الشعبي للإسكان تطرد عشرات عمال الحراسة

غير مصنف1 ديسمبر، 2018

   يشكل  نظام الحماية الاجتماعية عبئا على مالكي رؤوس الأموال  عالميا. فهم لا يريدون تأدية  أي شيء إضافي يزيد عن الأجر. فكانت البداية، أن قامت بتفويت كل خدمات الخدمة  العمومية لشركات وأضفت طابع الهشاشة على كل من خدمات النظافة والحراسة والطبخ والبستنة… لم يقتصر الأمر على القطاع العمومي بل انتشر كالهشيم في القطاع الخاص. لا يشكل المغرب استثناءا، فالعديد من الشركات العملاقة فوتت بعض الخدمات من داخلها.

   هذا ما قامت به إحدى شركات عائلة الشعبي. شركة الشعبي للإسكان فرع من فروع يينا هولدينغ المملوكة لعائلة الشعبي، تقوم بأعمال بناء الشقق والفيلات وتجهيز البقع الأرضية بواسطة مقاولة يسرا للتجهيز وهي تابعة أيضا للهولدينغ، ويعمل لدى الشركة مئات حراس الأمن، وعاملات النظافة على طول البلاد.

يحصل حراس الأمن على أجور لا تتعدى الحد الأدنى. يمنع عليهم الجلوس خلال ساعات العمل وتكون المدة 12 ساعة متواصلة  من 7 صباحا 19 مساء أو من 19 مساء إلى 7 مساء، أما مدة العمل الحقيقية إذا احتسبنها من البيت لمكان العمل ذهابا وإيابا فالمدة تزيد على 15 ساعة ، يشتغل العمال دون ملابس وأحذية مناسبة حسب فصول السنة (الصيف أو الخريف مثلا).

يعمل الحراس في الأعياد الدينية والوطنية على السواء دون الحصول على تعويض عنها. تعمل إدارة الشركة على تجديد عقد العمل كل ستة أشهر لمنع العمال من المطالبة بفوائد أقدمية العمل او الترسيم وما يستتبعه من حقوق لفائدتهم. من العمال من قضى 20 سنة عملا مع الشركة.  فيما التأمين على حياة الحراس كل مرة تتعاقد الشركة مع شركة تأمين تكون أسوأ من سابقتها.

قامت الشركة خلال الأيام الأخيرة بطرد بعض العمال عبر عدم تجديد عقد العمل معهم (3 بأكادير، 3 بمراكش، 3 بالصويرة، 4 بالقنيطرة، 6 في البيضاء، 1 بالمحمدية، 6 في طنجة…). قامت شركة يسرا للتجهيز التابعة للشعبي للإسكان بهذا الإجراء لأنها قامت بتفويت تدبير الحراسة والنظافة لشركة مناولة تسمى أثينا. استقدمت الشركة عمالا جدد بدل أولئك المطرودين من العمل يوم 29 نونبر 2018، بحجة انتهاء عقودهم، وهي نفس الحجة التي سيطرد بها باقي أفواج العمال في الشهور المقبلة نظرا لاختلاف تواريخ التحاقهم بالعمل.

 إن شركة الشعبي دون شك تريد التخلص مستقبلا من أداء مبالغ الحماية الاجتماعية والتأمين لفائدة العمال فهي دهون زائدة يجب التخلص منها تدريجيا. تلك أموال كثيرة بالنسبة لعائلة الشعبي، المعدودين أفرادها على رؤوس الأصابع، المدرجة ضمن أغنياء العالم في إحدى تصنيفات الأثرياء في السنوات الأخيرة، أموال لا يستحقها العمال الذين أفنوا حياتهم في العمل من أجل مراكمة ثروة عائلة الشعبي الهائلة.

استثار الطرد رد فعل جنيني لكنه معبر عن روح التضامن الكامنة لدى هذه الفئة من العمال. لقد توقف جميع حراس الأمن في القنيطرة المطرودين وتضامن معهم رفاقهم للاحتجاج على الطرد. تلك خطوة في الطريق صحيح.

هذه بعض مقترحات أحد العمال كما جاءت على لسانه :

  • رفض العمال التعاقد مع الشركة الجديدة والتشبت باستقرار الشغل
  • إنشاء مجموعة تواصل عبر الواتساب لتنسيق العمل بين العمال المطرودين والآخرين المشتغلين.
  • التنسيق بين العمال المطرودين عبر الهاتف وتنسيق الخطوات.

تلك قد تكون البداية الجيدة. لكن لابد من أن ينتظم العمال في إطار نقابي يضمن النقاش والديمقراطية لكل خطواتهم المقبلة. لا بديل من إطار ينسقون عبره خطواتهم الجماعية بدل الرد المعزول.

على المؤمنين بوحدة العمال توجيه دعوات التنسيق والتضامن مع باقي عمال الحراسة المعزولين المحاربين من أجل حقوقهم . ذاك هو سبيل انتزاع الحقوق والقضاء على مهن العبودية والمذلة.

المراسل

شارك المقالة

اقرأ أيضا