬الشغل‭.‬

‭- ‬المراحيض،‭ ‬عددها‭ ‬قليل‭ (‬أربعة‭) ‬للنساء‭ ‬والرجال،‭ ‬وهي‭ ‬ضيقة‭ ‬ولا‭ ‬يصلها‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات‭ ‬لوجودها‭ ‬في‭ ‬الطبق‭ ‬العلوي،‭ ‬وتوجد‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬روائحها‭ ‬تزكم‭ ‬الأنوف‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تفتح‭ ‬أبوابها‭ ‬إلا‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬وساعة‭ ‬في‭ ‬المساء‭. (‬هذا‭ ‬الحرمان‭ ‬له‭ ‬تداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬بسبب‭ ‬تراكم‭ ‬السائل‭ ‬البولي‭ ‬الغني‭ ‬بالأملاح‭ ‬الصلبة‭ ‬في‭ ‬المثانة‭ ‬إلى‭ ‬ترسبها‭ ‬بسبب‭ ‬حبس‭ ‬البول‭ ‬الإجباري،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تشكل‭ ‬الحصوات‭ ‬الصغيرة‭ ‬المشابهة‭ ‬للبلورات‭ ‬الصلبة‭ ‬في‭ ‬الكلى‭ ‬وفي‭ ‬المثانة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإصابة‭ ‬بانسداد‭ ‬الحالب‭) ‬لا‭ ‬رحمة‭ ‬للنساء‭ ‬ولو‭ ‬حوامل‭. ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬تتقاطر‭ ‬أرباح‭ ‬البورجوازي‭.‬

‭- ‬حوادث‭ ‬الاصابة‭ ‬بضربات‭ ‬الابر‭ ‬في‭ ‬الأصابع‭. ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬أدوات‭ ‬الاسعافات‭ ‬الأولية‭. ‬آلات‭ ‬الخياطة‭ ‬تسخن‭ ‬بشدة‭ ‬وأحيانا‭ ‬ينشب‭ ‬بها‭ ‬حريق،‭ ‬هذا‭ ‬الامر‭ ‬يعرض‭ ‬حياة‭ ‬العاملات‭ ‬والعمال‭ ‬للخطر،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أثواب‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬سريعة‭ ‬الاشتعال‭. ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬إغماءات‭ ‬كثيرة‭ ‬للعاملات،‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لحمالة‭ ‬لنقل‭ ‬العمالات‭ ‬لمكان‭ ‬آخر‭ ‬مناسب‭ ‬حتى‭ ‬تحضر‭ ‬سيارة‭ ‬الاسعاف،‭ ‬ولا‭ ‬سرير‭ ‬توضع‭ ‬عليه‭ ‬المصابة‭ ‬بالاغماء‭. ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬استدعاء‭ ‬الاسعاف‭ ‬وتترك‭ ‬المعنية‭ ‬بالأمر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تستفيق‭ ‬بعد‭ ‬إلقاءها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬غير‭ ‬مناسب‭. ‬فقدان‭ ‬الوعي‭ ‬يأتي‭ ‬نتيجة‭ ‬سوء‭ ‬التغذية‭ ‬والضغط‭ ‬النفسي ‭)‬السب‭ ‬والاهانة) ‬والبدني‭ (‬(طلب‭ ‬إنتاجية‭ ‬تفوق‭ ‬قدرات‭ ‬العاملة)‭.‬

2-‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأجور‭ ‬والضمان‭ ‬الاجتماعي‭:‬

‭- ‬هناك‭ ‬احترام‭ ‬للحد‭ ‬الأدنى‭ ‬القانوني‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬13,85‭ ‬درهم‭ ‬للساعة،‭ ‬لكن‭ ‬تتم‭ ‬سرقة‭ ‬حوالي‭ ‬5‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬اشتغالها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدم‭ ‬تسجيل‭ ‬أحد‭ ‬أيام‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬الساعات‭ ‬الاضافية‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬العاملة‭ ‬أو‭ ‬العامل‭. ‬الاحتجاج‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬للطرد‭ ‬وفي‭ ‬أحيان‭ ‬قليلة‭ ‬إلى‭ ‬إرجاع‭ ‬ما‭ ‬سرق‭. ‬الساعات‭ ‬الاضافية،‭ ‬لا‭ ‬تحترم‭ ‬مدونة‭ ‬الشغل‭ ‬عند‭ ‬التعويض‭ ‬عنها‭ (‬المادة‭ ‬201‭). ‬زد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فلا‭ ‬وجود‭ ‬للحوافز‭ ‬والعلاوات‭ (‬تمنح‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬القرابة‭ ‬العائلية‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى،‭ ‬فلا‭ ‬معايير‭ ‬تنظمها‭). ‬يضاف‭ ‬لذلك‭ ‬حرمان‭ ‬الأجراء‭ ‬من‭ ‬منح‭ ‬الأعياد‭ ‬والدخول‭ ‬المدرسي‭. ‬بل‭ ‬الأدهى‭ ‬أن‭ ‬الادارة‭ ‬لا‭ ‬تمنح‭ ‬الأجر‭ ‬المستحق‭ ‬للعاملة‭ ‬أو‭ ‬العامل‭ ‬إذا‭ ‬شكت‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬للعمل‭ ‬بعد‭ ‬العطلة‭ ‬لترغمه‭ ‬على‭ ‬الرجوع‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إليه‭. ‬إضافة‭  ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لعقود‭ ‬عمل‭ ‬مكتوبة‭. ‬حوالي‭ ‬5‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬العاملات‭ ‬لا‭ ‬يحصلن‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور،‭ ‬بمبرر‭ ‬أنهن‭ ‬متدربات،‭ ‬رغم‭ ‬أنهن‭ ‬يقمن‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬بعمل‭ ‬كامل‭. ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬أداء‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬الأقدمية‭ ‬الذي‭ ‬يقره‭ ‬قانون‭ ‬الشغل (‬المادة‭ ‬350‭ ‬من‭ ‬المدونة‭(

‭- ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالضمان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬العاملات‭ ‬والعمال‭ ‬من‭ ‬يتم‭ ‬الاقتطاع‭ ‬من‭ ‬أجورهن‭/‬اجورهم‭  ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬التصريح‭ ‬بهن‭/‬بهم‭ ‬لدى‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وفئة‭ ‬ثانية‭ ‬لا‭ ‬يقتطع‭ ‬من‭ ‬أجورها‭ ‬ولا‭ ‬يصرح‭ ‬بها،‭ ‬وفئة‭ ‬ثالثة‭ ‬يقتطع‭ ‬من‭ ‬اجورها‭ ‬ولا‭ ‬يصرح‭ ‬بكامل‭ ‬أيام‭ ‬عملها‭. ‬جلي‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تحترم‭ ‬القوانين‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭. ‬عدم‭ ‬تصريح‭ ‬أو‭ ‬تصريح‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الشهر‭ ‬لا‭ ‬يخول‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التغطية‭ ‬الصحية‭. ‬عمليا‭ ‬أصحاب‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬يتم‭ ‬التصريح‭ ‬بهم‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تنكشف‭ ‬لعبة‭ ‬الادارة‭. ‬أغلبية‭ ‬عدم‭ ‬المصرح‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬الشباب‭. ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬يفاجئن‭ ‬بأنه‭ ‬غير‭ ‬مصرح‭ ‬بهن‭ ‬عند‭ ‬اقتراب‭ ‬أوان‭ ‬الولادة‭. ‬لأبناء‭ ‬البورجوازيين‭ ‬حياة‭ ‬مرفهة‭ ‬ولأبناء‭ ‬العمال‭ ‬حياة‭ ‬البؤس‭ ‬والجهل‭.‬

3-‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬النقل‭ ‬والتغذية‭ ‬والعطل

‭- ‬يتم‭ ‬اقتطاع‭ ‬ثمن‭ ‬التنقل‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للأجور،‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المعامل‭ ‬الأخرى‭ ‬عموما،‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬بطالة‭ ‬تقنية‭ ‬مفاجئة‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬حضور‭ ‬وسيلة‭ ‬النقل‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬يضطر‭ ‬العامل‭ ‬لدفع‭ ‬ثمن‭ ‬التنقل‭ ‬على‭ ‬حسابه‭. ‬الاكتظاظ‭ ‬بوسائل‭ ‬النقل‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬أو‭ ‬35‭ ‬عامل‭ ‬وعاملة‭ ‬مكدسين‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬مفترض‭ ‬أن‭ ‬تقل‭ ‬20‭ ‬فرد،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يرفع‭ ‬مخاطر‭ ‬حوادث‭ ‬السير‭ ‬وارتفاع‭ ‬الضحايا،‭ ‬ولا‭ ‬يحصل‭ ‬العمال‭ ‬على‭ ‬تعويضات‭ ‬التأمين‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حادثة،‭ ‬نظرا‭ ‬لعدم‭ ‬احترام‭ ‬أصحاب‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬للقوانين‭. ‬عند‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المعمل‭ ‬قد‭ ‬ينتظر‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬ساعة‭ ‬وأكثر‭ ‬وسيلة‭ ‬نقلهم‭ ‬علما‭ ‬أنهم‭ ‬منهكون‭. ‬نقط‭ ‬التجمع‭ ‬لركوب‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬محلات‭ ‬السكنى‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعرض‭ ‬سلامة‭ ‬العاملات‭ ‬والعمال‭ ‬للخطر‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر (‬السرقة‭  ‬والتحرش‭ ‬والاغتصاب‭(.‬

‭- ‬تخصص‭ ‬مدة‭ ‬ربع‭ ‬ساعة‭ ‬للفطور‭ ‬ومدة‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬للغذاء‭ ‬وهي‭ ‬مدة‭ ‬غير‭ ‬مؤدى‭ ‬عنها‭. ‬وجود‭ ‬مطعم‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬فيه‭ ‬شروط‭ ‬الصحة‭ ‬والنظافة،‭ ‬وضيق‭ ‬المساحة،‭ ‬أثمنة‭ ‬خدماته‭ ‬مرتفعة‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬هذا‭ ‬يدفع‭ ‬عدد‭ ‬غير‭ ‬قليل‭ ‬لأكل‭ ‬ما‭ ‬يحملونه‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬ارصفة‭ ‬الشوارع‭ ‬المحاذية‭ ‬مما‭ ‬يعرضهم‭ ‬لكافة‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية،‭ ‬غبار‭ ‬وحوادث‭ ‬سير‭ ‬وتحرش‭ ‬المتسكعين‭.. ‬شمس‭ ‬أو‭ ‬مطر‭.‬

‭- ‬بالنسبة‭ ‬للراحة‭ ‬الأسبوعية،‭ ‬لا‭ ‬تمنح‭ ‬التعويضات‭ ‬المادية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬العمل‭ ‬خلالها‭. ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬العطلة‭ ‬السنوية‭  ‬فلا‭ ‬تحترم‭ ‬مقتضيات‭ ‬المدونة‭ ‬في‭ ‬منحها‭. ‬العمال‭ ‬الذين‭ ‬يشتغلون‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬ويتم‭ ‬طردهم‭ ‬لا‭ ‬يستفيدون‭ ‬من‭ ‬التعويض‭ ‬عن‭ ‬العطلة‭ ‬السنوية‭ (‬المادتان‭ ‬252‭ ‬و254‭  ‬من‭ ‬مدونة‭ ‬الشغل‭). ‬في‭ ‬حين،‭ ‬العطل‭ ‬الدينية‭ ‬والوطنية‭ ‬لا‭ ‬تحترم‭ ‬المدونة‭ ‬في‭ ‬تدبيرها،‭ ‬حيث‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬اشتغالها‭ ‬ضد‭ ‬منطوق‭ ‬المادة‭ ‬217‭ ‬من‭ ‬المدونة،‭ ‬ولا‭ ‬يحترم‭ ‬في‭ ‬التعويض‭ ‬عليها‭ ‬المادة‭ ‬226‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬المدونة‭.‬

4-‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البطالة‭ ‬التقنية‭ ‬وإنهاء‭ ‬عقود‭ ‬العمل‭ ‬ومعاملة‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭.‬

‭- ‬البطالة‭ ‬التقنية‭ ‬تعني‭ ‬تقليص‭ ‬ساعات‭ ‬العمل،‭ ‬ومعها‭ ‬الأجور،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬احترام‭  ‬قانون‭ ‬الشغل‭ ‬رغم‭ ‬محاباته‭ ‬لأرباب‭ ‬العمل‭.‬

‭- ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬احترام‭ ‬الاجراءات‭ ‬المنظمة‭ ‬لعملية‭ ‬إنهاء‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬عليها‭ ‬المدونة‭ ‬المادة‭ ‬51‭ ‬من‭ ‬مدونة‭ ‬الشغل‭.‬

‭- ‬التعسف،‭ ‬السب‭ ‬والقذف‭ ‬عملة‭ ‬رائجة،‭ ‬لدفع‭ ‬العمال‭ ‬للاشتغال‭ ‬بوتيرة‭ ‬جهنمية،‭ ‬لإنتاج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬طاقتهم‭. ‬الأجير‭ ‬مطالب‭ ‬بالوصول‭ ‬لنفش‭ ‬المردود‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬توقفت‭ ‬الآلة‭ ‬عن‭ ‬الاشتغال‭ ‬بسبب‭ ‬عطب‭ ‬تقني،‭ ‬مما‭ ‬يضطر‭ ‬العاملة‭ ‬أو‭ ‬العامل‭ ‬للعمل‭ ‬وقت‭ ‬راحته‭ ‬في‭ ‬الغذاء،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬التشغيل‭ ‬المجاني‭. ‬الانذارات‭ ‬والتوقيف‭ ‬العشوائي‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والقمع‭  ‬والتحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬لا‭ ‬رادع‭ ‬لها‭.‬

5-‭ ‬هذه‭ ‬أسباب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كافية‭ ‬ليفكر‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬في‭ ‬النقابة‭: ‬

البؤس‭ ‬والحرمان‭ ‬والقهر‭ ‬لا‭ ‬يشفعان‭ ‬للعمال‭ ‬أمام‭ ‬جشع‭ ‬الباطرون،‭ ‬فلا‭ ‬حل‭ ‬سوى‭ ‬العمل‭ ‬لبناء‭ ‬فعل‭ ‬جماعي‭ ‬عمالي‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬والمكاسب‭ ‬وانتزاع‭ ‬أخرى،‭. ‬هكذا‭ ‬جاء‭ ‬تأسيس‭ ‬مكتب‭ ‬نقابي‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬شتنبر‭ ‬2018،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الكنفدرالية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للشغل،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬التأسيس‭ ‬بعد‭ ‬تفاقم‭ ‬المشاكل‭ ‬وعدم‭ ‬جدوى‭ ‬الاحتجاج‭ ‬الفردي‭. ‬أضف‭ ‬لذلك‭ ‬عدم‭ ‬اكتراث‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬المديرية‭ ‬الجهوية‭ ‬للتشغيل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بطنجة‭  ‬والصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وكذا‭ ‬السلطات‭ ‬الصحية‭ ‬بحياة‭ ‬العمال‭ ‬وظروف‭ ‬عملهم،‭ ‬وانحيازها‭ ‬العملي‭ ‬لصالح‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭.‬

لكن‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬الذي‭ ‬يصون‭ ‬كرامة‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭ ‬ويوحدهم‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الجشع‭ ‬البورجوازي‭ ‬لا‭ ‬يحتمله‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬ودولتهم‭. ‬فبمجرد‭ ‬تأسيس‭ ‬المكتب‭ ‬النقابي‭ ‬تم‭ ‬طرد‭ ‬أعضائه‭ ‬ومنخرطين‭ ‬آخرين،‭ ‬عقب‭ ‬اجتماع‭ ‬الباطرون‭ ‬بالمكتب‭ ‬النقابي‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬أكتوبر‭ ‬2018،‭ ‬وبدل‭ ‬احترام‭ ‬حرية‭ ‬العمل‭ ‬النقابي‭ ‬والانضباط‭ ‬للقوانين‭ ‬الجاري‭ ‬بها‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬علتها‭ ‬وانحيازها‭ ‬لأرباب‭ ‬العمل،‭ ‬قام‭ ‬المشغل‭ ‬بتهديد‭ ‬أعضاء‭ ‬المكتب‭ ‬النقابي،‭ ‬وخيرهم‭ ‬بين‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬النقابة‭. ‬وقال‭ ‬لهم‭ ‬أنه‭ ‬سيرسلهم‭ ‬للسجن‭ ‬وأن‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬يده،‭ ‬وأن‭ ‬له‭ ‬المال‭ ‬لفعل‭ ‬لذلك،‭ ‬كما‭ ‬هددهم‭ ‬باستعمال‭ ‬البلطجية‭ ‬لمنعهم‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬لمكان‭ ‬العمل‭. ‬

وسيرا‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬هدي‭ ‬السلطات‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬مرة‭ ‬على‭ ‬استعمال‭ ‬البلطجية‭ ‬ضد‭ ‬الحركة‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬بطنجة،‭ ‬قام‭ ‬المشغل‭ ‬وزبانيته‭ ‬صباح‭ ‬9‭ ‬أكتوبر‭  ‬بمنع‭ ‬النقابيين‭ ‬من‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالعمل‭ . ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬10‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬هدد‭ ‬بلطجي‭ ‬بباب‭ ‬المعمل‭ ‬النقابيين‭ ‬بسلاح‭ ‬أبيض،‭ ‬بالإضافة‭ ‬للسب‭ ‬والقذف‭ (‬يوجد‭ ‬تسجيل‭ ‬بذلك‭)‬،‭ ‬وقدمت‭ ‬شكاية‭ ‬لوكيل‭ ‬الملك‭ ‬بذلك‭ ‬لم‭ ‬يتلها‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬من‭ ‬اعتقال‭ ‬للجناة‭.  ‬يوم‭ ‬13‭ ‬أكتوبر‭ ‬تم‭ ‬استعمال‭ ‬سيارة‭ ‬تابعة‭ ‬للشركة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لدهس‭ ‬المكتب‭ ‬النقابي‭ ‬المعتصم‭ ‬فوق‭ ‬الرصيف،‭ ‬لإرغامهم‭ ‬على‭ ‬ترك‭ ‬حقوقهم‭ ‬وباب‭ ‬الشركة‭.‬

في‭ ‬الختام‭… ‬لامنقذ‭ ‬للطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬من‭ ‬التفسخ‭ ‬والانحطاط‭ ‬سوى‭ ‬النضال‭ ‬ضد‭ ‬المجتمع‭ ‬البورجوازي‭.. ‬ونظام‭ ‬الاستغلال‭ ‬والقهر

في‭ ‬بلاد‭ ‬حيث‭ ‬تنفق‭ ‬البورجوازية‭ ‬بسخاء‭ ‬على‭ ‬بذخها،‭ ‬موانئ‭ ‬ترفيهية‭ ‬و‭ ‬فنادق‭ ‬خمسة‭ ‬نجوم‭ ‬وفلات‭ ‬وقصور‭ ‬ويخوت‭ ‬وطائرات‭ ‬خاصة،‭ ‬وملاعب‭ ‬غولف‭ ‬على‭ ‬قمم‭ ‬الجبال،‭ ‬هناك‭ ‬عمال‭ ‬وعاملات‭ ‬يكون‭ ‬بلا‭ ‬توقف،‭ ‬لكنهم‭ /‬هن‭  ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬ما‭ ‬يسدون‭ ‬به‭ ‬حاجياتهم‭ ‬الأساسية‭ ‬ويسكنون‭ ‬في‭ ‬مساكن‭ ‬بئيسة‭ ‬ويرتدون‭ ‬مستشفيات‭ ‬متهالكة‭ ‬ويدرس‭ ‬أبنائهم‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬كئيبة‭. ‬إن‭ ‬رفاهية‭ ‬البورجوازية‭ ‬وسعادتها‭ ‬مصدرها‭ ‬بؤس‭ ‬ملايين‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات‭.‬

‭ ‬وحده‭ ‬التنظيم‭ ‬العمالي‭ ‬النقابي‭ ‬والحزبي‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬أفضل‭ ‬قوى‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬العمال‭ ‬والعاملات،‭ ‬فالقوانين‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الشغيلة‭ ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬النضال‭ ‬والكفاح‭ ‬والحفض‭ ‬على‭ ‬المكاسب‭ ‬يبقى‭ ‬رهين‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬بين‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬والطبقة‭ ‬البورجوازية‭. ‬عداوة‭ ‬البورجوازية‭ ‬للعمل‭ ‬النقابي‭ ‬الكفاحي‭ ‬يثبت‭ ‬أهمية‭ ‬النقابة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشغيلة‭.‬

بقلم،‭ ‬أ‭.‬د

طنجة‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬أكتوبر‭ ‬2018

‭ ‬

شارك المقالة

اقرأ أيضا