رسالة من المعتقل السياسي الأستاذ محمد جلول إلى الريفيين والريفيات بالداخل والخارج

أيها الأحرار والحرائر، يا أبناء الريف الجريح،

لقد برهنتم في جنازة الأب المناضل أحمد الزفزافي أنكم كتلة واحدة، وأن صوتكم أقوى من كل محاولات الترهيب والإقصاء. لقد جسّدتم الوحدة والتلاحم، وأكدتم أن دربنا هو درب النضال والصمود، وأن الريف لن ينكسر مهما اشتد الحصار.

نعم، يجب أن تستمر وحدتنا وتلاحمنا، وأن يكون درب النضال والصمود هو سبيلنا، لأن الحصار ما زال مفروضاً، والعسكرة ما زالت تخنق أرضنا، والبطالة والعطالة تسحق شبابنا، والحرمان يطرد أبناءنا للهجرة القسرية. ثرواتنا تُنهب، وضرائبنا تُبتلع، وهويتنا تُستلب. أي ظلمٍ أشد من أن يعيش الريف اليوم ظروفاً أقسى حتى من زمن الاستعمار الإسباني؟

فهل هذا جزاء أرضٍ قدّمت آلاف الشهداء والمعتقلين عبر الأجيال؟
هل هذا جزاء منطقة الريف التي أغنت خزائن الدولة بعرق جبين أهلها وبمليارات تحويلات جاليتها في الخارج على مدى العقود الماضية؟
وهل هذا ما يستحقه من قدّم دماءه وتضحياته في سبيل حرية الوطن وكرامة الشعب؟

لا وألف لا!
إن هذه الأوضاع المهينة هي منكر عظيم، وهي ما يجب أن يوقظ فينا العزم والإصرار على النهوض، على الاستمرارية، على الحراك الشعبي العارم حتى تتحقق كل مطالبنا العادلة:

لا للعسكرة، لا للحصار!
الحرية لكل المعتقلين السياسيين!
الكرامة والعدالة الاجتماعية لكل أبناء الريف والوطن!

فلنجعل من هذه المرحلة بدايةً جديدة لمسيرة لا تنطفئ، ولنواصل الطريق وفاءً لتضحيات الأجداد ووصيتهم، وصوناً لمستقبل الأجيال.

عاش الريف… عاش الوطن المراكشي الكبير… عاش شعبنا الأبي.

شارك المقالة

اقرأ أيضا