معركة الدفاع عن حرياتنا، معركة طويلة النفس، التنظيم والتضامن من أجل تحررنا

سياسة1 يناير، 2020

شكلت حملة التضامن الدولية واسعة النطاق مع الصحفي عمر الراضي، ضغطا قويا على الدولة من أجل تسريع متابعته في حالة سراح بعد أن قضى خمسة أيام في السجن. سُلِّط الضوء على هذا الاعتقال، وكثُرت المبادرات محليا وعالميا التي تدينه، وجرى كشف حجم البطش بالمعارضين وقمع حريات المغاربة بتسخير قضاء ظالم.
زاد بطش الدولة المستبدة، والتهم جاهزة، والرقابة على أشدها، وأيا ينتقد الفساد والاستبداد المستشريين منتظر دوره لا غير. لا أحد يعلم أي شرارة قد تشعل وضعا غير قابل للاحتمال مطلقا، والدولة تعي هذا جيدا، لذا هي ممتعضة من انتقاد الأوضاع المأساوية (بطالة جماهيرية وانتشار الجريمة ونهب الثروات والتضييق على الحريات) مهما صغر حجمه، مخافة إطلاق هذا المارد الشعبي الجبار الذي يطوف شبحه العالم. إنها حالة عقاب جماعي مع وقف التنفيذ.
كثُرت مؤخرا، بشكل لافت، الاستدعاءات البوليسية، للمناضلين والمدونيين والصحفيين، على خلفية تدوينة أو فيديو أو دعوة للاحتجاج، والغاية من هذا الهجوم الاستباقي جلية، تخويف الشباب الغاضب وقمع المتجاسرين.
يحتج الناس، بما في ذلك عبر وسائط التواصل الاجتماعي، ضد سياسات نيوليبرالية قاسية منتهجة منذ عقود، والجماهير الشعبية الكادحة تقوم، في المنطقة بأسرها، ضد مخلفاتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكارثية. جرت خوصصة كل شيء ، وتفشى الشغل الهش، وزادت الأسعار ارتفاعا، وتدهورت قوة الكادحين الشرائية، واشتد القمع… والحبل على الجرار.
تبرز المقاومات الشعبية مفاجئة، منفلتة من التحكم، عفوية وقتالية، وهذا بالضبط ما يرعب الحاكمين،. بالتالي يسارعون في قمع كل مبادر بالانتقاد أو طامح لتوعية الكادحين وحفز تنظيمهم، بعد أن أطبقت الدولة قبضتها على المنظمات العمالية وشلتها بالتعاون مع البيروقراطيات.
جذور الاستياء عميقة، وهي ماضية إلى أسوأ، ولا خيار للناس سوى المقاومة، والاندفاع الغاضب ضد أوضاع لا تحتمل، وهذا ما يقومون به عفويا وبشكل غير موحد وبدون أفق سياسي يستهدف مجمل سياسة الدولة. ولا بديل لدى الدولة سوى الترهيب وخنق الحريات، وزيادة تعديات سياساتها النيوليبرالية على سبل عمل وحياة الكادحين. لا سبيل إلا النضال لخلق منافذ تقود للقطع مع نظام الاستبداد والاستغلال. لن توقف زيادة وتيرة الاستدعاءات البوليسية والاعتقالات، والمتابعات القضائية المحبوكة توق الكادحين للحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية،…
القمع لا يرحم، ولن تجدي معه نداءات طلب العفو، وما شابه من استجداء، فقط نضال طبقي حازم بمقدوره وقف الحرب الطبقية المعلنة ضد قوت الكادحين وحرياتهم.
سلاحنا بوجه عدونا الطبقي المُسْتَشْرِس، هو التنظيم، والمزيد منه، وتعميم التضامن بين مختلف ضحايا الاستبداد. وفي المقام الأول، النهوض بمهمة حملة تضامن واسعة النطاق، محليا ودوليا، مع كل المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، والمطالبة بالإفراج عنهم فورا. لا يزال نضالنا في بداياته ومعتقلو طبقتنا يحتاجون مؤازرتنا والنضال من أجل إطلاق سراحهم: مول الكاسكيطة وبوذا ورشيد سيدي بابا…وغيرهم كثر.
أمام مناضلي طبقتنا الجذريين مهام جسام، وطريق طويل، وعلى رأس قائمة تلك المهام، حفز التنظيم العمالي والشعبي، ورفع درجة وعي الكادحين بأصل معاناتهم، وزيادة درجة كفاحهم. نقاتل للحفاظ على طفيف مكاسب باقية، ولأجل انتزاع أخرى، وباختصار، ضمن معركة طويلة النفس، من أجل تحررنا الشامل والعميق من كل أشكال الاستغلال والاضطهاد.
متابعة عمر الراضي في حالة سراح نصر أولي، لكل الديمقراطيين ومناصري حرية الرأي والتعبير. نصر جزئي يتوجب تعميمه ليشمل باقي المعتقلين المسجونين ظلما لأنهم عبروا عن رأي سياسي معارض لما يروج له منذ عقود، وتبين أنه كذب بواح.

الحرية لغسان بوذا ورشيد سيدي بابا ومحمد السكاكي… وكافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي

بقلم، فودة إمام

شارك المقالة

اقرأ أيضا