عمال شركة دلفي للكابلاج يحتجون، ويضربون عن العمل

يواصل عمال وعاملات شركة الكابلاج “دلفي” حركتهم الإضرابية عن العمل مطالبين بمعرفة حقيقة تغيير الاسم الجاري للشركة من “دلفي” إلى “أبتيف”، وبخاصة للاطمئنان حول مصيرهم، ومصير حقوقهم من أقدمية وغيرها بهذا التغيير الطارئ لاسم الشركة.
بدء المشكل أول مرة في 1 أكتوبر 2017 حين أخبرت إدارة الشركة “دلفي” العمال والعاملات عزمها تفويت الشركة لشركة أبتيف، وبعد ذلك بمدة علقت الإدارة إعلانا بأن الشركة ستصبح فرعين واحد لدلفي والآخر لأبتيف، ويوم 1 يونيو 2018 علقت إعلانا جديدا يخبر العمال والعاملات بتحول اسم الشركة من “دلفي” إلى “أبتيف”.
هذا التغيير الأخير مرفوق بعقد عمل جديد باسم أبتيف، والعمال والعاملات مطالبون بتوقيعه محتفظين بنفس الوضع والحقوق التي تمتعوا بها باسم شركة “دلفي”. لم يقبل العمال والعاملات الأمر بفعل سوابق عدة لشركة دلفي في التعامل معهم، وبالنظر لغموض المصير الذي ينتظرهم جراء التحول الجاري بالشركة.
هكذا دخلت جماهير العمال والعاملات إضرابا مفتوحا، مع تنظيم أشكال احتجاجية يومية لمدة ثمان ساعات، ليلا ونهارا حسب أفواج العمل، أمام إدارة الشركة.
العمال والعاملات غير منظمين نقابيا، ويناقشون مجريات إضرابهم ومستجداته في التجمعات العامة المصاحبة للاحتجاج، واختاروا لتسيير إضرابهم لجنة من ستة عمال، وهم ينسقون حركتهم الإضرابية بكل فروع الشركة الخمسة، ثلاثة في طنجة والقنيطرة ومكناس. كل الفروع مضربة عن العمل وتحتج بنفس الطريقة.
يطالب العمال والعاملات بتسوية وضعهم القانوني، ومعرفة حقيقة تغيير اسم الشركة، وهل يتعلق الأمر بتفويتها أم ماذا؟ إنهم يضربون دفاعا عن أقدميتهم ومكاسبهم، وحرصا على حقوقهم.
كان جواب إدارة الشركة هو إحضار مفتش الشغل في اليوم الأول من الإضراب، دون نتيجة تذكر. وفي اليوم الثاني حضر والي جهة طنجة الحسيمة ليخبر العمال بتشكيل لجنة تمثلهم في لقاء يجمعه بهم يوم السبت 09 يونيو الجاري. وقد جرى بالفعل هذا اللقاء بحضور 10 من ممثلي العمال دون أن يسفر عن أي جديد. تهرب المسؤولون من إعطاء العمال إجابات مقنعة حول التغيير الجاري ومصيرهم. فقط إخبار العمال بأنه سيتم إرجاع الاسم القديم، أي “دلفي”، وبالفعل ثمة فيديوهات بصفحات عمال دلفي تشير لنزع لافتات الاسم الجديد “أبتيف”.


تم تحديد موعد لقاء آخر يوم الإثنين المقبل يحضره إلى جانب ممثلي العمال بفروع الشركة الخمسة والوالي، ممثل الشركة. وحاولت السلطة باجتماع اليوم إقناع العمال باستئناف العمل يوم الاثنين، لكنهم رفضوا ذلك حتى يطلعوا على نتائج اللقاء المقبل يوم الاثنين ونقاشها والحسم بخصوصها.
تبذل الشركة جهودا كبيرة لإقناع العمال باستئناف العمل يوم الاثنين، وهي تخبرهم بإرجاع الاسم القديم، وهي ترسل كل مرة من يخاطب العمال وهم معتصمون أمام الإدارة حسب أفواج العمل الثلاثة. والمضربون لا زالوا غير مقتنعين بكل ما يقال لهم، ويتساءلون بالخصوص كيف لتغيير اسم شركة يأخذ شهورا أن يعود لما كان عليه بين عشية وضحاها، بالتالي يرون في الأمر تلاعبا بهم، ويواصلون معركتهم حتى يتيقنوا من أن وضعهم لن يتغير وأن مصيرهم مضمون…
لكل هذا، لا تزال أغلبية العمال والعاملات مضربة (90 بالمائة)، وغير المضربين أغلبهم عمال جدد باسم الشركة الجديدة “أبتيف”. مع ذلك تظل علاقات العمال ببعضهم جيدة، والاحتجاج مستمر أمام إدارة الشركة 24/24 ساعة حسب ثلاث دوريات عمل: كل مجموعة 8 ساعات وهكذا دواليك. وأشكال الاحتجاج عبارة عن وقفات وتجمعات بشعارات مطلبية، وأخرى منددة بمحاولة تفويت الشركة والاجهاز على حقوق العمال. وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا مهما في تنسيق القاعدة العمالية فيما بينها بالفروع الخمسة للشركة، عبر طريقة البث المباشر للاحتجاج حسب دوريات العمل.
العمال والعاملات صامدون، ومصرون على ضمان حقوقهم، والوقت مناسب جدا ليعجلوا بتأسيس نقابتهم وتقويتها، وجعلها قوة لمواجهة أي تطورات لاحقة بملفهم. نقابة تستند لهذا الالتفاف الواسع حول المعركة الجارية وتكرس مكاسب تسييرها الديمقراطي بجعل القرار بيد التجمعات العامة للعمال والعاملات… وعليهم بخاصة أن يحرصوا وهم يؤسسون نقابتهم على ألا تطالها أمراض مستشرية بالجسد النقابي مثل تفويض القرار للمكاتب المسيرة، وعدم الرقابة على التسيير والمحاسبة…الخ.

كل الدعم لمعركة العمال والعاملات
بقلم، متضامنون

شارك المقالة

اقرأ أيضا