رسالة جديدة من المعتقل السياسي المناضل محمد جلول
تحية نضالية عالية إلى جماهير شعبنا الأبيّ،
نحيّي بحرارة الحشود الشعبية العارمة التي حجّت بكثافة من كل ربوع الريف، ومن مختلف مناطق الوطن، والتي شاركت في مراسيم تشييع جثمان الأب المناضل أحمد الزفزافي، في جنازة تاريخية مهيبة ستبقى خالدة في ذاكرة الريف والوطن، لم تكن المناسبة مجرد وداع لرجل بصم مسيرة نضالية حافلة، بل تحوّلت إلى ملحمة جماهيرية جسّدت روح الوفاء والكرامة، وأكدت على التلاحم المتين بين الريفيين والريفيات في الداخل والخارج، وعلى العهد المتجدّد بمواصلة مسيرة النضال من أجل قضايانا العادلة والمشروعة:
إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين.
رفع الحصار والعسكرة عن الريف.
إنهاء كل أشكال الظلم والوصاية المذلة التي تصادر إرادة الريفيين الحرة وتنتقص من حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.
تثبيت حق الريفين في العيش بحرية وكرامة على أرضه، وفي تقرير شؤونهم المحلية والجهوية.
لقد شكّلت هذه المناسبة أيضاً محطةً قوية لتجديد أواصر الترابط بين الريف وباقي جهات الوطن المركوشي الكبير، وترسيخ وحدة الشعب بمختلف مكوّناته الجهوية، على قاعدة المصير المشترك، والتضامن المتبادل في مواجهة السياسات الفاسدة والمجحفة التي تعمّق الأزمات وتكرّس القهر والتهميش. إن وحدتنا الشعبية والوطنية هي السبيل لبناء وطن يتّسع للجميع، قوامه الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ويفتح الأفق أمام كل أبنائه لتحقيق أحلامهم المشروعة.
كما عبّرت جماهير شعبنا في هذه اللحظة التاريخية عن انخراطها في القضايا الإنسانية العاجلة في العالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أدانت جرائم الإبادة المتواصلة ضد هذا الشعب الصامد، وأكدت على استمرار المساندة حتى انتزاع حقوقه المشروعة كاملة.
وفي الختام، نرفع أسمى التحايا النضالية لكل من شارك من قريب أو بعيد، ولكل من تكبّد عناء السفر من مختلف مناطق الريف والوطن للمساهمة في هذه الملحمة الشعبية الخالدة، وفاءً لروح الفقيد أحمد الزفزافي، وتجديداً للعهود النضالية التي تربط بين أبناء شعبنا. كما نحيّي كل الأصوات الحرة من مختلف أنحاء العالم التي شاركتنا هذه اللحظة بمشاعرها وتضامنها.
ليكن هذا التلاحم الشعبي رسالة قوية تؤكد أن طريقنا هو المضي قدماً نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية في وطننا، ونحو إنهاء مأساة الشعب الفلسطيني، ومساندة كل القضايا الإنسانية العادلة عبر العالم
اقرأ أيضا