عمال شركة ايتاديس بالعيون: استغلال وحقوق مغتصبة.

يشتغل عمال شركة إيتاديس للتوزيع بمدينة العيون أكثر من 8 ساعات يوميا، وهي “ايتاديس” شركة خدمات لتوزيع السلع [كوكا – سيدي علي –غاز البوتان] مقرها بمدينة العيون. يشتغل بالشركة أكثر من 60 عاملا، وثمانية إداريين. وتتوفر الشركة على أسطول آليات يتكون من شاحنات ورافعات وسيارات… وعلى أربع مستودعات ويغطي مجال توزيعها مدينة العيون والمرسى.
يعاني هؤلاء من ظروف عمل شديدة الاستغلال وحرمان من حقوق يضمنها قانون الشغل المعمول به أمام إصرار الشركة على عدم الاستجابة لمطالب بسيطة ومشروعة.
يشتغل العمال في شركة ايتاديس لمدة ثمان(08) ساعات يومية والعطلة الأسبوعية كل يوم أحد فقط، يجبر العمال على الاشتغال أيام الأعياد ليلا ونهارا، وهم محرومون من عقود عمل، ويحصلون على أجورهم شهريا حسب نسب المبيعات داخل مقر الشركة، ولا وجود لأي علاوة أو تعويض عن الساعات الإضافية.
يعاني العمال من استغلال كثيف نتيجة ما يفرض عليهم من عمل إضافي متمثل في عدم تقسيم المهام مما يؤدي الى اضطرار العامل الواحد للقيام بمهام عديدة بشكل يومي (نقل الحمولة للشاحنات، وإفراغ الحمولة، والسياقة والبيع وحمل السلع…).
لا توفر الشركة السكن للعمال ولا تعوضهم عن داك الغياب، وأجورهم هزيلة لا تكفي لسد متطلبات الحياة، وهم مجبرون في حال غيابهم بالحصول على ادن مسبق أو جلب بديل عنهم يعوض غيابهم. ولا وجود لرعاية صحية بالشركة (لا ممرض ولا طبيب شغل ولا مراقبة وزارية، ولا مراقبة بلدية، ولا إجراءات وقاية)، علما أن العمال عرضة لأمراض مهنية مثل الحساسية، ولآلام المفاصل والعمود الفقري، وارتفاع الضغط، ونتوءات جلدية.
طرد جماعي
قامت الشركة بطرد الكاتب العام لنقابة العمال ونائبه إثر توصلها بمراسلة من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالعيون، وأوقفت في نفس الوقت، يوم 26 فبراير 2018، جميع مستخدمي قطاع كوكا كولا (عدد المطرودين من العمل 17 عاملا، والتحق بهم تضامنا 14 عامل، ليصبح المجموع 31). لذا قرر مستخدمو باقي قطاعات الشركة الالتحاق بزملائهم الموقوفين. يجدر الذكر أن هذا النزاع الاجتماعي بدء مند 22 نونبر 2017، ولم تحرك السلطات المحلية ساكنا، ونفس الشيء بخصوص مندوبية الشغل رغم مراسلاتها المتكررة من طرف العمال. ويعاني المستخدمون ظروفا صعبة إذ لم يتوصلوا بأجورهم الشهرية لأزيد من شهرين. ولتلبية حاجاتهم اليومية يلتمس العمال المضربون المساعدة من الزملاء والمعارف.

يعتصم العمال حاليا أمام إدارة الشركة يوميا، مرة في الصباح ومرة في المساء، وجلهم عمال توزيع. وحتى الآن نظموا ثلاث وقفات احتجاجية أمام مندوبية الشغل.

التنظيم النقابي.
أسس العمال مكتبهم النقابي بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل في 18-09-2017، وخاضوا ثلاثة إضرابات، الأول ليوم واحد، والثاني يومان، والثالث مفتوح مند 01-03-2018. وعدد العمال المضربين 31 عاملا. وهم يطالبون بأن يصرح بهم لدى صندوق الضمان الاجتماعي، وتمكينهم من عقد الشغل، والاستفادة من العطل السنوية، واحترام حق العمل النقابي.
مفاوضات بلا نتيجة
جرت ثلاثة لقاءات مفاوضات، الأول بحضور مندوب الشغل، والثاني والثالث بين الإدارة والعمال، ولم تسفر عن أي نتيجة.
أصدرت نقابة العمال أربعة بيانات ودعوات لمقاطعة المنتوجات التي توزعها الشركة، لكن التضامن اقتصر فقط على المكتب المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل. وتحاول الشركة شق صف العمال بتسريب شائعات مفادها أن بعض العمال ترك الإضراب بعد اتفاق تسوية، كما بتسوية وضعية عمال الإدارة بتعويضهم أربع سنوات مستحقات الضمان الاجتماعي رغم أن مدة اشتغالهم تفوق 10 سنوات، وقامت باستقدام عمال جدد من مدن أخرى للقيام بالتوزيع. أما السلطات المحلية فتكتفي حتى الآن بالمراقبة الدائمة للمضربين.
إضراب العمال بحاجة لتضامن نقابي عاجل. إنه أولى مهام الاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالعيون التي هم منضوون تحت لوائها: تنظيم مهرجان احتجاجي داعم للعمال المضربين، وتنظيم صندوق دعم مالي لهم، وتعبئة نقابية شاملة لنصرتهم بأشكال تضامن واحتجاج مختلفة. وطبعا هذا التضامن الواجب يعني كل المناصرين لحقوق العمال وتحررهم.

المراسل

شارك المقالة

اقرأ أيضا