رسالة المناضل المعتقل جلول محمد حول كارثة فيضان مدينة أسفي
رسالة من المعتقل السياسي الأستاذ محمد جلول
يا ابناء وبنات شعبنا اتحدوا من اجل التغيير (الجزء 317)
تضامننا مع ساكنة اسفي حول المُصاب الذي ألمّ بها جرّاء السيول التي تعرفها المنطقة
ونحمّل المسوولية الكبرى لسلطات النظام المغربي
يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر.
في البداية، نعبر عن تضامننا القلبي مع ساكنة إقليم آسفي في المحنة التي تمر بها، على إثر الفيضانات والسيول التي ضربت المنطقة يوم أمس، والتي خلّفت خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. ونقدم تعازينا الحارة لأسر الضحايا، وندعو كافة شعبنا إلى تقديم الدعم والتضامن والمؤازرة لهذه الساكنة المنكوبة، وعدم تركها لوحدها تواجه مصيرها المجهول في ظل هذه الأزمة التي تمر بها، لاسيما في ظل التقصير الفادح للسلطات المغربية.
نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، كما أنه لا يجب أن نكتفي بردّ كل الأسباب إلى القضاء والقدر، كما عوّدونا في هذا البلد، وكما عوّدنا الفقهاء، حيث إنّ الله بريء من تقصيرنا وعجزنا وتكاسلنا وفسادنا. وحيث يجب وضع النقاط على الحروف حول الأسباب الأخرى التي أدّت إلى تفاقم هذه الخسائر، مثلما تفعل البلدان المواطِنة الحقيقية عندما تحدث لديها مثل هذه الكوارث، حيث تسارع إلى فتح التحقيقات وإلى المساءلة والمحاسبة حول كل الأسباب، وحول أي تقصير أو خلل أدّى إلى مضاعفة الخسائر، وتحديد المسؤوليات، وذلك لتجنّب وقوع هذه الحوادث مرة أخرى في المستقبل، خاصة عندما يتعلق الأمر بخسائر في الأرواح البشرية.
وهكذا تقدّمت وتطوّرت هذه البلدان في مختلف المجالات، وهكذا تطوّرت شروط السلامة، وتطوّرت معها التقنيات والتكنولوجيا. أمّا في بلادنا، فتحدث نفس الكوارث مرارًا وتكرارًا، ثم يُردّ كل شيء إلى القضاء والقدر، ويتم استبعاد عوامل التقصير البشري وسوء التدبير والفساد والغش في تدبير المشاريع التنموية والبنيات التحتية، في ظل عدم ربط المسؤولية بالمراقبة والمتابعة والمساءلة والحساب، وحيث تُستَرخص أرواح المواطنين كواقع سائد في بلادنا.
نعم يا أبناء، نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، فهكذا تسير الأمور في بلادنا منذ1956 إلى حد اليوم، لا تقييم، ولا مساءلة، ولا محاسبة، حيث إنّ البسطاء فقط هم من يُحاسَبون في هذا الوطن. أمّا الفئة النافذة والمسؤولون الذين يوجدون تحت حمايتهم فهم فوق القانون وفوق القضاء، ويفعلون ما يشاؤون ويفلتون من المساءلة والمحاسبة بكل بساطة، وهذا ما كرّس تخلف دولتنا وبؤس شعبنا
نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، ففي البلدان الديمقراطية المواطنة لا يمكن أن تجد العبث والتسيّب والإهمال في الادارات والمؤسسات والمرافق العمومية، ولا مجال للمحسوبية أو الزبونية أو المساس بالمال العام، ولا مجال للتقصير في خدمة المواطنين كما هو مشاع في بلادنا الكل قائم بدوره، والجميع خاضعون للمراقبة والمساءلة والمحاسبة بدون استثناء، ولا أحد فوق القانون، والقضاء ينصف الجميع…
–نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، ورغم الكرامة والحقوق التي يتمتع بها هؤلاء المواطنون في البلدان الديمقراطية، تجدهم دائمًا ينتقدون حكوماتهم ومسؤوليهم على ضعف أدائهم أو سياساتهم، ولا يقبلون المساس بأدنى حقوقهم ومكتسباتهم، بل يريدون باستمرار تحسين أوضاعهم الاجتماعية وتحسين وتجويد خدمات الدولة لصالح المواطنين، سواء في الصحة أو في التعليم أو في الشغل أو في الخدمات الاجتماعية الأخرى ويعبرون على انتقاداتهم بكل حرية وبلا خوف أو مسكنة، ويخرجون إلى الشوارع للاحتجاج من دون خوف…
-نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، لذلك ترى هؤلاء المواطنين دائمًا الاشرقة على محياهم وعلى وجوههم، وإقبالهم على الحياة وابتهاجهم بها، لأنهم يحسّون أنهم يعيشون أحرارًا في وطنهم، ويحسون بكرامتهم تصان، ويحسون بالمساواة ويحسون بالحرية والاطمئنان على حقوقهم، ويحسون أن هناك تكافؤ الفرص بين الجميع من دون تمييز بل يحسّون أن الدولة تفتح لهم المجال لتحقيق أحلامهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم، وتشجعهم على ذلك وتقدم لهم الدعم لتحقيق تميّزهم ونجاحاتهم، سواء في التعليم أو في الثقافة أو في الرياضة أو في مختلف المجالات ويحسون بالأمان والضمان عندما يذهبون إلى الإدارات أو إلى مخافر الشرطة، ويحسون بالرعاية الكاملة عندما يذهبون إلى المستشفيات، ويحسون بالأمان والضمان عندما يقفون أمام القضاء…
-نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، ولذلك فشتّان بين حياة هؤلاء وحياتنا نحن في هذا الوطن، حيث يُحكم علينا أن نعيش حياة الاستعباد والبؤس والفقر والتعسفات. وعلينا دائمًا أن نرضخ ونتمسكن ونتزلف ونداري أمام السلطات، أو عندما نذهب إلى الإدارات أو مخافر الشرطة أو عندما نقف أمام القضاء أو عندما نذهب إلى المستشفيات، علينا دائمًا أن نفعل ذلك رغماً عن كل التعسفات والإهمال، ورغما عن كل أشكال الشطط في استعمال السلطة، ورغما عن كل أشكال الابتزاز، ورغما عن أشكال المماطلة والتسويف في خدمة المواطنين، ورغم ضياع حقوقنا في هذا الوطن، ورغم رؤيتنا لثرواتنا وميزانيتنا تُنهب وتُبدد أمام أعيننا…
-نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، لذلك ترى حياتنا بائسة وتعيسة في هذا البلد، وترى الشقاء والتعاسة على محيا ووجوه المواطنين، وترى الشيخوخة المتقدمة تعتريهم في مقتبل أعمارهم، لأنه ليس هناك احترام للكرامة الإنسانية، وليس هناك حرية، وليس هناك حقوق، وليس هناك ما يشجع على الإقبال على الحياة في ظل شعب تُجهض أحلامه وأحلام شبابه وطفولته، ويتعرض للقهر والتعسفات، وتُسدّ كل الآفاق أمامه….
-نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، لذلك لا يجب أن نقبل بواقع الظلم واللاعدالة هذا، ولا يجب أن نقبل بأمر واقع يستلب إرادتنا الحرة في هذا الوطن، ويستلب هويتنا، ويحوّلنا إلى مجرد قطيع من الرعايا بائسين تاعسين ومستعبدين، لا قرار ولا رأي لنا في هذا الوطن. ويكرّس تهميشنا وإقصاءنا وتفقيرنا، ويكرّس قهرنا وقمعنا، ويحكم علينا أن نعيش صاغرين ومحكورين وبؤساء وتعساء، نتجرّع المرارات والخيبات، وتُجهض أحلامنا رغم الثروات والخيرات التي يزخر بها هذا الوطن، ورغم الضرائب الباهظة التي يؤديها الشعب من جيوبه وعرق جبينه، والتي يتم الاستحواذ عليها أو تبديدها حول مجالات الريع والعبث في التسيير، وحول المساحيق والمكياج والتظاهرات البراقة والمشاريع الفاشلة على حساب بؤس هذا الشعب وضياع أجياله…
-نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، لا يجب أن نقبل بهذا الواقع الظالم والفاسد وغير العادل، ولا يجب أن نستمر بقبول أن نكون الضحية مرتين في هذا الوطن: ضحية الاستيلاب والإقصاء والحرمان، ثم في الوقت نفسه ضحية الاستغلال، حيث نحن دائمًا من يجب أن يؤدي فاتورات أزمات هذا النظام وسياساته الفاسدة والتبذيرية، رغم أننا لا نستفيد شيئًا في هذا الوطن أو نستفيد مجرد بعض الفتات…
-نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، لا يجب أن نقبل باستمرار هذا الواقع الظالم الفاسد، ولا يجب أن نقبل باستمرار السياسة الاجتماعية التي تستهدف ما تبقى من مكتسباتنا الاجتماعية ومن قطاعاتنا العمومية وما تبقى من لقمة عيشنا لتغطية أزمة هذا النظام ونتائج سياساته الفاسدة وسياسته التبذيرية التي يمعن فيها على حساب تعميق أزماتنا وأزمة هذا الوطن وجرّهما إلى مستنقع البؤس والتخلف والضعف والهوان…
– نعم يا أبناء بنات شعبنا الأحرار والحرائر، آن الأوان أن نقول: كفى لهذا الظلم الذي طال أمده استفحل وتغى، وكفى بهذا الفساد والعبث والهدر والتمييع الذي استشرى ونخر جسد هذا الوطن وجسد هذا الشعب وكفى ما تعرض له هذا الوطن من نزيف واستنزاف، وكفى ما تعرض له هذا الشعب من إقصاء وحرمان، ومن قهر وتعسف وضياع لأجياله طيلة العقود الماضية…
– نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، آن الأوان لنقول: كفى ولنقول لهؤلاء المسؤولين الذين يستبدوننا ويستغلوننا في هذا الوطن ويعبثون بمصيرنا وبمصير هذا الشعب: كفى من كل هذا الظلم والفساد ولن نستمر بقبول هذا الواقع، ولن نستمر في آداء فواتير أزماتكم وسياساتكم الفاسدة والتبذيرية.
نريد حقنا في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
نريد حقنا في المواطنة الكاملة في هذا الوطن.
نريد حقنا في المساواة في هذا الوطن، باعتبارنا كلنا أبناءه، ولا أحد يجب أن يولد فيه منقوصاً من كرامته أو حقوقه نريد حقنا في التقسيم العادل لثروات وموارد هذا الوطن في إطار الشفافية والنزاهة وربط المسؤولية بالمحاسبة، والكل فوق القانون…
-نعم يا ابناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر اننا نريد ان نرى تغييرا حقيقيا يمثل ارادة هذا الشعب وهويته ووجدانه ويستجب لحاجيته وتطلعاته وليس الى استمرار نظام سياسي مركزي منفصل عن هذا الشعب ولا يمثل سوى نخبة معينة ومرجعيتها الثقافية ومصالحها وولائك على الخارجية وارتماءها في احضان الكيان الصهيوني مستقويه به وبغطرسته رغم كل الجرائم و الفظاعات التي ارتكبها في حق الشعب الفلسطيني ورغم موضيه قدما في تجويع هذا الشعب ومحاولة اقتلاعه من الارض ورغم الارادة العامة لشعبنا والذي يرفض استمرار مثل هذا التطبيع العار …
– نعم يا ابناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر اننا نريد تغييرا حقيقيا يمثل ارادة هذا الشعب وهويته ووجدانه وينعكس بشكل ايجابي على اوضاعنا الحقوقية واوضاعنا الاجتماعية والتنموية والاقتصادية ويضع حدا للفساد والافلات من الحساب ويضع حدا لكل اشكال التمييز بين ابناء هذا الوطن وجهاته حيث تتحقق العدالة الاجتماعية والمجالية والثقافية الحقيقية وحيث القانون يجب ان يكون فوق الجميع من دون استثناء ومن دون محسوبية او زابونية ومن دون قضاء موجه عبر التعليمات الفوقية…
-نعم يا ابناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر اننا نريد تغييرا مثل هذا يتحقق على ارض الواقع وليس محتاجين الى شعارات وارقام رسمية تجمل الواقع بينما الحالة هي هي نفسها لا تتبدل ولا تتغير الا نحو المزيد من السوء ولقد مللنا من الشعارات والخطابات والوعود والتي لم تعد تقنع احدا ومللنا من الحكومات المتتالية والتي تشبه بعضها البعض ولا تعمل سوى على تكريس الواقع الغير العادل والفاسد وتكرس الازمات وتعمقها وتلقي اللوم على بعضها البعض حيث غدت جلسات البرلمان وغرفة المستشارين مبتذلة والكل يراها مجرد مسرحيات وهرج وصخب فارغ وغالبية هذا الشعب غسل يديه من الاحزاب ومن اللعبة السياسية باسرها وليس هنالك لا حكومة ولا برلمان ولا معارضة حقيقية تمثل هذا الشعب فعليا في اطار هذه اللعبة السياسية العقيمة والتي لا تخدم سوى النخبة النافذة في هذا البلد وتكرس الحفاظ على نفوذها ومصالحها…
– نعم يا ابناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر اننا نريد تغيير حقيقيا يضع الحد لهذا المسلسل الديمقراطي العقيم والذي لا يعمل سوى على إعادة انتاج نفس الواقع ونفس الازمات ونفس الاشكاليات بل ويعمقها اكثر فاكثر في ظل الاستغراق في هذه الازمات والاشكاليات والاستغراق في هدر الثروات والموارد والطاقات البشرية وضياعها في هذا الوطن والاستغراق في هدر الزمان وتفويض فرص التنمية الحقيقية والذي يكرس مراوحة بلادنا في مناطق التخلف العالمي بالمقارنة مع الاشواط الكبرى التي قطعتها بلدان اخرى في مختلف المجالات…
–
– نعم يا ابناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر اننا في الواقع ليس لدينا ما نفخر به في هذا الوطن فلا ديمقراطية ولا حقوق ولا عيش كريم ولا تنمية ولا اقتصاد ولا تعليم ولا صحة في المستوى الذي يتطلع اليه شعبنا وفي المستوى الذي بلغته البلدان الاخرى حيث بات الفارق بينها وبين بلادنا شاسعا في ظل استمرار تقدم هذه البلدان واستمرار تخبط بلادنا في التخلف والازمات… حيث لا تقدم يذكر بل سوى المزيد من الازمات والديون والغلاء والبطالة والضياع في هذا الوطن وبلاافق لتتحسن الاوضاع في بلادنا في ظل استمرار نظام التحكم المركزي ونظام الفساد والهدر والافلات من الحساب والذي يمنع في اغراق هذا البلد في الازمات والديون ويقود هذا البلد نحو الهاوية بخطى حثيثة
_نعم يا أبناء وبنات شعبنا ،ونؤكد مرة أخرى ان سبب تخلفنا وكل ازماتنا المزمنة في هذا البلد هو نظام التحكم والفساد والهدر الذي هيمن على بلادنا منذ 1956 والذي يستلب إرادة شعبنا وكرس غياب العدالة الاجتماعية وكرس الهدر الفادح والخطير للثروات والموارد الوطنية لهذا البلد واستنزاف وتخريب مجالاته الايكولوجية طيلة العقود الماضية ومن دون توقف، ومن دون أن تستفيد منها لا تنمية هذا الوطن ولا تحسين الأوضاع الاجتماعية لهذا الشعب…
-_نعم يا أبناء و بنات شعبنا الاحرار الحرائر فهذا ما يستدعي منا ضرورة التغيير وهذا ما يستدعي الحاجة إلى عدالة انتقالية حقيقية تقطع مع نظام التحكم والفساد والهدر وتؤسس لإنتقال ديمقراطي حقيقي وآمن يقوم على الإرادة الشعبية واتحاد الجهات الوطنية التاريخية لبلادنا ، ويضمن وطنا يتسع للجميع تسوده الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لكافة شعبنا ،ويصون التنوع الثقافي والتعدديةالجهوية الاصيلة لبلادنا وحقوقها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية …
_نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، فهذا هو المدخل الحقيقي والضروري والآمن لقيام مصالحة وطنية حقيقية تقطع مع الماضي الاليم ، وتقطع مع كل اشكال الاستبداد والتحكم والفساد والهدر واللاعدالة والظلم ، وتحقق العدالة والإنصاف ، ويتصالح في ظلها الجميع ، وتفتح الطريق امام الجميع للمشاركة في بناء هذا الوطن وفي تقرير مصيره وفي الاستفادة من خيراته وعائداته في اطار من المسؤولية والغيرة الوطنية ، وفي اطار التعاون والتضامن الاخوي الحقيقي بين كل ابناء وبنات هذا الشعب وجهاته التاريخية من طنجة الى الكويرة ، ومن طنجة الى وجده …
_نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، فهذا هو التغيير الذي نريده ان نعيش نحن ابناء هذا البلد الغالي علينا جميعا كاخوان حقيقيين متساوون في الحقوق والواجبات ، ونحترم تنوعنا الثقافي وتعدداتنا الجهوية ، ونحس ببعضنا البعض بشكل حقيقي ، ونغير على بعضنا البعض بشكل حقيقي ، ونتضامن مع بعضنا البعض بشكل حقيقي مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، حيث لا نرضى ولا نقبل ان نرى فردا واحدا من هذا الشعب يظلم في هذا الوطن او تهضم حقوقه ، وهذا الوطن هو بمثابة امنا جميعا ، وخيراته وثرواته هي لنا جميعا…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا هذا هو التغيير الذي نريده ، نريد وطنا يتسع لنا جميعا ، ودولة نحس بها مثل امنا ، تغير علينا جميعا بشكل حقيقي ومن دون تحيز او اقصاء لاحد او لجهة معينة او لمنطقة معينة…
_ نريد دولة تضمن هذه المساواة وهذا التنوع والتعدد وتمثل ارادة هذا الشعب وكل جهاته التاريخية ومناطقه ، وتعبر عن وجدانه الحقيقي ، وتسعى جاهدتا لخدمة احلامه وتطلعاته ، وتفتح الفرص والامكانيات امام الجميع لابراز مواهبهم وقدراتهم وتحقيق مشاريعهم واحلامهم ونجاحاتهم ، والمساهمة بافكارهم ومجهوداتهم في بناء هذا الوطن وفي تنميته وفي تقرير مصيره ، في اطار مؤسسات ديمقراطية حقيقية محلية وجهوية ومركزية بعيدا عن اي وصاية تحكمية مركزية تفرغ هذه الديمقراطية من محتواها…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، فثمت فرص هائلة للجميع لنعيش في كرامة في هذا البلد ، بل هناك فرص هائلة لتحقيق التنمية الحقيقية والتقدم والازدهار بالمستوى الذي بلغته بلدان متقدمة اخرى في ظل ما يتوفر عليه بلادنا من ثروات وخيرات وموارد ومؤهلات كبيرة ، ولكن لو توفرت لدينا دولة العدالة والديمقراطية للجميع وبشكل حقيقي…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، اليس هذا حلم جميل وهدف مشروع؟!!! بل هذا ما كان يجب ان يكون في الاصل ومنذ زمان ، وهذا ما يريده الله ولا يرضى غيره ، ولكن للاسف الشديد اين نحن من هذا اليوم ، في ظل التحكم المركزي واستفراد بالحكم ، في ظل فئة هي وحدها من تحتكر هذا البلد وخيراته وتعبث به كما تشاء وهي وحدها من تقرر مصيره وتقوده حيث تشاء ، بل تقوده نحو الخراب ، بينما شعبنا مسلوب الارادة ومحروم من حقوقه وثرواته وميزانياته ، وفي ظل دولة لا نحس بتاتا انها تغير على هذا الشعب ولا على هذا الوطن…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا ، لذلك قلنا اننا نريد تغييرا حقيقيا وعدالة انتقالية حقيقية تقطع مع هذا الواقع الظالم والفاسد والذي طال علينا كثيرا وتسبب في الكثير من الالام والازمات لهذا الوطن ولهذا الشعب ، ولا نريد مزيدا من الحلول الترقيعية لتدبير الازمات على حساب ظهر هذا الشعب وفي ظل استمرار الفساد والنهب والعبث والافلات من الحساب ، ولا نريد ان نسمع المزيد من الوعود الزائفة ، وكفانا ما سمعناه سابقا ولم نرى منها سوى الاوهام والفتات ، وكفا من بيع الاوهام واستبلاد هذا الشعب ، وكفا من التستر على المفسدين ؟!!!
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر، فهذا هو املنا الوحيد من اجل مستقبل افضل لنا جميعا في هذا الوطن يمكن ان نعيش فيه احرارا وفي مساوات وتتحقق فيه احلام الجميع اطفالا وشبابا وكهولا وشيوخا ذكورا واناثا، ويمكن ان نشارك فيه الجميع في تقرير مصير هذا البلد بما يخدم تطلعات الجميع، وبما يجعلنا نتعاون جميعا في بناء هذا الوطن وتحقيق نهضته وتنميته الحقيقية وتقدمه والزهاره لا سيما ان بلادنا يتوفر على كل الامكانيات تحقيق ذلك…
_ نعم يا ابناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر، الى الامام من اجل التغيير ومواصلة التعبئة من اجل النزول الميداني واننا قادرون على تحقيق هذا التغيير اذا امننا بانفسنا وامتلكنا الشجاعة والعزيمة والارادة واتحدنا جميعا كاخوان حقيقيين واتكلنا على الله حق التوكل ويكون وازعنا الحقيقي هو الغيرة على هذا الوطن والغيرة على هذا الشعب وعلى بعضنا البعض وليس الصراع من اجل السلطة والمناصب…
_نعم يا ابناء وبنات شعبنا الاحرار والحرائر، لا شيء مستحيل ولا شيء يمكن ان يقف امام ارادة شعب اذا امن بكرامته وحقه في الحرية والعدالة والمساواة ورفض ان يعيش كمجرد قطيع من الرعاية خامعا وراضخا لاستبداد والوصاية والاحتقار والبؤس والاستعباد والذل والهواء ، واذا آمن بقدرته على انجاز هذا التغيير المنشود واذا آمن بأن بقاءه تحت الاستبداد والترهيب والاقصاء والتهميش لن يورثه الا مزيدا من المعاناة والمآسي والذل…
نعم يا أبناء وبنات شعبنا الأحرار والحرائر، نعم يا جيل النخوة والشهامة، إلى الأمام من أجل القطيعة مع هذا الواقع الظالم الفاسد، ومن أجل وطنٍ يتسع للجميع تسوده الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ومن أجل أن نضع هذا البلد على سكته الصحيحة، ليتخذ مساره الصحيح نحو الإقلاع التنموي والنهضوي الحقيقية لهذا الشعب، ونحو تقدمه وازدهاره… وهذا ممكن، وممكن، وممكن، ولا شيء يستحيل أمام شعبٍ مقدامٍ ومكافحٍ ومناضلٍ وينبض بالحياة…
وعاش شعبنا حرٌّ وكريمٌ وأبيٌّ، وعاش هذا الوطن معززًا بهذا الشعب الشجاع
اقرأ أيضا


